ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

من أخطار اللسان وآفاته وأثره على الفرد والمجتمع

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن ولآه وبعد,
جعل الله تعالى اللسان وسيلة للتعبير عن النفس وخواطرها وأفكارها ، كماجعله وسيلة للتعارف والتآلف بين الناس ، وقدخصص الله اللسان للكلام ، وحدد له ماينبغي له التحدث فيه ، ألا وهو الحسن من الكلام والصدق فيما نتكلم ، الذي يؤلف القلوب ويصلح بين الناس ،ويحق الحق ويبطل الباطل واننا محاسبين على ماتنطق به ألسنتنا وجوارحنا ، وحذرنا من الكلام المذموم من الإسراف بالقول : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" [متفق عليه] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"[متفق عليه] ، كماقال صلى الله عليه وسلم: "يامعاذ ثكلتك أمك ، و هل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم ، فمن كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا ، أو يسكت عن شر ، قولوا خيرا تغنموا ، و اسكتوا عن شر تسلموا" [الألباني في السلسلة الصحيحة] كمن يسكت عن الأحمق او عند الغضب ، وحذرنا من الغيبة بذكر الشخص الغائب بما يكره ، وفي ذلك إساءة له ، وإظهاراً لعيوبه ومساوئه: قال الله تعالى:" وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِ‌هْتُمُوهُۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَۚ إِنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ رَّ‌حِيمٌ [الحجرات: 12] ، وحذرنا من النميمة ولها آثاراً اجتماعية سيئة: قال تعالى: "وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ - هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ " [القلم: 10-11] ، وحذرنا من البهتان وقد توعد الله لهم باحتمال الإثم المبين: قال تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ‌ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا" [الأحزاب:58]، وحذرنا من الكذب: وقال تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ۚ أُولَـٰئِكَ يُعْرَ‌ضُونَ عَلَىٰ رَ‌بِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَ‌بِّهِمْۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" [هود: 18] ، وقال صلى الله عليه وسلم:" من كذب علي متعمدًا ؛ فليتبوء مقعده من النار" [متفق عليه] ، وحذرنا من قول الزور: قال تعالى: "ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُ‌مَاتِ اللَّـهِ فَهُوَ خَيْرٌ‌ لَّهُ عِندَ رَ‌بِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّ‌جْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ‌ " [الحج: 30] ، وحذرنا من شهادة الزور: قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَ‌بِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرً‌ا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَاۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُواۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِ‌ضُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرً‌ا " [النساء: 135] ، وحذرنا من اليمين الغموس وهوأن يحلف الإنسان بالله كذباً ، وهو قاصداً ومتعمداً لذلك وهي من كبائر الذنوب : قال صلى الله عليه وسلم: "الكبائر: الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس" [صحيح البخاري] ، وحذر من تأليف الكلام وقد عرَّفه الرسول صلى الله عليه وسلم فتوعده بالويل ثلاث مرات لعظيم الذنب ، وماأدراك ماهو الويل؟ الويل هو: وادي يسيل من صديد أهل النار وقيحهم ، اللهم نجنا من الويل آآمين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له " الراوي: المحدث: ابن باز ، المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 74/7، خلاصة حكم المحدث: صحيح، وحذرنا من الثرثرة وكثرة الكلام فيما لايفيد والتكلف بالفصاحة ليظهر شخصيته أمام الناس وقال صلى الله عليه وسلم: " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون" ، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون ؟ قال : "المتكبرون"[ صحيح الترمذي] ، وحذرنا من الحلف بغير الله: كمن يقول: والنبي او وحياتك او ودينك او بالكعبة او بالشرف او بالعون او بجاه النبي او او بجاه الولي او برأس امك او راس ابوك وغيرها المنتشرة على ألسنة كثير من الناس والحلف نوع من التعظيم لايليق إلا بالله عزوجل الخالق سبحانه , وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهو يسير في ركب ، يحلف بأبيه ، فقال: " ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفا فليحلف بالله أوليصمت " [صحيح البخاري] ، وكفارته أن يقول لا إله إلا الله ، قال صلى الله عليه وسلم: " من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله ، ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك ، فليتصدق " [صحيح البخاري] ، وكذا الحلف على السلعة ولو بالصدق ، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحلف منفعة للسلعة ؛ ممحقة للكسب" [متفق عليه].

هذه بعض التحذيرات وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي ؛ واسأل الله العظيم رب العرش الكريم كما سأل نبينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام ربه الكريم: "وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ" [الشعراء: 84] ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .