![]() |
مقالات تستحق القراءة .... متجدد
السلام عليكم هذا المتصفح يسهل لنا الوصول إلى المقالات الجيدة في الصحف فكل يوم هناك المئات من المقالات منها المفيد ومنها خسارة ان تضيع وقتك في قراءتها .. فمن أجل هذا نريد من كل عضو مهتم في قراءة المقالات يطرح لنا ما يرى انه يستحق القراءة .. و شكراً على تفاعلكم مسبقاَ <<واثق :biggrin: |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
:(204)::(204)::(204):
|
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان
خلال الثلاث سنوات الماضية أغلب كبار الأسرة الحاكمة غادروا بطائراتهم الخاصة بحثا ً عن العلاج كالملك عبدالله وسمو الأمير مشعل والراحل سمو الأمير سلطان ــ والآن ــ سمو ولي العهد الأمير نايف ( يعني ماعافه الطير وبه خير ) أعني كل ماهو تابع لوزارة الصحة السعودية ... السؤال : ماهو مصير المواطن الذي لايملك تكاليف السفر والعلاج , ولم يجد له سريراً طوله مترين بعرض متر واحد على الأرض التي يتغذّى ويتراقص على ثرواتها شعوب مشارق الأرض ومغاربها ؟؟!! يموت طبعاً نعم يموت لأن باطن الأرض أرحم من ظاهرها , ولأن باطن الأرض أرحم من مستشفيات الحكومة التي سرعان ماتستجيب حينما يشتكي الأجنبي . . !! أتعلمون أن : حتى المقابر في وطني المجحف يتم إنشائها وبنائها وتوفير لوازم الجنازة من تبرعات ( فاعلي الخير ) ولم يتبقّى إلا ّ ندفع رسوم سنويّة لمقابر موتانا حتى نأمن من نبشهم ورميهم للكلاب ( أعزكم الله ) عموماً إن كان المال هو من يثبت الوجود ــ فلماذا ــ ياوزارة الصحة السعودية وأنتي تسيرين ببطئ رغم مايُرصَد لك ِ من مئات المليارات كل سنة . . !! فإما أن المخصصات المعلنة لوزارة الصحة السعودية كذبة على المواطن , أو أن المخصصات تُسْرَق , أو أن العقول والفكـر والتخطيط السليم والأمانة والإخلاص ( لم ) تتوفر في كل وزراء الصحه السابقون بالإضافة إلى الحالي الدكتور الربيعة .. ( أتوقع كل ماتقدّم ذكـره قد حدث ) إذاً أقترح على الملك (( تعيين وزير للصحة أجنبي )) ويحق لهذا الوزير إختيار طاقمه بنفسه من وكلاء ونواب ومستشارين , وله حرية إختيار مدراء الشئون الصحية في المناطق . فكما تعلمون أن المنتخب السعودي ليس أهم من وزارة الصحة ومع ذلك قاد المنتخب السعودي ( مدرب أجنبي ) بغض النظر عن النتائج الأخيرة . من المؤسف والمخيّب للآمال هو هروب وزير الصحة الدكتور الربيعة بالطريقة التي رسمها له مدير الشئون الصحية الدكتور الهبدان عن مقابلة الصحفيين والممرضين وكل من كان يتمنى مقابلة الوزير من الأهالي المتضررين . وهذا مؤشر ودلاله على أنهم لايملكون أي مبرر على تدني مستوى خدمات الوزارة التي تعاني من قيادتها وكبار منسوبيها أكثر من معاناة الشعب الشمالي المغلوب على أمره والمغلول كرامته في التراب . تبقى أن أقول : مدير الشئون الصحية بالمنطقة الشمالية الدكتور الهبدان ( له من إسمه نصيب ) وهو من المسئولين الذين تفائلنا بقدومه وإستلامه زمام الأمور , لكن سرعان ما أتّضح فشله وعدم إستطاعته على تقديم أرقام تشفع له بإستمرار هذا التفائل حتى ولو دقيقة واحده بعد الآن . على ذمّة الراوي : حدّثني أحد منسوبي وزارة الصحة أن وزير الصحة الدكتور الربيعة رافق الملك عبدالله حين رحـلـة عـلاجــه للــخــارج ( عدة أشهر ) فقلت : الملك كلنا فداء له لكن كيف للوزير أن يذهب تاركاً خلفه أكثر من 20 مليون نسمه لعدة أشهر . . !! همسه : عندما تسأل أحد المشائخ وخاصةً الأئمة وخطباء الجمعة ... ماهي الليبرالية ؟ سيقولون الليبرالية هي مخطط أعداء الإسلام والذين من خلالها يحاولون فصل الدين عن السياسة . وعندما تطلب من الأئمة وخطباء الجمعة ( أنفسهم ) لماذا لاتكون الخطب والمحاضرات الدينيّة عن البطالة وعن الفقر وعن الفساد الحاصل في البلد ؟ سيقولون هناك جهات متخصصة في هذا الشأن , وهناك قنوات وأماكن هي المسئولة عن ذلك . . !! تناقض عجيب جداً المراد من هذا المثال (أعلاه) هو ماسمعته أن خطباء صلاة الجمعة ( اليوم ) في مساجد مدينة عرعر كانوا يتحدثون عن الإنتحار وأنه جريمة وسوء خاتمة , ولم يتحدثوا عن الأسباب ونسوا أو تناسوا مايتعرّض له أبنائهم المعلمين والممرضين وللفساد الذي إنتشر وتفشّى بشكل مخيف في الشمال بشكل عام . . !! وياليتهم يساندون مليكنا الإصلاحي وولي عهده الأمين في مكافحة الفساد والقضاء على أوكاره خاتمة : الآن أيقنت وبعد تفكير طويل وتأكّدت بعد تحليل دقيق أن وجودنا في المنطقة الشمالية هو منعاً للـتـّـصـحـّـر لا أكثر . إلى لقاء ٍ قريب بإذن الله تعالى طواري الجنيدي |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
لاتيأس إذا تعثرت أقدامك
وسقطت في حفرة واسعة فسوف تخرج منها وأنت تماسكا وقوة والله مع الصابرين لاتحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلي قلبك ....فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة والابتسامة لاتضع كل أحلامك في شخص واحد ...ولاتجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كان صفاته ولاتعتقد ان نهاية الأشياء هي نهاية العالم فليس الكون هو ماترى عيناك لاتنتظر حبيباَ باعك ..وانتظر ضوءاَ وجديداَ يمكن ان يستلل إلي قلبك الحزين فيعيد لإيامك البهجة ويعيد لقلبك نبضه الجميل لاتحاول البحث عن حلم خذلك..وحاول ان تجعل من حالة الانكسار بداية حلم جديد لاتقف كثيراَ على الأطلال خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح عرفت طريقها ..وابحث عن صوت عصفور .. يتسلل وراء الافق مع ضوء صباح جديد لاتنظر إلي الأوراق التي تغير لونها..وبهتت حروفها..وتاهت سطورها بين الألم والوحشية..سوف تكتشف ان هذه ليست اجمل ما كتبت ..وأن هذه الاوراق ليست اخر ماسطرت ...ويجب أن تفرق بين من وضع سطورك في عينيه ..ومن القى بها للرياح .. لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابر ولكنها مشاعر قلب عاشها حرفا حرفا .ونبض إنسان حملها حلماَ..واكتوى بنارها الماَ إذا أغلقت الشتاء أبواب بيتك ...وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان فانتظر قدوم الربيع وافتح نوافدك لنسمات الهواء النقي ..وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان الشجر لتصنع لك عمرا جديدا وحلما جديدا وقلبا جديدا إذا كان الامس قد ضاع فبين يديك اليوم واذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل فلديك الغد ..لاتحزن على الأمس فهو لن يعود ولاتأسف على اليوم فهو راحل واحلم بشمس مضيئة في غد جميل اذا لم تجد من يسعدك فحاول ان تسعد نفسك واذا لم تجد من يضيء لك قنديلا فلا تبحت عن اخر أطفاه ...واذا لم تجد من يغرس في أيامك ورده فلا تسع لمن غرس في قلبك سهماَومضى :119: |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
|
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
"مقال رائع لكاتب مصري حول مفهوم تطبيق الشريعة الاسلامية"
ما معنى تطبيق شرع الله؟ صحيح ماذا لو سألنا أى عشرة عابرين فى الشارع على رصيف بيتكم هذا السؤال؟ ستكون الإجابة أن المطلوب هو تطبيق الشريعة الإسلامية. عظيم جدا، نسأل تانى: طيب وما الشريعة الإسلامية؟ اللافتات والرايات والهتافات والمظاهرات التى طالبت بتطبيق الشريعة يبقى على كاهلها مهمة عظيمة للغاية، هى أن تشرح للناس ما هذه الشريعة؟ أولا: نريد أن ننبه إلى أن هناك فى حياتنا المعاصرة دولا تطبق الشريعة الإسلامية، وهى السعودية وإيران والسودان وباكستان. ها.. ما رأيك؟ هل هى دول عدل وكفاية وتقدم وتطور ورخاء ومجد وحضارة ومساواة وكرامة؟! ليس مهما أن تجيب، سأجيب عنك بأنه حتى لو كانت الدول التى تطبق الشريعة دولا فاشلة فهذه مشكلتها، وليست مشكلة الشريعة. لكن تعال إلى ثانيا: هل تعرف أن مصر كانت تطبق الشريعة الإسلامية فى عصور الأمويين والعباسيين والفاطميين والمماليك والعثمانيين وحتى أقل من مئة عام مضت؟! سأعود وأسأل: هل كانت مصر وقتها جنة العدل والعدالة والمساواة والرخاء واليسر والأخلاق الحميدة؟! لا تجب.. سأجيب بالنيابة عنك، إذا لم تكن مصر هكذا أيام الشريعة، فهى مشكلة مطبقيها لا مشكلة شريعتها. عظيم.. يبقى مهما كذلك أن تعرف أن الفتنة الكبرى التى راح ضحيتها عشرات الآلاف من المسلمين فى حرب أهلية بين الصحابة جرت وقت تطبيق الشريعة السمحاء، ثم فى عهد الدولة الأموية التى شهدت أكبر عملية تخلص دموى من المعارضين والمخالفين، وكذلك مقتل حفيد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فى مذبحة بشعة وتحويل المدينة المنورة إلى مكان لاغتصاب النساء وحرق البيوت وقتل الولدان وهتك الأعراض وسفك الدماء فى المسجد النبوى، ورجم الكعبة بالمنجنيق وصلب الصحابة على جدار البيت الحرام تم كل ذلك فى الوقت الذى كانت الشريعة فيه مطبقة، ولن أسرد عليك أبدا مجازر ومذابح العباسيين فى دولتهم، ألم تتربّ من البيت إلى المدرسة على أن عمر بن عبد العزيز هو خامس الخلفاء الراشدين؟ فهل كان ممكنا أن يحذف المسلمون كل هؤلاء الخلفاء بعد على بن أبى طالب وحتى آخر خليفة عثمانى ليبقى فقط عمر بن عبد العزيز هو الخليفة الخامس، علما بأنه حكم عامين تقريبا إلا لو كان كل هذا الحكم ظلما واستبدادا رغم أنه تحت ظل الشريعة؟! ما الذى أريد أن أصل إليه بالضبط هل مثلا الشريعة وحشة ولا يجب أن نطبقها؟ لعلك تكون أكثر هدوءا وانفعالا حين أقول لك: إن قصدى هو أنك لا تعرف ما الشريعة أصلا؟ الناس تعتقد أنها مفتاح إلهى لجعل حياتنا رائعة، والحقيقة أن هذا المفتاح كان فى يد المسلمين مئات السنين وكانوا فى أسوأ حال من الطغيان والاستبداد والاستعمار كذلك. أغلب الناس يعتقد أن الشريعة هى تنفيذ الحدود، قطع يد السارق مثلا. طيب.. هل يتم قطع يد السارق لأموال البنوك أو مختلسى مال الشعب؟ هل إذا سطا شخص على مليار جنيه من بنك أو تلاعب فى خصخصة شركة قطاع عام أو تخصيص أرض للدولة سيتم تطبيق الحد عليه بقطع اليد؟ بلاش.. خلينا فى نموذج واضح جدا لو كانت الحدود مطبقة الآن فى مجتمعنا، هل كنا سنقطع يد أحمد عز أو أحمد نظيف أو أمين أباظة؟ الإجابة لا. حسب الشريعة فلا يمكن قطع يد هؤلاء النهابين لمال الشعب بتهمة السرقة، لأنه ليس مالا خاصا وليس فى حرز فلا تتوافر فى مثل هذه الحالات شروط قطع اليد! طيب نقطع يد مين؟ نقطع يد نشال فى أتوبيس أو حرامى هجام سرق شقة أو جاموسة من حظيرة! طيب ارجع معى للإمام مالك فى كتابه الموطأ وهو يحكى أن عبيدا لحاطب بن أبى بلتعة سرقوا ناقة لرجل ، فنحروها، فأمر عمر بقطع أياديهم، ثم قرر أن يعرف السبب الذى من أجله سرق هؤلاء فلعلهم جياع، وجاء حاطب فقال له عمر: إنكم تستعملونهم، وتجيعونهم والله لأغرمنك غرامة توجعك، وفرض عليه ضعف ثمنها، وأعفى السارقين من قطع اليد لحاجتهم.. عمر رضى الله عنه، لم يعطل الشريعة هنا، بل طبقها. لماذا؟ لأن الشريعة لا تطبق نفسها، بل يطبقها الرجال. والأهم، لأن الشريعة ليست الحدود فقط وليست الحدود أبدا، لذلك هى مطبقة طوال الوقت باجتهاد الحكام.. وللأسف كلها اجتهادات ظلمة ومستبدين، فمتى كان الحكم ديمقراطيا كانت الشريعة مطبقة.. أى والله! ابراهيم عيسى |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
