ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام (https://vb.ckfu.org/index.php)
-   منتدى كلية التربية (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=6)
-   -   أنتم عظماء أيها المعلمون (( الشيخ محمد الصفار )) (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=1064)

علي 2006- 10- 14 01:44 PM

أنتم عظماء أيها المعلمون (( الشيخ محمد الصفار ))
 
ما شعورك أيها المعلم وأنت تستيقظ من منامك وترتدي ملابسك ذاهبا إلى المدرسة؟
هناك حيث أولادنا وفلذات أكبادنا في انتظارك، يقفون أمامك في طابور الصباح، ثم يترجلون في صفوف منتظمة إلى فصولهم الدراسية، لا شك أنك تدري ما ذا تعني لهم؟ وكيف يتصورونك؟ خصوصا إذا كانوا طلابا في المرحلة الابتدائية.
إنك أيها المدرس تقضي من الوقت معهم ما لا يقضيه آباؤهم، فلا يوجد أب يجلس مع ابنه خمس ساعات في اليوم وهو يعلمه ويفيده وينميه، والوحيد الذي تتاح له هذه الفرصة هو أنت أيها المعلم مع بقية زملائك المدرسين، وهذا يعطيك من القدرة على التأثير ما قد يفقده الوالدان اتجاه أولادهم...
إنك تدرك تماما أنك مؤتمن من قبل خالقك ودولتك ومجتمعك، على أمرين مهمين وخطيرين، أولهما: عقول هؤلاء الطلاب، وثانيهما: سلوكهم وما سيكون عليه تعاملهم مع أنفسهم ومع الناس من حولهم.
فأنت إذن تقف أمام أمانة كبرى، هي أغلى من كل أموال الدنيا وثرواتها مجتمعة، وأعلى قدرا من زبرج هذه الحياة التي نرى وإياك بريقها في كل شيء، إنك مؤتمن على الإنسان لتصوغ جانبا كريما من عقله الذي خلقه الله له وأكرمه به وميزه على سائر الأحياء، وجانبا آخر وهو سلوكه الذي سيرسم صورته في محيطه الواسع مع والديه وزوجه وأسرته ومرؤوسيه ومجتمعه.
إنك لا شك تعلم أن شرف مهنة التعليم آت من كونها من مهام الرسل والأنبياء وأنك تمارس واحدة من أهم مهامهم وهي التعليم للإنسان، وقد قال تعالى:{ لَقَدء مَنَّ اللَّهُ عَلَى الءمُؤءمِنِينَ إِذء بَعَثَ فِيهِمء رَسُولاً مِنء أَنءفُسِهِمء يَتءلُوا عَلَيءهِمء آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمء وَيُعَلِّمُهُمء الءكِتَابَ وَالءحِكءمَةَ }
فكانت المنة من الله علينا أن بعث فينا من يقوم بدور التعليم لنا، وتنمية الحكمة في سلوكنا وتصرفاتنا
لقد صدق الشاعر حين قربك أيها المعلم من منزلة الرسل بقوله:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وأنت تدرك تماما أيها المعلم أنك في موقع القدوة لتلاميذك، فكل القيم والمثل والأخلاقيات التي يقرؤون عنها أو يسمعون بها ينتظرون تمثّلها فيك، من حسن الخلق إلى عفة اللسان، إلى طريقتك في الضحك والتبسم وبشاشة المُحيّا وحسن الملاقاة.
فكن مثالا للتعامل معهم بالحب قبل الصرامة، وبالبشاشة والطيب قبل التشدد والغلظة، فما أُكرم العلم ولا خُدمت المعلومة بشي أكثر من تقديمها على طبق من الخلق الراقي والتعامل الحسن والتواضع الذي يُعلي صاحب العلم ومُعلِمه.
فتلك صفات مفتاحية تليّن قلوب الطلبة وتفتح ما أغلق على عقولهم، وتقربهم من معلمهم ليكون كلامه نقشا في قلوبهم.
لله درّك أيها المعلم إذا استطعت أن تجمع بين أمرين في تعليمك لطلابك، بين وظيفتك التي تتقاضى عليها راتبا تصرفه على شؤونك ومستلزمات حياتك، وبين مسؤوليتك الدينية والأخلاقية اتجاه العلم الذي تحمله والذي يُحملك أمام الله مسؤولية تعليمه.
