![]() |
ملزمات التذوق الادبي
بغيت أسأل هل ملزمة التذوق الثانية نزلت لأن أنا مايفتح معي محتوى المقرر فاللي يقدر يساعدني ىحط لي الرابط وأكن لها /له من الشاكرين
سؤال ثاني هل المذاكرة من الملزمات أو من المحاضرات وشكرا مقدما |
رد: ملزمات التذوق الادبي
مشكوره وانا بعد محتاجته مايفتح معاااااااااااي انتظر من اخواتنا واخوانه يمكن احد يفيدنا .... |
رد: ملزمات التذوق الادبي
المحاضرة الثالثة عشرة موضوع المحاضرة: نص شعري من العصر العباسي أبو تمام يرثي محمد بن حُميد الطُّوسي تعريف بالشاعر أبي تمام: هو حبيب بن أوس الطائي وكنيته أبو تمام ، وقد ولد بالشام في قرية جاسم إحدى ضواحي دمشق أخذ بها تعليمه ثم سافر إلى مصر وأكمل تعليمه في جامع عمرو بن العاص وتعرض بالمديح لبعض الأمراء هناك وسافر بعدها إلى العراق وبقي به زمنا . ويُعد من أشهر شعراء العصر العباسي وصاحب مدرسة خاصة وطريق جديدة في الأداء حتى عُرف بصاحب المدرسة البديعية في الشعر العربي في مقابل الاتجاه القديم المحافظ الذي عرف شعراؤه بأصحاب عمود الشعر وقد مثل هذا الاتجاه أبو عبادة البحتري في زمن أبي تمام . وقد عالج أبو تمام كل أغراض الشعر العربي القديمة ومن أشهر كتبه بجانب ديوانه، كتاب الحماسة . نص القصيدة : 1/كذا فليجلّ الخطبُ ولُيفْدَحِِ الأمرُ فليسَ لعينٍ لم يفض ماؤها عُذر 2 /توفيتِ الآمالُ بعدَ مُحمّدٍ وأصبح في شُغلٍ عن السّفر السَّفْرُُ 3 / وما كان إلا مال من قلّ ماله وذخراً لمن أمسى وليس له ُذخر اللغة والأسلوب : يجلّ : يعظم وهو نفس معنى يُفدح بمعنى يشق ويصعب احتماله ـ السّفْر : الجماعة المسافرون . معاني الأبيات : يبدأ الشاعر قصيدته الرثائية ببيان المصيبة التي حلت بفقد هذا الرجل العظيم ليس على بني طيئ وحدهم وإنما المصاب عمّ الجميع وأصاب الحياة بتغيُر في كل شيء وانشغل المسافرون عن سفرهم، و يستغرب الشاعر في حال كل من لم يستشعر هذا المصاب الجلل ولم يذرف الدموع الغزيرة حزنا وأسفا . وقد صوره غاية كل مؤمل ومبتغى كل طالب وقد ساق كل ذلك في سياق التنكير حتى يفيد المعنى العموم دلالة على كثرة من يقصدونه من الأقارب والأباعد. الأبيات من ( 4 ـــــ 9 ) 4/ فتى كلما فاضت عيون قبيلة دما ضحكت عنه الأحاديثُ والذِّكرُ 5/ فتى ماتَ بين الضربِ والطعنِ ميتةً تقومُ مقامَ النّصر إذ فاته النّصرُ 6/ وما مات حتى مات مَضِربُ سيفهِ من الضَّربِ واعتلَّتْ عليه القنا السُّمرُ 7/ وقد كان فوتُ الموتِ سهلاً فردَّه إليه الحفاظُ المُرُّ والخلُقُ الوعْرُ 8/ ونفْسٌ تَعَافُ العارَ حتَّى كأنَّهُ هوَ الكُفْرُ يومَ الرَّوعِ أو دونه الكُفْر 9/ فأثبتَ في مُستنقعِ المَوْتِِ رجلَه وقال لها من تحتِ أخمُصكِ الحَشُْرُ معاني الأبيات : في هذا المقطع من القصيدة يفصِّل الشاعرُ صفات هذا الفارس الفقيد وبعد أن وصفه بالكرم وإعانة المحتاجين وجعله محط أنظار المؤمِّلين لا ينسى أم يذكر صفات تعذُ قرينة لصفات الكرم والشهامة وفي مقدمتها الشجاعة وبذل النفس بثبات في سبيل الحفاظ على العرض والشرف ن فهو فجُوعٌ للقبائل والجيوش في أبطالها وكثيراً ما تتحدث المجلس عن ما فعله وما اشتهر به خاصة حينما تفقد عدداً من أبطالها على يديه ، وهو رجلٌ حريص على سيرته وسيرة قبيلته من تلطخ بالعار أو الفرار والجبن وقد كان أمامه عِدة طرق للنجاة والفرار ولكنه آثر الثبات وموت الكرامة والعزة ولك أن تتخيل موفه في قلب المعركة والموت يأتيه من كل جانب : فتىً مات بين الضرب والطَّعنِ ميتةً تقوم مقام النَّصرِ إذ فاته النصرُ وهي صورة تصور البطولة حيَّة ماثلة في نفس صاحبها فقاتل حتى تثلم سيفه وانقصف رمحه فما حدَّث نفسه بالهرب أبدا: وما مات حتى مات مضربُ سيفهِ من الضّربِ واعتلَّت عليه القنا السُّمْرُ فأثبت في مُستنفع الموتِ رجله وقال لها من تحت أخمُصكِ الحشرُ الأبيات من ( 9 ــــ 14 ) 9/ تردى ثياب الموتِ حُمْراً فما دجى لها الليلُ إلا وهي من سُندُسٍ خُضْرُ 10/ كأنَّ بني نبهانَ يومَ وفاته نجومُ سماءٍ خرَّ من بينها البدرُ 11/ وأنَّى لهم صبرٌ عليه وقد مضى حتى استُشهِدا هو والصَّبرُ 12/ وقد كانت البِيْضُ المآثيرُ في الوغى بواترُ فهي الآنَ من بعده بُتْرُ 13/ أمِنْ بعْدِ طيِّ الحادثاتِ محمَّدا يكون لأثوابِ النَّدى أبداً نشرُ 14/ إذا شجراتُ العُرفِ جُزَّتْ أصولها ففي أي فرعٍ يوجدُ الورقُ النَّضرُ معاني الأبيات : يتحدَّث الشاعر في هذا المقطع عن آثار فقد هذا البطل على قبيلته التي ألبست المصيبة وعمها الحزن وغلب عليها الجزع وغاب عنها الصبر الذي جعله قرينا للبطل فقبر معه، تأكيدا على اتصافه بهذه الصفة ، ومن آثار فقده أن خلت ساحات المواجهة والعراك من بطل يجيد التصرف في فنون القتال وإدارة المعارك ، وخصَّ السيوف من بين سائر السلاح لأنَّ السيف هو سّيد السِّلاح عند العرب وهو مختبر الرجال في مواقف البطولة . ولم ينس الشاعر أن يؤكد الميتة الشريفة التي نالها هذا البطل فقد نال مقام الشهداء مدافعا عن قومه وعزته وكرامة قومه (ارجع إلى البيت : تردى ثياب الموت ...) وإلحاحا من صفة الكرم التي اشتهر بها المرثي يجد الشاعر نفسه ينساق نحوها في أكثر من موضع ولكن بطريقة في الأداء جديدة فقد طويت بموته ثياب الكرم والعطاء الجزيل ويصور المعروف والفضيلة والخير بعده كأنه أشجار ذابلة لا نضارة فيها ولا جمال . ( الأبيات15 ـ17 ) 15/ سقى الغيث غيثاً وارت الأرضُ شخصه وإن لم يكن فيه سحابٌ ولا قطرُ 16م وكيف احتمالي للسحاب صنيعه بإسقائها قبراً وفي جوفه البحرُ 17/ مضى طاهر الأثواب لم تبقَ روضةٌ غداة ثوى إلا تمنَّت أنها قبرُ يختم الشاعر مرثيته بالدعوة بالسقيا لقبر المرثي وهو تقليد شائع في الشعر العربي القديم لما بين السقيا من الطهر والتنقية والعطاء ، ويبدِ الشاعر استغرابه من قدرة السحاب الاستجابة ليسقي قبرا تضمن في جوفه بحرا من العطاء والكرم وهو أسلوب فريد عرف به أبو تمام بين شعراء العربية حتى استق لقب صاحب مدرسة البديع بمعنى الابتكار والتجديد في الشعر العربي. التذوق والتعليق العام : 1ـ أبو تمام في رثائه بصورة عامة له طريقتان تختلفان باختلاف باعث عاطفة الفقد والحزن ، فرثاؤه لخاصته وذوي قرباه زفرة حرَّى ولوعة ملؤها الأسى والتألم ، أمّأ رثاؤه للعظماء والأصدقاء والشخصيات العامة فهو لوحة فنية ملونة بملكته البديعية وقدرته التصويرية ، كما هو ظاهر في هذا النص الذي رسم فيه صورة مثالية للبطولة في شخص المرثي مما يجعل الحزن يتسرب إلى نفسك عند استشعارك لقدر المصاب واتساع الخلل الذي حدث بفقده ، ويكتمل أنموذج البطل الفقيد من خلال هذه الصفات التي يرسم الشاعر أبعادها وتفاصيلها الداخلية والخارجية. 2ـ استعان الشاعر بالألوان لتمييز المواقف وقد كان اللون الأحمر هو الطاغي بطبيعته ونصاعته، فالعيون تفيض دماً ، وقد تردى ثياب الموت حمراً ، وهو لون يشبه ميتة الفقيد( مات بين الضرب والطعن ) و ( مستنقع الموت ) .ويطغى في المشهد كذلك اللون الأخضر ليكسو القصيدة في صدرها وخاتمتها( فما دجى لها الليل إلا وهي من سندس خضر) وهي كناية عن نيله الشهادة لأن هذه الحلل السندسية هي لباس أهل الجنة ،و( وإذا شجرات العرف )و(الورق النضر ). وهناك اللون الذي يدل على القتامة والحزن مثل : ( لكفر ) (خوف العار ) ( خرَّ البدر ) و اللون البيض يظهر في و ( طهارة الأثواب ) و( الغيث والسقيا ) . 3 ـ استخدم الشاعر عدة صور بيانية مثل الاستعارة في قوله: توفيت الآمال بعد محمد و ( تردى ثياب الموت ) ، (وضحكت عنه الأحاديث والذكر ) (ومات مضرب سيفه) و(استشهاد الصبر )، و(في جوفه البحر) . كما استخدم بعض الكنايات في مثل قوله : فما دجا لها الليل إلا وهي من سندس خضر ) كناية عن نيله الشهادة وتقلبه في نعيم الجنة و( طاهر الأثواب) وهي كناية عن العفة ونقاء السيرة والبيت العاشر فيه كناية عن الحيرة والاضطراب . 4ـ وهناك حلي بديعية في النص استطاع الشاعر أن يكسوه بها دون أن تطغى على المعاني وإنما تكسب النص إيقاعا وجرسا موسيقيا يتناسب وموضوع القصيدة وبحرها الطويل فقد استخدم الطباق والمقابلة كثيرا مما يظهر الصور المتضادة بوضوح :فهو مال من قل ماله ، والعسر واليسر ، والبكاء والضحك ، والنصر وفوت النصر ، وسلبته وأعطاها ، والبواتر وبترت ، والطي والنشر . أما التجنيس أو الجناس فقد طغت إيقاعاته على النص مما يؤكد قدرة الشاعر الفنية وتلاحظه في : السَّفَر والسّفْرُ، وتقوم مقام ، مضرب والضرب ، غدا غدوة ، بواتر وبتر ، تفقد فقد ، ثوى في الثرى . وهكذا لعلك تلاحظ اكتمال عناصر التصوير وتناغم الجرس الإيقاعي الناتج من تآلف حروفها وألفاظها وتناغم جرسها وتناسب أجزائها بفضل المقابلة والتقسيم وتضاد الصور ومن خلال نظمها في بحر الطويل بإيقاعاته الممتدة وتفعيلاته التامة مما جعلها تتناسب وهذا النموذج المثالي لبطولة المرثي. ***&&&&&&&&********&&&&&&****** |
رد: ملزمات التذوق الادبي
المحاضرة الرابعة عشرة
دراسة فنية عن القصة في القرآن الكريم الغرض الديني والفني من القصة القرآنية: علينا أن نتذكر أنّ غرض القرآن الأساسي من عرض القصص هو غرض ديني يهدف لأخذ العظة والاعتبار من قصص السابقين ولبان أن نصر الله الذي وعد عباده المؤمنين آت لا محالة , ولكن هناك غرض فني مصاحب لهذا الغرض الديني هو طلب البيان والتوضيح وتوصيل المغزى من القصة بأوضح الطرق وأكثرها جلاء ووضوحاً. الخصائص الفنية للقصة في القرآن: هناك أربع خصائص فنية عامة يمكن ملاحظتها على القصة في القرآن الكريم هي : أ ـ تنوع طريقة العرض للقصة . ب ـ تنوع طريقة عرض السرّ والمفاجأة في القصة . ج ـ الفجوات بين المشاهد في القصة بذكر العناصر المهمة د ـ التصوير وبراعته في القصة. أولا ـ تنوع طريقة عرض القصة : نلاحظ أن هناك أربع طرائق لعرض القصة في القرآن وتتمثل في : ( 1 ) مرة يذكر مُلخصاً للقصة في مقدمتها ثم تذكر التفاصيل بعد ذلك بفرض التشويق ( مثال قصة أصحاب الكهف )، قال تعالى (" أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ، إذ أوى الفتية إلى الكهف ، فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لن من أمرنا رشدا، فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ، ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا "). ( 2 ) ومرة يذكر خاتمة القصة ومغزاها ثم تبدأ القصة في السرد والتفاصيل ومثال ذلك قصة موسى عليه السلام في سورة القصص.