كح كح :sm18:<< من زمآن عنك يالتعب :Looking_anim::biggrin:
موكثيير ـآقرا مقآلآت لآكن من قريتـ ـآلمقلآت ـآلي طرحتهآ في موضوعكـ ـآعجبتني جدآ وشدتني للقرـآءه سلمت على ـآلطرح ـآلرائع {التعب منسي } وجزـآكـَ ـآلله خيرآ ورحم وـآلديكـ {ـآستغفر ـآلله || |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
حفيده عادك حيه :eek: <<امحق ترحيب ههههههههه
من جد غبار :biggrin::biggrin: اتمنى لك الخير والتوفيق والسعادة يارب ونورتي موضوعك وحياك ربي بأي وقت :wink: |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
يعطيك العافيه يالتعب منسي :106:
موضوع رائع ومقالات اروع .. مع اني مااقراء مقالات كثير مثل حفيده:biggrin: لكن قرائت ماطرحته :(204): |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
يعطيك العافيه اخوي التعب منسي
حياك الله ..منووووووور:106: |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
اقتباس:
اقتباس:
|
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
مقال رائع للكاتبة ثريا الشهري
عابر حياة - مكانك.. تاريخك! للمكان روح. هل فكرت بذلك؟ سواء أكان قصراً فارهاً أو بيتاً متواضعاً، فهل تتذكر أين بدأت ترتيب ذكرياتك الأولى؟ هل تغمض عينيك وتسافر بخيالك لتسترجع الرائحة الغائبة والألوان الضبابية؟ تلك كانت الشاغل لمعظم الأدباء، بالحميمية التي تشكّلت داخل بيوتهم، وحنينهم إليها الذي طاردهم ولم يفارقهم بشجونه، فهذا الأمير الكاتب الإيطالي «دي لامبيديوسا» - صاحب رواية «الفهد» المنشورة عام 1958، بعد وفاته - لم يشف من آلام فراق أماكن الصبا والشباب، وظل يحلم بالعودة للعيش بين جدران البيوت التي أحبها، وقد حاول، ولكنها هُدمت ومعها أحلامه باستقرار روحه الهائمة، فهو القائل: «الطفولة جنة مفقودة»، حتى غدا حزن الكاتب على فراق منازل عائلته وتدهور أحوالها المادية مأساةَ حياته، فمن أحب رفقة الأشياء أكثر من رفقة الأشخاص لم يستطع التأقلم مع بيت جديد بلا روح، فماذا نقول عن الحروب وماذا تلغي بدمارها وتجرف مع نيرانها؟! أمّا الكاتب الفرنسي الملقب بـ «بيار لوتي» فكتب عن بيته في روشفور: «هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي أشعر فيه بالانتماء، فلن أتحمل أن يعبث فيه، أو يغيّر من ملامحه أحد»، وقد كان! فقد اشتراه من أمه براتبه كقبطان بحر، ومن مبيعات كتبه، ليجمع فيه فجر ذكرياته وبقية مقتنياته التي التقطها عبر أسفاره من سجاجيد ونارجيلات وتحف، وحتى سكاكين، بل إنه لم يتردد في شراء سقف من مسجد الأُمويين نجا من الحريق، فهرّبه وأتى به إلى فرنسا، كي يعيش أجواء عابقة بسحر الشرق الذي عشقه، وقال فيه: «لا أدري بحكم أي وراثة أشعر دائماً أن شطراً من روحي عربي». أذكر أنني سألت من غالى في تجهيز بيته بأنظمة المراقبة والحماية عن سبب هلعه، فكان جوابه الجميل: «مقتنياتي قد تخدع اللص بأشكالها فيظن أنها غالية الثمن وهي ليست كذلك مادياً، ولكنها كل حياتي معنوياً، فكل قطعة في البيت معها جزء من تاريخي، فأخشى أن يسرق تاريخي ويتركني عارياً إلاّ من أشباحي». فتأمل المعنى وقارنه بمنطق من يدفع للجهة الفلانية لتملأ بيته باللوحات والسجاجيد، والمجسمات ربما، فإذا سألته عن تاريخ ما اقتنى حارَ في الرد، وسؤالي: هل يعيش المرء في مكان يشبهه؟ هل يتحرك ويناظر ويلامس أشياء تمثّله؟ وهي لا ترتبط بفقر أو غنى في المال، فكل امرئ وله منطقته ومساحته وموازنته في تشكيل ما ينتمي إليه، الأهم أن يعي الإنسان هذه الجزئية من حياته، وهي كل حياته لو وعى. فهل سمعنا بـ «الكوليكترز»؟ وهي مفردة إنكليزية، وتعني «الجامعين»، أو من يجمع الأشياء على مدار السنين، نعم تماماً كجامعي الطوابع، ولكنهم يتعدونها إلى أي شيء آخر، فمن هواية تلك السيدة أن تجمع تماثيل العصافير، ولا أدري كم جمعت إلى اليوم! فعهدي بحائطها كان منذ زمن، ومثل السيدة غيرها ممن يجمع المجلدات القديمة وكأنها كنوز سيكتشف معها يوماً ذاك المجهول الغامض، وهناك وهناك..!! فماذا عنك؟ وقد سألني أحد القراء عن أسلوب يغيّر به رتابة الحياة. حسناً أيها القارئ، ها هي طريقة مُثلى تضيف إلى حياتك بعضاً من معنى، فأن تلتفت إلى تفاصيل مكانك، وإلى روح الأشياء وما يشبهك منها وتحرص على جمعه والاستمتاع به، بداية لا بأس بها في إعادة تقويمك لقيمة المكان ومحتوياته، ولا تظن أبداً أنها مرهونة بعمر معين وأجواء معينة، فالإنسان هو الإنسان، يمكنه البدء حيث هو، أين هو!! ارتباط المرء بالأشياء، قد يصعب عليه لاحقاً أن يغادرها بسهولة، وهو ما لا أفهمه مع رجالنا وسرعة تغييرهم لسياراتهم، ولن أقول زوجاتهم حتى لا ترتبط هذه بتلك، ولكنها الحقيقة، فهل ينقص من الرجولة أن يكون المرء ذا إحساس وولاء؟ فالوفاء لا يكون للبشر وحدهم (هذا إذا افترضناه أصلاً)، ولكن للأشياء أيضاً، وستضطرك الدنيا إلى وداع الكثير، وستتعلم أن تبلع تعلّقك وتتجلّد، ولكن ما كان بيدك أن تحتفظ به، فكيف تتخلى عنه وكأنه لم يكن؟ ولا أحسب عاقلاً يتخلى عن تاريخه، ولا أحسب أي امرئ إلاّ وله عِشْرَة. |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
{من ثمار الاستغفار} هل تريد راحة البال،وانشراح الصدر،وسكينة النفس وطمأنينة القلب والمتاع الحسن؟ عليك بالاستغفار(استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعآ حسنآ) هل تريد قوة الجسم وصحة البدن،والسلامة من العاهات والافآت والامراض والاوصاب؟؟ عليك بالاستغفار{ استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم } هل تريد دفع الكوارث والسلامة من الحوادث والامن من الفتن والمحن ؟؟ عليك بالاستغفار{ وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون} هل تريد الغيث المدرار،والذرية الطيبه،والولد الصالح،والمال الحلال ،والرزق الواسع؟؟ عليك بالاستغفار{استغفروا ربكم إنه كان غفارآ* يرسل السماء عليكم مدرارا*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا} هل تريد تكفير السيئات ،وزيادة الحسنات،ورفع الدرجات؟ عليك بالاستغفار{وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين} الاستغفار هو دواؤك الناجح ، وعلاجك من الذنوب والخطايا، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار دائما وابدآ بقوله{ يا أيها الناس استغفروا ربكم وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مره} والله يرضى عن المشتغفر الصادق لانه يعترف بذنبه ويستقبل ربه فكأنما يقول:يارب أخطأت وأسأت وأذنبت وقصرت في حقك وتعديت حقوقك وظلمت نفسي وغلبني الشيطان وقهرني هواي وغرتني نفسي الامارة بالسوء واعتمدت على سعة حلمك وكريم عفوك وعظيم جودك وكبير رحمتك. فالان جئت تائبآ نادمآ مستغفرآ فاصفح عني وأعف عني وسامحني وأقل عثرتي وامح خطيئتي فليس لي رب غيرك ولاسواك. وفي الحديث الصحيح{من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لايحتسب} ومن اللطائف :كان بعض المعاصرين عقيمآ لايولد له،وقد عجز الاطباء في علاجه،وبارت الادوية فيه فسأل أحد العلماء فقال:عليكم بالاستغفار صباح مساء فإن الله قال عن المستغفرين {ويمددكم بأموال وبنين}فأكثر الرجل الاستغفار وداوم عليه ،فرزقه الله الذرية الصالحة. فيا من مزقه القلق واضناه الهم وعذبه:عليك بالاستغفار فإنه يقشع سحب الهموم ويزيل الغموم وهو البلسم الشافي والدواء الكافي. |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
العلم وليس الذكاء
كثيراً ما يتجادل الناس في مسألة المفاضلة بين العقل والعلم، وفي القدر المطلوب منهما للابداع والاختراع والتفوق وفي مرحلة من تاريخنا كان كثير من المثقفين يعتقدون أن تفضيل العلم على العقل شيء لا يليق بمثقف رصين ومن أدبيات الجدال في هذه المسألة ما ذكره أحد الشعراء حين قال: علم العليم وعقل العاقل اختلفا من الذي منهما قد احرز الشرفا فالعلم قال: أنا احرزت غايته والعقل قال: أنا الرحمن بي عُرف فأومأ العلم إيماء وقال له بأينا الرحمن في فرقانه اتصفا. فبان للعقل ان العلم سيده فقبل العقل رأس العلم وانصرف لا احد يستطيع أن يهون من شأن الذكاء ومن دوره في تنظيم المعرفة من أجل الوصول الى شئ جديد ولا أريد أن الفت نظركم الى اشياء بديهية لكن أود أن اشير الى أن كلاً من الذكاء والعلم أساس في الابداع والنجاح لكن كلما قل العلم ظهر دور الذكاء وكلما كثر العلم تراجع دور الذكاء وأن الحجم المتاح من العلم اليوم شيء هائل.. وأن المعرفة تتضاعف في هذا العصر مما يعني قيمة الذكاء تتراجع باستمرار ومن هنا فإن الاعتقاد السائد الآن هو أن «العلم» هو المصدر الاساسي لتشكيل العقل وقد شبه احدهم العقل بالرحي التي تطحن الحبوب وشبه العلم بالقمح الذي نصبه فيها فمهما كانت الرحى عظيمة فإنها لن تخرج لنا طحيناً إلا من نوع القمح الذي وضعناه فيها. وإذا لم نضع فيها شيئاً لم تخرج لنا شيئاً. إذن نقول ذكاء متوسط مع تعلم جيد ومع جد ومثابرة وتخطيط طموح أجدى لصاحبه وانفع له من ذكاء متوهج وعال جداً. لكن لا يصحبه تنظيم ولا علم ولا طموح والذكاء لا ينفع الذين لا يملكون سواه شيئاً. على المرء ألا يفكر في مستقبل ولا يرسم اهدافه بناءً على ما لديه من ذكاء وقدرات لكن يحاول الحصول على العلم النافع الذي يساعده على الوصول الى تلك الاهداف. وبالصبر والعزيمة والاصرار على طلب العلم قد يحقق الفرد من التقدم الشخصي على المدى البعيد ما يعجز عنه كثير من الاذكياء وتذكروا دائماً السباق الذي جرى بين الارنب والسلحفاة حيث هُزم الارنب بسبب غروره وتوانيه وفازت السلحفاة بدأبها ومثابرتها. |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
مقالات جميله جداً..
