قل لطبيب تخطفته يد ردي عارف أدواء من أرداك ؟
قل للمريض نجى وعفي بعدما عجزت فنون الطب من عفاك ؟
قل لصحيح يموت لا من علة من بمناي يا صحيح دهاك ؟
قل لجنين يعيش معزولا بلا راع ومرعى من الذي يرعاك ؟
قل للوليد بكى وأجهش بلبكى من عند الولادة من الذي أبكاك ؟
وإذ ترى الثعبان ينفث سمه فسأله من ذا بسم حشاك !
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهدا وقل لشهد من حلاك ؟
بل سائر اللبن المصفى كيف كان بين دم وفرت من الذي صفاك ؟
وإذا رئيت الحي يخرج من حناي ميت فسأله من أحياك؟

وإذا رئيت النبت في الصحراء يربوا وحده فسأله من أرباك ؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها فسئل لهيب النار من أوراك ؟
وإذ ترى الجبل الأشم مناطحا قمم سحاب فسأله من أرساك ؟
هذه عجائب طالما أخذت بها عيناك وانفتحت لها أذناك
الله ما زكى دون سائر خلقه وإلى الهدى والنور قاد خطاك
بك أستجير ومن يجير سواك اجر ضعيف يحتمي بحماك
يا مدرك الأبصار والأبصار لا تدري له ولكله إدراك
يا غافر الذنب العظيم وقابل التوب قلب تائب نجاك ...

أهلاً بكِ ميمي السنافية

يا ربُّ إنّ الحمدَ لكْ .. ما دارَ نجمٌ في الفلَكْ
ما طارَ طيرٌ في السماءِ وما تنزّل من ملك


عدَدَ العوالِقِ والخلائقِ من وُحوشٍ أو سَمَكْ
ما كان صاحبةٌ ولا ولــدٌ ولا شُـركاءُ لـــكْ


أنزلتَ قُرآنًا عظيمًا للورى ما فيهِ شَــكْ
فتقولُ " كُن" فيكون لا بـ"لعلّ" أو بـ"على وشَكْ"


سبحانَك الأعلى القويِّ الحقِّ مالِكِ من ملَكْ
أمّا أنا فأنا الّذي دربَ المعاصي قد سلَكْ


وأنا العصيُّ أنا الضعيفُ لدى المصائبِ قد وعَكْ
ما في العيونِ من القذى والأذنُ فيها مِن سهَكْ


عبدٌ رجا عفوَ الرّحيمِ له وإلا .. قد هلَكْ !