يقول تعالى ( تلك آيات الكتاب المبين ، نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الأرض ، وجعل أهلها شيعا ، يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين ... الخ الآيات ). ومثال آخر قصة يوسف عليه السلام في سورة يوسف. ( 3 ) مرة تُذكر القصة مباشرة بلا مقدمة ولا تلخيص ويكون في مفاجآتها الخاصة ما يغني ومثال ذلك قصة مريم عند ميلاد عيسى عليه السلام. وكذلك قصة سليمان عليه السلام مع النمل والهدهد. ( 4 ) ومرة يحيل القصة إلى مشاهد أقرب إلى التصوير التمثيلي المشاهد ومثال ذلك قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام عند بناء الكعبة .( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ) والمشهد الثاني ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ). ثانياً ـ تنوع طريقة عرض السرّ والمفاجأة : المتتبع لقصص القرآن يلاحظ أن هناك أربع طرق لعرض السر فيها وهي : 1 / مرة يخفي السر عن البطل وعن النظارة ويكشف لهم السر معا وفي آن واحد ومثال ذلك قصة سيدنا موسى عليه السلام مع العبد الصالح . وما هي تلك الأسرار الثلاثة ؟ 2 / ومرة يكشف السر للنظارة ويخفيه تماما عن أبطال القصة ويكون ذلك عادة في مواقف السخرية ومثال ذلك قصة أصحاب الجنة التي أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون ، فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ، فأصبحت كالصريم ، حدث ذلك وهم لا يعلمون بينما المشاهدون علموا ذلك في وقته. 3 / ومرة يكشف بعض السر للنظارة وهو خاف على البطل في موضع ، وخافٍ عن البطل والنظارة في موضع آخر. ومثال ذلك قصة نقل عرش بلقيس حيث نقل دون أن تعلم بينما كان المشاهد على علم بذلك ، ثم قصة الصرح الممرد من قوارير ظلت خافية علينا وعليها حتى علمنا حقيقتها معا في آن واحد . 4 / مرة لا يكون هناك سر خاف في القصة وإنما هناك مفاجآت متوالية ومثال ذلك قصة مريم عند ميلاد عيسى عليه السلام. ثالثا ـ الفجوات بين المشاهد : حيث يذكر في القصة القرآنية المواقف المهمة دون التفاصيل التي يتولى أمرها التفسير ويكون الغرض من هذا الحذف عادة في القصة يتمثل في أمرين أولهما الإيجاز والتركيز على العناصر المهمة في القصة والثاني ترك مجال للذهن ليملأ الفجوات وينشد نحو البحث في المشاهد المحذوفة .0( قصة موسى مع بنات شعيب ) |
رد: ملزمات التذوق الادبي
ماقصرت اخوي ان شاء الله في ميزان حساناتك ويسهل عليك دربك يارب :s12: ... |
رد: ملزمات التذوق الادبي
ماشاء الله تبارك الله
أخي محمد اليامي شكرا لسرعة استجابتك وفقك الله ورعاك |
رد: ملزمات التذوق الادبي
شكرا :119:
|
رد: ملزمات التذوق الادبي
بس تكفى ابي المحاضره ال12 الله يعطيك العافيه
|
رد: ملزمات التذوق الادبي
العفو يا خواتي
بس ترى المحاضرة الثالثة عشرة قصيدة أبو تمام يرثي محمد بن حُميد الطُّوسي القصيده ليست معنا حسب كلام الدكتور بس التعريف بالشاعر مطلوب ومهم |
رد: ملزمات التذوق الادبي
اقتباس:
اوك دقايق وانزلها |
رد: ملزمات التذوق الادبي
المحاضرة الثانية عشرة
نص رديف من الغزل العفبف لجميل بن معمر التعريف بالشاعر : هو جميل بن عبد الله بن معمر ،وقد اشتهر بجميل بُثَيْنةَ لأنه افتتن بها ، شاعر عذريّ ،رقيق الشِّعر،صادق العاطفة،تُوُفِّيَ بمصر سنة82هـ 701م. دراسة النَّصّ : الأبيات من (1 ـ 4 ) (1) ومَا زِلْتًمُ يَا بُثْنُ حتَّى لَوْ انَّنِي مِن الشَّوْقِ استبْكِي الحَمَامَ بَكَى لِيَا (2) إذَا خَدِرَتْ رِجْلِي وَقِيْلَ شِفَاؤها دُعَـاءُ حَبِيْـبٍ كُنْتِ أنْتِ دُعَائِيَا (3) وَمَا زَادَنَي الشَّوْقُ المُفَرِّقُ بَيْننَا سُلُوَّاً ولا طُـوْلُ التَّلاقِي تَقَاليا (4) ولا زَادَنِي الوَاشُونَ إلا صَبَابَةً ولا كَثْرةُ النّـَاهين إلا تَمـَادِيَا اللغة والأسلوب: التقالي :الكره والبغض ـ التمادي : المواصلة والمداومة ـ السُّلوّ : النسيان ـ الصبابة:شدة الشوق . معاني الأبيات: (1) يؤكد الشاعر حبه الباقي لمحبوبته ويقول: ما زلت يابثينة حتّى لو أنني ـ من شدة شوقي إليكم ـ أهجت الحمام وأثرته ببكائي لبكى لبكائي وحنيني . (2) ومن تعلقي بك أصبح ذكرك سبب شفائي فإذا خدرت رجلي وقيل شفاؤك أن تذكر أحب النّاس إليك دعوت باسمك استشفاء به . (3) ومهما امتدّ البعاد وتطاولت أيامه فحبّي لكِ باقٍ لا يتغير ولا يقِلُّ ، كما أنّ تلاقينا لا يضعف محبتي لك . (4) لم يزدني نشاط الوشاة للإفساد بيننا إلا شوقا لكم وتعلقا بكم ، ولم تزدني كثرة النَّاهين لي عن حبِّكم إلا تماديا واستمرارا وحصا عليك . الأبيات من ( 5 ـ 8 ) (5) وأنْتِ الَّتِي إنْ شِئْتِ كَدَّرْتِ عِيْشَتي وإنْ شِئْتِ بَعْدَ اللهِ أنْعَمْتِ بَالِيَا (6) وأنتِ الَّتي ما مِنْ صَدِيْقٍ ولا عِدىً يَرَى نِضْوَ مَا أبْقَيْتِ إلا رَثَى لِيَا (7) ألَمْ تَعْلَـمِي يَا عَذْبةَ الرِّيْـقِ أنَّني أظَلُّ إذَا لـَمْ أَلْـقَ وَجْهِكِ صَادِيَا (8) لَقَدْ خِفْتُ أنْ ألْقَى المنِيّـَةَ بَغْتَـةً وفِي النَّفْسِ حَاحَاتٌ إلَيْكِ كَمَا هِيَا اللغة والأسلوب : نضو: بقية الجسم النحيف المنهك ـ الصادي : العطشان ،يُقال رجل صديان وامرأة صَدْيَا والمقصود هن شدَة الشّوق ـ المباغتة : المفاجأة والمداهمة . معاني الأبيات : (5) بوسعك أن تتصرَفي في أحوالي ـ بعد الله ـ فتكدري حياتي ببعادك وصدودك ، وأن تجعلي حياتي هانئة وسعيدة بقربك ووصالك . (6) وما من صديق أو عدو يرى حالتي وهزالي ، إلا زرف الموع غزارا شفقة وأسىً لحاي وهذا كله بسبب معاناة حبك . (7) ألم تعلني يا حلوة الريق أنني أظل هائما ومشتاقا إذا لم أنعم بلقاك ووصالك؟ (8) وأكثر ما أخشاه أن توافيني المنية بغتة ولم أستطع أن أبثك وأصرح لك بكل ما في نفسي . التعليق والتذوق : أ ـ الشاعران قيس وجميل استخدما بحراً واحداً هو بحر الطويل . واتفقا أيضاً في حرف الروي في القصيدتين وهو الياء المطلقة . ب ـ كل من الشاعرين محبٌّ صادق في حبه قد أضناه هذا الحبُّ وبلغ الغاية في الصبابة والشوق. ج ـ كما أن الشاعرين من أئمة الغزل العذري في العصر الأموي وشعرهما صادر عن تجارب صادقة ليس فيها تكلف أو تقليد . د ـ هناك مواضع يمكن أن تقارن بينها في القصيدتين ومنها : 1ـ يقول قيس: ألا يا حَمَامَي بطن ودّان هجتما علَيَّ الهـوى لمَّا تَغَنَّيتـُما لِيَا فأبكيتماني وسط أهلي ولم أكن أُبالي دموع العين لو كنت خاليا ويقول جميل : وما زلتُمُ يابُثنُ حتى لوأنني من الشَّوْقِ استبكي الحمام بكى ليا أ ـ لقد اشتركا معاً في بكاء الحمام ولكن أيهما كان أكثر شوقا من الآخر؟ ولماذا ؟ الإجابة: لا شكّ أنَّ من بكى حقيقة خاليا ووسط أهله ـ وهو قيس ـ أشدّ شوقا ممن زعم أنه ببكائه يمكن أن يستبكي الحمام والحمام لا يحتاج لعناء حتى يجعله يبكي ! ب ـ وأيهما أجود أداءً وأحسن ألفاظا ؟ الإجابة : جميل أحسن أداء من وألفاظا لأنه أكثر إيجازا ، فقد أدى المعنى في بيت واحد وأداه قيس في بيتين 2 ـ وانظر إلى قول قيس: تمرُّ الليالي والشُّهور وتنقضي وحُبُّكِ ما يزداد إلا تماديا وقول جميل: وما زادني الشّوق المفرِّق بيننا سُلوَّا ولا طول التلاقي تقاليا أ ـ ما أثر تطاول الزمن على قيس؟ الإجابة: يزداد لها حبا ويتمادى في مودته . ب ـ ما أثر البعاد والفراق على جميل ؟ الإجابة : لا ينسى حبّها أو يغفل عنها بغيرها . ج ـ وأيّهما أكثر توفيقا في إصابة المعنى ؟ قيس أحسن توفيقا وأكثر رقة في تعبيره لأنه أثبت بقاء المودة واستمرارها ولم يخطر بباله السُّلوّ والنسيان. 3 ـ كما اتفقا في الحديث عن الوشاة : فقال قيس : ولو كان واشٍ باليمامة داره وداري بأعلى حضْرَموت اهتدى ليا وقال جميل : ولا زادني الواشون إلا صبابة ولا كثرة النّـَاهين إلا تمـاديا فكيف كانت نظرة كل منهما إلى الوشاة ؟ الإجابة : قيس ذكر نشاط الوشاة وسعيهم لإفساد المودّة بينهما دون أن يذكر لهم أثرا لا سلبا ولا إيجابا . بينما ذكر جميل سعي الوشاة ولكنهم ما زادوه إلا تعلقا بها وتشوقا إليها . 4 ـ وقد وقعا معا على معنى واحد وربما يكون ذلك من توارد الخواطر وذلك في قولهما : قول قيس : وإنّي لأخشى أن أموت فجاءة وفي النّفس حاجات إليك كما هيا وقول جميل : لقد خفت أن ألقى المنية بغتة وفي النفس حاجات إليك كما هيا فالغرض عندهما واحد ، وبينهما اتّفاق تام في الشطر الثاني ، ولكن أيهما أكثر وضوحا و أنصع بيانا في الشطر الأول ؟ الإجابة : التعبير عند جميل أكثر بيانا لأنّ المباغتة أشد وقعا على النفس وتضمن معنى المفاجأة وقد صوّر المباغتة مجسّمة تلتقيه وتسدُّ طريقه وقد استعان في ذلك بالاستعارة المكنية. 5 ـ وهناك مواضع ظهر فيها الاختلاف بينهما ،حيث انفرد كل منهما بمعنى لم يطرقه الآخر ، فانفرد قيس بقوله : وإنّي ليُثنيني لقاؤكِ كلما لقيتك يوما أن أبثّك ما بيا وانفرد جميل بقوله : ألم تعلمي يا عذبة الريق أنني أظلّ إذا لم ألقّ وجهك صاديا وقوله أيضاً : وأنت التي ما من صديقٍ ولا عِدىً يرى نِضْوَ ما أبقيتِ إلا رثى ليا 6 ـ ولك بعد هذا أن تنظر إلى قول قيس : خليليَّ إن دارت على أُمِّ مالكٍ صُروفُ الليالي فابغيا ليَ ناعِيا وإلى قول جميل : إذا خدرت رجلي وقيل شفاؤها دعاء حبيب كنت أنت دعائيا أ ـ استخلص أثر محبوبة كلّ منهما في نفسه . الإجابة : أثر ليلى على قيس أنه لا يحتمل الحياة بعدها إن أصابها مكروه .أما أثر بثينة على جميل أنه يستشفي عند خدر رجله بالدعاء باسمها ولعل قوة الأثر عند قيس أكثر وضوحاً ب ـ ومن خلال البيتين وضّح أيهما أكثر موافقة للذوق العام ؟ الإجابة : قيس أكثر موافقة للذوق العام إذ بدا أثر محبوبته عليه أشد وقعا وأقوى تأثيرا من جميل الذي ذكر استشفاءه بالدعاء باسمها . 7 ـ وازن بين قول ابن الدمينة : وقد زعموا أن المحب إذا دنا يملُّ وأنّ النأي يشفي من الوجد وبين قول جميل : وما زادني الشوق المفرق بعدكم سُلوُّا ولا طول التلاقي تقاليا من حيث الاتفاق والاختلاف بينهما ؟ الإجابة : هناك اتفاق بينهما في الحديث عن أثر البعاد والقرب من المحبوبة ولكن جميل ينفي صحة هذا الزعم الذي يقول إن البعاد يخفف الوجد والقرب يضعف المحبة ويسبب الملل. 8 ـ وقال ابن الدمينة : ألا يا صبا نجدٍ متى هِجْتِ من نجدِ لقد زادني مسراك وجداً على وجدِ أأنْ هتَفتْ ورقاءُ في رونق الضحى علَى فننٍ غضِّ النبـات من الرَّندِ بكّيتَ كمـَا يبْكي الولِيْـدُ ولم تكن جَلِيْـداً وأبديتَ الذي لم تكَُنْ تُبْدي وقال قيس : ألا يا حمامي بطن ودّان هجتما عليّ الهوى لمـّا تغنيتـما ليا فأبكيتماني وسط أهلي ولم أكن أُبالي دموع العين لو كنت خاليا وقال جميل : وما زلتم يا بثن حتى لو أنني من الشّوق أستبكي الحمام بكى ليا أ ـ وازن بين قول الشعراء الثلاثة من حيث المعنى المشترك بينهم ؟ الإجابة : ثلاثة الشعراء ذكروا وجدهم وشوقهم من خلال تصوير حالهم مع الحمائم والمشاركة بين استثارة الوجد وبكاء الحمام . ب ـ لقد أدى ابن الدمينة المعنى في ثلاثة أبيات وأداه قيس في بيتين وأداه جميل في بيت واحد .فهل لهذا أثر في الإجادة ؟ الإجابة : وجه الإجادة يتمثل في هذا الإيجاز الذي تمكن منه جميل حيث أصاب المعنى في بيت واحد . ج ـ ما نوع الاستفهام في قول ابن الدمينة : أأن هتفت ورقاء ؟ الإجابة : استفهام إنكاري . د ـ ما نوع الاستفهام في قول قيس : أمضروبة ليلى على أن أزورها ؟ الإجابة: استفهام تعجبي . هـ وما نوع الاستفهام في قول جميل : ألم تعلمي يا عذبة الريق أنني أظلّ إذا لم ألقَ وجهك صاديا الإجابة : استفهام تقريري . |
رد: ملزمات التذوق الادبي
يعطيك العافيه |
رد: ملزمات التذوق الادبي
يعطيكم العافييييييييييه :cheese:
|
رد: ملزمات التذوق الادبي
محمد مشكور
|
رد: ملزمات التذوق الادبي
السلام عليكم اخواني وخواتي انا اول مره اشارك
و محتاجه منكم خدمه ...ما باقي على الامتحان إلا اسبوع وما عندي الملزم تبع التذوق الي انذاكر منها اقصد الملزمه المرفق مع الحاضره في محتوى المقرر 9و 10و11و12 ياليت لو احد ينزله هنا اتسون فيني خير |
رد: ملزمات التذوق الادبي
اني بعد عطوني الملزمة الاولى وذكرتها باقي الثانية ضروري ابغها مادري ليش المحتوى :Cry111::Cry111: ماقدرت انزل من ولا ملزمة ولاشي بس البنات سعدوني باقي الملزمة الثانية بليييييييييييييييييز احد ينزلها
|
رد: ملزمات التذوق الادبي
حبيبتي عائشة التفاؤل هذي المحاضره التاسعه للتذوق الادبي المحاضرة التاسعة الذئب على مائدة الفرزدق تعريف بالشاعر : هو همَّام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي ، كنيته أبو فِراس ولقبه الفرزدق. وهو في الطبقة الأولى من شعراء العصر الأموي ، كان ثالث ثلاثة دوَّت شهرتهم في العصر الأموي، والآخران هما جرير والأخطل وقد عرفوا بشعراء النقائض.. ماهو شعر النقائض ؟ هو التهادي او النقد في الشعر الذي قد يكون لاذعا او فاحشا .وينظم الشاعر منه قصيده ثم يرد عليه شاعر اخر بقصيده اخرى ليبين مواطن الضعف في خصمه . ويتميَّز شعرالفرزدق بالقوة ، والجزالة حتى قال بعض النقاد القدامى : لولا الفرزدق لضاع ثلث اللغة.توفي سنة110هـ تمهيد لدراسة النص ومناسبته : يصور الشاعر في هذه الأبيات جانبا من حياته مع الحيوان ليعبِّر من خلالها عن شجاعته وشهامته وكرمه فيحكي قصة ذئب صادفه أثناء سيره ليلا وجرى حوار بينهما من طرف واحد حيث كان الشاعر يتحدث إلى الذئب مستشعراً ما يبدو عليه من رغبة في الطعام وواضعاً نصب عينيه ما عرف به الذئب من صفة الغدر . سؤال : تحدث عن أكثر الحيوانات استخداما في القصص الشعرية أو المواقف الوصفية والتشبيهية في الشعر العربي القديم .؟ الإجابة : تعرض الشاعر العربي القديم لعدد من الحيوانات منها الأليفة ومنها المتوحشة في مواقف شعرية مختلفة ولأغراض عديدة في سياق الوصف أو الفخر أو المدح أو الهجاء، وقد نالت الناقة النصيب الأوفر وقد وصف العربي القديم أدق أجزائها وفصل في أوصافها في وصفه للرحلة أو وصفه لمشاهد الكرم والإطعام عند الحاجة وشدة السنين عليهم ، وتليها في العناية والوصف الخيل التي تعد حصون العرب وملاذهم في الجاهلية والإسلام فكانت رمزاً للعزة والسيادة والشرف ، كما وصف الشاعر العربي البقر الوحشي والحمر الوحشية ووصف كلاب الصيد ، ووصف الذئاب وشبه بـالأسد وجوارح الطير، وقد حظي الأسد والذئب باهتمام العربي من بين سائر الحيوانات المفترسة . دراسة النص : (1) وأطْلَسَ عسَّالٍ وما كان صاحِبا دَعَوْتُ بِناري مُوهنـاً فأتاني (2) فَلَمَّا دنَا قُلْتُ: ادنُ دُونـَكَ إنّني وإيَّاك في زادي لمُشْتـَرِكانِ (3) فَبِتُّ أسوِّي الزَّادَ بيني وبينَهُ على ضَوْءِ نـارٍ مَرَّةً ودُخـانِ (4) فقُلْتُ لهُ لمَّا تكشَّر ضاحكاً وقائـمُ سيفي مِن يدي بِمكانِ (5) تَعَشَّ فإنْ واثقتني لا تخونُني نكُنْ مِثْل مَنْ يا ذِئبُ يصطحبان اللغة والأسلوب: الأطلس : الذئب أغبر اللون ـ العسَّال : الذي يضطرب في مشيته يمنة ويسرا وهكذا سير الذئب ـ مَوْهِنًا : ليلاً ـ أسوِّ: أُقسِّم الزاد بالتسوية . معاني الأبيات : ( 1/ 2) ربَّ ذئبٍ أغبر يضطرب في مِشيته معروف بخطورة مصاحبته ، رآني أُوقد ناري ليلا فاعتبرها دعوة لِلْقِرى فحلَّ عليَّ ضيفاً، فلما دنا مني طلبتُ منه التقدم والاقتراب مرحبا به ضيفًا يشاركني طعامي . (3) وقضيتُ تلك الليلة أُقسِّم الزاد بيني وبينه تحت ضوء النار مرَّة وفي الظلام وعتمة الدخَّان أحياناً( وهذا دليل على شجاعة الشاعر وعدم خوفه من الذئب حتى في الظلام) ( 4 / 5 ) وقلت له حينما كشَّر عن أنيابه وبدت عليه مخايل الغدر ، وأنا ممسك بمقبض سيفي بيدي : أكمل عشاءك حتى النهاية باطمئنان ، ولئن أعطيتني عهداً ألا تخونني تجدني ياذئب أخا صدق وصاحب مودة. التعليق وبيان الصور التعبيرية: أ ـ تلاحظ أنَّ الشاعر قد خلع على الذئب صفة الإنسان من بداية القصيدة ثُمَّ أخذ في محادثته في حوار من طرف واحد وسبيله لذلك الاستعارات مثل قوله:( قلتُ أدن دونك ، وتكشَّر ضاحكًا، فإن واثقتني ) وكلها استعارات مكنية قادت لما يُعرف بالتشخيص وهو خلع المعاني الإنسانية على الأشياء غير العاقلة. ب ـ ومن الصور البيانية التي استعان بها التشبيه البليغ في ( وانت امرؤ والغدر كنتما أُخيين ) والكناية في قوله:( وما كان صاحبا) كناية عن عدم التعود على ألفته و الاطمئنان لجواره وقوله ( فبتُّ أسوِّي ...الخ ) كناية حسن المعاشرة والاطمئنان لجواره ومخالطته وقوله:( وقائم سيفي من يدي بمكان) كناية عن الاستعداد والتيقظ لمواجهة الغدر. (6) وأنت امرؤٌ يا ذئبُ والغَدْرُ كُنتُمَا أُخَيَّيْنِ كانـا أُرْضِعا بِلِبانِ (7) ولو غيْرَنا نبَّهْتَ تلْتَمِسُ القِرَى أتاك بِسَهْم ٍ أو شَبَاةِ سِنـانِ (8) وكلُّ رفِقَي كلِّ رَحْلٍ وإنْ هُما تَعاطَى القَنَا قَوْماهُمَا أخوانِ اللغة والأسلوب: الشَّباة : الطرف الحاد من مقدمة الرمح ـ السنان :القطعة الحديدية التي يُطعن بها في مقدمة الرمح معاني الابيات : (6) وأنت يا ذئب معروف بالغدر وهو طبع ملازم لك متأصل في طبعك ، ولو أنك اتجهت إلى غيري تلتمس منه طعاما مثلما فعلت معي لكان نصيبك منه سهما ينشب في أحشائك أو طعنة برمح تمزِّق جسدك . (8) ولكن كل شخصين تجمع بينهما الأسفار يصيرا أخوين حتى وإن كان أهلهما في حالة احتراب واقتتال . التعليق والمناقشة : ( أ ) وفق الشاعر في بسط السياق القصصي بإيجاز لم يخل بإكمال كل نواحي البناء القصصي ، إذ صور البيئة الزمانية ممثلة في هذا الليل الهادئ المظلم وصور البيئة المكانية ممثلة في هذا المكان العراء البعيد عن الأنيس وهما يجلسان حول كومة من الحطب تشتعل نارها حيناً وتنطفئ أحيانا وعليها قطعة من الشواء اشتم الذئب رائحتها من بعيد فكانت بمثابة الدعوة التي لم يتردد في إجابتها ، فاكتملت بذلك صورة المسرح بدقة وعناية ، ولم يفته تفصيل أوصاف الشخصية الأساسية في القصة ، فوصف لونه ومشيته الواثقة وركز على صفة معنوية اشتهر بها الذئب وهي الغدر مما أكسب القصة الإحساس بالتوجس ، وفي المقابل صور الشاعر كيفية استعداده لمواجهة هذه الصفة بالحذر اللازم دون أن يظهر خوفه أو توجسه من ضيفه وإنما زاد على ذلك بأن عرض عليه صداقة مشروطة واستضافة متكررة إن تصل درجة الأخوة الواثقة إن تحلى الذئب بالوفاء وترك صفة الغدر البغيضة . ( ب ) لم ينس الشاعر أن يصف نفسه برباطة الجأش وثبات الجنان وعدم خوفه من غدر الذئب فكان لا يبالي أكنت النار متقدة أم انطفأت النار وشملهما الظلام ( على ضوء نار مرة ودخان ) . أسئلة للمناقشة : 1/ ماذا يعني بقوله : ما كان صاحباً ؟ أي انه معروف بالغدر والخيانه ومافكر احد من قبل ان يصاحبه . 2/ بماذا يمكن أن يوصف الشاعر من خلال البيتين الثاني والثالث ؟ بحسن الضيافه واستقبال ضيفه ورباطة جاشه وشجاعته مع حذره من الذئب لماعرف به من غدر 3/ ما الصفة الغالبة على الذئب ؟ وكيف أراد الشاعر أن يواجه هذه الصفة ؟ الغدر , وواجه الشاعر هذه الصفه بالكرام والاحسان والاطعام ولكن بالحذر فوق كل ذلك . 4/ صف الظرف الذي التقى فيه الشاعر الذئب؟ وقارن بين مقابلة الشاعر للذئب واستضافته وبين مقابلة الآخرين له إذا غشيهم ليلاً أو نهاراً ؟ التقيا في ارض خلاء عراء ليس فيها احد وفي ليل مظلم , وقد قابله الشار بالاكرام والاطعام بينما الناس في ذلك الوقت لايقابلون الذئب الا بالسهام والقتل . 6/صف العلاقة الاجتماعية التي تنشأ بين الأفراد من خلال السفر ؟ تكون حالة موده وتآلف وتعاون . 7 / لخص السياق القصصي الذي بنى عليه الشاعر مشاهد هذه القصة مبينا رأيك في مغزاها ومحتواها ؟ شرح الابيات وظروف النص . |
رد: ملزمات التذوق الادبي
وهذي الحاضره العاشره للتذوق العاشره نص من النثر الفني في العصر العباسيه عنوان النص : الراحة في إنجاز العمل النص اختيار من كتاب الأدب الكبير لابن المقفع تعريف بكاتب النص ـ ابن المقفع: هو الأديب الفارسيّ الأصل العربيّ الموطن والنشأة واسمه الفارسي ( رَوْزَبه بن دادَوبه ) وحينما نزل به أبوه البصرة قادما من بلاده وكان عمره أربعة عشر عاما اعتنق الإسلام وتسمّى عبد الله . وقد تلقى علومه الأولى وثقافته بالعربية والفارسية وأخذ اللغة العربية وعلومها من فصحاء البصرة وعلمائها من رواة ومحدثين وشعراء وكتاب وخالط الأعراب حتى استقام لسانه وفصح ، كما تتلمذ على إمام كتاي زمانه عبد الحميد بن يحيى الكاتب وعمل كاتباً لأصحاب السلطان من الأمويين ومن العباسسين بعدهم . أهم آثاره الأدبية : ومنزلته الادبيه : وصلنا من مؤلفاته بعض منها في مقدمتها كتاب الأدب الكبير وكتاب الأدب الصغير وفيهما يتناول أموراً أخلاقية يعتمد في علاجها على العقل والتجربة ، كما وصلنا من مؤلفاته ( رسالة الصحابة ) وقد وجهها للخليفة أبي جعفر المنصور مبينا فيها حقوق الراعي والرعية ، كما نقل إلى العربية كثيراً من آثا الفرس ولمن لم يصلنا منها إلا (كتاب كليلة ودمنة ) ويضم قصصا تجري على ألسنة الحيوان وقد ترجم إلى عدة لغات . كان ابن المقفع ذا أدب حمّ ، فسأله سائل من أدبك ؟ فقال : نفسي ، إذا رأيت من غيري حسناً أتيته ، وإن رأيت قبيحاً اجتنبته ، ويعد ابن المقفع ثاني اثنين اوجدا الكتابة الفنية في الأدب العربي والأول هو عبد الحميد الكاتب. النًصّ ( الراحة في إنجاز العمل ) : إذا تراكمت عليك الأعمال فلا تلتمس الرَّوْحَ في مدافعتها بالرّوغان منها ، فإنه لا راحة لك إلا في إصدارها ، وإنّ الصبر عليها هو الذي يخففها عنك ، والضجر هو الذي يراكمها عليك . فتعهد في نفسك خصلة قد رايتها تعتري بعض أصحاب الأعمال ، وذلك أن الرجل يكون في أمر من أمره فيرد عليه شغل آخر ، أو يأتيه شاغلٌ من الناس يكره إتيانه ، فيكدّر ذلك نفسه تكديرا يفسد ما كان فيه وما ورد عليه ، حتى لا يُحكم واحداً منهما ، فإذا ورد عليك مثل ذلك فليكن معك رأيك وعقلك اللذان بهما تختار الأمور ، ثمّ اختر أوْلى الأمرين بشغلك ، فاشتغل به حتى تفرغ منه ، ولا يعظمنّ عليك فَوْتُ ما فات وتأخير ما تأخر إذا أعملت الرأي معمله ، وجعلت شغلك في حقِّه ، واجعل لنفسك في شغلك غاية ترجو القوة والتمام عليها . التعليق والتذوق : 1 ـ عُرف ابن المقفع بالقدرة على تطويع اللغة واختيار أنصع الأساليب لتوصيل فكرته بأيسر الطرق حتى وصف أسلوبه (بالسهل الممتنع ) ويعنون بذلك أنه يخيَّل إليك تقليده بفضل سهولة أسلوبه ووضوح معانيه مع عمق الأفكار فإذا التقليد لا ينقاد إليك وتجد البون بينك وبينه بعيدا . 2 ـ جاء أسلوب النّصّ بعيدا عن التكلف والصِّنعة والتزام السجع وهو كعادته لم يهتم بالمظهر على حساب الجوهر ، كما ايتعد الكاتب عن الإيجاز المخل أو الإطناب المُمِل والتزم المساواة ، فجاءت الألفاظ على قدر المعاني . 3 ـ أما فيما يتعلق باستخدامه لحروف المعاني فقد أجاد توظيف الحروف في معانيها المناسبة لها ، فمثلاً تراه اعتمد على أحرف الشرط وأحرف الربط كثيرا فما إن تتولى إذا الشرط حتى تقوم الفاء الرابطة للجواب بإتمامه ( إذا تراكمت عليك ... فلا تلتمس ... وإذا ورد عليك ...فليكن . ) كما استعان بفاء العطف وفاء الاستئناف للربط بين الجمل أيضا مما أظهر تماسك الكلام بسببية قوية . 4 ـ أما فيما يخصّ الأفعال والأساليب فقد اعتمد في عرضه للنصائح والتوجيهات على أفعال الأمر والنهي ( تعهد ـ اختر ـ اشتغل ـ اجعل ـ لا تلتمس ـ لا يعظمنّ ) والأمر والنهي هنا يفيدان التوجيه والإرشاد لأنهما في مقام النصح العام. كما استخدم أسلوب الحصر بغرض التوكيد وتقوية الفكرة ( لا راحة إلا في إصدارها ) كما استخدم التوكيد بلام الأمر( ليكن ) ولا الناهية مع نون التوكيد ( لا يعظمنّ ) وأكد بأنّ وإنّ ( إنّ الرجل يكون ) و( وأنّه لا راحة ) إضافة إلى التوكيد بالضمير هو ( إنّ الصبر هو الذي يخففها عنك... والضجر هو الذي يراكمها عليك ) كما أكد بقد ( وتعهد في نفسك خصلة قد رايتها ) 5 ـ وابن المقفع كما هو في هذا النص وفي غيره يبدو صاحب أسلوب خاص مميّز وصاحب مدرسة قائمة بذاتها لها خصائصها المميزة في النثر العربي وقد نهج في الكتابة طريقة مبتكرة أصبحت تمثل خطاً بارزا في النثر العربي المرسل . اسئله على النص السابق : 1- مالافكار والمحاور الرئيسه التي قام عليها هذا النص , والى كم محور يمكن تقسيمه ؟ 2- اينتسب هذا النص في اسلوبه الى النثر الفني المرسل ام الى النثر المسجوع ؟ علل ؟ ج) :ينتسب الى النثر المرسل البعيد عن السجع .وقد عرف ابن المقفع بانه من اعمدة الكتابه في الادب العربي في الكتابه المرسله . 3- طغى الاسلوب الانشائي طغيانا تاما على الاسلوب الخبري في النص , وضح ذلك ؟ ج ) : الاسلوب الانشائي طغى في هذا النص على الاسلوب الخبري أي طغت صيغة الامر والنهي ومثال على ذلك ( لاتلتمس ..-تعهد ..اختر..اشتغل..اجعل..لايعظمن ....) . 3- يصف بعض الكتاب اسلوب ابن المقفع بانه سهل ممتنع ,مالمقصود بذلك في صفة الاسلوب ؟ ج ) : 1-2 من التعليق على النص |
رد: ملزمات التذوق الادبي
اما المحاضره 11 ما عندي و12 محمد ما قصر جزاه الله الف خير حطها قبلي وليت تفيدوني انا بعد ناقصني من التذوق المحاضرات 1+2+3+4+11 |
رد: ملزمات التذوق الادبي
المحاضرة الحادية عشرة
من الغزل العفيف في العصر الأموي اختيار من يائية قيس بن الملوح ( مجنون ليلى ) تعريف بالشاعر : هو قيس بن مُزاحم العامريّ ،ويقال له ابن الملوّح ، وقد لُقِّب بـ ( مجنون ليلى ) ولم يكن مجنونا ولقب بذلك لهُيامه بمحبوبته ليلى بنت سعد التي أحبَّها حبا شديدا جعله يهيم على وجهه في الصحراء مع الوحوش ،لأنَّه حُرم من الزواج بها فمات في العراء ، وهو أحد الشعراء العذريين المشهورين في العصر الأُمويَّ تُوفِيَ سنة 68هـ . دراسة النَّصّ : الأبيات من (1 ـ 4 ) (1) ألا يا حَمَامَي بَطْنِ وَدَّانَ هِجْتُما *علَيَّ الهَوَى لمَّا تَغَنَّيْـتُما لِيـّا (2) فأَبْكَيْتُمانِي وَسْطَ أهْلِي ولَمْ أكُنْ * أُبالِي دمُعَ العَيْنِ لو كُنْتُ خَالِيا (3) ألا أيُّها الرَّكْبُ اليَمَانُونَ عرِّجوا * عَلَيْنا فقَدْ أضْحَى هَوَايَ يمَانِيا (4) نُسَائلُكُمْ هَلْ سالَ نُعْمـَانُ بَعْدَنا * وحُبَّ إلَيْنا بَطْنُ نُعْمانَ وادِيا اللغة والأسلوب : بطن ودّان :موضع له فيه ذكريات ـ عرِّجوا : ميلوا ـ نعمان : واد مسمى بهذا الاسم . معاني الأبيات : (1) يخاطب الشاعر حمامتين سمعهما في بطن وادي (ودّان) ويقول لهما: لقد هيَّجتُما عليّ الهوى بتغنيكما الذي يثير الأشجان . (2) فجعلتماني أبكي وسط أهلي ،وما كنت أُبالي بالبكاء حينما أكون مُختلياً بنفسي وتهيج في نفسي الذكريات. (3) يا أيُّها القوم القادمون من جهة اليمن ميلوا نحونا فإنّنا قد أحببنا كل ماله صلة باليمن وأهله. (4) ونريد أن نُسائلكم عن مواضع ذكرياتنا وتلاقينا خاصة وادي نعمان حيث قضينا أمتع الأوقات، وليته يكون عامراً ومُخضرَّا تغشاه السحائب وتجري فيه المياه سيولا ،فله علينا ذمة وعهود علينا أن نرعاها. الأبيات من ( 5 ـ 9 ) (5) أعُـدّ الليالي لَيْلةً بعْـدَ ليْـلَةٍ وقَدْ عِشْتُ دهْـراً لا أعُـدُّ اللّيَالِيَا (6) تَمُرُّ اللَّيالِي والشُّهُورُ وتَنْقَضِي وحُبُّـكِ مَا يـَزْدادُ إلّا تَمَـادِيَا (7) خَلِيْلَيَّ إنْ دارَتْ عَلَى أُمِّ مالِكٍ صُرُوفُ اللَّيالِي فابْغِيـَا ليَ ناعِيَا (8) خَلِيْليَّ لا والله لا أمْلِكُ الَّذِي قَضَى الله في ليْلى وَلا ما قَضَى ليا (9) قَضَاهَا لِغَيري وابتَلانِي بِحُبِّها فهـلّا بشئً غَيْـرِ ليْـلَى ابْتَلانِيَا اللغة والأسلوب : تماديا :زيادة وتعمقا ـ صروف الليالي : تقلبات الليالي ومصائبها معاني الأبيات : (5) صرتُ بسبب بُعادي وأشواقي أحس الوقت يمضي بطيئاً ثقيلاً، وقد عشت وقتا ممتعا بقرب أحبابي لا أحسُّ فيه بمرور الوقت الذي أراه كان يمضي مسرعا وهكذا لحظات التلاقي لا تملّ. (6) مرّتْ شهور وليالٍ عديدة على بعادنا وحبُّك مازال متمكنا في فؤادي وما أراه يزداد مع البعاد مهما طال وقته إلا تماديا وازدياداً وتعمقاً. (7) أنا مع ليلى ( أم مالك ) بكل أحاسيسي أتألم لألمها واسعد لرضاها وسورها ولن احتمل الحياة من غيرها فإن أصابها مكروه فأقيموا عليَّ المآتم والعويل . (8) ولا تستغربا ذلك منّي فالأمر ليس بيدي حتى أتمالك نفسي وأحتمل فراقها أو مصابها، فكأنه قضاء حتميَ من الله عليّ احتماله. (9) فقد شاءت الأقدار أن تكون لغيري وأُبتلى أنا بحبِّها ، وليت ابتلائي كان بشيء غير حبها. التعليق وبيان الصور التعبيرية: أ ـ اشتمل هذا المقطع على عدد من الصور البلاغية منها: ( أعُدّ الليالي ليلة بعد ليلة ) كناية عن الشوق الشديد والشكوى من الفراق ، ( وقد عشت دهرا لا أعدّ اللياليا) كناية عن التمتع والهناء والسعادة بالتلاقي. ب ـ في البيت (6) استخدم الاستعارة المكنية ليبين أثر البعاد على حبه ( وحبك ما يزداد إلا تماديا ) وفي البيت أسلوب قصر. ج ـ فيا البيت (7) استخدم من الصور البلاغية الكناية ( أم مالك) و(صروف الليالي ) وهي كناية عن موصوف في الموضعين المقصود بالأولى محبوبته ليلى وبالثانية المصائب . د ـ يرى بعض النقاد أن في قوله ( قضاها لغيري وابتلاني بحبها ) مجافاة للذوق الأدبي إذ الواجب عليه أن لا يصرّح بأنّ حبّها في مقام الابتلاء المؤلم الذي يصعب احتماله ، كما أنّ في بقية البيت ( فهلّا بشئ غير ليلى ابتلانيا ) مجافاة للتسليم بقضاء الله وأقداره إذ ليس للإنسان أن يحتج على موضع الابتلاء بل عليه التسليم والرضا. الأبيات من ( 10 ـ 14 ) (10) أمضْرُوبةٌ ليلَى عَلَى أنْ أزُورَهَا ومُتَّخَذٌ ذَنْبـاً لَهـا أنْ تَـَرَانِيـَا (11) ولـو كانَ واشٍ باليَـمامةِ دارُهُ وَدَارِيْ بِأعْلَى حَضْرَمَوْت اهتَدَى لِيَا (12) وإنَِّي لأَخْشَى أنْ أمُوتَ فُجـاءةً وفِي النَّفْسِ حاجاتٌ إلَيـْكِ كمَا هِيَـا (13) وإنَِي لَيُثننيـني لِقـاؤُكِ كُلـَّما لَقِيـْتكِ يَـوْمَـاً أنْ أبُثَّـكِ مَا بِيَـا (14) وقـالُوا بهِ داءٌ عيَـاءٌ أصـابَهُ وقَدْ عَلِـِمَتْ نفْسِي مكـانَ دَوَائِـيَا اللغة والأسلوب: مضروبة : محجوبة ضُرِب عليها الحجاب ـ الواشي: هو الذي ينقل الأخبار الكاذبة بقصد افساد المودّة ـ يُثنيني : يردني ويمنعني ـ داء عياء : مرض يصعب علاجه . معاني الأبيات : (10) عجباً لأمر هؤلاء القوم فقد حبسوها وجعلوا على بابها حارسا لحرماني من زيارتها وعدوا من كبائر الذنوب أن تسعى لرؤيتي . (11) وما أشدَّ نشاط الوشاة الذين يسعَوْن لإفساد العلاقة بيننا حتى لو أنَّ أحدهم باليمامة وأنا بحضرموت لسعى للوصول إليَّ حرصا منه على نقل الوشايات والأكاذيب . (12 / 13) ولا أرغب في الحياة إلا لألقاها وأكون بقربها وإنِّي لأخشى أن تباغتني المنية وأنا لم ألتقيها لأبثها أشواقي، لأنّني كلمّا ألتقي بها وأُحاول أن أحكي لها ما أُعانيه في سبيل حبها ينعقد لساني وتصيبني الدهشة من حرارة الوجد عند اللقاء فلا أقول لها شيئا مما انتويت قوله . (14) والنَّاس لا يعلمون حقيقة ما أعانيه فوصفوني بالأمراض التي صعب عليهم الحصول على علاجها عند أهل الطب أو العرافين ولكني أعلم حقيقة دائي وموضع شفائي ، إنها ليلى وليس شئ آخر هي دائي ودوائي. التعليق وبيان الصور التعبيرية : أ ـ الاستفهام في البيت (10) خرج عن معناه ليفيد التعجب .والبيت(11) كناية عن نشاط الوشاة وحرصهم على إفساد العلاقة . ب ـ في قوله ( وإنِّي ليُثنيني لقاؤك ) استعارة مكنية أظهرت اللقاء بما فيه من لهفة وتشوق ينسيه ما يريد أن يبثها إياه كأنما ذلك منع وكف له . أسئلة للتذوق والمناقشة : 1ـ يقول أحد الشعراء : فما هو إلا أن أراها فُجاءةً فأبْهتُ لا عُرفٌ لديَّ ولا نُكْرُ ويقول قيس : وإنِّي ليُثنيني لقاؤكِ كلَّمـا لقيتُك يوماً أن أبثَّكِ مابيا ففيمَ اشترك الشاعران ؟ وأيهما أكثر إجادة في توضيح المعنى الذي يريده ؟ 2ـ ذكر الشاعر في البيت الثاني أنه لم يكن يبالي دموع العين ، فلماذا في رأيك نصّ على العين مع أنه ليس هناك دموع لغير العين؟ 3ـ ما قيمة التعبير بقوله نُسائلكم ؟ 4ـ يلاحظ أن ألفاظ هذه القصيدة سهلة وأسلوبها سلس منساب فبأي شيء يمكن أن تفسر ذلك؟ 5ـ ما المعنى المفهوم من قوله:أعُدُّ الليالي ليلة بعد ليلة ؟ 6ـ ماذا ترى في علاقة كل من الشاعر وليلى بوادي نعمان ؟ ************** ************** |
رد: ملزمات التذوق الادبي
هذي ملزمة التذوق الاولى من عند الاخت لاتحزني جزاها الله خير