موضوع يستحق المتابعه والتثبيت.. يعطيك العافيه اخوي..:106: |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
اقتباس:
:106: |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
ملتقى النهضة
يتفق أكثر النخب في بلداننا الاسلامية على أن واقع امتنا منذ سنوات الخلافة الأخيرة في حالة تراجع متتالية جعلتها في القوائم الأخيرة على لائحة الأمم، ولأن هذا الواقع مؤلم فقد قدم الكثير من الأشخاص والمؤسسات مشروعاتهم ومقترحاتهم التي تقود إلى النهضة: قدم الليبرالي مشروعا أساسه عزل الإسلام عن الحياة وأحيانا محاربته. قدم الشيوعي مشروعا أساسه الإلحاد ومحاربة الإسلام. قدم القومي مشروعا أساسه استبدال العروبة بالإسلام، ومحاربته بها أيضا. قدم التنويري مشروعا أساسه تغليف العلمانية بالإسلام و تقديمها بثوب جديد قدم الإسلامي مشروعا أساسه ومنتهاه الالتزام بالإسلام، وتحكيم الشريعة. هذه باختصار شديد أساسات مشروعات النهضة المطروحة والتي طرحت في عالمنا العربي، ملتقى النهضة الملتقى يقام منذ ثلاث سنوات في دول الخليج أقيمت منه نسختان: في البحرين كانت الأولى وفي قطر كانت الثانية، وأقيمت نسخة مشابهة له في الأردن خاصة بالأردنيين، رسالة الملتقى ( نحو شباب واع يصنع النهضة )، يهتم الملتقى بشريحة الشباب 18/30 من الجنسين، ويقيم المشاركون في فندق واحد لمدة يومين أو ثلاثة أيام تقدم فيها ندوات متعلقة بعنوان الملتقى. مشكلة ملتقى النهضة ليس في ثقافة المعترضين على الملتقى رفض للنهضة وأهميتها وحاجة أمتنا الأساسية إليها، وكثير منهم يملك مشروعات نهضوية تزيد في حجمها وأشكالها على ملتقى النهضة بمئات المرات، المشكلة في منهج النهضة الذي يسلكه القائمون على الملتقى. فالمعترض يقول بكل وضوح هذا ليس طريق النهضة الذي علمه الأنبياء، بل هي طريق إلى مزيد من التراجع في ذيل قائمة الأمم، لأنها لا تلتزم الإسلام وشرائعه في طريقها الذي هو عماد النهوض والرقي بالنسبة لنا المسلمين ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام متى ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ) هذه هي الفلسفة الإسلامية الأولية في طريق النهضة. المشكلة الرئيسية عند المعترضين أن الملتقى يقدم المشروع العلماني كطريق للنهضة، ويقدمه غشا للفتية على أنه هو الإسلام!!، ولو قدموه على انه فكر علماني لما كان كل هذا الاعتراض لأن العلمانية أصبحت مكشوفة، وهناك مؤتمرات علمانية تقام في كثير من البلاد الإسلامية ولم تواجه كل هذه الاعتراضات لن بيان حقيقة العلمانية للأمة كاف في اسقاط كل تلك المؤتمرات. لكن ملتقى النهضة يظهر العلمانية كفكر إسلامي أصيل يشرف عليه داعية معروف مع أنه يتردد كثيرا أن مشرفه لا يعرف تفاصيل البرنامج، والله أعلم بالحقيقة !! كيف يقدم العلمانية؟ حسنا ... حدد المنظمون للملتقى هدفهم من الملتقى بـ ( تعريف المشاركين برواد العمل النهضوي، و اطلاعهم على تجارب ناجحة في هذا المجال ) من رواد العمل النهضوي هؤلاء الذين يقدمهم الملتقى كتجارب ناجحة؟ هنا نتعرف على بعضهم ممن استضافهم الملتقى في برنامجه الأخير، وذلك من خلال أقوالهم: يقول د.شفيق الغبرا – أحد مؤسسي الجامعة الأمريكية بالكويت - ( ومن الأصلح للشعب أن يبقى الدين جانباً خاصاً في عباداتهم وواجباتهم الشرعية، وأن يُنأى به ويُبعد عن السياسة ) ويقول أيضا ( الفكر الليبرالي منفتح ويؤمن بالآخر وبالعدالة والمساواة، والديمقراطية، وحقوق الأقليات، في ظل حكم الغالبية، وهو فكر متقدم وضروري ومهم جداً لأي نجاح في أي عملية ديمقراطية ) د.شفيق الغبرا جريدة الجريدة الكويتية 2009/09/23 ويحدد د. خالد الدخيل المخرج من المأزق العراقي بقوله (طريق الخروج واضح: تبني مبدأ علمانية الدولة, وديمقراطية الحكم, ومفهوم المواطنة المستند إلى الحرية والمساواة ) جريدة الاتحاد الاماراتية 22/6/2005 ويقول د.غانم النجار عن الديمقراطية ( المفروض ما يصير فيها أحزاب دينية ... لأن الدولة الحديثة الأولوية فيها للمواطنة وليس للدين ... أحزاب دينية ما يصير ) د. غانم النجار بقناة اليوم - برنامج توك شوك 2011/11/30 رفض قيام الأحزاب على أساس ديني هو أحد أشكال العلمانية المتطرفة. وهالة الدوسري تطالب على قناة الحياة التنصيرية بـ ( فصل الدين عن التشريعات العامة )، وتدعو إلى أي تفسير كان للنص ليتوافق مع المبادئ العلمانية .. قناة الحياة – برنامج بلا قيود. وما تقدم مجرد نماذج، وليس استقصاء يبدو واضحا أن مشروع الشخصيات المتحدثة في الملتقى أساسه عزل الإسلام، ومع كل أسف فهؤلاء عند منظمي الملتقى رواد العمل النهضوي !! هذا بالنسبة لتصورات رواد النهضة الذين سيقودون شباب النهضة إلى طريق النهضة، أما المحاور فعنوان الملتقى في نسخته الثالثة "المجتمع المدني .. الوسيلة والغاية" ومفهوم "المجتمع المدني" من حيث النشأة والتداول قائم على الليبرالية الغربية، وهناك ندوة بعنوان "المجتمع المدني ومفهوم المواطنة" و "مفهوم المواطنة" هو أحد مفاهيم العلمانية، ويقدم هذه الورقة شخصية علمانية. وقد تحدث د. عزمي بشارة عن المجتمع المدني في نفس الملتقى في العام الماضي وقرر فيه انه قائم على نزع أي روابط دينية وجعل الرابطة هي المواطنة القائمة على الحرية، ولم يكن هناك أي اعتراض من شباب النهضة وإنما مجرد أسئلة وتعلم واستفادة وربط لكلام بشارة ببلدانهم، وليس هناك أي حوار او مناقشة أو نقد يذكر. وهناك ورقة أخرى في هذا العام بعنوان " تمكين المرأة في المجتمعات الخليجية" و"تمكين المرأة" مفهوم أممي تقدمه هيئة الأمم في مؤتمراتها الدولية كوسيلة لدعم تحرير المرأة، وهو ذو حمولة علمانية، ويقدم هذه الورقة شخصية نسوية علمانية. سئل أحد المنظمين عن تجليات المشكلة هذه هل نظر فيها المنظمون من زاوية الشريعة؟ فقال في حسابه بتويتر ( نعم فكر فيها القائمون على الملتقى ويرون أن ما يفعلونه شرعي ) !! فأي شرعية لتقديم العلمانيين كموجهين ومعلمين لشباب المة؟! وهذه هي المشكلة عند المعترضين على الملتقى : تقديم الفقيه للمشروع العلماني كنموذج رائد في النهضة!! هناك اشكالات أخرى ولكن هذا الإشكال حجمه كبير جدا لدرجة يؤخر معها كل الإشكالات الأخرى. لماذا العلمانية ؟ يدافع المنظمون للملتقى عن ملتقاهم بعدد من الأجوبة نناقشها فيما يأتي: أولا: لا وجود للعلمانية أو الدين في الملتقى، فالمشاركون متخصصون ومهنيون يقدمون رؤاهم في قضايا لا دخل للدين فيها مثلها مثل هندسة السيارات، ودوائر الكهرباء وسباكة المياه، ولو أردنا موقف الدين لذهبنا نبحث عن الشيخ في المسجد. وهنا نتساءل هل الذي يقدم هذا الدفاع قرأ عناوين الأوراق وعنده معرفه بالملتقى؟! فبالتالي عنده تصور كاف عما يدافع عنه أو أن القضية تحزب واصطفاف؟! فعناوين أوراق الملتقى بعضها يذكر مفردة "الدين" ومفردات متعلقة بها، ومن العناوين كما هو معلن في جدول الملتقى المنشور ورقة بعنوان ( مقاربات المجتمع المدني والديني ) يقدمها الليبرالي خالد الدخيل وأيضا ( الإسلاميون والمجتمع المدني ) يقدمها المستشرق ستيفان لاكروا. هنا طرفة متعلقة بموضوع التخصص، إحدى المشاركات في الملتقى تقدم ورقة بعنوان ( تمكين المرأة في المجتمعات الخليجية ) تخصص المتحدثة كما تقول عن نفسها في ( الأبحاث والخدمات الصحية )، و يستمر في الصورة المقابلة هذا التناقض بين الواقع والدفاع الذي يقدمه المنظمون، فنجد في قائمة المشاركين شخص تخصصه أصول فقه يقدم ندوة عن المجتمع المدني!! وبعض المدافعين عن الملتقى ذكر أن الملتقى لا علاقة له بالسياسة فلسنا بحاجة إلى استضافة شيخ وداعية ليقرر الموقف الشرعي في السياسة، العجيب أن هناك أربعة متحدثين حاصلين على درجات عليا في السياسة وثلاث منهم أكاديميين يدرسون في كلية السياسة منذ سنوات طويلة، ولكنهم يدرسونها من خلال نظرياتها الغربية، وليس من خلال السياسة الشرعية !! إذا تجاوزنا البحث في تخصصات المشاركين وعلاقتها بالملتقى، ننتقل إلى التصور الخطير الذي يطرحه المدافع هنا وهو : المجتمع المدني قضية لا علاقة لها بالدين مثلها مثل الطيران والإبحار وصناعة السيارات. المجتمع المدني: هو وصف يطلق على التنظيمات الأهلية التطوعية التي تعمل خارج سلطة الدولة، يدخل في ذلك النقابات المهنية والعمالية، والجمعيات الخيرية، والاتحادات الطالبية، والأندية الرياضية والاجتماعية، والغرف التجارية والصناعية، ومنظمات حقوق الإنسان والمرأة والبيئة والتنمية، والصحافة الحرة ومؤسسات الإعلام والنشر، ومراكز البحوث والدراسات والتجمعات الثقافية. إن تصور هذه التجمعات والمؤسسات وهي تعيش حياة متكاملة خارج إطار الإسلام بالكلية هو عين المفهوم الليبرالي لهذا المصطلح، وهو جواب موافق لصورة نشأة المصطلح في الغرب. يقول عزمي بشارة ( كان مجرد تعبير عن انتقال مبدأ السيادة من السماء "الحكم بالحق الإلهي" إلى الأرض على أساس العقد الاجتماعي ) المجتمع المدني دراسة نقدية، ص 12 ويقول راشد الغنوشي ( ظهرت فكرة المجتمع المدني مقابلاً ونقيضاَ للسلطة الدينية المسيحية ولنموذج الدولة الشمولية . ولقد نشأ هذا المفهوم في مناخات الصراع مع الكنيسة وأنموذج الدولة الشمولية تواصلاً مع مفهوم الديمقراطية وحرية الفرد وتشجيعاً لمبادراته باعتبار الأصل ، وحدأ من تمدد الدولة والكنيسة معاً بعد أن تم تحرير الدولة باعتبارها نشاطاً دنيوياً محكوماً بالعقل والقانون ، وبعد أن انتقلت فكرة السيادة المطلقة التي كانت للكنيسة باعتبارها تجسيداً للمسيح الذي تجسد فيه الرب ). مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني، ص54. واستضافت الملتقى ثلاث شخصيات ليبرالية جامعية تدرس في كلية السياسة وتحمل رؤى علمانية مناقضة للإسلام - سبق نفل كلامهم - لبحث موضوع المجتمع المدني وهو بهذه الصورة في الفكر المعاصر كما في النصوص السابقة = يشير إلى أن منظمي الملتقى لديهم توجه بتقرير المصطلح والمفهوم كما هو في صورته الليبرالية، والتخصص الذي يتحدثون عنه هو التقرير الليبرالي للمصطلح، ومحاضرة بشارة في الملتقى السابق دليل واضح. هنا تظهر المشكلة عند المعترضين على الملتقى؛ فهو يقدم العلمانية في عباءة الإسلام، ويريد أن يقنعنا في ذات الوقت أنه ملتزم بالإسلام لكون فقيه وشيخ يشرف عليه، وهذا انحراف مع تناقض واضطراب عجيب!! ثانيا: يدافع القائمون على الملتقى بأن الهدف هو خلق جو حواري قريب من الشباب فعصر التلقين والحق المطلق وثني الركب عند المشايخ قد انتهى فهناك آراء ومصادر متعددة للمعرفة ولا بد أن نبصر الشباب بهذه الآراء ونخلق نقاش حر حولها. حسنا ... سنوقف عجلة النقد الشرعي لهذا الانحراف في التعامل مع الآراء وننتقل مباشرة للبحث في مصداقية هذا الدفاع في النقاط الآتية: 1-في الحقيقة لا يوجد هناك حوار حول القضايا المطروحة فالملقي يجلس على المنصة ويتحدث لمدة ساعة أو أقل ثم تطرح عليه أسئلة استرشادية - وليست نقدية أو حوارية - في مدة لا تتجاوز 2/3 دقائق ثم يجيب عنها الملقي ويختم اللقاء و لا يناقش و لا يحاور و لا تتلاقح الأفكار!! 2- الشباب المشارك لا ينظر إلى الشخصيات المشاركة كحالة قابلة للدرس أو النقد، وإنما يتعامل الشاب مع الجو العام في الملتقى على أنه حالة معرفية مفيدة وناجحة يستفاد منها وهذا ما أشير إليه في أهداف الملتقى حيث ذكر أن المحاضرين رواد في النهضة وأصحاب تجارب ناجحة، وليسوا شخصيات منحرفة يتم مناقشتها !! هنا نموذج نستدل به على هذه الحالة الذهنية التي يفكر بها الشاب المشارك في الملتقى. يقول أحد الشباب الكرام – وهو من أصدقاء المنظمين ومن نفس مدرستهم الفكرية – قبل أن يوجه سؤاله إلى عزمي بشارة ( أشكر الدكتور عزمي بشارة باسمي واسم كل من ثنى ركبه أثناء الثورات في متابعة الدرس اليومي الذي تقدمه لنا على قناة الجزيرة ) 3- عندما يخرج أحد الشباب عن إطار توجهات الملتقى العامة لا يفتح له المجال للحوار والنقاش كما يقول المنظمون بل يمارس عليه ضغط حتى ينهي مداخلته، حصل هذا مع فتاة بحرينية قدمت نقد مؤدب وغير مباشر لرؤية عزمي بشارة قاطعها مقدم الندوة بحجة الوقت!! 