ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - اللغة العربية المحاضره السادسه ادب بين القرنين

التصوف

التصوف ظاهره فكريه واضحه بارزه في العصر العباسي حيث دعت الظروف السيلسية الاجتماعيه الى نمو هذه الظاهره.

والصوفيه يدعون الى الخلوة والتفرغ لعبادة الله وتطهير القلب والنفس من كل ما يشغلها من امور الدنيا وغايتهم هي الحب الالهي وهو يعولون في شعرهم على الشعر الغزلي في شتى عصوره وكذلك شعر الخمر.

وقد عرف في عصر مابين القرنين شاعرين من اعظم شعراء التصوف هما ابن الاعرابي وابن الفارض وكان الشعر الصوفي يشبه الشعر الغزلي في التغني بالجمال والحنين اليه وفي كثير من الاحيان لا تستطيع التمييز بين قصيدتين احداهما يتعنى صاحبها بالحب الانساني والاخرى بالحب الالهي فقد استخدم الصوفيه لغة الحب لانهم لم يجدوا وسيلة اقدر منها في التعبير عن احوالهم.
ذلك ويرى الصوفي ان الله هو اصل كل وجود وهو الجمال الازلي المطلق,المعشوق على الحقيقة في كل جميل بل ان مايسمى بالحب الانساني ليس على الحقيقة سوى حب الهي والنفس الانسانية تشتاق الى الاتصال بالحق وتحن الى الرجوع اليه.

ولقد اعتبر الصوفيه الحب اساس الاديان جميعها يقول ابن الاعرابي:
ادين بدين الحب انى توجهت ركائبه فالحب ديني وايماني

وكانت قصائد ابن الفارض وابن الاعرابي نتيجه لوحي احوال الوجد الصوفي تزدان بجمال النظم ورقة الاسلوب واناقتهولابن الاعرابي عدة دواوين في الشعر الصوفي حيث كان يؤمن بوحدة الوجود اي ان الله هو الوجود الحقيقي.

تائية ابن الفارض:
يتحدث ابن الفارض في تائيته بلسان الصوفي الذي وصل الى مقام الاتحاد فيذكر لاصحابه عهده الاول بالحب الالهي وبعدها يسعى الى تفريج الهم عن نفسه اذيقول:
وماحل بي من محنة فهو منحه وقد سلمت من حل عقدي عزيمتي
وكل اذى في الحب منك اذا بدا جعلت له شكري مكان شكيتي

ويشير ابن الفارض الى ان الموت هو اعز امانيه فيتضرع الى الله ليسعفه به ويخلصه من الالم يقول:
فقلت لها روحي لديك وقبضها اليك ومن لي ان تكون بقبضتي
وماذا عسى ان يقال سوى قضى فلان هوى؟من لي بذا؟وهو بغيتي

وابن الفارض يستعمل لغة الاصحاب وحده الوجود في وصفه الاتحاد بالذات الالهيه المحبوبه يقول:
ووصفي اذا لم تدع باثنين وصفها وهيئتها اذ واحد نحن هيئتي

وهو يصف الفناء وهو الحال الذي تتجرد فيه النفس عن رغبتها وميولها فيتوحد جوهر النفس وباطنها ويجتمع العابد والمعبود والعاشق والمعشوق متحدين في شخصيه واحده يقول:
كلانا مصل واحد ساجد الى حقيقته بالجمع في كل سجدة
وماكان لي صلى سواي ولم تكن صلاتي لغيري في ادا كل ركعة

وقد اتصل بهذا اللون من الشعر انواعا اخرى في الدعاء والتسبيح والابتهال الى الله والمدائح النبويه.

والى جانب هذه الاغراض تحدث الشعراء عن عواطفهم الشخصيه وما مربهم من احداث الدهر وابتهجوا اذ نالوا املا في الحياة من ذلك قول الشاعر:
حنين الى الاوطان سوف يزول وقلب عن الاشواق ليس يحول
أبيت وأسراب النجوم كأنها قفل تهادى أثرهن قفول

ادعوا لي بالتوفيق :Cry111: