ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

الطفل الحكيم
في غرفةٍ رثه فوق صطح أحد المنازل ، عاشت أرملةٌ فقيرةٌ مع طفلها الصغير حياة بسيطة في ضروف صعبة فقدة تلك الأسرة الكثير ولكنها وُهبت نعمة الرضا والقناعة . كان فصل الشتاء يشكل هاجساً حيث سقوط الأمطار فالغرفة عباره عن أربعة جدران وبها باب خشبي غير أنه ليس لها سقف .
وكان قد مر على الطفل أربع سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة وضعيفة من المطر ، إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم وامتلأت سماءُ المدينة بالسحب الداكنة......ومع ساعات الليل الأولى هطَل المطرُ بغزارة على المدينة كلها الموقف العصيب !!....
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة وارتمى في أحضانها مع ثيابه المبللة . أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران وخبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر فنظر الطفل إلى أمه ضاحكاً مستبشراً وقال لأمه : (ماذا ياترى يفعل الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط المطر ؟!
لقد أدرك الصغير الحقيقة الغائبة أن الأنسان يستمتع بالموجود ويحمد الله على ماوهب ..... فهم أغنياء لأنهم يملكون باباً وغيرهم لا يملكه.

مع التحيات........