4- الحوار والنقاش يكون بين أشخاص يحملون رؤى مختلفة حول القضية محل الدرس، أما في الملتقى فلا يوجد هذا الخلاف على نطاق جذري وقد يوجد في التفصيلات أما العناوين العريضة في الحرية والمساواة والديمقراطية والمدنية فالكل متفق عليها، وما اجتمعوا وتعايشوا وانفتحوا إلا عليها. بعد الحديث عن عدم مصداقية المشاركين في مقصد الحوار ، وان دعوة المنحرفين في العقيدة هدفه النقاش نعود ونحدد طريقة المنهج الشرعي الأولية في التعامل مع أصحاب الآراء الضالة يقول تعالى: ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معه حتى يخوضوا في حديث غيره ) [ النساء 140]. ويقول سبحانه: ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) [الأنعام 68]. في هذه الآيات ينهانا الله سبحانه وتعالى عن مجرد القعود معهم ويرتب على القعود معهم عقوبات وأوصافا شديدة، فكيف بالذي يصدرهم في المجالس ويقدمهم كرواد للنهضة؟!! ولا يشكل على هذا الجلوس معهم لنصيحتهم أو دعوتهم أو مناظرتهم، وهو أمر لا يفعله المنظمون في الملتقى، ويسخرون بمثل هذه الأهداف، لأنهم يرون في أصحاب الأوراق قامات فكرية ثرية يجب الانتفاع بها، فدعوى الحوار والنقاش إنما تقال لدفع الانتقاد لا أكثر. خاصة ان المشاركين فتية صغار سن غير مؤهلين لفعله، والضيوف كهول متمرسون على الاقناع، ومؤثرون في النقاش. يبرر بعض المنظمين للملتقى صنيعهم هذ بقولهم ( الفكر لا يواجه إلا بالفكر ) وهذا كما سبق ليس الذي يحدث في الملتقى فالحال حال تلقي من رواد النهضة، فلا ردود ولا مواجهة، وهذه العبارة فيها نوع إدانة للمنظمين؛ فإذا كنت تعتقد بأن المحاضرين من فكر آخر يستحق الرد والمواجهة فلماذا تعتبره رائدا من رواد النهضة وتجعله يحاضر في مجموعة من الفتية؟!! ثم إن القول السابق غير صحيح في ميزان الشريعة فالفكر المنحرف يواجه بالنصيحة والاحتساب والقضاء وغير ذلك من مراتب إنكار المنكر. والحقيقة أن المناقشة والرد الذي يفضي إلى إسقاط الإلحاد والكفر من الحالة الثقافية ليس هدفا في حسابات الاتجاه التنويري، بل على العكس من ذلك؛ فإن تمكين الضلالة من الانتشار هو أحد معاني الحرية المطلوبة عندهم، والتي يجب على الدولة حمايتها، دليلنا هنا: حادثة تطاول كشغري على النبي صلى الله عليه وسلم، وتشكيكه في الله تعالى فقبل الحادثة جميع رموزهم كانوا شركاء له في منبر واحد مكن هو وغيره من استخدامه لاستقطاب الشباب، ولم يسعوا إلى منعه بل دافعوا عن بقائه، وبعد الحادثة انتصروا له واصطفوا معه وبعضهم اختار السكوت والتعبير عن موقفه من خلال اقراره بنشر كلامهم، فالرد ليس واردا عندهم بل بقاء هذه الأفكار الضالة وانتشارها هو أمر صحي ودليل على التعايش السلمي والتنوع الفكري الذي يدعون إليه وأحد أشكال المدنية وأحد مظاهر المجتمع المدني، وكل هذا الانحراف هو أحد مظاهر العلمانية في الحرية التي يقدمها هؤلاء هنا بلسانهم وممارستهم وليس من خلال الآخرين كما هو الحال في تقديم العلماني كرائد للنهضة. وعموما فإن إطلاق هذا المنهج (الفكر لا يواجه إلا بالفكر) كقاعدة كلية مطلقة صورة حالمة لاوجود لها في الوقع فكل مجتمع له سقف لا يسمح بتجاوزه ويعاقب عليه. أيضا هو مسلك فاسد وانحراف في المنهج ويشكل عليه أصول إسلامية عديدة كالجهاد وحد الردة والتعزير، وينقضه حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- في مسلم الذي هو أصل في باب الرد والإنكار ( من رأى منكم منكر فليغيره بيده ....) أجوبتهم على المعترضين في الحقيقة لاوجود لأجوبة لديهم حول نقد وتساؤلات الآخرين بل هي تفسيرات واطلاقات عامة خالية تماما من أي موضوعية نستعرض بعضها : أولا: التفسير السياسي: يجيب معظم المنظمين والمدافعين بأن هذا الاعتراض على الملتقى هو شكل من استخدام السياسي للاتجاه الإسلامي في قمع مشاريع الإصلاح أو كما قال بعضهم (محاربة الوطن)، وهذا التفسير فيه تخوين واتهام للعلماء والمحتسبين بالخيانة والعمالة لجهات ترفض الإصلاح وهي لغة سيئة لا تليق بمدعي الإصلاح، وهي أيضا اختزال لمشاريع الإصلاح والوطن كله في عدد بسيط من الأشخاص، وهذا الاختزال هو منطق الطغاة العرب الذين قضوا في الثورات. وهو أيضا تفسير قائم على مغالطة فظيعة فالمعترض عليهم لم ينتقد معارضتهم للسياسي ولم يذكرها بالكلية في اعتراضه، بل لو اكتفى المشاركون بمعارضة السياسي لما انتقدهم أحد، بل سوف يثني عليهم ويحمي عرضهم ويدافع عنهم، و هم لم يستهدفوا السياسي في ملتقاهم ولم يعترضوا عليه وكل أحاديثهم ذات بحث نظري لا ممارسة فيها، وهذا أكثر ما يسعد السياسي فهو بذلك يدرك أن المعترض عليه صاحب أقوال وأحاديث ومغامرات في تويتر والفيس بوك وربما يتطور ويصل لفنادق الخمس نجوم بشكل موسمي ، هذه قد تزعجه ولكنها لا تؤثر عليه بشكل جذري ومباشر، وخطابهم كله خالي من اسم السياسي أصلا فكيف يعتبرون أنفسهم معارضين حقيقيين له يحرك السياسي أدواته لقمعهم!! ثم بالله عليكم منذ متى والسياسي في عالمنا العربي يرسل أدواته الصوتية فقط على معارضيه ليسكتهم كليا، السياسي يسحبهم من أحضان زوجاتهم وأمهاتم وأطفالهم ويرمى بهم في السجون و لا يبالي بهم، ولكن المنظمون وضعهم مختلف فهم يسافرون ويسيحون في بلاد الثورات ويحاضرون عن الثورات ويتحدثون بصوت عال وهم طلقاء أحرار، في حين أن المنكر عليهم – هذا الذي يتهمونه بأنه أداة للسياسي – لو تعرض للسياسي ولو بالخاطر ونقده بربع نقدهم لغاب دهرا!! ثم هذا السياسي أمامكم تفضلوا وانتقدوه وصبوا غضبكم عليه وامطروه بأقذع الأوصاف وشنوا حربكم عليه، لماذا تراوغون وتلتفتون إلى الأداة؟!! اتجه مباشرة إلى من يحركها وارتاح إذا كنت جادا!! ومن الغريب انهم يعتذرون لوزارة الداخلية الكويتية، ويهاجمون الدعاة وطلاب العلم!!، لماذا تسكت عن المستبد وتهاجم الناقد؟! ومن طرائفهم أنهم يرون أن السلفيين قاموا بالتحريش، ويتركون من بيده السلطة !! ثانيا: التفسير الأخلاقي: يرى المنظمون أن الاعتراض عليهم هو مجرد صور متكررة من الاسفاف والشتائم والسباب والعبارات غير الأخلاقية، والمعترضون عليهم فيهم علماء كبار وأساتذة جامعات ودعاة وعاملين في الوسط الإسلامي، وإتهام كل هؤلاء بقلة الأدب هو في الحقيقة قلة أدب وتهور، وهم ليس عندهم مثال واحد لعالم او طالب علم فيه سب او شتيمة، ويحاولون أن ينسبوا كل من يكتب في الانترنت بأسماء وهمية او مجهولين غير معروفين للخطاب الشرعي، وهذا من الخداع الظالم، فليأتوا بالأمثلة والعبارات غير الأخلاقية إن كانوا صادقين !! ثالثا: الدرع الجامي: في فترة التسعينات نشأ اتجاه غال جدا في مهاجمة الدعاة جهلا وبغيا، هذا الهجوم استجلبه بعض المنظمين كدرع حامية يضعها في وجه أي معترض على مشروعاتهم فأي انتقاد لهم صاحبه جامي!!، وأي رفض يسجل ضدهم فصاحبه جاهل وباغ!! وهو من الجاميين الجدد!!، وهكذا بهذه الطريقة يشكلون نوعا من الكهنوت والقداسة على مشروعاتهم، فتصبح غير قابلة للنقد، وهم بهذا يقفزون على أي نقد موضوعي يوجه لهم و لا يجيبون عليه، وهذا فعلا الذي حدث فحتى الآن لم تقدم أجوبة حقيقة على الاعتراضات غير البكائيات واللطميات. وإذا نظرت للحقيقة تجد أنهم أكثر الناس اسقاطا للعلماء بزعم أنهم يرسخون الاستبداد والغفلة والتشدد ... وغيرها من الشتائم. رابعا: مشكلة الجديد يفسر بعض المدافعين رفض الدعاة لهذا النوع من الملتقيات بأنه رفض للجديد سرعان ما سيتغير الموقف منه بفاعل الزمن والإصرار على تكراره حتى يصبح واقعا، وفي الحقيقة لا يدرى ما هو الجديد هنا هل هو الملتقيات؟ التي يعرفها المنكر عليهم ويقيمها ويشارك فيها قبل أن يعرف المنظمون للملتقى الثقافة وربما قبل أن يولد بعضهم، أو هل الجديد هنا عند المنظمين الرؤى والأفكار التي تطرح في الملتقى؟ وهذه أيضا ليست بجديدة فهي تطرح منذ عشرات السنوات في عالمنا العربي ونقدها المعترض وغيره. نعم الجديد في ملتقى النهضة هو تقديم العلمانيين والرافضة كموجهين للشباب، واعتبارهم روادا للنهضة، وتقديم نسخة جديدة من العلمانية تمرر من تحت عمامة فقيه. وفقنا الله إلى نهضة أمتنا على منهاج النبوة، ملتزمين بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل عمل – حتى لو سماه صاحبه نهضة أو إصلاحا – ليس عليه أمر الرسول فهو مردود على صاحبه، وغير مقبول منه. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أحمد بن عبدالعزيز القايدي |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
ملتقى النهضة
يتفق أكثر النخب في بلداننا الاسلامية على أن واقع امتنا منذ سنوات الخلافة الأخيرة في حالة تراجع متتالية جعلتها في القوائم الأخيرة على لائحة الأمم، ولأن هذا الواقع مؤلم فقد قدم الكثير من الأشخاص والمؤسسات مشروعاتهم ومقترحاتهم التي تقود إلى النهضة: قدم الليبرالي مشروعا أساسه عزل الإسلام عن الحياة وأحيانا محاربته. قدم الشيوعي مشروعا أساسه الإلحاد ومحاربة الإسلام. قدم القومي مشروعا أساسه استبدال العروبة بالإسلام، ومحاربته بها أيضا. قدم التنويري مشروعا أساسه تغليف العلمانية بالإسلام و تقديمها بثوب جديد قدم الإسلامي مشروعا أساسه ومنتهاه الالتزام بالإسلام، وتحكيم الشريعة. هذه باختصار شديد أساسات مشروعات النهضة المطروحة والتي طرحت في عالمنا العربي، ملتقى النهضة الملتقى يقام منذ ثلاث سنوات في دول الخليج أقيمت منه نسختان: في البحرين كانت الأولى وفي قطر كانت الثانية، وأقيمت نسخة مشابهة له في الأردن خاصة بالأردنيين، رسالة الملتقى ( نحو شباب واع يصنع النهضة )، يهتم الملتقى بشريحة الشباب 18/30 من الجنسين، ويقيم المشاركون في فندق واحد لمدة يومين أو ثلاثة أيام تقدم فيها ندوات متعلقة بعنوان الملتقى. مشكلة ملتقى النهضة ليس في ثقافة المعترضين على الملتقى رفض للنهضة وأهميتها وحاجة أمتنا الأساسية إليها، وكثير منهم يملك مشروعات نهضوية تزيد في حجمها وأشكالها على ملتقى النهضة بمئات المرات، المشكلة في منهج النهضة الذي يسلكه القائمون على الملتقى. فالمعترض يقول بكل وضوح هذا ليس طريق النهضة الذي علمه الأنبياء، بل هي طريق إلى مزيد من التراجع في ذيل قائمة الأمم، لأنها لا تلتزم الإسلام وشرائعه في طريقها الذي هو عماد النهوض والرقي بالنسبة لنا المسلمين ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام متى ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ) هذه هي الفلسفة الإسلامية الأولية في طريق النهضة. المشكلة الرئيسية عند المعترضين أن الملتقى يقدم المشروع العلماني كطريق للنهضة، ويقدمه غشا للفتية على أنه هو الإسلام!!، ولو قدموه على انه فكر علماني لما كان كل هذا الاعتراض لأن العلمانية أصبحت مكشوفة، وهناك مؤتمرات علمانية تقام في كثير من البلاد الإسلامية ولم تواجه كل هذه الاعتراضات لن بيان حقيقة العلمانية للأمة كاف في اسقاط كل تلك المؤتمرات. لكن ملتقى النهضة يظهر العلمانية كفكر إسلامي أصيل يشرف عليه داعية معروف مع أنه يتردد كثيرا أن مشرفه لا يعرف تفاصيل البرنامج، والله أعلم بالحقيقة !! كيف يقدم العلمانية؟ حسنا ... حدد المنظمون للملتقى هدفهم من الملتقى بـ ( تعريف المشاركين برواد العمل النهضوي، و اطلاعهم على تجارب ناجحة في هذا المجال ) من رواد العمل النهضوي هؤلاء الذين يقدمهم الملتقى كتجارب ناجحة؟ هنا نتعرف على بعضهم ممن استضافهم الملتقى في برنامجه الأخير، وذلك من خلال أقوالهم: يقول د.شفيق الغبرا – أحد مؤسسي الجامعة الأمريكية بالكويت - ( ومن الأصلح للشعب أن يبقى الدين جانباً خاصاً في عباداتهم وواجباتهم الشرعية، وأن يُنأى به ويُبعد عن السياسة ) ويقول أيضا ( الفكر الليبرالي منفتح ويؤمن بالآخر وبالعدالة والمساواة، والديمقراطية، وحقوق الأقليات، في ظل حكم الغالبية، وهو فكر متقدم وضروري ومهم جداً لأي نجاح في أي عملية ديمقراطية ) د.شفيق الغبرا جريدة الجريدة الكويتية 2009/09/23 ويحدد د. خالد الدخيل المخرج من المأزق العراقي بقوله (طريق الخروج واضح: تبني مبدأ علمانية الدولة, وديمقراطية الحكم, ومفهوم المواطنة المستند إلى الحرية والمساواة ) جريدة الاتحاد الاماراتية 22/6/2005 ويقول د.غانم النجار عن الديمقراطية ( المفروض ما يصير فيها أحزاب دينية ... لأن الدولة الحديثة الأولوية فيها للمواطنة وليس للدين ... أحزاب دينية ما يصير ) د. غانم النجار بقناة اليوم - برنامج توك شوك 2011/11/30 رفض قيام الأحزاب على أساس ديني هو أحد أشكال العلمانية المتطرفة. وهالة الدوسري تطالب على قناة الحياة التنصيرية بـ ( فصل الدين عن التشريعات العامة )، وتدعو إلى أي تفسير كان للنص ليتوافق مع المبادئ العلمانية .. قناة الحياة – برنامج بلا قيود. وما تقدم مجرد نماذج، وليس استقصاء يبدو واضحا أن مشروع الشخصيات المتحدثة في الملتقى أساسه عزل الإسلام، ومع كل أسف فهؤلاء عند منظمي الملتقى رواد العمل النهضوي !! هذا بالنسبة لتصورات رواد النهضة الذين سيقودون شباب النهضة إلى طريق النهضة، أما المحاور فعنوان الملتقى في نسخته الثالثة "المجتمع المدني .. الوسيلة والغاية" ومفهوم "المجتمع المدني" من حيث النشأة والتداول قائم على الليبرالية الغربية، وهناك ندوة بعنوان "المجتمع المدني ومفهوم المواطنة" و "مفهوم المواطنة" هو أحد مفاهيم العلمانية، ويقدم هذه الورقة شخصية علمانية. وقد تحدث د. عزمي بشارة عن المجتمع المدني في نفس الملتقى في العام الماضي وقرر فيه انه قائم على نزع أي روابط دينية وجعل الرابطة هي المواطنة القائمة على الحرية، ولم يكن هناك أي اعتراض من شباب النهضة وإنما مجرد أسئلة وتعلم واستفادة وربط لكلام بشارة ببلدانهم، وليس هناك أي حوار او مناقشة أو نقد يذكر. وهناك ورقة أخرى في هذا العام بعنوان " تمكين المرأة في المجتمعات الخليجية" و"تمكين المرأة" مفهوم أممي تقدمه هيئة الأمم في مؤتمراتها الدولية كوسيلة لدعم تحرير المرأة، وهو ذو حمولة علمانية، ويقدم هذه الورقة شخصية نسوية علمانية. سئل أحد المنظمين عن تجليات المشكلة هذه هل نظر فيها المنظمون من زاوية الشريعة؟ فقال في حسابه بتويتر ( نعم فكر فيها القائمون على الملتقى ويرون أن ما يفعلونه شرعي ) !! فأي شرعية لتقديم العلمانيين كموجهين ومعلمين لشباب المة؟! وهذه هي المشكلة عند المعترضين على الملتقى : تقديم الفقيه للمشروع العلماني كنموذج رائد في النهضة!! هناك اشكالات أخرى ولكن هذا الإشكال حجمه كبير جدا لدرجة يؤخر معها كل الإشكالات الأخرى. لماذا العلمانية ؟ يدافع المنظمون للملتقى عن ملتقاهم بعدد من الأجوبة نناقشها فيما يأتي: أولا: لا وجود للعلمانية أو الدين في الملتقى، فالمشاركون متخصصون ومهنيون يقدمون رؤاهم في قضايا لا دخل للدين فيها مثلها مثل هندسة السيارات، ودوائر الكهرباء وسباكة المياه، ولو أردنا موقف الدين لذهبنا نبحث عن الشيخ في المسجد. وهنا نتساءل هل الذي يقدم هذا الدفاع قرأ عناوين الأوراق وعنده معرفه بالملتقى؟! فبالتالي عنده تصور كاف عما يدافع عنه أو أن القضية تحزب واصطفاف؟! فعناوين أوراق الملتقى بعضها يذكر مفردة "الدين" ومفردات متعلقة بها، ومن العناوين كما هو معلن في جدول الملتقى المنشور ورقة بعنوان ( مقاربات المجتمع المدني والديني ) يقدمها الليبرالي خالد الدخيل وأيضا ( الإسلاميون والمجتمع المدني ) يقدمها المستشرق ستيفان لاكروا. هنا طرفة متعلقة بموضوع التخصص، إحدى المشاركات في الملتقى تقدم ورقة بعنوان ( تمكين المرأة في المجتمعات الخليجية ) تخصص المتحدثة كما تقول عن نفسها في ( الأبحاث والخدمات الصحية )، و يستمر في الصورة المقابلة هذا التناقض بين الواقع والدفاع الذي يقدمه المنظمون، فنجد في قائمة المشاركين شخص تخصصه أصول فقه يقدم ندوة عن المجتمع المدني!! وبعض المدافعين عن الملتقى ذكر أن الملتقى لا علاقة له بالسياسة فلسنا بحاجة إلى استضافة شيخ وداعية ليقرر الموقف الشرعي في السياسة، العجيب أن هناك أربعة متحدثين حاصلين على درجات عليا في السياسة وثلاث منهم أكاديميين يدرسون في كلية السياسة منذ سنوات طويلة، ولكنهم يدرسونها من خلال نظرياتها الغربية، وليس من خلال السياسة الشرعية !! إذا تجاوزنا البحث في تخصصات المشاركين وعلاقتها بالملتقى، ننتقل إلى التصور الخطير الذي يطرحه المدافع هنا وهو : المجتمع المدني قضية لا علاقة لها بالدين مثلها مثل الطيران والإبحار وصناعة السيارات. المجتمع المدني: هو وصف يطلق على التنظيمات الأهلية التطوعية التي تعمل خارج سلطة الدولة، يدخل في ذلك النقابات المهنية والعمالية، والجمعيات الخيرية، والاتحادات الطالبية، والأندية الرياضية والاجتماعية، والغرف التجارية والصناعية، ومنظمات حقوق الإنسان والمرأة والبيئة والتنمية، والصحافة الحرة ومؤسسات الإعلام والنشر، ومراكز البحوث والدراسات والتجمعات الثقافية. إن تصور هذه التجمعات والمؤسسات وهي تعيش حياة متكاملة خارج إطار الإسلام بالكلية هو عين المفهوم الليبرالي لهذا المصطلح، وهو جواب موافق لصورة نشأة المصطلح في الغرب. يقول عزمي بشارة ( كان مجرد تعبير عن انتقال مبدأ السيادة من السماء "الحكم بالحق الإلهي" إلى الأرض على أساس العقد الاجتماعي ) المجتمع المدني دراسة نقدية، ص 12 ويقول راشد الغنوشي ( ظهرت فكرة المجتمع المدني مقابلاً ونقيضاَ للسلطة الدينية المسيحية ولنموذج الدولة الشمولية . ولقد نشأ هذا المفهوم في مناخات الصراع مع الكنيسة وأنموذج الدولة الشمولية تواصلاً مع مفهوم الديمقراطية وحرية الفرد وتشجيعاً لمبادراته باعتبار الأصل ، وحدأ من تمدد الدولة والكنيسة معاً بعد أن تم تحرير الدولة باعتبارها نشاطاً دنيوياً محكوماً بالعقل والقانون ، وبعد أن انتقلت فكرة السيادة المطلقة التي كانت للكنيسة باعتبارها تجسيداً للمسيح الذي تجسد فيه الرب ). مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني، ص54. واستضافت الملتقى ثلاث شخصيات ليبرالية جامعية تدرس في كلية السياسة وتحمل رؤى علمانية مناقضة للإسلام - سبق نفل كلامهم - لبحث موضوع المجتمع المدني وهو بهذه الصورة في الفكر المعاصر كما في النصوص السابقة = يشير إلى أن منظمي الملتقى لديهم توجه بتقرير المصطلح والمفهوم كما هو في صورته الليبرالية، والتخصص الذي يتحدثون عنه هو التقرير الليبرالي للمصطلح، ومحاضرة بشارة في الملتقى السابق دليل واضح. هنا تظهر المشكلة عند المعترضين على الملتقى؛ فهو يقدم العلمانية في عباءة الإسلام، ويريد أن يقنعنا في ذات الوقت أنه ملتزم بالإسلام لكون فقيه وشيخ يشرف عليه، وهذا انحراف مع تناقض واضطراب عجيب!! ثانيا: يدافع القائمون على الملتقى بأن الهدف هو خلق جو حواري قريب من الشباب فعصر التلقين والحق المطلق وثني الركب عند المشايخ قد انتهى فهناك آراء ومصادر متعددة للمعرفة ولا بد أن نبصر الشباب بهذه الآراء ونخلق نقاش حر حولها. حسنا ... سنوقف عجلة النقد الشرعي لهذا الانحراف في التعامل مع الآراء وننتقل مباشرة للبحث في مصداقية هذا الدفاع في النقاط الآتية: 1-في الحقيقة لا يوجد هناك حوار حول القضايا المطروحة فالملقي يجلس على المنصة ويتحدث لمدة ساعة أو أقل ثم تطرح عليه أسئلة استرشادية - وليست نقدية أو حوارية - في مدة لا تتجاوز 2/3 دقائق ثم يجيب عنها الملقي ويختم اللقاء و لا يناقش و لا يحاور و لا تتلاقح الأفكار!! 2- الشباب المشارك لا ينظر إلى الشخصيات المشاركة كحالة قابلة للدرس أو النقد، وإنما يتعامل الشاب مع الجو العام في الملتقى على أنه حالة معرفية مفيدة وناجحة يستفاد منها وهذا ما أشير إليه في أهداف الملتقى حيث ذكر أن المحاضرين رواد في النهضة وأصحاب تجارب ناجحة، وليسوا شخصيات منحرفة يتم مناقشتها !! هنا نموذج نستدل به على هذه الحالة الذهنية التي يفكر بها الشاب المشارك في الملتقى. يقول أحد الشباب الكرام – وهو من أصدقاء المنظمين ومن نفس مدرستهم الفكرية – قبل أن يوجه سؤاله إلى عزمي بشارة ( أشكر الدكتور عزمي بشارة باسمي واسم كل من ثنى ركبه أثناء الثورات في متابعة الدرس اليومي الذي تقدمه لنا على قناة الجزيرة ) 3- عندما يخرج أحد الشباب عن إطار توجهات الملتقى العامة لا يفتح له المجال للحوار والنقاش كما يقول المنظمون بل يمارس عليه ضغط حتى ينهي مداخلته، حصل هذا مع فتاة بحرينية قدمت نقد مؤدب وغير مباشر لرؤية عزمي بشارة قاطعها مقدم الندوة بحجة الوقت!! 4- الحوار والنقاش يكون بين أشخاص يحملون رؤى مختلفة حول القضية محل الدرس، أما في الملتقى فلا يوجد هذا الخلاف على نطاق جذري وقد يوجد في التفصيلات أما العناوين العريضة في الحرية والمساواة والديمقراطية والمدنية فالكل متفق عليها، وما اجتمعوا وتعايشوا وانفتحوا إلا عليها. بعد الحديث عن عدم مصداقية المشاركين في مقصد الحوار ، وان دعوة المنحرفين في العقيدة هدفه النقاش نعود ونحدد طريقة المنهج الشرعي الأولية في التعامل مع أصحاب الآراء الضالة يقول تعالى: ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معه حتى يخوضوا في حديث غيره ) [ النساء 140]. ويقول سبحانه: ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) [الأنعام 68]. في هذه الآيات ينهانا الله سبحانه وتعالى عن مجرد القعود معهم ويرتب على القعود معهم عقوبات وأوصافا شديدة، فكيف بالذي يصدرهم في المجالس ويقدمهم كرواد للنهضة؟!! ولا يشكل على هذا الجلوس معهم لنصيحتهم أو دعوتهم أو مناظرتهم، وهو أمر لا يفعله المنظمون في الملتقى، ويسخرون بمثل هذه الأهداف، لأنهم يرون في أصحاب الأوراق قامات فكرية ثرية يجب الانتفاع بها، فدعوى الحوار والنقاش إنما تقال لدفع الانتقاد لا أكثر. خاصة ان المشاركين فتية صغار سن غير مؤهلين لفعله، والضيوف كهول متمرسون على الاقناع، ومؤثرون في النقاش. يبرر بعض المنظمين للملتقى صنيعهم هذ بقولهم ( الفكر لا يواجه إلا بالفكر ) وهذا كما سبق ليس الذي يحدث في الملتقى فالحال حال تلقي من رواد النهضة، فلا ردود ولا مواجهة، وهذه العبارة فيها نوع إدانة للمنظمين؛ فإذا كنت تعتقد بأن المحاضرين من فكر آخر يستحق الرد والمواجهة فلماذا تعتبره رائدا من رواد النهضة وتجعله يحاضر في مجموعة من الفتية؟!! ثم إن القول السابق غير صحيح في ميزان الشريعة فالفكر المنحرف يواجه بالنصيحة والاحتساب والقضاء وغير ذلك من مراتب إنكار المنكر. والحقيقة أن المناقشة والرد الذي يفضي إلى إسقاط الإلحاد والكفر من الحالة الثقافية ليس هدفا في حسابات الاتجاه التنويري، بل على العكس من ذلك؛ فإن تمكين الضلالة من الانتشار هو أحد معاني الحرية المطلوبة عندهم، والتي يجب على الدولة حمايتها، دليلنا هنا: حادثة تطاول كشغري على النبي صلى الله عليه وسلم، وتشكيكه في الله تعالى فقبل الحادثة جميع رموزهم كانوا شركاء له في منبر واحد مكن هو وغيره من استخدامه لاستقطاب الشباب، ولم يسعوا إلى منعه بل دافعوا عن بقائه، وبعد الحادثة انتصروا له واصطفوا معه وبعضهم اختار السكوت والتعبير عن موقفه من خلال اقراره بنشر كلامهم، فالرد ليس واردا عندهم بل بقاء هذه الأفكار الضالة وانتشارها هو أمر صحي ودليل على التعايش السلمي والتنوع الفكري الذي يدعون إليه وأحد أشكال المدنية وأحد مظاهر المجتمع المدني، وكل هذا الانحراف هو أحد مظاهر العلمانية في الحرية التي يقدمها هؤلاء هنا بلسانهم وممارستهم وليس من خلال الآخرين كما هو الحال في تقديم العلماني كرائد للنهضة. وعموما فإن إطلاق هذا المنهج (الفكر لا يواجه إلا بالفكر) كقاعدة كلية مطلقة صورة حالمة لاوجود لها في الوقع فكل مجتمع له سقف لا يسمح بتجاوزه ويعاقب عليه. أيضا هو مسلك فاسد وانحراف في المنهج ويشكل عليه أصول إسلامية عديدة كالجهاد وحد الردة والتعزير، وينقضه حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- في مسلم الذي هو أصل في باب الرد والإنكار ( من رأى منكم منكر فليغيره بيده ....) أجوبتهم على المعترضين في الحقيقة لاوجود لأجوبة لديهم حول نقد وتساؤلات الآخرين بل هي تفسيرات واطلاقات عامة خالية تماما من أي موضوعية نستعرض بعضها : أولا: التفسير السياسي: يجيب معظم المنظمين والمدافعين بأن هذا الاعتراض على الملتقى هو شكل من استخدام السياسي للاتجاه الإسلامي في قمع مشاريع الإصلاح أو كما قال بعضهم (محاربة الوطن)، وهذا التفسير فيه تخوين واتهام للعلماء والمحتسبين بالخيانة والعمالة لجهات ترفض الإصلاح وهي لغة سيئة لا تليق بمدعي الإصلاح، وهي أيضا اختزال لمشاريع الإصلاح والوطن كله في عدد بسيط من الأشخاص، وهذا الاختزال هو منطق الطغاة العرب الذين قضوا في الثورات. وهو أيضا تفسير قائم على مغالطة فظيعة فالمعترض عليهم لم ينتقد معارضتهم للسياسي ولم يذكرها بالكلية في اعتراضه، بل لو اكتفى المشاركون بمعارضة السياسي لما انتقدهم أحد، بل سوف يثني عليهم ويحمي عرضهم ويدافع عنهم، و هم لم يستهدفوا السياسي في ملتقاهم ولم يعترضوا عليه وكل أحاديثهم ذات بحث نظري لا ممارسة فيها، وهذا أكثر ما يسعد السياسي فهو بذلك يدرك أن المعترض عليه صاحب أقوال وأحاديث ومغامرات في تويتر والفيس بوك وربما يتطور ويصل لفنادق الخمس نجوم بشكل موسمي ، هذه قد تزعجه ولكنها لا تؤثر عليه بشكل جذري ومباشر، وخطابهم كله خالي من اسم السياسي أصلا فكيف يعتبرون أنفسهم معارضين حقيقيين له يحرك السياسي أدواته لقمعهم!! ثم بالله عليكم منذ متى والسياسي في عالمنا العربي يرسل أدواته الصوتية فقط على معارضيه ليسكتهم كليا، السياسي يسحبهم من أحضان زوجاتهم وأمهاتم وأطفالهم ويرمى بهم في السجون و لا يبالي بهم، ولكن المنظمون وضعهم مختلف فهم يسافرون ويسيحون في بلاد الثورات ويحاضرون عن الثورات ويتحدثون بصوت عال وهم طلقاء أحرار، في حين أن المنكر عليهم – هذا الذي يتهمونه بأنه أداة للسياسي – لو تعرض للسياسي ولو بالخاطر ونقده بربع نقدهم لغاب دهرا!! ثم هذا السياسي أمامكم تفضلوا وانتقدوه وصبوا غضبكم عليه وامطروه بأقذع الأوصاف وشنوا حربكم عليه، لماذا تراوغون وتلتفتون إلى الأداة؟!! اتجه مباشرة إلى من يحركها وارتاح إذا كنت جادا!! ومن الغريب انهم يعتذرون لوزارة الداخلية الكويتية، ويهاجمون الدعاة وطلاب العلم!!