![]() |
اِنْبعاث!
الصدفة المحضة .. رمتني لهذا القسم في الملتقى الذي ظننته يتّسم بالجدية لا غيرها ، و لا أدري حقيقةً ما الذي جعلني أفتتح هذا المتصفح . أهي رغبةٌ في المشاركة و حسب؟ أم لعلّه هروبٌ من صرامة التعليم و كآبته؟ اطلعتُ على القليل من المواضيع هنا .. و وجدتُ أرواحًا خفيفة و حروفًا نقية بعضها يتسلل للنفس دون استئذان كما لو كانت هواء . و على طريقتكم أيها الزملاء ... سأبدأ بنبذةٍ بسيطة عن محدثكم و العذر لو خالطها غموض : رجلٌ من الزمن أو خارجه - لا يفرق كثيرًا - بسيطٌ حدّ التعقيد مُهتمٌ بالتوافه بعدما أدرك أن لا شيء يستحق العناء مُحبطٌ يتظاهر بالحرص على الحياة طالب طبٍّ فاشل ، تحوّل لطالب تعليمٍ عن بعد بعد سنين من الضياع موظفٌ حكوميّ - أي أنه يعيش بطالةً مُقنّعة كأغلب الموظفين الحكوميين - هوايته التسكع و الامتلاء بالفراغ بعدما أخذتْ الكُتب و السينما من وقته الكثير أظنكم تعيشون دهشةً مؤقتة بعد هذه النبذة ذاك ما أرجوه ذاك ما أرجوه |
رد: اِنْبعاث!
إن الحادث الخارق إذا وقع مرتين لا يصبح رهيبًا! * * قصة الألف - بورخيس - |
رد: اِنْبعاث!
أرق في الظلمة البليدة استلقى منهكًا بعد يومٍ رتيب ، بدأتْ الأصوات - التي تخفيها ضوضاء النهار - في الظهور : خطوات عقرب ساعة الحائط ، قطرات الصنبور الذي لم يغلق جيّدًا ، أزيز السرير ، و الراتعون في رأسه منذ زمنٍ طويل ، تململ قليلاً ،.. حطّتْ عليه الفكرة اللئيمة ، حاول أنْ يقبض عليها ، لكنها تفلّتتْ ، اكتفى بترتيبها على الضوء الخافت و هي تتدلّى فوق رأسه ، بدتْ له خلّاقةً مبهرة ، و حينما أبصرها بعينه المغمضة أدرك بشاعتها و سخفها . استيقظ متأخرًا .. ليستقبل يومًا رتيبًا كالمعتاد ، الأصوات تلاشتْ و الفكرة اللئيمة تغط في سباتٍ عميق . |
رد: اِنْبعاث!
أصدقائي .. رفقاء الأمس كلما اقتربتُ منكم اتسعتْ المسافة بيننا ، أنتم مشغولون بالمستقبل ، و أنا منهمكٌ في استرجاع الماضي ، أيامكم حافلةٌ بصلابة الواقع ، و أيامي محاطةٌ بهُلام الأوهام ، أصبحتم مضجرين كـ التزاماتٍ مفروضة ، أصبحتم حقيقيين أكثر ممّا ينبغي ، لماذا نلتقي كل ليلة لأسمع ترهاتكم المكرورة ، مغامراتكم ، شكواكم ، ملاحظاتكم البديهية ، ضحكاتكم المغتصبة ، و رحليكم المفاجئ إثر اتصالٍ قصير؟ . |
رد: اِنْبعاث!
ليس الضحك بدايةً سيئةً للصداقة .. ومازال أفضل نهايةٍ لها * * رواية دوريان جري - أوسكار وايلد - |
رد: اِنْبعاث!