ملزمة التذوق الأدبي من أكثر الكلمات دورانا على ألسنة النقاد كلمة الذوق وذلك لشدة اتصالها بما يصدرون من أحكام ، باعتبار أن الذوق هو الفيصل في وصف الأدب سواء أكانت نتيجة التذوق والتأثر ثابتة أم متغيرة بتغير الأزمان والبيئات . ولأهمية الذوق في التعامل مع النصوص الأدبية ونقدها نحاول فيما يلي من الصفحات أن نتعرض لبعض جوانبه التي لا غنى عنه في التعرف عليه . تعريفه اللغوي : في المحيط : ذاقه ذوقا وذوقانا ومذاقة اختبر طعمه ، وتذوقه ذاقه مرة بعد مرة . وفي المنجد : الذوق ملكة تدرك بها الطعوم ، والذوق الطبع ، يقال هو حسن الذوق للشعر أي مطبوع عليه . ويقول ابن خلدون في مقدمته بعد تفسير الذوق بأنه حصول ملكة البلاغة للسان : " واستعير لهذه الملكة ، عندما ترسخ وتستقر اسم الذوق الذي اصطلح عليه أهل صناعة البيان وإنما هو موضوع لإدراك الطعوم ، ولكن لما كان محل هذه الملكة في اللسان من حيث النطق بالكلام كما هو لإدراك الطعوم استعير لها اسمه ، وأيضا فهو وجداني للسان كما أن الطعوم محسوسة له فقيل له ذوق " . ومعنى هذا أن الذوق في معناه الحسي الأول علاج الأشياء باللسان لتعرف طعمها ، ويتبع ذلك الدلالة على ثمرة الذوق من حلاوة أو ملوحة أو مرارة أو حموضة ثم النفور من الأشياء أو الاطمئنان إليها ، فهنا مقدمة وحكم وعمل . وانتقلت الكلمة بعد ذلك إلى علاج الأشياء بالنفس لتعرف خواصها الجميلة أو الذميمة كحسن الألوان وتناسبها وجمال الألفاظ وبلاغتها وروعة الأنغام واتساقها ، وعكس ذلك ، وبهذا دخلت دائرة الفنون الجميلة لتدل على هذه الملكة المكتسبة أو الموهوبة التي تدرك ما في الآثار الفنية من كمال وجمال أو نقص ودمامة ، وكانت في الأدب لتدرك حسن التعبير اللغوي أو قصوره فتمهد بذلك للحكم السديد والتفسير الواضح الصحيح . تعريفه الاصطلاحي : تعددت التعريفات لتحديد معنى التذوق تحديداً دقيقاً ، وقد دارت تلك التعريفات حول معانٍ متقاربة وإن اختلفت في بعض جزئياتها ، ويمكن حصرها في هذه المحاور : ا ـ التذوق ملكةٌ أو حاسة فنية يتمتع بها أصحاب الفطرة السليمة ب ـ التذوق الفهم الدقيق المتكامل لعناصر النص الأدبي ج ـ أو هو استجابة وجدانية تحسن الحكم على النص الأدبي بعد فهمه د ـ أو هو تقدير العمل الأدبي تقديرا سليماً وخلاصة هذه التعريفات أنها تُجمع على أن الذوق ( التذوق ) هو ملكة يقدَّر بها الأثر الفني أو هو ذلك الاستعداد الفطري أو المكتسب الذي نقدر به على تقدير الجمال والاستمتاع به ومحاكاته بقدر ما نستطيع في أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا . سؤال : متى بدأ مفهوم التذوق في التراث الأدبي العربي ؟ كانت بدايات التذوق في الأدب العربي متزامنة مع ظهور الأدب لأنها كانت تحمل معنى كلمة النقد والتقييم للنص الأدبي لأنَّ مفهوم النقد الأدبي القديم في بداياته في العصر الجاهلي كان يعتمد على الفطرة السليمة والذوق الخاص أو العام حيث لم تكن هناك معايير نقدية معروفة ولا تعليلات للأحكام النقدية، ومن أمثلة تلك المواقف النقدية التي اعتمدت على ذوق أصحابها : 1ـ ما يروى عن علقمة الفحل أنه حينما نزل مكة في أحد المواسم وأنشد قريشاً قصيدته التي مطلعها : هل ما علمتَ وما استُودعْتَ مكتُومُ أم حبلُها إذ نَأَتْكَ اليومَ مصْرومُ فقالوا: هذه سمط الدهر ، وحينما أنشدهم في العام التالي قصيدته: طحَا بك قلبٌ في الحسان طروبُ بُعيد الشباب عصر حان مشيبُ قالوا هاتان سِمطا الدهر ، دون تفصيل ولا تعليل. 2 ـ هناك عدد من الشعراء الجاهليين عُرفوا بتجويدهم لأشعارهم وكانوا يعكفون عليها بالنظر والمراجعة والتنقيح واعتمادهم في ذلك على ذوقهم الشخصي ، ومن هؤلاء زهير بن أبي سُلمى وأوس بن حجر وغيرهم . 3ـ أمّا في صدر الإسلام الأول حيث بداية تنزل القرآن ووقوف الناس بذوقهم وفطرتهم السليمة فيه على أشياء لم يعهدوها في كلام العرب من قبل، وليس أدل عللا ذلك من موقف الوليد بن المغيرة من القرآن ، وهو مشرك، ولكنه وجد للقرآن في نفسه وقعاً لم يعهده ، فقال لقريشٍ حينما طلبوا منه أن يقول في القرآن قولاً: " ما منكم رجل أعرف بكلام العرب وأشعارها مني ، فقد عرفت رجزه وهزجه ومقبوضه و مبسوطه ، فوالله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ، وإن لقوله لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يُعلى " وقد كان للنقاد الأوائل حظ السبق في العناية بقضية التذوق ،مثل ابن سلام الجمحي ، والجاحظ ، وابن قتيبة وابن طباطبا . أما في الأداب الغربية فقد كانت العناية بقضية الذوق متأخرة ، حيث لم تظهر العناية بالتذوق إلا بعد منتصف القرن السابع عشر الميلادي عند أمثال ( دريدن ) Dridan وقد كان لـ( أديسون ) الفضل في لفت الأنظار والتنبيه إليه. مفهوم الذوق عند بعض الأعلام القدماء والمعاصرين: عند ابن خلدون :هو حصول ملكة البلاغة للسان ، وهذه الملكة إنما تحصل بممارسة كلام العرب وتكرره على السمع ، والتفطن لخواص تركيبه، وليست تحصل بمعرفة القوانين العلمية (الذوق لايمكن تعلمه ) عند شوقي ضيف : هو ملكة تنشأ من طول الإكباب على قراءة الشعر وآثار الأدباء في القديم والحديث ،بحيث تصبح استجابة صاحبها لما يقرأ استجابة صحيحة. * عرفه احد الغربيين هو ( فرانك مارسيلا ) بأنه قدرة الطالب على تحليل النصوص والمهارات اللغوية بوجه عام ويتطلب هذا التحليل التدرب على أربع مهام هي: أ/ فهم النص الأدبي فهما جيدا . ب/ مقارنة النص بأشباهه ونظرائه. ح/ كتابة انطباعات عن النص . د/ كتابة مقال تقييمي مفصل عن النص. علاقة التذوق بالنقد الأدبي : التذوق والنقد متداخلان مكملان لبعضهما فليس هناك نقد صحيح دون تذوق سليم ولا تذوق دون نقد صحيح بناء، فالتذوق يأتي أولا ثم يعقبه تحليل النص لعناصره التي تقود لإصدار الحكم النقدي . أهمية التذوق : تتجه الأمم والشعوب في العصر الحديث إلى تنمية الذوق بشتى الوسائل باعتبار الذوق الرفيع يعد عنوانا للرقي والتقدم ، فليست المقاييس العمرانية والصناعية ببعيدة عن الذوق وإنما يعد الذوق عاملا أساسيا فيها . والتذوق الصحيح للأدب يقود لغايته المنشودة وهي تهذيب الشعور والأخلاق ةتنقية النفس ولذا كانت تنمية الذوق هي الغاية الأولى في تدريس الأدب والعمل الأدبي رسالة يجب أن يحسن فهمها ، والمبدع يمثل له الذوق أهمية قصوى بوصفه أول المتذوقين لعمله ، أما المتلقي فتذوق النص الأدبي فيجعله يدرك الغاية منه وصاحب الذوق السليم يستطيع تقدير الآثار الأدبية والفنية وإدراك ما في الكون من تناسق وتناسب . عناصره : ليس الذوق ملكة بسيطة كما قد يظن البعض ، ولكنه مزيج من العاطفة ، والعقل ، والحس ، وربما كانت العاطفة أهم عناصره وأوسعها سلطانا في تكوينه ومظاهره وأحكامه . وتكون الذوق من هذه العناصر من أسباب اختلافه باختلاف الأفراد ، فمن النادر أو المستحيل أن تجد اثنين يتفقان فيما يصيبان من هذه العناصر كيفا وكما ، وكان لذلك مظاهره في نقد الأدب ؛ فمن غلب عليه عنصر الفكر آثر شعراء المعاني كأبي تمام وابن الرومي والمتنبي والمعري ، وفضل كتاب الثقافة كالجاحظ وابن خلدون ، ومن غلبت عليه العاطفة فتن بشعراء النسيب والحماسة والعتاب ، وبالخطباء والوصاف ، ومن كان شديد الحس فضل أسلوب البحتري وشوقي كما يفضل الموسيقى والرسم الجميل . مصادره : من المقرر أن الذوق في أصله : (1)هبة طبيعية تولد مع الإنسان فيعبر عنها بصفاء الذهن وخصب القريحة وجمال الاستعداد ، ويظهر ذلك في ميل الناشئ الموهوب منذ الطفولة إلى كل جميل من الأدب والفن ومحاولة تقليده ونجاحه في ذلك دون غيره ممن حرموا هذا الاستعداد . (2)التهذيب والتعليم : فليس من شك أن الدرس ينمي الذوق ويهذبه ويسمو به ، فالأديب ذو الفطرة الذواقة يفيد من قراءة الأدب وممارسة الفنون ، فتراه بعد قليل مصقول الذوق ثاقب الذهن يضع يده على العبارة البليغة والخيال الجميل ويدرك صدق العاطفة وينفر من كل مضطرب من الأدب ، ويكون لتربيته العقلية والعلمية دخل كبير في كمال أحكامه الأدبية واتزانها كما يكون أقدر على إنشاء الأساليب البليغة ، وصوغ الأخيلة الجميلة وصدق التعبير عن العواطف ، والقدرة على التعليل إذا صادف تعبيرا بلاغيا ، ومن أمثلة ذلك ما لحظه عبد القاهر الجرجاني في قول الشاعر : تمنَّانــــا ليلقانــــــا بقــــــــوم تخال بياض لأمهم السرابا(1) فقد لاقيتنا فرأيت حربــا عَوانا تمنع الشيخ الشرابا(2) فقال : انظر إلى موضع الفاء في قوله : فقد لاقيتنا فرأيت حربا . فقد التفت عبد القاهر إلى جمال الفاء هنا وإن لم بفسر . وتأتى جمال هذه الفاء من كونها صلة بين أمل العدو الخائب وشماتة عدوه الظافر ، وهي كذلك رمز المفاجأة الخطيرة ، والوجه المنتصر يلقى الوجه المغلوب ، وكذلك هي في قول العباس بن الأحنف : قالوا : خراسان أقصى ما يراد بنا ثم القفول ، فقد جئنا خراسانا فالفاء هنا رمز الأمل الموعود ، والرغبة في العودة ومحاسبة القائلين ، والتفاتة القلب إلى الوطن الأول . وفي قول الشاعر : سالت عليه شعاب الحي حين دعا أنصاره بوجوه كالدنانير يتمثل الجمال في صورة النجدة الزاخرة ، والعاطفة المشتركة ، والبهاء النضر ، والحماسة الملتهبة ، ومثل ذلك قول المتنبي في سيف الدولة وقد بنى قلعة الحدث على درب الروم : غصب الدهر والملوك عليها وبناها في وجنة الدهر خالا فهذه صورة جميلة لقيت كفاءها من التعبير القوي الجزل ، فأتى بالخال منصوبا على الحالية من الهاء ، ثم صور الدهر إنسانا يقصد إليه سيف الدولة ويزين صفحة وجهه بأجل الأعمال . أقسام الذوق : يقسم الذوق من عدة نواحي : الناحية الأولى إلى سليم وسقيم : أولاـ الذوق السليم : وقد يسمى الذوق الحسن أو الصحيح أو نحو ذلك مما يشير إلى تهذيبه وصدق أحكامه ودقة تمييزه بين الأدب العالي الجميل والأدب المتكلف السخيف . ثانياـ الذوق السقيم : وقد يطلق عليه الذوق الرديء أو الفاسد ونحو ذلك وهو الذي لا يحسن التفرقة بين أنواع الأدب من حيث القيمة الفنية أو الذي يؤثر السخيف المطرح أو الذي لا يحسن شيئا مطلقا . والنوع الأول هو المراد في باب النقد وإليه تنصرف كلمة الذوق إذا أطلقت وقد وصفه صاحب الوساطة بقوله : " إنما نعني الذوق المهذب الذي صقله الأدب ، وشحذته الرواية ، وجلته الفطنة وألهم الفصل بين الرديء والجيد وتصور أمثلة الحسن والقبيح ، وأصحاب الذوق السليم قليلون وهم مضطرون دائما إلى حفظ أذواقهم من الآفات التي تفسدها " . الناحية الثانية إلى سلبي وإيجابي : أولاـ الذوق السلبي : وهو ذوق يدرك به الجمال ويتذوقه لكنه عاجز عن تفسير ما يدرك أو تعليله ، وصاحبه يظفر بالمتعة الأدبية ويقنع بها فتضيء نفسه وتمتع وجدانه . ثانياـ الذوق الإيجابي : وهو ذوق يدرك الجمال ويميز بينه وبين القبح ثم يعبر عن ذلك مبينا مواطنه ثم يعلل كل صفة أدبية . وحينما يسمع أو يقرأ البيت أو القصيدة يستطيع بسهولة أن يدلك على مواطن الحسن أو القبح ذاكرا أسباب ذلك مقترحا ما يجب أن يكون . الناحية الثالثة إلى عام وخاص : أولاـ الذوق العام : ما يشترك فيه أبناء الجيل الواحد في البيئة الواحدة وفي البلد الواحد لأنهم يتأثرون بظروف مشتركة تطبعهم جميعا بطابع عام يجمعهم ويؤلف بينهم ، ومثال ذلك المصريون يشتركون في ذوق عام يجمعهم على الإعجاب بالآثار الفنية. ثانياـ الذوق الخاص : وهو الذوق الذي تتصف به جماعة خاصة لخصوصية البيئة أو الثقافة أو الشخصية الفردية وكل ذلك داخل إطار الذوق العام لأهل البلد المعين ، ومثال ذلك نجد في مصر أن ذوق الأزهريين يختلف عن ذوق الجامعيين الذين أيضا يختلفون بينهم بحسب مصادر ثقافتهم فمنهم من يتأثر بالذوق الانجليزي ومنهم من يتأثر بالذوق الفرنسي وهكذا . يقول طه حسين : " وهذان الذوقان – العام والخاص –وهما اللذان يقضيان بأن هذه القصيدة الشعرية الرائعة تنشد فنشترك في الإعجاب بها .... ثم لا يمنع ذلك أن يكون لكل واحد منا إعجاب خاص بالقصيدة كلها أو بالبيت من أبياتها لا يستطيع أحد أن يشعر به ولا يقدره ، والحياة الفنية إنما هي مزاج من هذين الذوقين فيه الوفاق أحيانا وفيه الصراع حينا آخر ، والذوق العام هو الذي يعطي الحياة الفنية حظا من الموضوعية ، وهذه الأذواق الخاصة هي التي تعطي الحياة الفنية حظا من الذاتية " . ويمكن أن يضاف إلى هذين قسم ثالث هو الذوق الأعم الذي يشترك فيه الناس بحكم طبيعتهم الإنسانية التي تحب الجمال وتتذوقه طبعيا كان أم صناعيا وهذا القدر المشترك بين النفوس البشرية هو الذي يجمع بينها أو بين المتأدبين منها في الإعجاب بهوميروس وشكسبير وجوتة والمتنبي والمعري ، ثم يجمع بينها في الإعجاب بمشاهد الطبيعة الجميلة ، وبالفضائل العامة والأفعال المجيدة . العوامل المؤثرة في اختلاف الذوق : لا شك أن الذوق الأدبي ليس ثابتا وإنما يخضع لمؤثرات تتوارد عليه فتخالف بين ذوق الفرد أو الجماعة أو الأمة ، ومن أهم تلك العوامل : 1-البيئة : ويراد بها الخوا ص الطبعية والاجتماعية التي تتوافر في مكان ما ، فتؤثر فيما تحيط به آثارا حسية ممتازة ، والدليل على ذلك أننا نجد أن الذوق عند البدو غيره عند أهل الحضر لما بين البيئتين من فروق مادية ومعنوية تطبع عناصر الذوق بطابعها في كلتيهما ، وهي فروق بين الخشونة والرقة وبين الجهالة والمعرفة وبين الاضطراب والاستقرار وبين البساطة والتعقيد ، وهي فروق بين ذوق يطمئن إلى العناصر الخيالية الصحراوية وإلى المعاني القريبة الصريحة والفضائل البدوية والحرية وبين ذوق لا يرضى إلا بصورة الترف وعميق المعاني ، والعناية بالأداء والصنعة . وتجد ذلك واضحا عند أهل البادية الذين كانوا يفضلون زهيرا وذا الرمة الذين كان شعرهما بدويا خالصا لفظا ومعنى وخيالا ، بينما نرى الكوفيين يفضلون الأعشى الذي تحضر فلان شعره وقال في اللهو والخمر مما يلائم ذوق الكوفيين الذين تأثروا بالحضارات المختلفة وكان فيهم المجان والمترفون ، فإذا تغيرت البيئة تغير معها الذوق الأدبي منشئا وناقدا ، ومما يدل على صدق ذلك قصة علي بن الجهم لما ورد على المتوكل مادحا بقوله : أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب فهم بعض الحضور بقتله ، فقال الخليفة : " خل عنه فذلك ما وصل إليه علمه ومشهوده ، ولقد توسمت فيه الذكاء فليقم بيننا زمنا وقد لا نعدم منه شاعرا مجيدا " . فلما أقام في الحضر بضع سنين قال الشعر الرقيق الملائم للبيئة الحضرية كقوله : عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري أعدن لي الشوق القديم ولم أكن سلوت ولكن زدن جمرا على جمر وكان لهذه البيئات المختلفة آثارها المختلفة في تفاوت الذوق الأدبي سواء أكان في العصر الواحد أم في العصور المتتابعة ، فلا شك أن عدي بن زيد في الجاهلية يختلف عن زهير وطرفة في الذوق الأدبي لطول مقام عدي في الحاضرة مما أكسبه رقة وسلاسة لا تجدهما عندهما في جزالتهما وبداوتهما الخشنة ، ولا شك أيضا أن الذوق الأدبي على شطآن دجلة والفرات في العصر العباسي غيره في جزيرة العرب ، لما هذه البيئة الحديثة من خواص تجمعت وطبعت النقاد والأدباء طابعا حديثا في تذوق الأدب وإنشائه . ويمكن التدليل على تباين الذوق في الحالتين بما أنكره أحد النقاد على المتنبي حين وصف درع عدوه بالحصانة وأسنة أصحابه بالكلال في قوله يصف درع عدوه : تخطّ فيها العوالي ليس تنفُذُها كأنّ كلّ سنانٍ فوقها قلَمُ قال القاضي الجرجاني : " فزعم أنه أخطأ في وصْفِ دِرْعِ عدوِّه بالحصانة، وأسِنة أصحابه بالكَلال. ومن كان هذا قدرُ معرفته، ونهاية علمه فمناظرتُه في تصحيح المعاني وإقامة الأغراض عَناء لا يُجدي، وتعبٌ لا ينفَع؛ كأنه لم يسمع ما شحَنَت به العربُ أشعارَها من وصف ركْضِ المنهزم، وإسراع الهارب، وتقصير الطّالب، وقولهم: إنّ الذي نجّى فلاناً كرمُ فرسه، والذي ثبطني عنه سرعةُ طِرْفه، ولم يعلم أنّ مذاهبَ العرب المحمودة عندهم، الممدوحَ بها شجعانهم التفضلُ عند اللقاء، وترك التحصن في الحرب، وأنهم يرون الاستظهار بالجنَن ضرباً من الجبن،" . فإذا المتنبي لم يخطئ في نظره إنما هو يتبع الذوق العربي القديم إذ أن العرب يصفون خيل الأعداء بالسبق والنجاء وينسبون إلى خيولهم التقصير ولا يرون في ذلك عيبا . بينما الناقد يحكي الذوق الجديد ويحاكم به المتنبي . 2-الزمان : ويراد به العوامل المستحدثة التي تتوافر لشعب ما في فترة من الفترات فتنقله في درجات الرقي والحضارة فيتشكل بما يتقرر في عصره من ثقافة ومذاهب مبتكرة ، وهكذا يكون الذوق الأدبي حلقة تاريخية تصور خلاصة الجهود الثقافية والتهذيبية لعصر من عصور التاريخ الأدبي ، وتجد أمثلة ذلك واضحة في تحول الذوق الأدبي بين العصر الجاهلي وما تلاه من العصور . وخير مثال لذلك ما حدث في العصر العباسي إذ وجد أدبان قديم وحديث أو قل وجد ذوق جديد ينعى على الأدب القديم طرائقه في الأداء وينكر على مقلديه انصرافهم إلى الماضي البعيد بدلا من الحاضر ، وما ثورة أبي نواس على الأطلال واستبدالها بنعت الخمر إلا أكبر شاهد على ذلك في نحو قوله : صِفَةُ الطُلولِ بَلاغَةُ القِدمِ فَاِجعَل صِفاتَكَ لِاِبنَةِ الكَرمِ ونشأ أدب جديد في هذا العصر سايره الذوق حتى نرى الأصمعي اللغوي يقدم بشارا على مروان بن أبي حفصة ويعلل لذلك بتجديد بشار وسعة بديعه وعدم متابعته لمذهب الأوائل ، وكان الذوق القديم قانعا بطبعية التعبير وقرب المعاني والاستعارات فإذا بالذوق الحديث يعمد إلى الصنعة البديعية ويتعمق وراء المعاني وتركيب الاستعارات ، فصرنا نسمع مثل قول أبي تمام في حرصه على المطابقة : فَالشَمسُ طالِعَةٌ مِن ذا وَقَد أَفَلَت وَالشَمسُ واجِبَةٌ مِن ذا وَلَم تَجِبِ وقول المتنبي مبالغا إلى درجة بعيدة : وَضاقَتِ الأَرضُ حَتّى كانَ هارِبُهُم إِذا رَأى غَيرَ شَيءٍ ظَنَّهُ رَجُلا وإذا تركنا ذلك إلى ذوق المعاصرين الأدبي فهل نراهم يعجبون بالبديع أو التكرار أو المبالغة أو المدائح أو تقليد السابقين أو فن المقامات مثلا ؟ 3-الجنس : نعني به الجماعة التي سكنت مكانا واحدا وخضعت في حياتها لعوامله عهودا طويلة فنشأت فيهم طائفة من العادات والأخلاق وطرق الفهم والإدراك يخالفون فيه سواهم ممن أنجبتهم بيئة أخرى مغايرة . ولكل جنس طابعه في الذوق الأدبي فمثلا اللاتينيون فيهم ميل إلى رقة الأسلوب وجماله وإلى حرية الأداء وروعة الخيال وذلك في الآداب الفرنسية والإيطالية ، بينما يميل الجرمانيون إلى الجزالة والقوة مع التجديد . وإذا نظرنا في الأدب العربي نلاحظ أثر الأجناس المختلفة التي تناولته إنشاء ونقدا، فقد ظهر الذوق الفارسي في بشار وأبي نواس وابن المقفع، وقد ظهر أثر ذلك في ما اصطلح على تسميته بالشعوبية . كما ظهر الذوق الرومي في ابن الرومي في تسلسله واستقصائه وطول نفسه ( انظر قصيدته الدالية التي يرثي فيها ابنه ) ، والذوق المصري في البهاء زهير الذي كان شعره حكاية الأسلوب المصري في جده وفي هزله وفي روحه ومعانيه فتسمعه فكأنك تسمع الشعب القاهري يتحدث ويتحاور . 4-التربية : ونعني بها آثار الأسرة والتعليم والتنشئة الخاصة ، فقد تجد جماعة من جنس واحد وبيئة واحدة وزمان واحد وهم مع ذلك متباينو الأذواق بسبب ما اختلفوا في الثقافة والدراسة والتهذيب الذي ظفر به كل منهم وفي الحياة الخاصة من لين وخشونة . ومن أمثلة ذلك شوقي وحافظ اللذين عاشا في زمان واحد في مصر ولكن كان لكل منهما في أدبه ذوق خالف به الآخر . وإذا نظرنا لمثال في القدماء لرأينا نحو ذلك : " يحكى عن ابن الرومي أن لائماً لامه فقال: لم لا تشبه تشبيه ابن المعتز وأنت أشعر منه؟ قال: أنشدني شيئاً من قوله الذي استعجزتني في مثله، فأنشده في صفة الهلال: فانظر إليه كزورق من فضةٍ قد أثقلته حمولة من عنبر .... فصاح: وا غوثاه، يا لله، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ذلك إنما يصف ماعون بيته؛ لأنه ابن الخلفاء، وأنا أي شيء أصف؟ ولكن انظروا إذا وصفت ما أعرف أين يقع الناس كلهم مني؟ هل قال أحد قط أملح من قولي في قوس الغمام: وقد نشرت أيدي السحاب مطارفاً على الأرض دكناً وهي خضر على الأرض يطرزهـــا قوس الغمــــام بأصفــر على أحمر في أخضر وسط مبيـــض كأذيال خـــود أقبلـــت في غلائل مصبغــة والبعض أقصر من بعـــض وقولي في قصيدة في صفة الرقاقة: ما أنس لا أنس خبازاً مررت به يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر ما بين رؤيتهــــا في كفه كرة وبين رؤيتهـــــــا زهــــــراء كالقمــــر إلا بمقـــدار ما تنداح دائـــــــرة في صفحــة الماء يرمى فيه بالحجــر 5-المزاج الخاص أو الشخصية الفردية : المزاج هو الشخصية الفطرية الطبيعية أو هو ذلك العنصر من عناصر الحياة العقلية الذي يختلف باختلاف الأفراد من الناحية الوجدانية وكذلك من ناحية الميول . ومن المتفق عليه أن للأمزجة آثارا بينة في الشخصية وأنها تختلف باختلاف الأفراد وأنها تحدد وجهة نظر الفرد نحو ما حوله وتؤثر في سلوكه إلى حد بعيد فيظهر أثر ذلك في الذوق الأدبي إنشاء ونقدا ، ومثال ذلك ابن الرومي الذي عرف بالمزاج السوداوي فكان طبيعيا أن يكون متشائما في نحو قوله : لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها يكون بكاءُ الطفل ساعةَ يُولَدُ وإلا فما يبكيــــــه منها وإنهــا لأفْسَحُ ممَّا كان فيه وأرْغَدُ إذا أبصرَ الدنيا اسْتَهلَّ كأنه بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ فقد خلع على الدنيا من مزاجه الحزين المتشائم وأبكى الطفل حين الولادة من كوارثها المرتقبة ، في حين أن شاعرا كالبحتري يخلع على الربيع بهجة من نفسه فتشيع فيه الحياة والجمال : أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكاً مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَلَّما وَقَد نَبَّهَ النَوروزُ في غَلَسِ الدُجى أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُوَّمـا يُفَتِّقُهـــــا بَـردُ النَـدى فَكَأَنَّــــــهُ يَبُثُّ حَديثاً كانَ أَمسِ مُكَتَّما ويدخل في المزاج الحالات النفسية التي تستأثر ببعض النفوس فتحملها على إنشاء أو استحسان فن خاص من الشعر أو النثر ، فمن الناس من يفضل النسيب ومنهم من يوثر الحماسة ، والبعض يؤثر الحكمة وهكذا . ************************************************ نص رقم ( 1 ) من الشعر الجاهلي دعوةة للسَّلام ـ لزهير بن أبي سُلمى التعريف بالشاعر : هو زهير بن ربيعة بن رياح ،واشتهر بالنسبة إلى كنية أبيه (أبي سُلمى)، وهو من قبيلة مُزينة ،فهو من قبيلة مضر، ويعد من شعراء الطبقة الأولى من الشعراء الجاهليين ،فهو حكيم الشعراء الجاهليين،وقد عرف بالشعر أبوه وخاله وأختاه وابناه كعب وبجير .وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقدمه على شعراء الجاهلية،لسهولة شعره ولصدقه لأنه لا يمدح الرجل إلا بما هو فيه .ويمتاز شعره بمتانة الألفاظ والسهولة الإيجاز. جو القصيدة ومناسبتها : كانت العلاقة بين القبائل في الغالب علاقة عداء فالقبيلة إما معتدية أو معتدى عليها،ولذا كانت الحروب سمة من سمات العصر الجاهلي، فالحرب تلد الحرب،لأن أهل القتلى يطلبون الثار فتتجدد الحرب.ومن أسباب الحروب بينهم المشاجرات أو الإختلاف حول المرعى بسبب الإهانة .وقد نشأ شعر الحماسة من هذه الحروب التى يسمونها (الأيام) وتسمى بأسماء الأماكن التي دارت فيها،مثل (يوم ذي قار) و ( يوم خزاز). وهذه الأبيات من معلفة زهير التي يصور فيها الحرب بصورة منفرة وفد أنشأها بسبب الحرب التي دارت بين قبيلتي عبس وذبيان حينما تراهنا على تسابق فرسين،أحدهما يسمى داحس والآخر الغبراء وأن للسابق منهما عشرين بعيراً جائزة.فسبقت الغبراء لكن أصحاب داحس اعترضوها فسبقها داحس ولما علم أصحاب الغبراء بما حدث ثارت الحرب بينهما، حتى تدخل هرم بن سنان والحارث بن عوف فأصلحا بيب القبيلتين، وتحملا ديات القتلى. فأنشأ زهي هذه القصيدة( المعلقة يمدح فيها هذين الرجلين ويدعو إلى السلام ونبذ الحرب ). الأبيات (1ــ 5) 1/ فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله رجال بنوه من قريش وجرهم 2/ يميناً لنعم السيدان وجدتما على كل حال من سحيل ومبرم 3/ تداركتما عبساً وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم 4/ وقد قلتما إن ندرك السلم واسعاً بمال ومعروف من القول نسلم اللغة والأسلوب: جُرْهُم :قبيلة عربية يمنية قديمة نزلت الحجاز وسكنت مكة وهم الذين تزوج منهم نبي الله إسماعيل عليه السلام ـ السحيل: الحبل المفتول فتلاً خفيفاً ـ المبرم : الحبل المفتول فتلاً قوياً ـ التدارك : التلافي ـ تفانوا : أفنى بعضهم بعضا ـ عطر منشم : منشم إمرأة كانت تبيع العطر ، تشاءم العرب منها لأن جماة من فرسانهم اشتروا منها عطرا وغمسوا أيديهم فيه تعاهدً على النصر فقتلوا جميعهم ـ السلم : (بكسر السين أو فتحها )هو الصلح ـ الأحلاف : القبائل التي تحالفت على الحرب ـ هل أقسمتم : فد أقسمتم ، وهل هنا بمعنى قد ـ المُقسم : القسم . معاني الأبيات : 1/يقسم الشاعر بالكعبة التي طاف حولها وبناها رجال هاتين القبيلتين ،والمقسم عليه سيذكره في البيت التالي.وفي هذا البيت إشارة إلى عقيدة الشاعر التوحيدية وديانته الحنيفية. 2/ يقسم الشاعر أن هذين السيدين الحارث بن عوف وهرم بن سنان أفضل الرجال عند كل حال فقد وجدهما الناس مستوفيين لخلال الشرف لخلال الشرف والسيادة لأنهما تحملا تبعات الصلح وديات القتلى . 3/ تداركتما أيها السيّدان هاتين القبيلتين بعدما استحكم العداء بينهما وأفنت الحرب رجالهم وشبابهم. 4/يُعجب الشاعر بما الزم به هذان الرجلان نفسيهما بأن يُحققا الصلح مهما كلفهما ذلك من جهد ومال ، فكان لهما ذلك فسلمت القبيلتان من القتل والفناء. الأساليب البلاغية والأدبية : أ ـ أول ما يلفت الإنتباه في هذه الأبيات هو الإنتقال من الغائب إلى المتكلم إلى الخطاب حيث يظهر الإلتفات سمة بارزة. ب ـ عنصر الخطاب كان حاضراً في هذه الضمائر المتصلة:(وُجدتما, تداركتما, قلتما) وفي ذلك نسبة مباشرة للفضائل لهذين الممدوحين يؤكدها الشاعر مبيناً اهتمام الجميع بالحدث مدار الخطاب والإشادة وهو تحقيق السلام وإصلاح ذات البين باعتبار ذلك قيمة إنسانية أكدها الإسلام وحضّ عليها فيما بعد. ج ـ استخدم الكناية في قوله:(من سحيل ومبرم) وهي كناية عن حالتي الرخاء والشدة.وفي قوله: (وُجدتما) أسلوب حذف حيث حذف الفاعل للعلم به باعتبار أن الجميع يعرفون فضل هذين الرجلين. د ـ وفي قوله:دقوا بينهم عطر منشم, كناية عن الحرب المدمرة ومانتج عنها بين القبيلتين وهي كناية عن صفة وفي ذلك إشارة للدور العظيم الذي قام به هذين الرجلين . هـ ـ في كلمتي (السّلم ونسْلم) تأكيد على ضرورة ترسيخ حالة السلم وليس مجرد الصلح إلى جانب مافي الكلمتين من جمال صوتي إيقاعي. الأبيات ( 6 ــ 10) 5/ ألا أبلغ الأحلاف عنّي رسالةً وذبيان هل أقسمتم كل مُقسم 6/ وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم 7/ متى تبعثوها تبعثوها ذميمة وتضر إذا ضريتموها فتضرم 8/ فتعرككم عرك الرحى بثفالها وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتئم 9/ فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم 10/ فتغلل لكم ما لا تُغل لأهلها قرى بالعراق من قفيز ودرهم اللغة والأسلوب : ـ الأحلاف : القبائل التي تحالفت على الحرب ـ هل أقسمتم : فد أقسمتم ، وهل هنا بمعنى قد ـ المُقسم : القسم ـ ذقتم : جرّبتم ـ الحديث المرجم : الذي يُظن وليس حقيقة والمقصود أنكم أعلم الناس بالحرب ـ تبعثوها: توقدون نارها بإثارة أسبابها ـ ذميمة :قبيحة مكروهة ـ تضر: تشتعل وتلتهب ـ تعرككم : تدور عليكم وتطحنكم (والمقصود تذيقكم العذاب والمعاناة ) ـ الرحى :الآلة التي تطحن بها الحبوب ـ الثفال :قطعة من جلد توضع تحت الرحى لينزل عليها الدقيق ـ تلقح :تحمل في بطنها جنيناً ـ كشاف:أن تحمل الناقة في كل عام وذلك يضر بها وبولدهاـ تنتج: تلدـ تتئم : تلد توأمين ـ أشأم : شديد الشؤم،والشؤم ضد اليُمن ـأشأم عاد :هو عاقر ناقة صالح النبي واسمه قدار بن سالف ـ تُغلل : تأتي بالغلة،والغلة كل ماتأتي به المزرعة من خير ـ القفيز :مكيال تُكال به الحبوب. معاني الأبيات : 5/ يُنبه الشاعر طرفي هذه الحرب إلى أهمية الالتزام بهذا الصلح الذي تحقق بعد جهد عظيم ويحذرهما من نفضه، و الرسالة التي أراد تبليغها هي قوله: إيّاكم ونقض عهد الصلح. 6/ يذكرهم بأذى الحرب وشرورها وهم أعلم الناس بها لأنهم عايشوها حقيقة ولمدة طويلة فعرفوها معرفة يقينية .فأنتم تعلمون أن الذي أصف به الحرب ليس من ضروب الظن وإنما هي حقيقة أذكركم بها. 7/ تعلمون أن الحرب شرّ كلها في أولها وآخرها ومتى ما أوقدت نارها سرعان ما تقضي على كل شئ وتزداد اشتعالا ًفتعود بوجهها القبيح الشائن ويصعب تلافيها،فامنعوها بالتمسك بالسلم. 8/ وأن ما تفعله الحرب بالناس هو ما تفعله الرحى بالحبوب وبقطعة الجلد تحتها ، كما أن شرورها لا تنقطع وإنما تتابع وتتوالد آثارها مثل تلك الناقة الشؤم التي تحمل في كل عام ولا تلد ما ينفع . 9/ كما يذكرهم بأن الأجيال التي تولد في جو الحرب تكون غير سويّة فهي لا تجلب خيرا لأنها تعودت على القتل والثأر،ويكون هؤلاء الأبناء مثل الرجل الذي عقر ناقة ثمود فجلب العقاب على الجماعة كلها 10/ يتابع رسم الصورة المنفرة للحرب،ويذكرهم بأن ما يأتيهم من مضار الحرب وأذاها أكثر مما يناله أهل العراق من الخيرات والغلال التي عرفت بها أراضيهم الخصيبة. الأساليب البلاغية : أ ـ استهل الشاعر هذا الجزء بـ (ألا) وهي أداة تنبيه ولا يكون ذلك إلا لأمر مهم .وفي قوله:( هل أقسمتم كل مقسم)خرج الإستفهام عن حقيقته ليفيد التقرير، فتكون هل بمعنى قد، وهو أقوى من مجرد الإخبار. ب ـ استخدم في البيت (6) أسلوب القصر بقصد التأكيد وتقوية المعنى وحصره ويقصد أن الحرب ليس فيها غير ما يعلمونه من شرورها،وطريقته هي النفي والاستثناء . ج ـ في بيت (7) استعارة مكنية حيث شبه الحرب بالنار في سرعة انتشارها وفعلها وحذف المشبه به. دـ في بيت (8) تشبيه بليغ حيث شبه فعل الحرب بهم بما تفعله الرحى بالحبوب،وفيه أيضاً استعارة مكنية حيث شبه الحرب بالناقة الشؤم التي تلد في كل عام وحذف المشبه به ورمز إليه بشئ من لوازمه(تلقح كشافا) هـ يشبه الأجيال التي تنشأ في جو الحرب بأحمر عاد وهو أحمر ثمود حقيقة لأنه جاب لقومه العقاب والدمار بعقره للناقة التي أوصاهم نبي الله صالح ألا يمسوها بسوء. وصيّة عمرو بن كلثوم لأبنائه أوصى عَمْرو بن كلثوم التغلبيّ بنيه فقال: " يا بنيّ : إنّي قد بلغتُ من العمر ما لم يبلُغ أحدٌ من آبائي وأجدادي، ولا بُدّ من أمر مُقتَبل ،وأن ينزل بي ما نزل بالآباء والأجداد،والأمهات والأولاد، فاحفظوا عنّي ما أوصيكم به. إنّي والله ما عَيَّرْتُ رجلاً إلا عُيِّرَ بي مثله، إن حقّاً فحقّاً ،وإن باطلاً فباطلاً، ومن سبّ سُبّ،فكفّوا عن الشتم فإنّه أسلم لأعراضكم، وصِلوا أرحامكم تعمُرْ دُورُكم،وأكرموا جارَكم يحسُن ثناؤكم، وقلّ من انتهك حُرمةً لغيره إلا انتهكت حُرمته،وامنعوا القريب من ظُلم الغريب، فإنّك تذلّ على قريبك ولا يحلّ بك ظُلمُ غريبك، وإذا حُدّثتم فعُوا ،وإذا حدّثتم فأوجزوا، فإنه مع الإكثار يكون الإهدار ، وما بكيتُ من زمانٍ إلا دهاني بعده زمانٌ، وما عجِبْتُ من أُحْدوثةٍ إلا رأيتُ بعدها أُعجوبةً ، وخيرُ الموتِ تحتَ ظلالِ السّيوف، ولا خيرَ فيمن لا رويَّةَ له عند الغضب ، ومن الناس مَن لا يُرجى خيره، ولا يُخاف شرُّه ، سلّمكم الله وحيّاكم " التعليق: 1/ عادة ما يحرص المُوصِي أن يُذَكِّر بطول عمره وكبر سنِّه .لماذا؟ ذلك لينبه إلى خبرته الطويلة بالحياة ومعرفته لتقلبات الأحوال واكتساب العديد من التجارب .وممن فعل ذلك الحارث بن كعب فقد بدأ وصيّته بقوله:قد أتت عليّ مائة سنة .وكذلك ذو الإصبع العدواني فقد قال لابنه: "إنّ أباك قد عاش حتى ملّ" وكذلك زهير بن أبي سُلْمَى فقد ذكّر بعمره الطويل في قوله: سئمْتُ تكاليف الحياة ومن يعِشْ ثمانين حَوْلاً لا أبالك يَسْأمِ 2/ وتبين الوصية حرص ذوي الرأي من الجاهليين على ضرورة التحلّي بمكارم الأخلاق وقد ورد مثل ذلك عند كثيرين منهم ولكنّا نجد في هذه الوصية شمولاً وتفصيلاً فهو يذكر الأمر أو النهي وما ينتج عنه . 3/ ويظهر في أسلوب الوصية شيء تميَّز به عمرو بن كلثوم وهو حرصه على السهولة وبعده عن الشدّة والغموض وقد ظهر ذلك بوضوح في معلقته.وربما كان سبب ذلك قرب قبيلة الشاعر ( تَغْلِب ) من مركز الحضارة في العراق. 