، لماذا تسكت عن المستبد وتهاجم الناقد؟! ومن طرائفهم أنهم يرون أن السلفيين قاموا بالتحريش، ويتركون من بيده السلطة !! ثانيا: التفسير الأخلاقي: يرى المنظمون أن الاعتراض عليهم هو مجرد صور متكررة من الاسفاف والشتائم والسباب والعبارات غير الأخلاقية، والمعترضون عليهم فيهم علماء كبار وأساتذة جامعات ودعاة وعاملين في الوسط الإسلامي، وإتهام كل هؤلاء بقلة الأدب هو في الحقيقة قلة أدب وتهور، وهم ليس عندهم مثال واحد لعالم او طالب علم فيه سب او شتيمة، ويحاولون أن ينسبوا كل من يكتب في الانترنت بأسماء وهمية او مجهولين غير معروفين للخطاب الشرعي، وهذا من الخداع الظالم، فليأتوا بالأمثلة والعبارات غير الأخلاقية إن كانوا صادقين !! ثالثا: الدرع الجامي: في فترة التسعينات نشأ اتجاه غال جدا في مهاجمة الدعاة جهلا وبغيا، هذا الهجوم استجلبه بعض المنظمين كدرع حامية يضعها في وجه أي معترض على مشروعاتهم فأي انتقاد لهم صاحبه جامي!!، وأي رفض يسجل ضدهم فصاحبه جاهل وباغ!! وهو من الجاميين الجدد!!، وهكذا بهذه الطريقة يشكلون نوعا من الكهنوت والقداسة على مشروعاتهم، فتصبح غير قابلة للنقد، وهم بهذا يقفزون على أي نقد موضوعي يوجه لهم و لا يجيبون عليه، وهذا فعلا الذي حدث فحتى الآن لم تقدم أجوبة حقيقة على الاعتراضات غير البكائيات واللطميات. وإذا نظرت للحقيقة تجد أنهم أكثر الناس اسقاطا للعلماء بزعم أنهم يرسخون الاستبداد والغفلة والتشدد ... وغيرها من الشتائم. رابعا: مشكلة الجديد يفسر بعض المدافعين رفض الدعاة لهذا النوع من الملتقيات بأنه رفض للجديد سرعان ما سيتغير الموقف منه بفاعل الزمن والإصرار على تكراره حتى يصبح واقعا، وفي الحقيقة لا يدرى ما هو الجديد هنا هل هو الملتقيات؟ التي يعرفها المنكر عليهم ويقيمها ويشارك فيها قبل أن يعرف المنظمون للملتقى الثقافة وربما قبل أن يولد بعضهم، أو هل الجديد هنا عند المنظمين الرؤى والأفكار التي تطرح في الملتقى؟ وهذه أيضا ليست بجديدة فهي تطرح منذ عشرات السنوات في عالمنا العربي ونقدها المعترض وغيره. نعم الجديد في ملتقى النهضة هو تقديم العلمانيين والرافضة كموجهين للشباب، واعتبارهم روادا للنهضة، وتقديم نسخة جديدة من العلمانية تمرر من تحت عمامة فقيه. وفقنا الله إلى نهضة أمتنا على منهاج النبوة، ملتزمين بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل عمل – حتى لو سماه صاحبه نهضة أو إصلاحا – ليس عليه أمر الرسول فهو مردود على صاحبه، وغير مقبول منه. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أحمد بن عبدالعزيز القايدي |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
أرقام مؤلمة
* عدد العرب والمسلمين مليارنسمة، يشكلون نحو 23% من سكان العالم. * يوجد في العالمين العربي والإسلامي 500 جامعة، وفي الولايات المتحدة الأمريكية نحو 5780 جامعة. * في الدول العربية يوجد 230 عالم لكل مليون مواطن، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يوجد 5000 عالم لكل مليون مواطن. * في الدول العربية يُخصص 4.0% “4 في الألف” من الدخل الوطني على البحث مقابل 5% أو “50 في الألف” في الدول الغربية، وفي السويد 3.75%، وفي فرنسا 2.7%، وفي اليابان 4.3%، وفي إسرائيل 4.8%. * في بريطانيا ينشر سنوياً 2000 كتاب جديد لكل مليون بريطاني، وفي الدول العربية ينشر سنوياً 17 كتابا لكل مليون عربي. * في الدول العربية لا تتجاوز الصادرات التكنولوجية المتطورة من مجمل الصادرات 3 في الألف، وفي سنغافورة تبلغ النسبة 50%، وفي إسرائيل 23% من مجمل صادراتهما. * عدد الكتب التي يقرأها المواطن الأمريكي في السنة 11 كتاباً، والأوروبي 7 كتب، أما العربي الذي ينتمي إلى أمة اقرأ فلا يتجاوز ما يقرؤه في السنة الواحدة ربع صفحة!! هذه أرقام تصدم وتُحزن، ولكن هي الحقيقة يجب الاعتراف بها لكي نبدأ في العمل على تجاوز وحل القضايا والمشكلات التي تعاني منها المجتمعات العربية والإسلامية، فالمجتمعات الأخرى الأكثر تقدماً ونهضة لا تملك قدرات خارقة ولا ثروات أكثر منا، نحن نحتاج إلى أن نكتشف قدراتنا، وإمكانياتنا، واستغلالها والاستفادة منها. نحتاج إلى أن نعمل بجد وإتقان، أن نستثمر في المعرفة وإعادة إنتاجها، أن نركز على العلم والتعلّم، والبحوث، والعلوم التطبيقية، وتفعيل الإدارة الجيدة الحديثة، نحتاج إلى غرس حب العمل وإتقانه والالتزام به كقيمة اجتماعية. فالالتزام بالعمل وإتقانه يسجِّل معدلات عالية في الدول الصناعية، وفي الدول العربية يسجِّل أدنى المعدلات في العالم، حيث تشير دراسة أجريت في دولة عربية إلى أن الموظف يعمل فعلياً في اليوم 15 دقيقة فقط. والدين الإسلامي الحنيف يحثنا على حب العمل وإتقانه تصديقاً لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). إن هذه الأرقام محزنة ومؤلمة، وتظهر التباين الكبير بيننا وبينهم، وهم لم يصلوا للتفوق والنجاح، إلاَّ بالعمل والتضحية والعناء والتعب، وهذا ما ينقصنا، لذلك فإننا نحتاج إلى إعادة اكتشاف أنفسنا وقدراتنا كمؤسسات حكومية وأفراد، وإلى إعادة صياغة كثير من القيم الاجتماعية، نحتاج إلى مقاومة السلبية، والجمود، والتسيِّب في العمل، نحتاج إلى تطبيق الإدارة الجيدة، وأكرر ضرورة غرس حب العمل وإتقانه في أنفسنا وفي أبنائنا، وتعويدهم على تحمل المسؤولية، والجدية، وحب وإتقان العمل. فالتحديات القادمة أكبر وأصعب للأجيال القادمة. سعد بن عبدالله السَّبتي |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
محمد الرطيان ـ إلى أولادي. (1) لا تتوقع من نبتة الصبّار أن تثمر لك التفاح. حاول أن تعرف أصل الأشياء وماضيها، كي لا يصدمك المستقبل معها! (2) حاول أن لا تتحدث كثيراً عندما تغضب.. حاول أن تسيطر على الكلمات، ولا تجعلها هي التي تسيطر عليك.. فأغلب الكلمات التي تُقال في لحظات الغضب هي كلمات غبيّة! (3) الشرف – يا ولدي – ليس في الجسد فقط، كما يظن بعض أهل الشرق! الشرف في الكلمات، والوعد، والعمل، والحب. لا تكن شريفاً في أمر ما، وأقل شرفاً في أمر آخر! كن شريفاً في كل أمور حياتك. (4) ابتسم دائماً.. فالابتسامة: تطيل العمر، وتفتح الأبواب المغلقة، وتصنع لك القبول قبل أن تطرح أفكارك، وتجعل ملامحك أجمل وأطيب. (5) لا تصدق الفقيه المسيّس.. ولا تثق بالسياسي المتفيقه. الأول كاذب، والثاني مراوغ! (6) بإمكانك أن تدور العالم كله دون أن تخرج من بيتك! بإمكانك أن تتعرف على الكثير من الشخصيات الفريدة دون أن تراهم! بإمكانك أن تمتلك “آلة الزمن” وتسافر إلى كل الأزمنة.. رغم أنه لا وجود لهذه الآلة الخرافيّة! بإمكانك أن تشعر بصقيع موسكو، وتشم رائحة زهور أمستردام، وروائح التوابل الهندية في بومباي، وتتجاذب أطراف الحديث مع حكيم صيني عاش في القرن الثاني قبل الميلاد! بإمكانك أن تفعل كل هذه الأشياء وأكثر، عبر شيء واحد: القراءة. الذي لا يقرأ.. لا يرى الحياة بشكل جيّد. فليكن دائماً هنالك كتاب جديد بجانب سريرك ينتظر قراءتك له. (7) لا تحتفل لوحدك. (8) عندما تدخل في عراك مع أحدهم.. لا تشتم والدته.. فأسوأ الأمهات في العالم لا تستحق الشتم. طبعاً.. هذا لا يعني أنني أدعوك لشتم والده! (9) لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة. ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة. لا طعم للحياة دون أحلام. (10) عندما تحب.. أحب كأنك أول وآخر العشاق في هذا العالم. وعندما تكره.. حاول أن تكره بعدل! ولا تكن فاجراً في خصومتك.. فالنبلاء ينصفون حتى أعداءهم. |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
هل جربت قانون (8×3) لتحقيق السعادة؟
هل فكرت يوما أن تكتب خطة حياتك في ورقة واحدة وتحملها معك دائما ؟ لقد جربت هذه الفكرة منذ زمن بعيد وقد استفدت منها كثيرا وقدر الله لي أن أدخل في دورات كثيرة لأتعلم منها التخطيط وحسن الإدارة والتنظيم، ومن بعدها شعرت أن حياتي تغيرت نحو الأفضل في العمل والإنجاز، وسأعرض عليكم في هذا المقال فكرة سهلة وبسيطة لكتابة الخطة الشخصية، فأجمل ما في الحياة أن يكون لديك هدف تسعى لتحقيقه وتستمتع بإنجازه، فالسعادة تأتي لك بعدما تسعى لها، ومن السعي أن تحسن كتابة أهدافك وخطتك. ابدأ الآن بمسك الورقة والقلم وقيم نفسك من (واحد إلى عشرة) في ثمانية مجالات مهمة وهي كالتالي (صحتك، عائلتك وأصدقائك، مالك واستثماراتك، إيمانك وعلاقتك بربك، عاطفتك ومشاعرك، ترفيهك ولعبك، تعليمك ودراستك، وأخيرا خدمة مجتمعك بعمل تطوعي أو خيري) فإذا كانت النتيجة لواحدة من هذه المجالات أقل من خمس درجات فمعنى ذلك أن لديك ضعفا ينبغي أن تخصص وقتا أكثر لتنميته ورفع درجته، فإذا نجحت في ذلك ستشعر بسعادة غامرة في ذاتك وحياتك. كما أن هناك أربعة مجالات من الثمانية لابد أن تكون درجتها أكثر من ست درجات وهي (صحتك ودينك وعائلتك وتعليمك ) فتعطي لهذه الأربعة الأولوية في حياتك، ولا بأس أن تأخذ درجات أقل للأربعة الأخرى، فإذا وضعت أهدافك بعد هذا التقييم وحددت نقاط ضعفك وقوتك في الجوانب المطروحة اجتماعيا وايمانيا وعلميا وترفيهيا فإنك تكون قد بدأت الطريق الصحيح نحو السعادة. لقد جربت هذا القانون بنفسي ولاحظت الفرق في حياتي ونصحت به غيري فتغيرت حياته، وعشت التوازن الذي أمرنا به رسولنا الكريم (وآت كل ذي حق حقه ) من خلال قانون السعادة والتوازن (8×3) ، جرب حتى تذوق السعادة وكما قيل (من ذاق عرف)ثم أجب على ثلاثة أسئلة حتى يكتمل القانون وتتحقق السعادة في حياتك، فالسؤال الأول ما الذي يجعلك سعيدا ؟ والثاني أين تحب أن تصرف وقتك؟ والثالث ما الأماني التي ترغب بتحقيقها ؟ احرص على كتابة ثلاث اجابات لكل سؤال وخذ وقتك في التفكير والإجابة. بعد تقييم المجالات الثمانية والإجابة على الأسئلة الثلاثة تكون قد طبقت قانون (8×3) للسعادة، وابدأ بعد ذلك بكتابة خطتك في ورقة واحدة واحملها معك كل يوم وانظر إليها في كل صباح ستلاحظ الفرق في حياتك وانجازك، ولولا أني محكم بكلمات معدودة لكتابة المقال لكتبت لكم نتائج من عمل بهذا القانون عندما اقترحته عليه وكيف تغيرت حياته وأصبح سعيدا. وأذكر أن رجلا دخل علي يشتكي من زوجته ووظيفته وأنه غير مستقر ويشعر بمعاناة وألم في الحياة بسببهما، فقلت له دع عنك الشكوى وخذ قلما وورقة وبدأت أطبق معه قانون (8×3) فأجاب على الأسئلة الثلاثة وقيم نفسه في المجالات الثمانية ثم التفت إلي وقال: أصارحك القول بدأت أشعر أن مشكلتي مع زوجتي ووظيفتي أصبحت صغيرة جدا عندما رأيت خطتي وما أتمنى فعله بالحياة، صدقا لقد تغيرت نظرتي للدنيا وللحياة وشعرت أني في نعمة عظيمة. فقلت له: الآن يمكنك معالجة مشكلة الزوجة والوظيفة بروح رياضية ولياقة اجتماعية وتعيش الحديث النبوي (اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ) ثم التفت عليه وقلت له إننا نبحث عن السعادة في أمور كثيرة، فنشتري السيارات الجديدة ونتزوج النساء ونملك بيتا كبيرا أو وظيفة مرموقة أو نزيد من حسابنا المصرفي ونعتقد أننا ملكنا السعادة كلها. فالسعادة ليست في امتلاك الأشياء وإنما تنبع من داخل النفس وغنى المشاعر وقوة الإيمان ومتعة الإنجاز ولهذا قد نجد السعادة في الخسارة والفشل والفقر لأنها تقودنا للفوز والنصر والربح. وختاما فإني أقترح على من يقرأ المقال أن يقرأه مرة أخرى ويبدأ بكتابة خطته ويضع أهدافه، فالمقترح لا يأخذ منك أكثر من نصف ساعة ولكنها ستساعدك إلى قيام الساعة، فكن سعيدا ترى الوجود سعيدا وحتى تصبح السعادة عادة مع السلامة. جاسم المطوع |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
انتقائاتك رائعة ايها التعب منسي ..
|
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
مقالة كتبها الدكتور الوقور سلطان كايد القاسمي أحد ابناء الاسره الحاكمه في راس الخيمه،وكانت سبباً في إعتقاله بالإمارات تشهد دولة الامارات هذه الايام حراكاً فكرياً حقوقياً اعلامياً غير مسبوق، وذلك منذ صدور مرسوم إسقاط جنسية ستة من مواطني الإمارات، والسابع الذي قبلهم. وهؤلاء السبعة من المعروفين بخدمتهم لوطنهم والمنادين بالإصلاح الاجتماعي. ولعل أبرز الساحات التي يتضح فيها هذا الحراك هي ساحة الانترنت، التي تحولت إلى ميدان التحرير الافتراضي لشباب الامارات للدفاع عن حقوقهم المدنية. وقد انقسم الحراك على جبهتين متضادتين، جبهة ترى عدم جواز إسقاط الجنسية عن هؤلاء السبعة، ويقود هذه الجبهة مجموعة من رجالات المجتمع من أطياف فكرية متنوعة ومن ضمنهم دعاة الاصلاح السبعة. وجبهة أخرى ترى وجوب الانصياع التام للمرسوم وأن هؤلاء السبعة يستحقون هذه العقوبة وإن كانت قاسية، ويقود هذه الجبهة مجموعة على رأسها جهاز أمن الدولة وخاصة المسؤولين عن محاربة التيارات الفكرية المجتمعية. إن وقفة متأنية أمام هذا الحدث تبين فداحة خطره على واقع ومستقبل دولتنا الغالية، فالوطن بالمعنى المجرد يتكون أساساً من أرض وبشر، وإن اللحظة التي نفرط فيها بواحد من البشر من إخواننا مواطني هذه الأرض الطيبة، لا تختلف عن اللحظة التي نفرط فيها بقطعة من أرض الوطن. فمن يحمي أرض الوطن إلا الرجال الذين عشقوه وأيقنوا أن "من مات دون أرضه فهو شهيد". إن الموت أهون على الإنسان من أن تسقط جنسيته، ثم يتبع ذلك بحملة إعلامية شعواء لتشويه صورته، وأي جانب من الصورة؟ إنها ولاءه لوطنه، وطنه الذي يفديه بالغالي والرخيص. يا ترى ما هو مقدار الهم والهوان الذي أصاب أهل أولئك السبعة وأبنائهم؟ بل يا تري ما هو شعور أبناء قبائلهم ومثيلاتها الذين وصفوا بأنهم ليسوا من "الأصلاء" أو من "رس" البلد؟ كيف سيأمنون سيف السلطة المسلط عليهم؟ وكيف سيساهمون في بناء الوطن والتضحية من أجله؟ إن جهاز الأمن الذي تبنى هذا القرار الجائر لتقديمه أمام صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة حفظه الله، لا يؤتمن أن يتبنى غداً أي قرار آخر غير محسوب العواقب على أمن الوطن وكرامة المواطن. وإن الظلم الذي أصاب هؤلاء السبعة يمكن أن يتوسع وتتعدد أشكاله ولا يسلم منه أحد، كبيراً كان أو صغيراً. وحينها، لا قدر الله، سيقول القائل: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض". فليس للظلم حدود، وكلما اغتصب قطعة زادت شراهته لاغتصاب قطعة أخرى. وإذا استمر تقديس القرارات الخفية لهذا الجهاز فسيأتي غداً على جميع مكتسبات الوطن في حرية الإنسان وكرامته. لعل قضية المواطنين السبعة الذين أسقطت جنسياتهم هي التي طفت على السطح هذه الأيام وأصبحت قضية رأي عام، ولكن الحقيقة أنها حلقة واحدة ضمن سلسلة من إجراءات التضييق والظلم الذي يمارس على جميع المؤسسات الأهلية والرسمية، ومن ضمنها دعوة الاصلاح المعروفة لدى الجميع بمنهجها الوسطي في التعامل مع شؤون الدين والدنيا، وذلك بدءاً بإغلاق جمعية الاصلاح والتوجيه الاجتماعي عام 1994 ومروراً بإبعاد أعضائها عن وظائفهم الحكومية ومنع أبنائهم من البعثات وإغلاق شركاتهم ووقف تسجيل بيوتهم الخاصة إلى غير ذلك من الأساليب التي يضيق المقام هنا على ذكرها. وكان موقف دعوة الاصلاح في الامارات تجاه هذه الممارسات هو تجرع الألم والصبر عليه والتواصل مع المسؤولين، أملاً في إعادة المياه إلى مجاريها وبناء صيغة للتفاهم مع المسؤولين وإبعاد أثر دسائس الحاقدين وكيد الشياطين. ولكن يؤسفنا أن جميع محاولات التواصل قد أوصدت أمامها الأبواب، واستمر مسلسل التضييق حتى وصل اليوم إلى سلاح إسقاط جنسية المواطنين وقذفهم بعدم الولاء لوطنهم. إن إسقاط جنسية المواطن بهذه الصورة لا يؤذي المواطنين السبعة فحسب، بل يهدد بنية الدولة وتماسك المجتمع بأكمله، ويهين كرامة المواطن أمام الجاليات الوافدة التي تجد خلفها دولاً تحافظ على حقوقها وكرامتها. فجنسية المواطن وولاءه لوطنه لا بد أن يبقى خطاً أحمر أمام تدخل أي مسؤول في الدولة ولا تستخدم في تصفية الحسابات بين الأطراف المختلفة، فإن الخلاف بين البشر أمر طبيعي وسيستمر إلى يوم الدين، ولذلك أكد الدستور على أن "المساواة والعدالة الاجتماعية وتوفير الأمن والطمأنينة، وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين من دعامات المجتمع". لقد تغير الزمان، وشعوبنا لم تعد بسيطة بدائية، وأصبح وعيها بحقوقها ليس كما كان في زمن الآباء والأجداد، وانكسر حاجز الخوف وانتهى، فلا نكسر حاجز الحب والاحترام بأيدينا، والامارات ليست كوكباً مستقلاً عن المحيط العربي الذي حولها، ولذلك لزم التناصح والتفاهم الناضج الجريء بين الراعي والرعية، "وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، هذا إذا أردنا بحق لوطننا الخير في الحاضر والمستقبل. إن دعوة الاصلاح رغم ما تواجهه من عنت وابتلاء في سبيل دينها ووطنها والانسان الاماراتي الكريم، ستبقى متمسكة بمنهجها الوسطي المعتدل، حريصة على رضى الله عز وجل أولاً وأخيراً، ثم وطنها العزيز ثم قيادتها الرشيدة. ستبقى دعوة الاصلاح، كما كانت دائماً، باسطة يدها لأي مبادرة تحقق مصلحة الوطن، وذلك ليس من باب التفضل والمنة بل من باب الواجب والمسؤولية الشرعية والوطنية. إنني بكلمتي هذه أخاطب: أصحاب السمو حكام الامارات أعضاء المجلس الأعلى وأولياء العهود حفظهم الله ورعاهم جميعاً، وعلى رأسهم صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، صاحب القلب الأبوي الحليم والعقل الحكيم، صمام الأمان في هذه الدولة المباركة، حفظه الله وسدد خطاه إلى كل خير، وإلى جميع العقلاء المخلصين الذين يصلون إلى مجالس أصحاب السمو ويثقون في حكمتهم، أن يكون في هذا الحدث الجلل، حداً فاصلاً بين مهانة المواطن وبين كرامته، إننا بحاجة الى وقفة جادة عاجلة تعيد الحق الى نصابه، ومبادرة حكيمة توازن بين هيبة الدولة من جهة وكرامة المواطن من جهة أخرى. مبادرة تعيد جنسية المواطنين السبعة الذين اسقطت جنسياتهم، وترد اعتبارهم، كما أنها لابد أن تتضمن علاجاً ناجعاً جريئاً لسبب المشكلة لكي لا تتكرر مرة أخرى في هذه الصورة أو صور أخرى، وذلك "بتحرير الحياة المدنية من الهيمنة الأمنية" والحد من الصلاحيات المطلقة لجهاز الأمن. كما لابد من وضع الأنظمة المحكمة التي تضبط هذا الجهاز المهم والرقابة عليه، واخضاعه للمساءلة القضائية النزيهة المستقلة، وذلك صيانة لكرامة الانسان في الدولة وحفظه من الظلم والمهانة. وأخيراً اذكر نفسي المقصرة وإخواني دعاة الاصلاح بأن يلجؤوا إلى الله عز وجل، ويتضرعوا إليه ليرفع عنهم البلاء ويغفر لهم ويتقبل أعمالهم، ويرفع شأن وطنهم ويحفظه من كل سوء، إنه نعم المولى ونعم النصير. د. سلطان بن كايد القاسمي رئيس دعوة الاصلاح |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
مقال مؤلم جداً
من يبيعني غضباً فأشتريه؟ بقلم: إبراهيم بن محمد الحقيل يذكر أن الشاعر الجاهلي أبا ليلى المهلهل التغلبي لما قُتل أخوه وائل بن ربيعة جلس عند قبره يبكي، ويواصل ليله نهاره بالبكاء، وكان بنو قومه يلومونه -وهو الفارس القائد الشجاع- على اكتفائه بالبكاء عن الأخذ بثأر أخيه حتى يئسوا منه، وعيره بعضهم بأنه كالنساء يثأر بالعويل والبكاء، فما فاجأهم بعد يأسهم منه إلا وقد لبس لباس الحرب، وقد امتلأ غضبا على بكر يريد إفناءهم، ولا يتحدث بغير ذلك. ويذكر أن الحارث بن عباد وكان سيد بني يشكر من بكر اعتزل حرب بكر وتغلب التي كانت بسبب البسوس وسميت بها، فلما قتل أبو ليلى المهلهل ابنه بُجيرا في سفارة صلح بين الحيين بكى عليه، وقرض القصيد فيه، وكان كل ليلة يسمر على هضبة تطل على بيت أبي ليلى ينظر إليه ويبكي، فلما سئل عن ذلك، قال: أريد أن يمتلئ قلبي غضبا عليه حتى إذا حاربته لا يقف في وجهي شيء. إذن كان القائدان الجاهليان الشجاعان يستعدان لمواجهة العدو بملء القلب غضبا عليه؛ ولذا حقق كل منهما مراده، فالمهلهل نال من بكر بغيته، وأثخن فيهم ذبحا وإفناء، والحارث كسر بقومه أبا ليلى المهلهل وهزمه شر هزيمة. وذكر ابن الأثير في تاريخه أن الصليبيين صوروا عيسى ومحمدا عليهما السلام، وجعلوا محمدا يضرب عيسى حتى أسال دمه، وكانوا يطوفون على الشعوب الأوربية بهذه الصور يقولون: محمد نبي العرب يضرب نبينا يسوعا حتى أدماه، وأتباعه أخذوا القدس بلد المسيح ودنسوه، وذكر أن النصارى مع هذا الشحن امتلأت قلوبهم غضبا على المسلمين، وكان عندهم من الدوافع النفسية ما جعلهم يضحون بكل شيء لحرب المسلمين، حتى إن امرأة ليس لها إلا ولد واحد باعت منزلها وجهزت بماله ولدها فسار مع الصليبيين في حملاتهم، وأسره المسلمون فذكر لهم قصته. قدمت بهذه المقدمة لهذه المقالة؛ لأننا في زمن يلقننا فيه أعداؤنا قيم السلام، وسماحة الإسلام، ويحذروننا من الانتقام، ويعلموننا كيف نرد أبشع صور العدوان بالصفح والسماحة والغفران، وليس لهم مراد من ذلك سوى تخديرنا وإسلام رقابنا وأعراضنا وديارنا لوكلائهم الجزارين. ولقننا أعداؤنا أن العداء في الدين خرافة عششت في عقول المتطرفين ولا حقيقة لها في الواقع، وعلمونا أن النظرة العقدية للأحداث السياسية هي نظرة ضيقة طائفية تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان، ومع صناعة السلام التي تضطلع بها الدول الغربية. وكل ما سبق يستقيه الليبراليون والتنويريون