ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

يعتبر مرض " القولون العصبي ".. هو المرض الثاني من ناحية كثرة شيوعه بعد نزلات البرد. ولقد أصبح من المؤكد للأطباء أن لهذا المرض علاقة واضحة بالتوتر النفسي ، فهو " ينتقيون " الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التأقلم مع ظروفهم الحياتية ومتاعبهم اليومية ، في حين يفلت من قبضته الأفراد " المنطلقون " الأقل تعرضا للإرهاق الذهني والنفسي .. والقولون العصبي من أمراض العصر الحديث ، وأخطر مافيه " القلق ".. ويزداد القلق كلما أستمر الألم وأستمرت المضايقات حتى يتحول المريض إلى مريض مزمن لا هم له إلا مصرانه الغليظ ولا شاغل له إلا بطنه ومتاعبه . ولعل ذلك هو أهم أسباب أستمرار الأعراض وتفاقمها .. ومعظم ضحايا هذا المرض الشائه هم الأفراد من ذوي الطبع الرقيق الحساس أو الشخص الوسواس أو المفكر.

الدكتور خالد حجاب " متخصص في الأمراض الباطنية" يقول لك : إذا كنت من هؤلاء الأشخاص فأقرأ السطور التالية ..

مالمقصود بمرض القولون العصبي ؟!

ليكن معروفا للجميع أن كل أعراض هذا المرض ، ليست متعلقة بالقولون فقط. أي " الأمعاء الغليظة ".. بل إن جزءا كبيرا منها يشكل أعراضا عامة ، تعبر عن تأثر عدد كبير من أجهزة وأعضاء الجسم بالتوتر
والإنفعال.

مالفئات الأكثر إصابة بمرض القولون العصبي ؟!

أصحاب الأعمال الذهنية المصحوبة بالتوتر كالصحفيين ، والمديرين ، والمحاسبين ، والقضاة ، ورجال القانون.

وماذا عن طلبة وطالبات الجامعة ؟!

هم أيضا من الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بمرض القولون العصبي ، نتيجة للضغوط العصبية والإرهاق الذهني ، وخاصة أيام الإمتحانات.

وما الفئات التي لا يؤثر فيها مرض القولون العصبي ؟!

أصحاب الأعمال اليدوية ، العمال ، الصناع ، وبصفة عامة الفئات الأقل تعرضا للتفكير وللعمل الذهني.

وماذا عن الذين يكتمون إنفعالاتهم ؟!

هؤلاء تصيبهم تقلصات القولون العصبي أكثر من الأشخاص الذين يظهرون إنفعالاتهم ، ويبدو أن التعبير عن الغضب والانفعال أقل ضررا على الجهاز الهضمي من كتمان الانفعالات.

ما أعراض مرض القولون العصبي ؟!

هناك أعراض عامة ناشئة عن القلق النفسي ، وأعراض هضمية ناشئة عن تقلصات القولون.

ما الأعراض الناشئة عن القلق النفسي ؟!

مثل الرغبة في القيء ، فقدان الشهية ، الإحساس بالخمول ، الارهاق الجسدي ، صعوبة التنفس ، الإحساس بقوة نبضات القلب ، الصداع المزمن ، كثرة العرق ، وأحيانا ألم خفيف داخل الصدر ،
أو دوخة أثناء الوقوف ، أو عند بذا أي مجهود.

وماذا عن الأعراض الهضمية الناشئة عن تقلصات القولون؟!

مثل الشعور بألم أو مغص في أي مكان في البطن وخاصة على أحد الجانبين أو أسفل البطن ، وعادة مايدث إما إمساك أو إسهال ، ولكنهما قد يتبادلان الحدوث بالتناوب ، وكثيرا مايلاحظ المريض وجود كمية من المخاط مع البراز ، مما يجعل تفرقة المرض من نزلات الاسهال المعدية ، كالدوسنتاريا مثلا أمرا صعبا في بعض الأحوال.

وما الخطأ الذي يقع فيه مريض القولون العصبي ؟!

