ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - قصيدة لامرأة عجوز تشكي عقوق ابنها(مؤثرة جداً جداً)......أرجو من الجميع قراءتها ونشرها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهديه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى أوجب على العباد الإحسان والبر بوالديهم، فقرن الله سبحانه حق الوالدين بحقه، فقال:ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﭼ[الإسراء: ٢٣]، وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: « أُمُّكَ ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: « ثُمَّ أُمُّكَ ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: « ثُمَّ أُمُّكَ ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: « ثُمَّ أَبُوكَ ». [البخاري ومسلم وغيرهما].
وأخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود t أنه قال:( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ r أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: « الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا ». قَالَ: قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: « بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ». قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: « الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ».
والأدلة الدالة على وجوب الإحسان إلى الوالدين وتحريم العقوق بهما كثيرة جداً في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله r.

وبعد؛ فإن هذه مقدمة في وجوب الإحسان إلى الوالدين وتحريم عقوقهما أحببت أن أقدم بها على موضوع المشاركة الأصلي، ألا وهو: قصيدة الأم الحزينة لولدها الذي عقها مرضاة لزوجته.
وهي قصيدة مملوءة ألماً وحسرة وأسى، وأثر الغبن فيها ظاهر، لاسيما وأنه غبن حاصل من أقرب الناس (الولد) -أجارانا الله وإياكم من كل سوء-.
إنها امرأة عجوز فاضت قريحتها المتألمة والمتوجعة بهذه القصيدة حينما أودعها ابنها العاق -لا أكثر الله من جنسه- في دار المسنين بأمر من الزوجة،،، حسبنا الله ونعم والوكيل.....
إنه موقف حرج -أعاذنا الله وإياكم من مثله-، كيف هو حال الأم المسكينة؟ وهي تتلقى عقوق ابنها من أجل زوجته أو غيرها، إنه المنظر المؤلم المحزن لكل من له قلب، كيف ذلك؟ وهي ربته وتعبت عليه، وسهرت لأجله، ومرضت لصحته، وتحملت المشاق من أجل سعادته، أهكذا يكون الجزاء!!!....أسأل الله رب العرش الكريم أن يرحمنا برحمته الواسعة وأن يوفقنا للبر والإحسان إلى الذين لطالما أحسنوا إلينا...نعم إنهما الأبوان...مهما أحسنا إليهما فإننا لم نوفهما حقهما...إن حقهم لعظيم جد عظيم....نسأل الله العفو والعافية.

والآن إلى القصيدة - وهي نبطية -، لكنها مؤثرة جداً جداً جداً:

يا مسـنـدي قلـبـي علــى الــــدوم يطــــــريـــــك
مـــا غبــت عـــن عينـــي وطيـــفــــك سمــــايــا
هــــذي ثـــــــلاث سنيــــن والعيــــــن تـبـكـيـــك
مــــا شــفـــت زولـــــك زايــــــر يـــــا ضـنـايـــــا
تـــــذكــــر حيـــاتــــي يـــوم أشيــلـك وأداريـك
وألاعـــبـــــك دايـــم وتــمــــشـــــي ورايــــــــــا
تــــــرقد علــــــى صــوتــي وحـضـنـي يـدفـيك
مـــــا غيـــــــرك أحـــد ســـاكـــن فـي حشـــايــــا
يــا مــــا رحـــــت أسهـــر بقــربـــك وأداريــــك
مـــا أذوق طعــــــم النــــــوم صبـــــح ومســايـــا
يـــــا مـــــا عطيــتـــك مـن حنـانـي وأبعطيك
تكبـــــر وتكبــــر بـالـعــمــــل يـــا مُنـــــــايـــــا
لكـــن خســــارة!! بعتني اليوم وش فيك؟!!
وأخلصــــت للــــزوجـــــــة وأنــــا لـــي شقـــايــا
أنـــا أدري أنـهــــا قـــاسيـــة مـــا تخـلـيـــــك
قـــالـــــت: عـجـــــوزك مــــا أبـيـهـا مـــعـــايــــا
وخـــلـيـتـنــي وســط المصحـة وأنا أرجيك!!
هـــذا جــزا المعــــروف وهـــــــذا جــــزايــــــا!!!
يــــــا لــيـتـنـي خــدّامــة بـيـن أيــاديــــــك
مــن شـــان أشـــــوفـــك كــــل يـــوم بـرضــايـــــا
مشكـــور يــا ولـيــــدي وتشـكـر مساعيــــك
وأدعــــــي لــــك الله دايــــــــم بـالهــــــدايـــــــا
حــمــــدان يــا حــمـــدان أمك توصيـك!!!
أخــاف منـــك الحـــق تـــشــــــوف الـوصــــايـــــا
أوصــيـــت دكــتــــور المصـحــة بـيـعـطـيــك
رســــــالـتـــــي وحــــروفـــــهـــــا مــــن بـــكـايـــا
وإن مـــت لا تـبـخـل عـــلــيّ بـدعـــاويـــك
واطــلـــب لــــي الغـــفــــــران هــــــذا رجــــــايــــا
وأمطـر تـراب القبر بدموع عينيك
ما عـاد ينـفـعـك الندم والنـعـايــا!!!!؟؟؟

أي والله ما عاد ينفع الندم والنعايا إذا انهل على القبر ترابه...

اللهم اجعلنا من الموفقين لبر آبائهم وأمهاتهم،،،

**************