من أطروحات الغربيين والباطنيين ثم يقذفوننا به ناصحين ومحذرين ومنذرين من أي ضغينة على الأعداء، أو حقد عليهم، أو تفسير ما يجري تفسيرا دينيا، في الوقت الذي كنا نرى فيه رؤوس أهل السنة في العراق تخرق بالدريلات، وتقطع أطرافهم بالمناشير، ويُقذف الخباز منهم في فرنه وهو حي لمجرد أن اسمه عمر، ويحمل رافضي إلى عرس شاباً سنياً موثقاً ومرمياً في خلفية السيارة، فيسحب الرافضي هذا الشاب في العرس ويعتذر لصاحب العرس أنه لم يجد ما يقدمه معونة للمتزوج فجاء عوضا عن ذلك بهذا الكلب الناصبي ليذبحه في العرس، ثم أطلق رصاصة على رأس الشاب أردته مضرحا بدمائه، ورأينا في أفلام مصورة مبثوثة نساء أهل السنة متلففات في عباءات سوداء لا يرى من إحداهن شيء يسوقهن الرافضي الحاقد فيجلسهن جماعات موزعة، ويدير على رؤوسهن رصاص الرشاش فلا يغادر منهن واحدة، ونُقل إلينا أن بنات أهل السنة يَعرضهن الروافض على عباد الصليب ليتسلوا في غربتهم بأعراضهن. ورأينا الكثير والكثير من ذبح أهل السنة وتعذيبهم على أيدي من يجب علينا في العرف الغربي، والتلقينات الليبرالية والتنويرية أن نجعلهم إخواننا، وأن لا نصطف ضدهم وإلا كنا طائفيين. وكنت أسمع استغاثات الشيخ الدليمي باكيا يخبر أن أهل السنة ينحرون، ويصيح في إخوانهم لإنقاذهم، وتذهب استغاثاته أدراج الرياح، فلا الشعوب تقدر على شيء، والحكومات تتغافلها لمصلحة السياسة حتى يأتي دورهم في الرحى الباطنية التي نصبها الغرب لتسحقهم كما سحقت من قبل إخوانهم. ثم بعد العراق رأينا في الشام المباركة أضعاف ما رأينا في العراق ولا نزال نرى ذلك، وبالأمس فقط رأيت مقطعا لشبيح نصيري قد أوثق شابا، وتسلى في رأسه بمنشار كهربائي حتى جز به رقبته وكتفيه، ورأيت رجالا يوطئون بالأقدام، وتهشهم رؤوسهم بأعقاب الرشاشات، وهم ينزفون حتى الموت، ورأيت أطفالا قطعوا أوصالا، ورأيت غلمانا مثل بوجوههم أحياءً وأمواتا، ورأيت شبابا يذبحون بالسكاكين كما تذبح الأنعام، وحدثني من قابل اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا أهوالا فعلها بهم النصيريون والرافضة المساندون لهم، ومما حُدثت به أن امرأة أخذوها من منزلها في غياب زوجها، فجن جنون الزوج، وبحث عنها في كل مكان يتوقعه، واتصل بمن يعرف في الأمن النصيري حتى عثر عليها في بعض مراكزهم عن طريق الاتصال بضابط المركز الذي اشترط مبلغا كبيرا من المال ليطلق له زوجته، فوعد الزوج الضابط بتدبير ما أراد من مبلغ ببيع بيته، ولكنه طلب منه أن يكلم زوجته ليتأكد أنها موجودة عندهم حتى يبيع البيت، فكلمته الزوجة وهي منهارة، وقالت لزوجها: لا تدفع لهم شيئا أبدا؛ فإني لم أعد أصلح زوجة لك، ولا أمّاً لأولادي، فأُودعك الآن وودع أولادي نيابة عني، فلقد تناوب على اغتصابي عشرون من هذه الوحوش، وأنا أتجرع غصص الذل والهوان والألم، ولا وجه لي للقائك ولقاء أولادي، وأتمنى الموت العاجل، ولو قدر لي حياة فلن تراني ولن يراني أولادي بعد اليوم، لكن إن شاء الله تعالى أموت بسرعة، حسبنا الله حسبنا الله حسبنا الله لما وصل إليه حالنا، ثم أقفلت الهاتف وهي تبكي... وقرأت (القوقعة) و (مأساة حماة) و (من تدمر إلى هارفرد) وما أنتهي من واحدة من هذه الروايات والتقييد لما حصل من مآسي أهل السنة على أيدي الباطنيين إلا أمكث أياما يذرعني القيء ولا أستقي من هول ما قرأت وما علمت وما رأيت. دعوني أيها القراء العاجزون مثلي أن أقدم لكم اقتراحا استفدته من قصص العرب التي قدمت بها المقالة حتى لا تغيب مآسي إخواننا عن مآقينا، فنعيشها كل لحظة، ونحس بهم في كل لحظة، ونتألم لهم في كل لحظة، وندعو لهم في كل سجدة، وتتغير نفوسنا لأجل مصابهم؛ فلعل الله تعالى أن ينجينا بمثل هذا الشعور والإحساس من ذنب خذلاننا لهم؛ ولنكون في هذا الجزء المعافى من بدن أمتنا متألمين لألم إخواننا، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. هذا المقترح هو أن نملأ قلوبنا غضبا على أعدائنا الباطنيين، ونغذي هذا الغضب يوما بعد يوم بكل فعل فعلوه بإخواننا؛ وذلك بمشاهدة ما ينقل إلينا من مقاطع مصورة مهما كانت بشعة، وقراءة ما تقع عليه أيدينا من قصص وروايات وأخبار كتبها الناجون من المحرقة الباطنية لأهل السنة؛ فإننا نحتاج إلى شحن نفسي غضبي هائل حتى إذا انفجر في مواجهة الباطنيين أثخنا فيهم، وثأرنا لديننا ولأمتنا المستباحة؛ فإن المواجهة العامة مع الباطنيين تكاد تكون قدرا محتوما، وواقعا أكيدا لا مفر منه، والغرب يطبخها على نار هادئة، والباطنيون لن يتراجعوا عن مشروعاتهم وهم يرون الغرب يمكن لهم في بلاد المسلمين، وليقل الغرب والليبراليون والتنويريون: إننا طائفيون؛ فإن هذا الوصف التخديري لم يُنج من تحرز منه من أهل العراق والشام لما دارت رحى الباطنية تطحنهم. حدثني طبيب شامي فاضل أن من دخلوا الشام من فيلق بدر، وجيش المهدي، وحزب الله في لبنان، وجيش القدس في إيران، أشد عنفا في التعاطي مع السوريين، وأكثر حقدا من النصيريين، ويفعلون من تعذيب أهل السنة، واغتصاب نسائهم وأطفالهم، والتلذذ بصياحهم وصراخهم ما يعجز عن فعله النصيري. وحدثني آخر أن النصيري يقبل أن يغتصب الفتاة متوارية عن أهلها، أما الرافضي فلا يهنأ باغتصاب البنت إلا أمام والديها وإخوتها، ولا باغتصاب الزوجة إلا أمام زوجها وأولادها، وحدثني أن جمعا من الرافضة دخلوا بيت أسرة فأمر قائدهم الزوجة أن تتعرى أمام زوجها وأولادها ليغتصبها أمامهم، فأكبت الزوجة المسكينة على حذائه تقبله وتلثمه بفمها متوسلة إليه راجية أن يتوارى بها في غرفة أخرى، وأنها مقابل ذلك ستمتعه أكثر من لو أنه اغتصبها أمام زوجها وأولادها، فرفض الكلب ذلك؛ لأنه في واقع الأمر لا يريد المتعة، وإنما يريد تحطيم أتباع الصحابة رضي الله عنهم بالذل والإهانة. أيها القراء المكلومون في إخوانكم: هل تعلمون لم كان الرافضي الإمامي أشد ضراوة على أهل السنة من النصيري؟ ولم كان أكثر تفننا في اختراع سبل الانتقام من أهل السنة؟! إنه الغضب الذي غُذي به منذ ولد، وهو يسمع النوح على الحسين رضي الله عنه، ويترنم بالمراثي، ويرى في عاشوراء شعائر التغبير والتطبير، وإسالة الدماء من الرؤوس، والضرب بالسلاسل، واختراع القصص في معاناة آل البيت، والبكائيات في ظلم الشيعة بيد النواصب أهل السنة، فكان الرافضي إذا تمكن من السني تفنن في الانتقام منه، لأن قلبه مملوء بالغضب والحقد عليه بينما أهل السنة يُخدرون بشعارات الأخوة والإنسانية، ويخوفون من الطائفية. أيها القراء الكرام من أهل السنة: كأني أراكم تكفكفون دموعكم من بعض ما علمتم، فإني أعزم عليكم أن تعيشوا مع مآسي إخوانكم بقراءة كل ما يصل إليكم عنهم، وأن لا يكون طول وقت المأساة صارفا لكم عنها، ولا مخففا من آلامها؛ فإن إخوانكم يُذبحون في كل لحظة، وتغتصب نساؤهم في كل لحظة، ويعذب أطفالهم في كل لحظة، وفي كل لحظة قصص جديدة لمآسٍ أليمة. وأعزم عليكم يا أهل الشام، ومن لهم بهم صلة، ومن يعملون في مخيمات اللاجئين: أن تنقلوا إلينا آلاف القصص المأساوية التي حضرها الناجون وشاهدوها؛ لتحفظ في ذاكرة الأمة وتاريخها عن أفعال الباطنيين، ومعاملتهم لأهل السنة.. اكتبوا كل شيء وانشروه، ولا تحتقروا قصة أو خبرا مهما كان صغيرا؛ فإن هذا الحادث الجلل إذا انتهى نسي الناس ما حصل فيه، ولم يبق منه إلا ما تم تدوينه وتوثيقه. ولولا تدوينات المؤرخين الصليبيين: فوشيه الشارتري، وريموند الأجيولري، ووليم الصوري، والفارس المجهول، وكتابتهم أوصافا تفصيلية لما فعله الصليبيون بالمسلمين في بيت المقدس على وجه التباهي والمفاخرة لما عرفنا جرائمهم؛ ولما عير العالم بها الغرب إلى يومنا هذا؛ ولما كانت حجةُ المسلمين على الغربيين في هذا الشأن قوية؛ فإن الأمم يغزو بعضها بعضا، ولا يمثل ذلك عارا، لكن الأوصاف التفصيلية التي فعلها الصليبيون بالمسلمين وأطفالهم ونسائهم أحلت اللعنة بالكاثوليك إلى يومنا هذا، حتى إن الأرثوذكس والبروتستانت يعيرونهم بما فعلوا في أنطاكية وبيت المقدس. ولولا توثيق الفرنسي اليهودي امنون كابليوك مذبحة صبرا وشاتيلا عبر مشاهداته، وسماعه أقوال الشهود ممن نجوا من المذبحة من الفلسطينيين واللبنانيين، وهو ممن دخلوا المخيم فور المذبحة، ووثق ذلك في كتابه (تحقيق في مجزرة).. لولا توثيقه لما علمنا عن القصص المروعة التي فعلتها الكتائب اللبنانية النصرانية وحزب أمل الباطني بحماية ومعونة الجيش الإسرائيلي والجيش السوري. وتوثيق جرائم الباطنيين سهلة الآن مع وسائل الاتصال الحديثة، وتنوعها وسرعة تناقلها بالهواتف الذكية والبريد الألكتروني وغيرها، وهي وسائل فعالة لملئ قلوب المسلمين غضبا على الباطنيين، وتعاهد هذا الغضب بالقصص المتكررة؛ كيلا تخبو ناره، أو تبرد حرارته، ولو كان الغضب على الباطنيين في زمننا يشترى بمال لوجب على المسلمين أن يشتروه. |
رد: مقالات تستحق القراءة .... متجدد
نشكو من الواسطة، ونحن أول من يبحث عنها
نشكو من عدم نظافة المدن، ونحن الذين نحولها إلى سلة مهملات! نشكو من أخلاق الشباب المراهق، وننسى أنهم "تربيتنا".. وقبلها ننسى مراهقتنا. كل ما حولنا لم يأت من الفضاء الخارجي.. نحن الذين قمنا بتشكيله بهذا الشكل. نعاتب "النظام" على بعض ما يحدث.. وننسى أننا نحن "المواطنين" جزء من هذه الأحداث، وشركاء فيها. مشاركه قصيره..اتمنى تعجبكم.. يعطيك العافيه التعب منسي..:rose: |
All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 04:28 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام