عبدالله العلمي

الساعة الواحدة و43 دقيقة بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي ينهار جزء خرساني من مشروع جسر مروري تحت الإنشاء وسط مدينة الدمام. لا شيء جديدا في الأمر... تبعثرت أشلاء قتيل ونقل عدد من العمال المصابين للمستشفى. كالعادة، تطلق التصريحات المنددة والشاجبة أن المشروع قد جُمد لحين ظهور نتائج التحقيقات....

لا شيء جديدا... تعقد الاجتماعات المغلقة ويتم تشكيل فرق فنية لبحث الأسباب ولمعرفة مشكلة إجراءات السلامة التي أدت إلى الحادث.أين كانت "الفرق الفنية" المفترض أنها مسؤولة عن مراقبة تنفيذ المشروع قبل الحادث؟ أين كانت إجراءات السلامة قبل وأثناء تنفيذ المشروع؟ منظر العمال "الغلابة" وهم ينفذون المشاريع الإنشائية الحيوية الكبرى يبعث على الشفقة....

ملفات الأنفاق والجسور في المنطقة الشرقية لا تبعث على التفاؤل وخاصة بعد التراشقات بين بعض أعضاء المجلس البلدي وبين أمانة المنطقة وما تخللها من انسحابات من المجلس.
هناك أيضاً معضلة أساسيات السلامة في النفقين الأول والثاني في الدمام وما صاحبهما من جدل وتساؤلات ونقاشات وفي بعض الأحيان مواجهات في مبنى الأمانة وعلى صفحات الصحف.
سجل مشاريع الدمام حافل بالإخفاقات فهناك نفق الدمام والذي تم إغلاقه ست مرات لبحث مشاكل تصميمه وتنفيذه وترقيعه وترميمه. نعم، أقصد النفق الذي انتفخت جدرانه وظهرت انخفاضات وارتفاعات في طبقاته وتسربت المياه بداخله. وكيف لنا أن ننسى جسر ملعب الدمام وغيره من المشاريع الإنشائية المثيرة للتعجب. نريد أن نفهم هل هذه الأخطاء تصميمية أم تنفيذية؟
شُكلت اللجان الفنية وأستقدم الخبراء العالميون لاستكشاف موطن الخطأ، ومازالت الافتراضات تراوح بين لوم المقاول تارة والاستشاري أو المصمم تارة أخرى.

إلى متى تنهار الجسور وتُسَد الأنفاق في المنطقة الشرقية.... تلك الرقعة "الغالية" في أرض الوطن التي تحتوي على أكبر مخزون للنفط في الكرة الأرضية دون تحديد مسؤوليات الأخطاء؟
إلى متى نشاهد العمال الآسيويين بصندل ملون وإزار يماني ورأس مكشوف يعملون على ارتفاعات عالية في مشاريعنا الحيوية بدون التقيد بأدنى إجراءات الأمن والسلامة؟
لا شيء جديدا... يبدو أن الأمر سيظل كالجسر معلقاً مؤقتاً.... وكالنفق مظلماً ومغلقاً.