هناك نوع من المرضى وهم ليسوا قلة يجرون عدة تحاليل للبراز والدم ، وعدة أشعات للقولون والمعدة والأمعاء ، وعدة مناظير للمعدة والقولون ، ويصرف كل منهم الكثير من النقود على العقاقير والأبحاث
ويستمر الأمر سنوات وسنوات ولا شفاء ... والطب السليم لا يلجأ لكل هذه الدروب للوصول إلى تشخيص للقولون العصبي ، وإن كان الأمر يستلزم أولا إثبات عدم وجود أية أمراض عضوية أخرى.

إذا ما الأبحاث والتحاليل اللزمة لمريض القولون العصبي؟!

تحليل للبراز لإحتمال وجود بعض الطفيليات ، مثل الاسكارس ، والانكلستوما ، وعلاجها يتم بسرعة ، وكذلك عمل أشعة بالباريوم على المعدة والقولون والزائدة الدودية ، فقد تكون الأعراض نتيجة لوجود قرحة في المعدة أو الأثني عشر ، أو تكون نتيجة لإلتهاب مزمن بالزائدة الدودية ، وتنتهي تماما إذا أزيلت هذه الزائدة.

وهل هناك علاقة بين بعض الأطعمة ومرض القولون العصبي؟!

بالطبع.. ولابد للمريض من المراقبة الدقيقة لأنواع الأطعمة التي يشعر معها أنها تزيد من الأعراض ، فمثلا هناك بعض الناس لهم حساسية خاصة للألبان ومنتجاتها وهذه الحساسية تنتج أساسا من
وجود نقص في الأنزيم الهاضم للألبان وهو " اللاكتيز " وهذه الحالات تصاب بإسهال وغازات شديدة بعد تناول اللبن الحليب أو مشتقاته كالجبن والزبدة والقشدة ، ونادرا مايكون المريض غير واع لهذه العلاقة
بين اللبن ، وبين مايحدث من إسهال وغازات وآلام بالبطن بعد تناوله.

وهل صحيح إذا أراد مريض القولون العصبي العلاج والشفاء أن يعتدل في تناول الألياف في الطعام؟!

نعم .. هذا صحيح لأن الألياف تعتبر من أهم أسباب تهيج جدار القولون ، والألياف هي مادة السليلوز الموجودة في الطعام ، وخاصة النباتي ولايتم هضمها ، وتبقى كما هي حتى تصل إلى القولون . فالألياف تزيد من سرعة مرور الأطعمة في الأمعاء الدقيقة ، كما أنها تساعد على نمو بعض أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء والقولون ، كما أن الألياف لها قدرة أكبر على إمتصاص الماء في الأمعاء عن بقية الأطعمة ، وهذا هو السبب في زيادة عدد مرات التبرز والإسهال .. إذن على مريض القولون العصبي أن يقلل من كمية الألياف في طعامه خاصة ، إذ كان مصابا بالإسهال المزمن والغازات.

وكيف السبيل إلى علاج مريض القولون العصبي من الإمساك والإسهال المزمنين؟!

من الطرق الناجحة أن يتناول المصاب بالامساك في حالات القولون العصبي كوبا من الماء الدافىء ، الممزوج بعصير البرتقال مثلا عند الاستيقاظ صباحا ، ثم يتناول من 10 12 كوبا من الماء طوال النهار ، ثم ينظم مواعيد الوجبات ، مع القيام ببعض التمرينات الرياضية ، والامتناع تماما عن تناول الملينات ، وتناول الألياف ولكن بحساب. أما عن علاج الإسهال المزمن فيجب تجنب الالياف قدر الامكان ، مع تجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية كالألبان مثلا ، ونادرا مايحتاج الأمر إلى إعطاء أدوية.

وأخيرا.. ماذا عن علاج مريض القولون العصبي من القلق والتوتر؟!

أحيانا قد يضطر الطبيب الى استعمال بعض الادوية المهدئة للتوتر العصبي ، ولكن يجب عدم التمادي فيها ، والحقيقة أن طمأنة الطبيب للمريض أهم كثيرا من استعمال آلاف المهدئات ، والمحافظة على
التوازن الانفعالي يمكن أن تحمي الإنسان من هذا المرض ، مع مزاولة الرياضة وتخصيص وقت كاف للترفيه والرحلات والهوايات.