السلام ,....:119:



الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ


حذر سماحة المفتي العام بالمملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ -

رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء من خطر التهاون بالأنظمة

والتعليمات المرورية، وما ينتج عن ذلك من مخاطر اجتماعية واقتصادية ونفسية وقال: ان من نعم الله

على العباد تلك وسائل النقل التي هيأها الله ويسرها ومن بها تفضلاً وكرماً منه قال تعالى عن بهيمة

الأنعام «وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون» والآن وقد

جاء الله بهذه الوسائل العظيمة التي سهلت للناس الاتصال وقربت البعيد ويسرت الوصول إلى الأماكن

فأصبحت تلك السيارات في يد الشباب والشيب والصغار والكبار كل يحرص على امتلاكها وقيادتها ويجد

الراحة والاستئناس ان هو قادها ولسان حاله يقول كوني أقود هذه السيارة خير من ان أحتاج إلى من

يقود بي وهذا من نعم الله وهذا ساهم في تكاثر تلك الوسيلة وتعدد أشكالها.

وقد اهتمت الدولة وفقها الله في تنظيم الطرق الداخلية ووسعتها توسعة عالية ووضعت من الطرق

الدائرية المميزة والواسعة الشيء الكثير وأوجدت إشارات المرور في كل التقاطعات بغية التنظيم

وحرصت على وضع التعليمات المحددة وسنت قوانين بعدم منح الرخص إلاّ لمن يكون قادراً على القيادة

وبعد حصوله على دورة يعبر من خلالها إلى صلاحيته للقيادة. وكذلك حرصت إدارات المرور على

طباعة كتيبات صغيرة تبين فيها النهج الذي ينبغي ان يكون عليه السائق أثناء قيادته وحرص وسائل

الإعلام في هذا الشأن ومنحه فهي تمد قائدي المركبات بالتوعية اللازمة بصفة دائمة.

وقال سماحته إننا دائماً نقرأ في الصحف اليومية تعاليم المرور وآثار المخالفات التي تنتج عن البعض

وما تخلفه من حوادث ازهقت النفوس وأوجدت الإصابات أو تلفيات في المال العام أو الخاص ففي إحدى

الصحف قبل أيام قرأنا خبراً عن المبلغ المالي الذي ينفق على اصلاح السيارات بعد الحوادث ما يزيد

عن (12 مليار) ريال يخسرها المواطنون في سبيل ما يحصل من نتائج الحوادث المرورية أيها الاخوة..

ان المسلم مأمور بأخذ السبب وقدر الله نازل على كل العباد.. ولكن كون الإنسان يأخذ بسبب النتاجة

ويحتاط لنفسه ويتقي الله فإذا خرج من بيته قال: «بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلاّ بالله يقول

له الملك جزيت وكفيت وسيتخلى عنه الشيطان ويقول كيف لي برجل قد هدي وكفي» فإذا سمى الله

وحمده وكبره والتجأ إليه فلعل ذلك سبباً لسلامته وعافيته.

وأضاف سماحته في توجيهه ان المسلم عندما يسلك الطرقات يعلم ان اخواناً له من خلفه وأمامه وكل

يطمح على ان لا يلحقه أي أذى فأنت ملتزم أن ترحم اخوانك المسلمين الذين يسيرون معك في الطريق

فالسير يجب ان يكون بهدوء وسكينة لا عجلاً ولا طيشاً فما أمكنك ان تصله في نصف ساعة اجعله في

ساعة وما تراه ينجز في ربع ساعة اجعله في نصف ساعة فإن تزيد في الوقت خيراً لك من ان لا تصل

إلى مبتغاك أو تتسبب فيها في إتلاف النفوس والأموال والممتلكات.

وأضاف سماحته يقول: إننا نرى دائماً طرقات غاية في الانتظام في السعة والتنظيم نرى سرعة من

بعض الأشاص وهذه السرعة ليست نتاج سباق لكن لشيء في نفسه خاصة أواخر الليل وهذا يؤدي إلى

حوادث مفجعة لايحكمها عقل ولا ينظمها خلق وإنما هو التهور وقلة المبالاة وعدم احترام الإنسان

لنفسه فنفسك أمانة لديك فاحذر ان تكون سبباً في هلاكها ونفوس المسلمين أمانة أحذر ان تتسبب في

ازهاقها فاتق الله في سيرك وتذكر قوله تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا

خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} فالحوادث تأتي أحياناً بالسرعة التي يرتكبها البعض وكأن الطريق ملك

له وحده ويحدث الخطر من بعض المتهورين الذين يحاولون ان يتجاوزا ما أمامهم بدون نظام ولا أدب.

وقال ان هناك أخطاراً كثيرة تحدث من بعض شبابنا هداهم الله فتراهم يخالفون الأنظمة والتعليمات

وتراهم يستخدمون الجوال أثناء القيادة أو يغلقون الطريق أمام المارة وهذا أمر لابد من التنبيه له.

فأين فكرهم فيما هم خلفهم أو أمامهم ان قيادة السيارة تحتاج إلى اناة وبصيرة بالقيادة إضافة إلى

حكمة ورفق فمهما بذل المرور من سبب وجهد وتوليه وضع للإشارات ونظم حركة المركبات، لكن لابد

من تعاون الأفراد مع هذه الجهود تعاوناً يكفل اتقاء الحوادث ويكفل عدم الاتلاف وهو مطلب إسلامي

حكيم نرجو من الله ان يوفق شبابنا إلى احترام السير والأخذ بتعاليم السير أخذاً حثيثاً لنكون بتوفيق الله

سبباً لسلامة الجميع.


والحمد لله رب العالمين،،،