ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

التكبر: هوعزة و تعظيم يوجب رؤية النفس فوق الغير و اعتقاد المزية و الرجحان عليه، فهو يستدعى متكبراً عليه.

وكثير من الناس يخلط بين التكبر والعجب،فالعجب مجرد استعظام النفس من دون اعتبار رؤيتها فوق الغير، فالعجب سبب الكبر والكبر من نتائجه، ولكن في الحقيقة غير ذلك فالمتكبر هوذليلٌ في نفسه .

معنى التكبر: شعور الشخص بالعظمة وأن ذاته أكبر من ذات الآخرين والتعالي على الغير .

المتكبر يكون كالطير كلما على في السماء صغر في أعين الناس، و كالدخان الأسود يرتفع إلى أعلى السماء فيلوث الهواء ويعكر الجو الصافي .
يرى الشخص نفسه أنه أفضل شخص على الإطلاق لايحق لأحد أن يحدثه بطريقة لاتعجبه ولايحق لأحد أن يقاطعه في الكلام أو يخطئه ينظر للناس نظره دونية كمن يرى الناس وهو في قمة الجبل والناس في الأسفل.
قد يكون من أسباب التكبر العلو العلمي وهذا أكبر آفة وخطر .
فقدقال صلى الله عليه وسلم: (آفة العلم الخيلاء)، فهو يتعزّز بعزّ العلم ، ويستعظم نفسه، ويستحقر الناس وينظر إليهم نظره إلى البهائم ، ويتوقّع منهم الإكرام والابتداء بالسلام، ويستخدمهم ولايعتني بشأنهم، هذا فيما يتعلّق بالدنيا وأمّا في الآخرة : فبأن يرى نفسه عند الله أعلى وأفضل منهم.
ومن الأمثلة على ذلكـ :
- قد يتكبر الدكتور الفلاني على درجتــه العلمية ومكانته الاجتماعية فلايكلم إلا من على مستواه الثقافي .
- هذه الفتاة الجميله لاتتكلم إلامن طرف أنفها .
- ذاك الشاب المرفه في حياته لايصادق إلا فيمن هو بمستواه المادي .
- هذه العائلة الفلانيه لاتزوج ابنها أوابنتها إلا بمن يليق بمستواهم المادي .

كل هذه الأمور ناشئة من عقدة الحقارة للناس والنظرة الدونيه ونسوا أو تناسوا أن كلنا سواسية ولاأحد أفضل من أحد إلا بالتقوى والأخلاق الحسنه وقد يكون المتكبر يعاني من عقدة النقص في شخصيته فتراه يسد النقص عنده بتبجيل نفسه وتعظيمها ومن الممكن أن مر على أحدنا مثل هذه الشخصيه فتره لايتكلم إلا بالأنــــا ( أنـا ) فعلت و ( أنـا ) ابن فلان و ( أنـا ) على حق، وأنا وأنا..... الخ) .
فكل حديثه عن نفسه أما الآخرين لاشيء عنده ومايفعله الناس ناقص ويظهر عيب فعلهم كي لايرى أن أحداً ما أعلى منه أو أحسن منه عملاً ورأيه دوماً على صواب يهمش الآخرين من أجل إعلاء كلمته وتقديس ذاته .!
والقرآن الكريم لم يخلوا من ذكر قصص المتكبرين كفرعون وقارون الذي تكبر بسبب ثرائه الفاحش وكمًّ فرعون عندنا وكمًّ قارون لديناب وقتنا الحالي فهذا داء عظيم يجب التخلص منه وأفضل عمل أن يتذكر الإنسان نشأته وأصل خلقته وكيف كان تراب ثم نطفه ثم يموت جيفه نتنه ويكون حاله نفس حال الذي تكبر عليهم ويكفن بنفس الرداء ويذهب من الدنيا إلى الآخرة بنفس بقية البشر بل هو يكون أردئ منهم حالاً وأذل من بقية الناس

تتكبــــر ومـــاذا بعــد ؟!
تــــــذكر أن أولكـ نطفة قذرة وآخركـ جثـة نتنـة .

ولنذكر هذه القصة عن عاقبة التكبر

يحكى أن رجلاً كان يسعى بين الصفا والمروة راكباً فرساً وبين يديه العبيد والغلمان توسع له الطريق ضرباً فأثار ذلك غضب الناس وحملقوا في وجهه وكان فارع الطول واسع العينين وبع سنين رآه أحد الحجاج يتكفف الناس .
فقال له: ألست الرجل الذي كنت تحج في سنة كذا وبين يديك العبيد والخدم يوسعون لك الطريق ضرباً ؟!
قال: بلى، فقال له: فما صيرك إلى ماأرى من الفقر والذل ؟!
قال: تكبرت في مكان يتواضع فيه العظماء فأذلني الله في مكان يتعالى فيه الأذلاء .

نـســـأل الله الســـلامــة