4/ وقد التزم فيها طريقة الجاهليين من حيث العبارات القصيرة والتزام السّجع في كثير منها. أسئلة للمناقشة : س1/ ورد في الحديث النّبويّ " كما تدين تُدان " أين نجد معنى هذا الحديث في الوصيَّة ؟ ج1/ في قوله:" ما عيّرتُ رجلاً إلّا عُيِّر بي مثله ، ومن سبّ سُبّ " . س2/ من مكارم الأخلاق التي دعا إليها عمرو الحلمُ والسّخاء .بيّن من عبارات الوصيّة ما يدلّ عليها ؟ ج2/ أكرِموا جاركم يحسن ثناؤكم، وصلوا أرحامكم تعمر دوركم ، ولا خير فيمن لا رويّة له عند الغضب. س3/ يقولون " ما بكيتم من شيء إلا بكيتم عليه " ما الذي يدلُّ على هذا القول من عبارات الوصيّة؟ ج3/ وما بكيتُ من زمان إلّا دهاني بعده زمان . فارس بني عبس من معلقة عنترة بن شدادد تمهيد لدراسة النص:اكتسب الفخر منزلة بارزة بين موضوعات الشعر الجاهلي.علل؟ ذلك راجع إلى طبيعة الحياة البدوية في العصر الجاهلي،والتي تستلزم شجاعة فائقة لحماية النفس والعرض ولذا نال الفرسان الشجعان مكانة رفيعة في قبائلهم.ولذا كانت الحماسة و التغني بالشجاعة في الحرب أبرز نغم في قيثارة الشعر العربي. تعريف بالشاعر:هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية،ويعدّ من شعراء الجاهلية المبرزين ومن شعراء المعلقات ،وقد شهد حرب داحس والغبراء،وقد كان عنترة نبيل النفس ،كريم الخلق .وقد كان أسود اللون لأن أمه افريقية، وقد تعلق بابنة عمه (عبلة) فطلب زواجها من عمه ولكن قُوبل طلبه بالرفض بسبب تقاليد الجاهلية ـ التي نهى عنها الإسلام ـ ألا تُزوج العربية من غير العربي.ولقد عانى عنترة من ذلك عناء شديدا فنظم فيه شعراً رقيقاً مزج فيه الغزل بالفخر لينال إعجابها وتقديرها. بم امتاز شعره؟ امتاز شعر عنترة بالرقة والعذوبة والسهولة. ظل عنترة في الحروب فارساً مُعلماًأي يجعل على نفسه علامة يُعرف بها.فما دلالة ذلك؟ يُعدّ ذلك دلالة على شجاعته وعدم خوفه من مواجهة بواسل الفرسان. دراسة النص: الأبيات (1 ـ 3) (1)إن تغدفي دوني القناع فإنّني طبّ بِأخذ الفارس المستلئم (2)أثني علي بما علمت فإنّني سمحٌ مُخالقتي إذا لم أُظلم (3)فإذا ظُلمتُ فإنّ ظلمي باسلٌ مُرٌّ مذاقته كطعم العَلقمِ اللغة والأسلوب: تغدفي: ترخي قناعك على وجهك ـ طبّ:خبير حاذق ـ المستلئم:الذي لبس اللأمة وهي عُدة السلاح كاملة ـ أثني:أذكري ماتعرفينه من كريم أخلاقي ـ المخاقة:المعاشرة ـ باسل:كريه لا يًطاق. معاني الأبيات: (1)يخاطب محبوبته عبلة:لا ينبغي لك أن تزهدي فيّ وترخي قناعك على وجهك عند رؤيتي وأنا الفارس الشجاع الذي يحميك ويواجه الفرسان المدججين بالسلاح ويهزمهم. (2)أذكري ياعبلة كريم أخلاقي التي تعرفينها،فأنا خلوق حسن المعاشرة إذالم يمسني أحد بظلم. (3)ولكن إذا تعرضت للظلم من أية جهة فإن ظلمي(انتقامي)لا يُطاق تحمله. التعليق وبيان الصور الجمالية : أـ الغالب على جملة أبيات القصيدة هو الفخر بنبل خصاله وبشجاعته وهو فخر موجّه إلى عبلة لكي ينال إعجابها. ب ـ كرر كلمة الظلم ومشتقاتها لتأكيد عزّته وإبائه للضيم لأنه عانى من ذلك كثيراً وفي قوله(ظُلِمتُ) حذف للفاعل بقصد التركيز على الفعل ليبين أنه يرفض الظلم من أي جهة كانت.وفي قوله(ظُلمي باسل) مجاز مرسل علاقته السببية لأنه يقصد( الانتقام) وهو مسبب ولكنه ذكر السبب في وقوعه وهو (الظلم). الأبيات (4 ـ 7) (4) هلا سألت الخيل يا ابنة مالكٍ إن كنت جاهلة بما لم تعلمي (5) إذ لا أزال على رحالة سابحٍ نَهْْدٍ تعاوره الكماة مُكـلّمِ (6) طَوْراً يُجرّد للطعان وتـارةً يأوي إلى حصدِ القسيّ عَرَمرمِ (7) يُخبرك من شهد الوقيعة أنّني أغشى الوغى وأَعَفّ عند المغنمِ اللغة والأسلوب:هلا:حرف تحضيض تستخدم لحث الإنسان على فعل شيء أو تركه ـ الرَّحالة:سرج خفيف يُتّخذ للجري الشديد ـ سابح:فرس كريم سريع يسبح في جريه سبحا ـ نهد:عالي وضخم ـ تعاوره:تبادلوه بالطعن ـ الكماة:الشجعان،مفردها كميّ وهو الفارس الجريء الشجاع ـ مُكلّم:كثير الجروح. معاني الأبيات: (4،65) إن كنت تريدين معرفتي بحق في وقت الشدة وعند المنازلة فاسألي عن شأني أشجع الفرسان فهم وحدهم من يعرف شجاعتي وأخلاقي،فأنا دائما في قلب المعركة على فرسي الضخم السريع المجرّب وقد تبادله الفرسان برماحهم وسيوفهم فكثرت جروحه،وهذا الفرس عودته على خوض الحروب والتعرض للطعان والعودة به إلى قومي منتصراً وهم قوم كثيرو العدد أقوياء. (7) لا شكّ أنّ الفرسان سيخبرونك بصبري وإقدامي وتعفّفي عند تدافع الناس على الغنائم لعلوّ همتي وحرصي على النصر أكثر من الغنيمة. التعليق وبيان الصور الجمالية : (أ) استخدم من ألوان البيان المجاز المرسل في قوله(سألت الخيل) لأنّ المقصود الفرسان بعلاقة المحلية (ب)في الأبيات (5 و6) تظهر نزعة عنترة الإنسانية في تصويره لما يُلاقيه فرسه من آلام الطعان والسهام (ج) وفي قوله (حصد القسيّ) كناية عن كثرة أعداد قومه وقوّتهم. الأبيات (8 ـ 10) (8) ومُدججٍ كره الكماةُ نزالَهُ لا مُمعنٍ هرباً ولا مُستسلمِ (9) جادتْ لهُ كفّي بعاجلِ طعنةٍ بِمُثقّفٍ صَدْقِ الكعوبِ مُقوّمِ (10) بِرحيبةِ الفرْغينِ يَهدي جَرْسُها بالليلِ مُعْتَسِّ الذّئابِ الضُرَّمِ اللغة والأسلوب:المُدجّج:الفارس الكامل السلاح ـ نزاله:مواجهته في الحرب ـ مُمعن:مُتباعد أو مُفكرٍ في الهرب ـ الرمح المُثقف هو المعتدل المستوي ـ الكعوب:هي العُقد بين الأنابيب التي في عود الرمح ـ صدق:قوي متين ـ الرحيبة :الواسعة ـ الفرغين:مُثنى فَرْغ وهو فم الدّلو الواسع ـ جرْسُها:صوت الدم المندفع منها ـ المُعتسّ: الذي يحوم ليلاُ ـ الضُرَّم:جمع ضَرِم وهي الجائعة. معاني الأبيات: (8) ينتقل ليصوِّر لها بطولته في موقف آخر ومشهد يؤكد تفرّده في الشجاعة وهو مواجهته لذلك الفارس الذي يهابه أشجع الفرسان ويكرهون مُقابلته،لأنه فارس شجاع لم تُحدثه نفسه يوماً بالفرار أو أن يقع أسيراً. (9/10 ) مثل ذلك الفارس كثيراً ماواجهته وبادرته بطعنة قويةٍ سديدة من رُمحي القوي اللّدن فأخذ الدم يندفع من تلك الطعنة بقوة حتى سمعته الذئاب الجائعة ليلاً. التعليق وبيان الصور الجمالية : (1)في هذه الأبيات رسم الصورة الثانية من مشاهد بطولته،والصورة الأولى ذكرها قبل هذه حينما صوّر شجاعته وثباته في قلب المعركة على فرسه الضخم الجرِّب الصبور مثله. (2)في بيت (8) كناية عن شجاعة ذلك الفارس واشتهاره بالغلبة على أقرانه،وفي بيت (10) كناية عن شدّة هذه الطعنة وعمقها. الفرزدق يدعو ذئبا للعشاء تعريف بالشاعر : هو همَّام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي ، كنيته أبو فِراس ولقبه الفرزدق. وهو في الطبقة الأولى من شعراء العصر الأموي ، كان ثالث ثلاثة دوَّت شهرتهم في العصر الأموي، والآخران هما جرير والأخطل .ويتميَّز شعره بالقوة ، والجزالة حتى قال بعض النقاد القدامى : لولا الفرزدق لضاع ثلث اللغة.توفي سنة110هـ تمهيد لدراسة النص: الشاعر يصور في هذه الأبيات جانبا من حياته مع الحيوان ليعبِّر من خلالها عن شجاعته وشهامته وكرمه فيحكي قصة ذئب صادفه أثناء سيره ليلا وجرى حوار بينهما من طرف واحد حيث كان الشاعر يتحدث إلى الذئب مستشعراً مما يبدو عليه من رغبة في الطعام وواضعاً نصب عينيه ماعرف به الذئب من صفة الغدر . دراسة النص : الأبيات (1 ـ 5 ) (1) وأطْلَسْ عسَّالٍ وما كان صاحِبا دَعَوْتُ بِناري مُوهنـاً فأتاني (2) فَلَمَّا دنَا قُلْتُ: ادنُ دُونـَكَ إنَّني وإيَّاـك في زادي لمُشْتـَرِكانِ (3) فَبِتُّ أُ سوِّي الزَّادَ بيني وبينَهُ على ضَوْءِ نـارٍ مَرَّةً ودُخـانِ (4) فقُلْتُ لهُ لمَّا تكشَّر ضاحكاً وقائـمُ سيفي مِن يدي بِمكانِ (5) تَعَشَّ فإنْ واثقتني لا تخونُني نكُنْ مِثْل مَنْ يا ذِئبُ يصطحبان اللغة والأسلوب: الأطلس : الذئب أغبر اللون ـ العسَّال : الذي يضطرب في مشيته يمنة ويسرا وهكذا سير الذئب ـ مَوْهِنًا : ليلاً ـ أسوِّ: أُقسِّم الزاد بالتسوية . معاني الأبيات : ( 1/ 2) ربَّ ذئبٍ أغبر يضطرب في مِشيته معروف بخطورة مصاحبته ، رآني أُوقد ناري ليلا فاعتبرها دعوة لِلْقِرى فحلَّ عليَّ ضيفاً، فلما دنا مني طلبتُ منه التقدم والاقتراب مرحبا به ضيفًا يشاركني طعامي . (3) وقضيتُ تلك الليلة أُقسِّم الزاد بيني وبينه تحت ضوء النار مرَّة وفي الظلام وعتمة الدخَّان أحياناً( وهذا دليل على شجاعة الشاعر وعدم خوفه من الذئب حت في الظلام) ( 4 / 5 ) وقلت له حينما كشَّر عن أنيابه وبدت عليه مخايل الغدر ، وأنا ممسك بمقبض سيفي بيدي : أكمل عشاءك حتى النهاية باطمئنان ، ولئن أعطيتني عهداً ألا تخونني تجدني ياذئب أخا صدق وصاحب مودة. التعليق وبيان الصور التعبيرية: أ ـ تلاحظ أنَّ الشاعر قد خلع على الذئب صفة الحيوان من بداية القصيدة ثُمَّ أخذ في محادثته في حوار من طرف واحد وسبيله لذلك الاستعارات مثل قوله:( قلتُ أدن دونك ، وتكشَّر ضاحكًا، فإن واثقتني ) وكلها استعارات مكنية قادت لما يُعرف بالتشخيص وهو خلع المعاني الإنسانية على الأشياء غير العاقلة. ب ـ ومن الصور البيانية التي استعان بها التشبيه البليغ في ( وانت امرؤ والذئب كنتما أُخيين ) والكناية في قوله:( وما كان صاحبا) كناية عن عدم التعود على الفته والاطمئنان لجواره وقوله ( فبتُّ أسوِّي ...الخ ) كناية حسن المعاشرة والاطمئنان لجواره ومخالطته وقوله:( وقائم سيفي من يدي بمكان) كناية عن الاستعداد والتيقظ لمواجهة الغدر. الأبيات ( 6 ـ 8 ) (6) وأنت امرؤٌ ياذئبُ والغَدْرُ كُنتُمَا أُخَيَّيْنِ كانـا أُرْضِعا بِلِبانِ (7) ولو غيْرَنا نبَّهْتَ تلْتَمِسُ القِرَى أتاك بِسَهْم ٍ أو شَبَاةِ سِنـانِ (8) وكلُّ رفِقَي كلِّ رَحْلٍ وإنْ هُما تَعااطَى القَنَا قَوْماهُمَا أخوانِ اللغة والأسلوب:الشَّباة : الطرف الحاد من مقدمة الرمح ـ السنان :القطعة الحديدية التي يُطن بها في مقدمة الرمح معاني الأبيات : (6) وأنت يا ذئب معروف بالغدر وهو طبع ملازم لك متأصل في طبعك ، ولو أنك اتجهت إلى غيري تلتمس منه طعاما مثلما فعلت معي لكان نصيبك منه سهما ينشب في أحشائك أو طعنة برمح تمزِّق جسدك . (8) ولكن كل شخصين تجمع بينهما الأسفار يصيرا أخوين حتى وإن كان أهلهما في حالة احتراب واقتتال . |
رد: ملزمات التذوق الادبي
ياخوات لو سمحتوا انتوا شفتوا المحاضرة الثالثة عشر
تطلع لى شرح كعب بن زهير لكن فى الملزمة نص شعرى من العصر العباسى ل ابو تمام انتوا نفسي ولا وش السالفة:Cry111: |
رد: ملزمات التذوق الادبي
تسلم يمينكم " محمد اليامي , الفاتنة , طالبة اجتماع" جد يعطيكم الف عافية والله يوفقكم يارب فرجتوا همي الله يفرج عنكم :g20: |
All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 02:14 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.1 جامعة الملك
الفيصل,جامعة الدمام