:000:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيت أفيدكم بنموذج من الاطفال الذين سوف تتعاملون معهم في المستقبل إن شاء الله وهو ضعيف سمع يستعمل معينات سمعية " سماعات "
بطل الموضوع : فيصل:cool:
عمره : عشر سنوات
يدرس في الصف الرابع في فصول الأمل
طفل وسيم جميل بشهادة الجميع رغم أنه هزيل
ذكي مرتب منظم ومع ذلك فهو عنييييييد:71:
يحافظ على صلواته الخمس في المسجد:(204): باستثناء الفجر إذا كان نائم:24_asmilies-com:
يحب مساعدة الغير ويثأر لنفسه بقووووة وعنف:017::41jg:
هوايته الاساسية الكمبيوتر ........اما الفرعية كرة القدم وتسلق الجبال
المكان الذي لا يحبه " عيادة التخاطب ":bawling:
عنده ضعف سمع منذ الولادة ....... بدأ يلبس السماعة وعمره سنتان ولكن بشكل متقطع........... لأنه كان صغير يحب الاستكشاف فتارة يكسرها وتارة يضعها في فمه...........
"والسماعات – لمن لا يعرف عنها شيء – حساسة لدرجة انها اذا سقطت في التراب او نزل عليها عرق من الشعر الرأس تخرب ...... وقد تصل قيمة الواحدة منها الى خمسة آلاف يعني الثنتين بعشرة آلاف ريال سعودي "
في عمر 4 سنوات بداء يعرف قيمتها فكانت لا تفارق اذنيه إلا أوقات الاستحمام ووقت النوم .
برغم ان لبس السماعات في عمر أربع سنوات عمر مبكر (يعني المفروض انه يتكلم مثل العاديين ).....لكن عنده تاخر في النطق .
عندما نجلس نذاكر "في كتب التخاطب وليست كتب المدرسة "...........يأتيه من الضجر والملل والسأمة ما الله به عليم .......... فهو يكرهها ككره ابليس لأدم ....
وطالما صرح لنا بذلك.......... فتارة ناجلها.......... وتارة نعرض عليه مكافأت مغرية لكنه يتنازل عنها "اهم شيء مايذاكر".......... وتارة نذاكر له غصبا عنه
.......فعندما نبدأ في المذاكرة ........ يشن هجوم قاسي علينا......... وهو أن يدير رأسه إلى الناحية الاخرى ويتركنا نكلم الهواء ......... فما يكون منا إلا ان نمسك برأسه الصغير ونديره بحركة بهلوانية ناحية الكتاب ونثبته ......... فيستخدم الخطة رقم "ب" وهي ان يغمض عينيه ........(وكانه يقول هيا ذاكروا حتى تشبعون) فنخرج من هذه المعركة نجر اذيال الهزيمة ......وبالمقابل ترتسم ابتسامة النصر على وجه فيصل ......ويتنفس الصعداء .
صرّحنا لدكتور التخاطب بهذه المشكلة فقال لنا : تكلموا معه فهو يتظاهر بعدم السماع لكنه في الحقيقة يسمعكم !!!
فرحت بهذه المعلومة الجديدة ......ورحت أرسم خطة محكمه ......ثم أخترت الوقت المناسب "فهو الان مبسوط ".......فجئت بالكتاب وجلست امامه ...ووضعت الكتاب بيننا .....فتنهد تنهيدتاً وهو ينظر الى السقف كاد ان يخرج معها قلبه...........ثم ألتفت إليّ و صاح بصوت عالٍ قائلاً :ما أبغى .....
كتمت ضحكة في صدري وتظاهرت اني لا أسمعه وأخذت أقلب صفحات الكتاب ........وأخذت أُشير الى بعض الصور وأشرح وأتكلم ....... طوال هذا الوقت كان ملتفتاً الى الجدار "الخطة أ "
أستمريت أشرح كالبلهاء لوحدي قرابة الربع ساعة وهو معطيني قفاه...........