ذكرى مُنذكِ و منذ الرصيف الحزين و الدهشة الأولى ، منذ الكلمات الركيكة على الشفاه المرتعشة و التفاتات الخوف المتواترة ، منذ أن عقدنا صفقةً خاسرة مع القدر و غفلنا عن ورقةٍ تُضمر الرحيل . كيف أنتِ الآن؟ ليس هو السؤال الأهم بل : لماذا أنتِ كل أوان؟! مُنذكِ : و أنا أعرف القادم من أيامي فكلها : أمْس ! و العصفور الذي يحط على النافذة ما عاد يثير الاهتمام ، و حين أزاول الحياة .. فكأنما أعيش فترة مجاملةٍ مقيتة مع مجهولٍ بغيض . لم يطرأ تبدّلٌ يُذكر بعد رحيلك ... فقط .. أتحايل على الوقت و أستخدم ساعةً مُعطّلة ، أعرف الوجهة الصحيحة و أتجنبها .. فما من شيءٍ غير التيه حتى لو لم أتجنبها . الفوضى تعمّ الأرجاء كما عهدتيها ، غير أني بدأتُ في ترتيب الماضي لحظةً لحظة .. على رفوف ذاكرتي . كل الأشياء من حولي تحتفظ بشكلها القديم لكنّ الفراغ الكئيب جعلني أتاملها من جديد لأكتشف فيها أسرار وجودي و غموض التلاشي . كم عمر غيابك؟ فهو يافعٌ لا يشيخ و إن طال به الأمد ، لا أتوسّلكِ رأفةً بقلبٍ يلهج باسمكِ كل نبضة .. إنما أسألكِ الانصاف إذا ما علمتِ أنٌ للأماني غصونٌ يانعة و الغياب رياحٌ عاتية لن تردعها رقّةُ الانحناء . |
رد: اِنْبعاث!
من المستحيل أن يحب المرء بلا وهم !* * رواية الانتباه - ألبرتو مورافيا - |
رد: اِنْبعاث!
صباحكِ ما تشتهين : أنا و رائحة البُنّ و كتابٌ جيّد ، كيف أنتِ اليوم؟ أجيبي على وجه السرعة .. حتى أعرفُ إلى أيّ حالٍ سأكون اليوم . منذكِ .. لم يطرأ جديد .. عدا رقمًا في الروزنامة منذكِ .. و كل جديد .. يبدو باهتًا كـ نهايةٍ معروفة أحتاجكِ غدًا ... قولي : سأفعل هكذا بعد الإحباط و العزلة يكون لديّ أمل ... و لو من قبيل الوهم أجيبي فقط .. بأي شيءٍ و لو على سبيل العطف ليكن ذلك في شكل قُبلة أو شتيمة .. أو حتى ضحكةٍ قصيرة لتعلمي ... قليلكِ : ................................. خيرٌ وفير . |
رد: اِنْبعاث!
عندما لا تجد منفذاً لوجه امرأة ، ابحث في صوتها عن شخصيتها * * فسوق - عبده خال - |
رد: اِنْبعاث!
لـ صوتكِ في النداء الخفيض : التفاتات فاقدات الأعناق ، لـ سمعي الارهاف كما لو أنه آخر ما أسمع ، أتحسسه بأصابعي و له في فمي طعمُ فاكهةٍ سماوية . صوتكِ : تلامسٌ بين غيمتين ... وفي الأسفل - دائمًا - قلبي يعاني الجدب ، لا الحروف هي .. هي ، و لا أسماء الأشياء تصفها ... بل تخلقها من جديد . |
رد: اِنْبعاث!
Mis. Solo
تُشيرين بإصبعكِ ناحية أشيائي المُهملة فتصبح محط اهتمام الجميع ، الفضل لكِ ، والمجد لأشيائي البسيطة . شكرًا .. بإزاء لطفكِ .. كم تبدو هزيلة ليثاوي الرياض يشرفني أنْ تجد في ( انبعاث ) ما يرضي ذائقتك ، تقديري لـ نُبلٍ تتحلى به |
رد: اِنْبعاث!
أ - ج حين تأتي .. يخلو المكان رغم احتشاده ، حين تخطو .. فما بين الخطوتين : حقلُ سنابل و فراشاتٌ زاهية . و إذ تصمتْ ..... تصبح حاسة السمع .. فائضًا عن الحاجة ، أمّا و إنْ تحدثتْ ... تستحيل الحواس كلها .. سمْع!. ذكيةٌ متزنة .. رقيقةٌ ماكرة .. عفويةٌ صعبة كيما تدركها : أنت بحاجةٍ لـ خيالٍ خصب ، لـ حظٍ وافر ، لـ جناحين من نور . للسؤال عنها .. لا تقل : مَن هي؟ ........ بل : كم هي؟ لأنها هالةٌ من عبير ، هائلةٌ كـ الحكايات القديمة ، مترعةٌ بكل جميلٍ يُشتهى . و إذ تغيب!.. تغيب؟! مثلها لا يغيب - أبًدا - حتى و لو لم يحضر . |
رد: اِنْبعاث!
إن المرأة هي المكان الوحيد الذي يجعل من الجهات الأربع جهةً واحدة لا يمكن تحديدها الأرجوحة - محمد الماغوط - |
رد: اِنْبعاث!
برْد الوعود الرطبة لا تنفع حطباً لمن يشتكي البرد!.. و الذي يقايض قلبه بأملٍ مؤجل .. عليه ألا يتذمر في نهاية المطاف من وجوده بين الأشياء المهملة . هناك من يخيط للحب حُلةً جميلة و يجعلك ترتديها في الحلم _ فقط _ و عندما تفيق على عُريّك متأخراً .. لن تجد غير وسادةٍ مبللة تواري بها خيبتك . هناك _ أيضاً _ من يحاصرك باختيارك ، يعزلك عنك وعمّن سواه ، يجردك من عينيك ليرى بهما في دروب رغبته ، و بعدما يستنزفك .................. يرحل و قد وَضَعَ في صدرك حنيناً مكتملاً ، و في ذاكرتك بوصلةً مؤشرها _ دائماً _ باتجاهه . |
لهْفة كل ما في الجمر : إني أشتاقكِ . أسرقُ ابتسامةً من وجه طفل ، و أطرق بها نافذتك... فلا تجيبين ، لأعود بُخطىً متخاذلة كما لو أني أتوكأ على عكازٍ لا يُرى . و قبل الترمّد : سنلتقي عمّا بعيد .. غدًا أو بعد غدٍ على الأرجح : تتلعثمين بعذرٍ ركيك ، و على الفور أقبله ...... بـ قُبلة . |
رد: اِنْبعاث!
تردّد أي حماقةٍ في أنْ تبدأ من جديد؟ .. أنْ تعود أدراج الجراح؟ تكتبتكَ على رمل الحاضر ، و المستقبل حافلٌ بالرياح؟! لا بأس ... فنحن حين نكتب إنما نستفرغ بأدب ، نحاول أن نتخفّف .. لنستطيع إكمال رحلة المجهول . أو كما يقول نيتشه : ( أكتبُ لأني لم أجد وسيلةً أخرى أتخلّص بها من أفكاري )! ما يقارب العام .. و لا جديد يُذكر ، نسخةٌ مُملّة من أعوام سابقة ، و الوحيد الذي يتغيّر رقمٌ في روزنامة الأيام . تشعر و كأنك تُكمل مهمةً جماعية لا تعنيك تمامًا ، و لكنك _ لاعتباراتٍ كثيرة _ مُلزمٌ بإكمالها . لا تهتم لما تخسره ، و لا تغريك مكاسبك الزائفة ، و حين تستيقظ وحيدًا .. ينهال عليك حشدٌ من الأفكار اللئيمة كلها تتفق على إقناعك بعبثيّة ما تزاوله . حياة القطيع مريحةٌ و بليدة ، و الخروج عليها مجازفةٌ غير مامونة العواقب . و هكذا الإنسان ... إما أنْ يتعايش مع القطيع و ينتظر متى ينمو له حافرًا ، أو أنْ يتجرأ و يؤول مصيره إلى حشرةٍ بائسة ... أو حُرٌّ آبق . |
All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 05:51 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.1 جامعة الملك
الفيصل,جامعة الدمام