ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

أكتب هذه الأسطر بعد أن أمضيت قرابة الساعتين محاولا حل ما تبقى لي من مناقشات لكن لم أتمكن من ذلك بسبب أن المستر بلاك معصب اليوم وزعلان علينا

يذكرني الوضع القائم حالياً بقرية نائية في إحدى المحافظات لم يكن بها بقالة فقرر أهالي القرية جمع أموالهم ليفتحوا بقالة خاصة بهم توفر لهم ما يحتاجونه من المواد غذائية .. جمعوا الأموال وسلموها لرجل ثقة يقوم على أمر هذه البقالة .. وبالفعل تم افتتاح البقالة وتوفير ما يحتاجه أهل تلك القرية من أجبان والبان ولحوم وغيره , لاقت هذه الخطوة مباركة وابتهاجاً كبيراً من الأهالي وعمت أرجاء القرية الاحتفالات والفرح والسرور بهذا الفتح العظيم وبهذه البقالة الوحيدة في تلك القرية .

لكن هذا الفرح وهذا السرور سرعان ما انقلب إلى هم وغم وغضب على صاحب البقالة بسبب إستهتاره بأهل القرية والتعالي عليهم لعلمه بحاجتهم إلى بقالته ولثقته أن ليس في القرية بقالة غيرها -هل لاحظتم حجم القهر ؟ يتعالى عليهم وهم الذين حرموا أنفسهم ومنعوا أطفالهم وجمعوا له أموالهم ليفتح هذه البقالة ! -

مع بداية الافتتاح لهذه البقالة بدأت الاستفزازات وبدأ الغضب .. كان أهالي هذه القرية البسطاء يأتون كل يوم في الصباح الباكر ليشتروا من البقالة فلا يجدوها مفتوحة لأن صاحبها كان يحب النوم فهو لا يستيقظ إلا بعد صلاة الظهر ثم يذهب ليفتح البقالة ولساعة واحدة فقط ثم يغلقها ويذهب للغداء وتناول الكبسة وملاطفة الأطفال ومن ثم القيلولة , كان يحب النوم كثيراً , ثم يأتي بعد أن تنتهي فترة الراحة الطويلة ربما بعد المغرب وربما بعد العشاء ليفتح بقالته ساعة أخرى أو ساعتين على الأكثر ويذهب بعدها ليرتاح .

لم تكن هذه المشكلة الوحيدة إذ لو كانت لاستطاع الأهالي التغلب عليها بمعرفة وتحديد الوقت الذي يفتح فيه هذا الرجل بقالته فيتوافدون عليها .. لكن المشكلة الكبرى أن البقالة ذاتها وفي هذه الساعة أو الساعتين التي تكون فيها مفتوحة طيلة اليوم كانت تغلق بسبب أعمال الصيانة المتكررة ههههههه عمركم يا ناس شفتوا بقالة فيها كل يوم صيانة !

, رغم غضب أهل القرية من هذه التصرفات الإستفزازية المستمرة إلا أنهم تحلوا بالحكمة فالحكمة تقتضي ألا يجعل هؤلاء البسطاء أنفسهم في مواجهة مع هذا الرجل القوي ومعاتبته بقسوة وإلا فربما يخسرون البقالة برمتها فليس بعيداً أن يقوم بغلق البقالة وتشميعها بالشمع الأحمر ووضع لافتة عليها مكتوب فيها " خلاص ما فيه بقالة وطز فيكم "

لقد تحلى الأهالي بالصبر رغم تمادي هذا الرجل في حقهم ومواصلة استفزازه لهم و صبرهم هذا جعله يتمادى أكثر وأكثر فأوكل ذات مرة لأحد العمال لديه أن يخرج ورقة لكل من يتذمر من هذا النظام ومن بقالته مكتوب عليها " ما عندنا غير ما شفتم وما راح نفتح غير ساعة أو ساعتين طيلة اليوم ويمكن ما نفتح أصلاً وأعمال الصيانة مستمرة ..هذا نظامنا واللي مو عاجبه ينتف حواجبه "

ثم رسم في آخر الورقة فيس مطلع لسانه وتحت الفيس كتب "ها ها ها " !

لا أدري ربما أراد بهذا الفيس وهذه الكلمة الإمعان في السخرية من بسطاء القرية !

سيُفتح باب إذا سُد باب .......... نعم وتهون الأمور الصعاب

ويتسع العيش من بعد ما ........... تضيق المذاهب فيها الرحاب

مع الهم يُسران هون عليك ............. فلا الهم يُجدي ولا الاكتئاب

فكم ضقت ذرعاً بما هبته ............... فلم يُر من ذاك قدر يهاب

وكم بَرَد خفته من سحاب .............. فعوفيت وانجاب عنك السحاب