وفجأة أنفجر والتفت الي وقال :خلااااااااااااص
فقلت بصوت مرتفع :لا مهو خلاص ...........ثم أخفضت صوتي وكأني اترجاه وقلت : عبر لي عن هذه الصورة بس.........
فرد بعناد : لا.........."ومد لي بوزه شبرين "........وهو ينظر الى الجدار أمامه
نظرت إليه قليلاً ...... وقلت في نفسي لن أستسلم.......
وشرعت أشير الى الصورة ة و أعبر عنها واشرحها لوحدي مرة ثانية .......
لكن هذه المرة لم يدم عناده كثيراً..........فلقد ألتفت إليّ ولقد أمبلجت أساريرة "مبسوط وفرحان" .....وعلى وجهه تتربع أبتسامة عريييييييييضة........
فقلت في نفسي كلام الدكتور صح .....الحمد لله .....أول مرة يسويها.........
فبادلته بابتسامه أعرض ......... وأخذت اشرح له بجدية هذه المرة..........
فتارةً أشرح له بالفصحى وتارةً بالعامية .........وإذا خلصت أطلب منه أن يصف لي الصورة بجملة..........لكنه ينظر الى وجهي وهو محتفظ بنفس الابتسامة...
وأقول في نفسي ربما لم يفهم ........... واعيد الشرح مرة أخرى حتى احسست بأن حلقي جف ...... ثم طلبت منه أن يعبر لي ......... وهو مبتسم ، ساكت ،هادئ
فقلت له فيصل مأنت غبي لهذي الدرجة ...تكلم.........
فزاد من أبتسامته حتى ظهرت أسنانه .........لكن هذي المرة لم أبادله الابتسامة .....وقلت لهو بحزم : فيصل تكلم،،،،،
ثم أخيرا فتح فمه.......فسارعت أشير له الى الصورة التي أريده ان يعبر عنها.......
فأشار الى سماعته وقال بلهجته المكسرة : (أنا أتفّي تماعة) ومد سبابته الي وهويضحك بفرح
("صاحبنا" كان طول الوقت مطفي السماعة وأنا ما انتبهت ...... الظاهر انها خطة طوارئ)
وقتها نظرت اليه وكادت عيوني ان تخرج من راسي ......فقمت من فوري وخرجت من الغرفة .......لاني خفت أرتكب فيه جريمة .
نستفيد من هذا الموقف أن ضعاف السمع :
1- أذكياء اكثر مما نتصور بما ان الطفل في صحة جيدة"لم يكن مزكم"وكانت السماعة في حالة جيدة "تعرفين ذلك عن طريق سحبها من اذنه فإذا كانت تصدر صوت صفير عالي فحالتها جيدة " فلا يخدعك بتظاهره بأنه لايسمع ( تابعي الشرح )
2- عنيدين يجب التحلّي معهم بالصبر ثم الصبر ثم الصبر لأن استخدام العقاب العنيف يسبب لهم حالة نفسية لا يمكن علاجها "لأنه لايوجد طبيب نفسي يستطيع التواصل معهم" فمن يرى في نفسه انه على قدر من التحمل فليواصل ومن يرى نفسه غير ذلك فليدرب نفسه على الصبر "وأنما الصبر بالتصبر" وإلا فلينسحب من الان......فأنت تستطيع التعامل معهم بقسوة ولن يكشفك أحد لان الطفل سوف يذهب الى احدى الزوايا مكسور الخاطر ويبكي ولن يبوح بشيء لكن هناك رب سبحانه يعلم السر وأخفى واذا اخذ حق هذا الطفل منك فأن اخذه شديد اليم .
3- ليس كل من يدرس في معاهد الامل يُستخدم معهم الأشارة ،نعم... يحبون التواصل عن طريق الاشارة لكن هذه الطريقة خاطئة لأنها لصم الذين ليس لهم بقايا سمعية يستفيدون منها عن طريق المعينات السمعية
واذا فيه أحد استفاد فائدة غفلت عن ذكرها فليدلي بدلوه لتعم الفائدة
والى لقاء في موقف آخر من يوميات فيصل
