ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - ؛¤ّ,¸¸,عدم النضج النفسي " مشكلة لا بد من مواجهتها°`°؛¤

عــــدم النضــج النفســـي ..
مشكـلة لا بـد مـن مواجهــتها".

؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤

لا ادري لماذا جعل أطباء الأمراض العقلية وعلماء النفس يطلقون لفظ " النضج العاطفي" على
" النضج النفسي" للإنسان ، لعل السبب هو النفس تحكمها العواطف.. أو بمعنى آخر إن النفس هي
التي تحكم العواطف وتتحكم فيها.. ربما.

دعني اقل إن الإنسان يمر بمرحلتي نضج متوازيتين،نضج عقلي ، ونضج فسيولوجي، والنضج الفسيولوجي
يتقدم بخطاه الخاصة ولا يتأثر بأحداث الحياة وأحوالها في حين إن بلوغ النضج العاطفي أو النفساني أكثر
أكثر تعقيدا وخطورة لأنه يتأثر بسرعة الأحداث والأحوال، وبالطبع هناك أشخاص كثيرون لا يسير نموهم العاطفي جنبا إلى جنب مع نموهم البدني ، ومثال ذلك رجال وشباب يكون طولهم ووزنهم ونمو غددهم ومظهرهم مطابقا لأعمارهم ، ولكن نموهم العاطفي ما زال في مرحلة الطفولة ، والأمثلة على ذلك كثيرة،
الرجل الذي لا يستغني عن ارتياحه بوالديه حتى بعد أن يكون صاحب أسرة جديدة، وذلك الذي يقضي جميع أوقات فراغه مع شلته من زملاء المدرسة الابتدائي أو الإعدادي .

والزوجة التي لا تستطيع أن تجبر نفسها على مغادرة منزل والديها ولا تصدر قرارا دون استشارة أمها.. والأشخاص الذين يثورون لأتفه الأسباب ويصر كل منهم على أن يحصل على كل نزوة من نزواتهم،،

هؤلاء ما زالوا يعيشون مرحلة الطفولة النفسية التي كانت لديهم ، وقد يكون الإفراط في القلق سببا من أسباب تأخر نمو النضج النفسي ، ويبدو الإنسان في هذه الحالة كأنما يجب عليه أن يقوم بصب اهتماماته على أبعاد أدنى القلق عن نفسه كنوع من أنواع العلاج، لأن الإنسان الذي يفرط في القلق قد يستخدم ألوانا غير ناضجة من السلوك كوسيلة لحماية نفسه من ألم القلق، ويعتبر هذا السلوك ضروريا وجوهريا لنفسه ويخشى أن يتخلى عنه أو يتعلم أنواعا أخرى ناضجة السلوك، لهذا نراه يكتشف ويخترع جميع أنواع الأسباب التي يبررها لنفسه من اجل عدم تغيير حالته والبقاء بها كما هي.. وكذلك الحال بالنسبة لأي سبب أخر من أسباب عدم النضج النفسي..

المهم هو اكتشاف السبب الأساسي وعلاجه .. لأنه بدون ذلك سيظل الشخص غير الناضج نفسيا متمسكا بسلوكياته التي يعتبرها حماية له وقد يكون سبب عدم النضج النفسي.. أن الأشخاص قد حصلوا على وقاية مفرطة للغاية ضد حقائق الحياة .. ولم يتعلموا ضرورة رعاية إحساسات الآخرين واحتياجاتهم ، والغريب أن هؤلاء ينظرون إلى سلوكياتهم غير الناضجة على أنها طبيعية وعادية جدا بل يشعرون بأنهم يتعرضون لأبلغ إساءة عندما لا تتفق الظروف مع خططهم ، وعلاجهم يكون بمعرفة الطبيعة الإنسانية والعمل معها وليس ضدها..

ولا عجب إن وجدت هؤلاء يميلون إلى تجسيم الأخطار البسيطة ويشعرون بالإثم أكثر مما ينبغي حيال الأخطاء البسيطة ، كالطفل الصغير الذي يجعل الجرائم الصغيرة تبدو هائلة ومخيفة كوسيلة لإخافة نفسه حتى يسيطر على دوافعه الاجتماعية ،،

غير إنني لابد أن أشير إلى إننا جميعا في بعض الأوقات التي نتعرض فيها للضغط الشديد وعندما نشعر بان موقفا ما يتهددنا فمن المحتمل أن نقدم على سلوك اقل نضجا من نضجنا النفسي الحقيقي،
وهذا يتوقف على مدى قدرتنا على السيطرة على أنفسنا ، فمن الممكن أن يصبح بعضنا عنيدا أو اقل قدرة على تركيز اهتمامه في عمله أو يتجرد من روح الصداقة ويصبح أكثر هياجا،،

إلا إن الحقيقة التي يجب نعيها جميعا أن الأشخاص الذين سار نضجهم النفسي متناسبا مع سنهم عادة اقل تأثرا بالسلوكيات السلبية.. وغالبا ما يتمكنون من أن يحيوا حياة سعيدة متناسقة مهما كانت الظروف.

وباختصار يمكن القول بأن التغلب على عدم النضج النفسي ليس بالمحال، المهم هو معرفة السبب الحقيقي
الذي أدى إلى عدم النضج هذا ، وإذا عرف السبب بطل العجب..

..منقوال..