ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - محتوى محاضرات التذوق الأدبي من 1 إلى 5 بالصغتين WoRd + PdF

1خطبه هشام بن عبد منيف

- نصّ الخطبة:
خطب هاشم بنعبد مناف في الإصلاح بينقريش وخزاعة فقال: "أيها الناس، نحن آل إبراهيم، وذرية إسماعيل, وبنو النضر بن كنانة, وبنو قصيّ بن كلاب, وأرباب مكة, وسكان الحرم, لنا ذروة الحسب, ومعدن المجد. ولكلٍّ في كلٍّ حِلف يجب عليه نصرته, وإجابة دعوته, إلا ما دعا إلى عقوق عشيرة وقطع رحِم.
يا بني قصيّ، أنتم كغصنَيْ شجرة، أيهما كُسر أوحش صاحبه. والسيف لا يصان إلّا بغمده. ورامي العشيرة يُصيبه سهمُه. ومن أغْضبه اللجاج أخرجه إلى البغي.
أيها الناس، الحلم شرف, والصبر ظفر, والمعروف كنز, والجود سؤدد, والجهل سفَهٌ, والأيام دوَل, والدهر غِيَر, والمرء منسوب إلى فعله, ومأخوذ بعمله. فاصطنعوا المعروف تكسبوا الحمد. ودعوا الفضول يتجنّبكم السفهاء. وأكرموا الجليس يَعمر ناديكم. وحاموا الخليط يُرغب في جواركم. وأنصفوا من أنفسكم يُوثق بكم. وعليكم بمكارم الأخلاق، فإنها رفعة. وإياكم والأخلاق الدنيئة! فإنّها تضع الشرف وتهدم المجد. وإن نهنهة الجاهل أهون من جريرته, ورأس العشيرة يحمل أثقالها, ومقام الحليم عظة لمن انتفع به".
2- دراسة النص وتحليله:
- يتوجَّه الخطيب في هذه الخطبة إلى قومه من قريش وخزاعة, فيذكِّرهم بأواصر القربى بينهم.
فذكَر لهم: أنهم آل إبراهيم وذرية إسماعيل، فسمَّى لهم الجدود التي تجْمعهم. فهم: بنو كنانة، وبنو قصيّ بن كلاب.
ويذكِّرهم أيضًا بحسبهم ونسبهم ومجدهم، وبأنهم أوْلى ببعض.
- ويشبِّه القبيلتين بغصني الشجرة، وبالسيف وغمده. وينبِّههم إلى: أنّ الذي يسيء إلى قومه مُسيء إلى نفسه.
- ثم يذكر لهم أن الحِلم شرف, والصبر ظفر؛ وفي هذا دعوة لهم: أن يتمسَّكوا بالفضائل ويتجنبوا الرذائل.
- ثم يأمرهم بعد ذلك بعدة أمور, منها: أن يصطنعوا المعروف, وأن يكرموا الجليس، ويحاموا عن الخليط، وأن يحرصوا على مكارم الأخلاق.
- ويحذِّرهم من مساوئ الأخلاق.
- ثم ذكَر لهم: أن رئيس العشيرة يتحمل أثقالها.
* وتتسم الخطبة بقِصر الجُمل كقوله: "الحلم شرف", "والصبر ظفر"، و"الحلم سؤدد"...إلخ.
فالملاحظ: أن هذه الجُمل قصيرة تتكوَّن من مبتدأ وخبر؛ وهذه الصورة هي أبسط صورة للجملة.
* كما تتّسم الخطبة باصطناع أساليب البيان، كالتشبيه في قوله: "أنتم كغصنَي شجرة، أيهما كُسر أوحش صاحبه"، وقوله: "والسيف لا يصان إلا بغمده".
ووجه الشبه المقصود هو: حاجة كلٍّ من الطرفين إلى صاحبه، وعدم استغنائه عنه.
* كما اصطنعت الخطبة أسلوب الإغراء في دعوتهم إلى الفضائل، كقوله: "وعليكم بمكارم الأخلاق"،
وأسلوب التحذير في نهْيهم عن الرذائل كقوله: "وإياكم والأخلاق الدنيئة! فإنها تضيع الشرف".
* والملاحظ كذلك: أن الخطبة تحتوي على بعض الحِكَم, وتستخدم أسلوب التوكيد أحيانًا, وتَميل إلى السجع في بعض الفقرات.

نشاط: 8b.1

عزيزي الطالب، لكي تعمّق فهمك لهذا الدرس، قم بهذا النّشاط، ثمّ قارن ما تتوصل إليه بالإجابات النموذجية أدناه:
ضع علامة (P) أمام العبارة الصحيحة، وعلامة (×) أمام العبارة الخاطئة:
1- تتَّسم الخطابة الجاهلية بقِصَر الجُمل.
2- أسلوب الإغراء كقول هاشم بن عبد مناف: "إياكم والأخلاق الدنيئة!".
3- "المعروف كنز": جملة معقّدة.
4- احتوت الخطبة على بعض الحِكم.
الإجابات النموذجية:
1- (P)، 2- (×)، 3- (×)، 4- (P).