ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

التخاطـــــــــــر

التخاطر بتعريف بسيط هي اتصال شخصين أو روحين من خلال عقليهما مع ما بينهما من بعد مكاني أو زماني اتصال بالقوة والطاقة العقلية أو بالروح من دون واسطة الحواس الخمس بمعنى لايحتاج الى رؤيته او المحادثه معه او مشاركته الاستشارة او الاستئذان منه ، فكلنا عندنا هذا الشيء بشكل طبيعي ربما كان التخاطر هو الطريقة الوحيدة للاتصال بين الإفراد في الماضي ولكن مع التقدم والتغير تغير هذا الشيء وبدأت الحواس تظهر في التطبيق نتيجة لتعقد الحياة وازدحام ذبذبات الهواء بالخواطروالافكار المزدحمة والمعقدة ضاقت المساحات بينهما ، ولعل أكثر هذا وضوحآ ما يذكر بين شخصين يربطهما رباط عاطفي قوي من الحب أو الألفة او المودة بين بعضهما البعض كالزوج وزوجته والاب وابنه والاخ واخته والصديق والصديق والحبيب بحبيبه والزميل بزميلة، ويتم توارد الخواطر هذا في وقت حدوث حادث معين لاحدهما إما بالاشتياق او التذكر الدائم أو التمني في مشاركته معه الحياة في نطاق واحد أو الرغبة في رؤيته بشكل دائم ومن اقرب الأمثلة ما يتجلى في التوائم المتشابهة التي تمرض احداهما بمرض الأخرى على بعد مسافات شاسعة مع العلم أن كل منهما يعيش حياة مختلفة منذ الولادة أو بين اشخاص لم يستطيعوا الارتباط بالزواج مثلا نتيجة لممانعات خاصة بهما أو صديق بصديقه وشعوره بأنه تعرض لمشكلة او مرض أو ازمة ما .
فالتخاطر هنا هو انهم يركزون على نقطة معينة ولا يفكرون باي شيء ابدآ ويفسر التخاطر على انه راحة وأمان لفكرهم وطاقاتهم من خلال الاسترخاء الذهني والكثيرون ممن يدعون هذه القدرة يتوصلون لذلك بواسطة الاسترخاء الكلي للجسم والراحة التامة للعقل من خلال التركيز في الشخص الآخر ، فالاهتمام المريح الذي يصاحب جلسات التخاطر هو احد المميزات للحالات النفسية التي تصاحب سعادة الشخص التي لامثيل لها يمارسها الإنسان في حياته .
فعندما يستطيع الإنسان ان ينشئ صورة عقلية واضحة لهيئة شخص أخر وملامحه فانه ينشئ بينه وبين الآخر رابط في الوجدان والعواطف والمشاعر مباشرة مثل الرغبه الملحة في رؤيته أو التحدث معه مع العلم انه لايبنى التخاطر إلا إذا كانت هناك رؤى فكريه متمازجة نوعآ ما مع بعضهما البعض فلا يوجد بينهما أي اختلاف في المبدأ الفكري بغض النظر عن بعد المسافة بينهما مهما كانت وبعد المكان والاختلاف بالعمر مادامت هناك أفكار وتفاهم قوية بينهما فقد تتحد مع شخص فكريا أنت قي الخليج وهو في أقاصي البلاد البعيدة أو تتخاطر مع شخص مرتبط معه بالفكر والمباديء الواحده وانت مختلف معه بالعمر أو المركز أو المكانة الاجتماعية ، هذا التخاطر يتم في اثنائه اتحاد العقل والرؤية فقد يحدث التخاطر عفويا لمجرد رؤيتك لشخص ما أوإعجابك لآرائه فتتحد معه وتعجب بطريقة إلقائه الكلمة والحروف البسيطة فتنقاد له عفويا تتمازج معه في الرأي فينشأ بينكما تخاطر في لحظة تجد نفسك تفكر فيه بطريقة معينة وبلا سبب استدعى هذا التفكير وربما يكون قد مضى وقت طويل لم يخطر في أثنائه ببالك ثم إذا بك تجده أمامك في العقل بغير استئذان أو تفكير مسبق به وهذا الأسلوب من التخاطر لايوجد أي شخص في العالم لم يمر به او لم يمارسه فهي حاله طبيعية لنا جميعآ نمارسها ونتلقاها يوميآ من غير قصد نتلقى ونرسل أفكارنا لمن نحبهم ونتمناهم ونود رؤيتهم ولكن لكون طاقاتنا مليئة بالكم من الاختلافات تارة وأحيانا بالضعف فيها تارة أخرى نتوه عنها لذا نرى أننا لا نغفل عنها ونبتعد عن التخاطر ممن نريد التخاطر معهم مهما ابتعدوا وأساءوا لنا بفكرهم نتوقف عنهم ولكن نعاود كرة الامتزاج والتخاطر معهم لأننا التقينا معهم في نقطة ضوء أشرقت عقولنا للحظات وبإمكانها الاستمرار متى ما أردنا ...
مع دعائي للجميع بالسعادة ..

سي يو