ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

مايمكن أن يفعله الحب؟؟؟

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

ما يمكن أن يفعله الحب؟!

من السهل علينا أن نحب و ننسجم مع أناس جذابين،أذكياء رائعين و واضحين،لكن هناك العديد

من الناس الذين يهبنا الله حبهم و لا تنطبق عليهم المواصفات السابقة!!

هذه القصة الجميلة توضح ما يمكن أن يحدث عندما نحب شخصاً غير محبوب.

يعتبر طارق من أقل الأطفال جاذبية في صفه و أقلهم مبالاة في المدرسة كلها،يرتدي ملابس بالية

متكمشة و شعره مبعثر دائماً،وجهه جامد بلا تعابير و نظرته تائهة. عندما كانت تتحدث الآنسة فرح

إليه كان يجيب بكلمة من مقطع واحد،كان منفرداً و غير ودي.لقد كان واضحاً أنه من الصعب أن

يحبه أحد و على الرغم من ذلك كانت معلمته فرح تقول دائماً أنها تحب جميع من في الصف سواسية

على الرغم من أنها لم تكن صادقة تماماً مع نفسها. عندما كانت المعلمة تصحح ورقة طارق،كانت

تضع علامة الخطأ لا شعورياً أعلى الصفحة،أرادت أن تعرف عن طارق أكثر،فاطلعت على بياناته،

كانت البيانات تقول: الصف الأول:لدى طارق بشائر النجاح في عمله و تصرفاته،لكن وضع البيت

سيء للغاية. الصف الثاني:يمكن لطارق أن يكون أفضل،لكن أمه مريضة جداً و يتلقى الحد الأدنى

من المساعدة في البيت. الصف الثالث:طارق ولد جيد لكنه جدي كثيراً و بطيء التعلم،توفيت أمه

هذا العام. الصف الرابع:طارق بطيء جداً لكنه حسن التصرف،والده منشغل و لا يعيره اهتماماًأكبر.

جاء العيد و أحضر الأطفال الهدايا لمعلمتهم فرح،وضعوها على المكتب أمامها و تجمعوا حولها حتى

تفتح الهدايا،كانت هناك هدية من طارق!!اندهشت المعلمة من ذلك لكنه فعلها حقاً،كانت هديته ملفوفة

بورق بني و شريط لاصق،كُتب على الورقة: " إلى الآنسة فرح من طارق".و عندما فتحت المعلمة

هديتها سقط سوار مزين بحجر الراين نصف أحجاره مفقودة، و زجاجة عطر رخيص نصف ممتلئة.

بدأ الأولاد يقهقهون و يسخرون من هدية طارق،لكن الآنسة فرح أسكتتهم عندما وضعت السوار على

معصمها و رشت قليلاً من العطر،وخاطبتهم قائلة:"إن رائحتها طيبة،أليس كذلك؟" فهم الأطفال تلميح

معلمتهم و وافقوها على ذلك. في نهاية اليوم و عندما انتهى الدوام غادر الأطفال و توانى طارق في

الذهاب ثم توجه نحو معلمته قائلاً:" آنسة فرح،إن رائحتك كرائحة أمي،و يبدو سوارها جميلاً عليك،إنني

سعيد جداً لأن هديتي أعجبتك".عندما غادر طارق المكان امتلأت عيون المعلمة بالدموع سائلة الله

أن يسامحها. عندما ذهب الأطفال إلى المدرسة في اليوم التالي قابلو معلمة جديدة!! أصبحت

الآنسة فرح معلمة مختلفة،عاهدت نفسها أن تحب أطفالها و أن تقوم بأشياء تؤثر فيهم إلى الأبد و على

الأخص طلابها الضعفاء و بالتحديد طارق.

و في نهاية العام الدراسي أبدى طارق تحسناً مفاجئاً،لحق بطلاب صفه و تقدم على بعضهم.

لم تسمع الآنسة فرح أخبار طارق منذ زمن طويل، حتى تلقت ملاحظة تقول:
عزيزتي السيدة فرح:

أردت أن تكوني أول من يعلم بأنني سأتخرج الثاني على الصف- المحب طارق.
و بعد أربع سنوات تلقت ملاحظة أخرى:

عزيزتي السيدة فرح:

لقد أخبروني للتو بأني سأتخرج الأول على صفي،أردت أن تكوني أول من يعلم، لم تكن
الدراسة الجامعية سهلة،لكني أحببتها.

و بعد أربع سنوات:
عزيزتي السيدة فرح:

منذ اليوم أنا طارق هاني- الدكتور الطبيب،ما رأيك!! أردت أن تكوني أول من يعلم بأنني سأتزوج

في السابع و العشرين من الشهر القادم،و أريدك أن تحضري لتجلسي في مكان أمي الذي ستجلس

فيه لو كانت على قيد الحياة،أنت عائلتي الوحيدة فقد توفي والدي السنة الماضية.

ذهبت السيدة فرح و جلست في المكان الذي ينبغي أن تجلس فيه والدة طارق،لقد

استحقت ذلك،لأنها أعطت طارق شيئاً لا يمكن أن تنساه.

طارق و أمثاله يحتاجون للحب أيضاً،و يحتاجون للدعم و القبول و الرعاية،إنهم يحتاجون لشعورهم

بالخصوصية، فمن يعلم كيف يؤثر حبنا و اهتمامنا في حياتهم؟

تحياتي لكم