ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام (https://vb.ckfu.org/index.php)
-   ملتقى الفنون الأدبية (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=150)
-   -   [ شعر ] : من روائع زهديات أبي نواس (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=854829)

الآجرومي 2020- 9- 27 12:57 AM

من روائع زهديات أبي نواس
 
تحية طيبة طلابنا الأفاضل وبعد .

لطالما شكل الشاعر الماجن أبو نواس محطة لاهتمام الباحثين والنقاد بسبب شخصيته الماجنة المتمردة عن القيم والأخلاق ، والمتتبع لسيرته ومختلف المؤثرات المباشرة والغير مباشرة التي ساهمت في تكوين شخصيته الماجنة لا يعدو أن يكون انحرافا ونرجسية كما أشار العقاد حيث يرى أن الشاعر كان شخصية نموذجية " تسعى لما كان في عصرها من " فاكهة محرمة " ومن ثم فهو لم يكن يعاني من الشذوذ الجنسي ، فذلك الشذوذ ، بالنسبة للعقاد ، لا يقدم مبررا لمجمل سلوكياته ؛ وإنما ما عانى منه أبو نواس هو انحراف أكثر عمومية ، ألا وهو " النرجسية " .

لقد اتخذ الشاعر أبو نواس طابع الزهد رفيقا له في آخر أيام حياته بعد أن وهن جسمه وأنهك بسبب تبعات مجون الشباب ، وكانت أشعاره في هذا الغرض من أجمل ما يكون ، وأحببت أن أنقل لكم بعضها :

قال متغنيا بموسم الحج :

إِلَهَنَا، مَا أَعْدلَكْ

مَلِيكَ كُلِّ مَا مَلَكْ

لبَّيْكَ، قَدْ لَبَّيتُ لَكْ

لَبَّيكَ، إِنَّ الْحَمْدَ لكْ

وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكْ

وَاللَّيلَ لَمَّا أَنْ حَلَكْ

وَالسَّابِحَاتُ فِي الْفَلَكْ

عَلَى مَجَارِي الْمُنْسَلَكْ

مَا خَابَ عَبْدٌ أَمَّلَكْ

أَنْتَ لَهُ حَيْثُ سَلَكْ

لَولاكَ يَا رَبِّ هَلَكْ

كُلُّ نَبِيٍّ وَمَلَكْ

وَكُلُّ مَنْ أَهَلَّ لَكْ

سَبَّحَ أَوْ لَبَّى فَلَكْ

يَا مُخْطِئًا مَا أَغْفَلَكْ

عَجِّلْ وَبَادِرْ أَجَلَكْ

وَاخْتِمْ بِخَيْرٍ أَجَلَكْ

وَالْعِزّ لاَ شَرِيكَ لَكْ


ومن الأبيات الخادة التي قيل أنها من آخر أشعاره :

يَا رَبِّ، إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً * فَلقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ

إِنْ كَانَ لا يَرْجُوكَ إِلَّا مُحْسِنٌ * فَبِمَنْ يَلُوذُ، وَيَسْتَجِيرُ الْمُجْرِمُ

أَدْعُوكَ رَبِّ كَمَا أَمَرْتَ تَضَرُّعًا * فَإِذَا رَدَدْتَ يَدِي فَمَنْ ذَا يَرْحَمُ

مَا لِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلَّا الرَّجَا * وَجَمِيلُ عَفْوِكَ... ثُمَّ أَنِّي مُسْلِمُ


وقال أيضا :

سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الْخَلْ * قَ مِنْ ضَعِيفٍ مَهِينِ

يَسُوقُهُ مِنْ هَوَاءٍ * إِلَى قَرَارٍ مَكِينِ

فِي الْحَجْبِ شَيْئًا فَشَيْئًا * يَحُورُ دُونَ الْعُيُونِ

حَتَّى بَدَتْ حَرَكَاتٌ * مَخْلُوقَةٌ مِنْ سُكُونِ


وقال أيضا :


اَ تَفْرُغُ النَّفْسُ مِنْ شُغْلٍ بِدُنْيَاهَا * رَأَيْتُهَا لَمْ يَنَلْهَا مَنْ تَمَنَّاهَا

إِنَّا لَنَنْفسُ فِي دُنْيَا مُوَلِّيَةٍ * وَنَحْنُ قَدْ نَكْتَفِي مِنْهَا بِأَدْنَاهَا

حَذَّرْتُكَ الْكِبْرَ لاَ يَلْعَقْكَ مَيْسَمُهُ * فَإِنَّهُ مَلْبَسٌ نَازَعْتَهُ اللهَ

يَا بُؤْسَ جَلْدٍ عَلَى عَظْمٍ مُخَرَّقَةٍ * فِيهِ الخُروقُ إِذَا كَلَّمْتَهُ تَاهَ

يَرَى عَلَيْكَ بِهِ فَضْلًا يُبِينُ بِهِ * إِنْ نَالَ فِي الْعَاجِلِ السُّلْطَانَ وَالْجَاهَ

مُثْنٍ عَلَى نَفْسِهِ، رَاضٍ بِسِيرَتِهَا * كَذَبْتَ يَا خَادِمَ الدُّنْيَا وَمَولاَهَا

إِنِّي لأَمْقُتُ نَفْسِي عِنْدَ نَخْوَتِهَا * فَكَيْفَ آمنُ مَقْتَ اللهِ إِيَّاهَا

أَنْتَ اللَّئِيمُ الَّذِي لَمْ تَعْدُ هِمَّتُهُ * إِيثَارَ دُنْيا إِذَا نَادَتْهُ لَبَّاهَا

يَا رَاكِبَ الذَّنْبِ قَدْ شَابَتْ مَفَارِقُهُ * أَمَا تَخَافُ مِنَ الأَيَّامِ عُقْبَاهَا


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 02:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه