ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - المعاهد الصحية ونهاية النفق المظلم .. الموضوع جاد هالمرة

المعاهد الصحية والنفق المظلم

سعيد السبتي
عزيزي رئيس التحرير
وصلت المعاهد الصحية الأهلية وحتى الحكومية إلى نهاية النفق المظلم الذي كانت تهرول إليه منذ سنوات طويلة بعد تصريح معالي وزير الصحة الدكتور /عبدالله الربيعة بأنه لن يتم تعيين حملة دبلوم التخصصات الصحية من المعاهد الصحية وسوف نغلق هذه المعاهد كما صرح بذلك سعادة أمين عام الهيئة السعودية للتخصصات الصحية الدكتور حسين الفريحي بأنه سيغلق 120 معهدًا صحيًا أهليًا حيث أنه لن يقبل في التعيين إلا حملة البكالوريوس في التخصصات الفنية الطبية المساعدة تمشيًا مع الرؤية العلمية الصحيحة أن من يعمل في هذا المجال يجب أن يكونوا من حملة البكالوريوس وهذه المتطلبات هي المعمول بها في معظم بلاد العالم للمحافظة على سلامة وصحة المواطنين فالمريض ليس حقل تجارب لهؤلاء الخريجين الذين لم ينالوا من التدريب سواء النظري أو العملي إلا القليل ولا شك أن لهذا القرار معارضين ومؤيدين فالمعارضون هم ملاك المعاهد الذين يهمهم بالدرجة الأولى جمع الأموال حيث لا تهمه كفاءة الطالب كما لا تهمه نوعية القدرات التي اكتسبها ذلك الطالب من خلال التدريب والحق يقال أنه لا ذنب لبعضهم فمعظم الملاك غير متخصصين والبعض الآخر منهم متخصص الا انه لا يملك من تخصصه إلا الاسم فهو مشغول تجاريًا بما هو أهم من ذلك وهي المشاريع التجارية الأخرى التي تقل أرباحها عن أرباح المعاهد المضمونة.
إن التدريب النظري أثناء الدراسة يفتقد إلى كل مقومات النجاح فمعظم المدربين (المدرسين )يفتقدون إلى الإخلاص والمهارات الفنية الأساسية بسبب عدم حصولهم على الراتب المناسب حتى أن بعضهم لا يمنح علاوة سنوية أو بسبب دكتاتورية بعض الملاك وتدخلهم في أمور فنيه لا يعرفون عنها شيئًا ولأن كثيرًا من هؤلاء المدربين تخرج من الجامعة بدرجة مقبول ولم يجبر على الدخول في اختبار التصنيف المهني الذي تقدمه الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وهي في الحقيقة تشارك في هذا الإخفاق بتساهلها وتسامحها مع هؤلاء المدرسين بالتدريب دون الحصول على شهادة التصنيف المهني وقد يكون لهذا التساهل ما يبرره لكنه في الوقت نفسه يضر بمصلحة الطالب والطالبة.
أما من ناحية التدريب العملي فحدث ولا حرج فلا تتوفر الأجهزة والمعدات المعملية المناسبة بالمعهد للتدريب وتعريف الطلبة بها كما أنهم يفتقدون الى التدريب الفصلي في المستشفيات بسبب الرسوم الباهظة ثم أن فترة الامتياز وهي ستة أشهر أصبحت فترة نقاهة واستراحة للمتدرب بسبب عدم توفر المتابعة والمراقبة من قبل المعهد اذ لا يوجد مشرف تدريب متفرغ طوال اليوم معهم والمستشفى الذي تم توقيع العقد معه لا يمنحهم الفرصة الكاملة لمزاولة التدريب الفعلي بسبب الخوف من أخطائهم ولأن المهم لدى المستشفى هو الحصول على رسوم التدريب التي يختلف مقدارها من مستشفى لآخر بسبب اختلاف كفاءة وسمعة المستشفى ولا شك أن المعاهد تبحث عن المستشفيات ذات الرسوم المتدنية حيث لا يهم المعهد كفاءة المستشفى مع ملاحظة أن المتدربين يتغيبون عن التدريب أيامًا كثيرة وفي نهاية الفترة يحصل المتدرب على تقدير ممتاز وهم في الحقيقه يفتقدون إلى معرفة أبسط الممارسات الفنية الصحيحة ولهذا ولكل تلك الأسباب بالإضافة إلى حرص الدولة أعزها الله على صحة المواطنين فقد كان قرار معالي وزير الصحه الشجاع قرارًا صائبًا لأن صحة المواطن والتعامل معه كمريض تعتبر من الأولويات وأن تمكين هذه الفئة الطبية من الحصول على تدريب متميز وهو الذي يفتقده خريجي المعاهد الصحية سواء التدريب النظري أو العملي يعتبر المحطة الأولى للارتقاء بالخدمات الصحية وتقديمها كما هو في الدول المتحضرة المتقدمة ونحن في المملكة العربية السعودية لا ينقصنا شيء في هذا المجال فالجامعات ولله الحمد أصبحت في كل منطقه والكليات المتخصصة في كل مدينة والدعم المادي والمعنوي من مقام الدولة لا حدود له وتأكد يا معالي الوزير أن المواطنين فرحون بقرار معاليكم حتى المغالطين والرافضين له فإنهم مؤمنون به حيث يمكنهم من تحويل معاهدهم إلى كليات صحية ولها شروطها الخاصة والتي لا يستطيع معظمهم توفيرها وسوف يظلون يدورون للالتفاف على النظام وأعرف أن وزارة التعليم العالي وضعت شروطًا سهلة وميسرة للحصول على الترخيص المؤقت بحيث يلتزم مالك المعهد بإكمال الاشتراطات اللازمة لبناء مقر مباني الكلية الرسمية خلال السنوات الأربع الأولى وهنا أنبه إلى أن الكثير سيلتف حول عدم تطبيق وتنفيذ المتطلبات وكأنك ( يا أبو زيد ما غزيت ) أي أن المسمى سيصبح كليه إلا أن أساليب التدريب والإمكانيات ستظل إمكانيات معهد كما كان في السابق.
سعيد بن أحمد السبتي - الدمام

المصدر جريدة اليوم

وهذا الرابط
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13263&P=10
fatooom غير متواجد حالياً رد مع اقتباس