وتزداد مسؤوليتك أكثر أيها المعلم إذا كنت مدرسا للمواد الإسلامية الدينية (القرآن الكريم والفقه والحديث والتفسير وغيرها) لأن طلابك سيسمعون قولك ونطقك بالدين وآيات القرآن الكريم، وسنة الرسول المبعوث رحمة للعالمين وسيلحظون بموازاة ذلك سلوكك وتصرفاتك وخلقك، ومكمن الخطورة أن تُرى في أعينهم على خلاف ما تدرسهم وتعلمهم.
أنت يا معلم الدين{وهذا ما أُذكر نفسي وإياك به} تحتاج إلى الأدب والكمال والخلق الرفيع، والتدين الصادق الذي يرافق السلوك ويتحكم في العواطف ويضبط الانفعالات، كي لا تظلم ولا تجور ولا تجرح ولا تعتدي، تحت أي عذر وأي مبرر وأي سبب، فأنت هنا مدرس للعلم والدين معا.
وإذا كان من واجب بقية المدرسين أن يحببوا الطلبة للعلم ويشوقوهم له، فأنت يا معلم القرآن ومواد الدين مهمتك مضافا إلى ذلك أن تحببهم في الدين وتشوقهم إليه وتجعلهم يأنسون به وبمواده ما استطعت إلى ذلك سبيلا.ثم إن الطلبة حين ينفرون من بعض المواد فخسارتهم على جسامتها وعظمتها قليلة ومتواضعة أمام خسارتهم وخسارتنا لأولادنا إذا نفروا من الدين (لا سمح الله).
فكن قدوة تتعالى وتسمو على الصغائر في سبيل شيء واحد وهو أن يبقى دين الله كبيرا في نفوس هؤلاء الفتية.
ستلاحظ عندهم عادات ألفوها، وأفكارا مسبقة تعلموها فكن حكيما في التعامل معهم، واعتمد أُسلوب التذكير فقط اقتداء بأمر الله لرسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،{ وَذَكِّرء فَإِنَّ الذِّكءرَى تَنفَعُ الءمُؤءمِنِينَ } وقوله سبحانه{ فَذَكِّرء إِنَّمَا أَنءتَ مُذَكِّرٌ } ولا تحشر نفسك معهم في مصادمات بخشونة التعامل وقسوة المنطق، فتدفعهم للانفضاض عن الدين بل كُن كما حدثّ الله سبحانه عن نبيه بقوله{ وَلَوء كُنءتَ فَظّاً غَلِيظَ الءقَلءبِ لانءفَضُّوا مِنء حَوءلِكَ}فقد يكره أولادنا الرياضيات مثلا وينفضوا عنها أو مادة الجغرافيا ويكرهوها ، لكنه صعب علينا وخسارة لأنفسهم ولمجتمعنا أن ينفضوا عن مادة الدين ويكرهوا حصص القرآن الكريم.
إن عطاءكم أيها المدرسون مقدر ومبارك إن شاء الله، وكلنا نشهد أننا ما عرفنا القراءة والكتابة إلا بجهود أمثالكم، وما هذه المقالة إلا تذكير وإشادة بدوركم وعطائكم.

ولاية 2006- 10- 14 06:36 PM

رد: أنتم عظماء أيها المعلمون (( الشيخ محمد الصفار ))
 
مقال رائع جداً

بالفعل
انتم عظماء ايها المعلامون بل المربون بل المرشدون

بوركت اخي الكريم على النقلة الرائعة

ونترقب منك المزيد

اختك
ولاية

saahir 2006- 10- 17 05:02 PM

رد: أنتم عظماء أيها المعلمون (( الشيخ محمد الصفار ))
 
تحية طيبة

احسنت اخي العزيز

نقل موفق

تحياتي لك

علي 2006- 10- 17 05:27 PM

رد: أنتم عظماء أيها المعلمون (( الشيخ محمد الصفار ))
 
اختي ولاية

واخي ساهر


شاكر لكم مروركم الطيب والجميل

المثالية... 2006- 10- 18 07:05 PM

رد: أنتم عظماء أيها المعلمون (( الشيخ محمد الصفار ))
 
موضوع رائع


أتمنى من كل معلم ومعلمه أنهم يقرونه


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 04:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه