![]() |
رد: paradise lost
بضيف من موضوع بدويه http://www.ckfu.org/vb/t308151.html تحليل الشخصيات الشيطان و هو الشخص الأول الذي تم تقديمه في القصيدة, و قد تم تقديمه في جهنم بعد التمرد الفاشل للسيطرة على السماء, اما رغبة الشيطان في التمرد على خالقه فهمى ناجمة عن احجامه لقبول حقيقة كونه كائنا مخلوقا و ليس مخلوقا ذاتيا و هذا نابع عن تطرفه الزائد. و كان أحد الطرق التي حاول بها تبرير تمرده على الله هو ادعاءه انه و الملائكة مخلوقين ذاتيا و ادعى أيضا ان الملائكة خلقت و رفعت ذاتيا, و بذلك يزيل سلطة الله كخالق لهم , و على اية حال فان وجهات نظر الشيطان يتم تحريفها بصورة اجمالية, ادم هو الإنسان الأول الذي خلقه الله في عدن و هو أكثر ثقافة و خبرة من حواء , من الناحية الايجابية فادم هو نموذج للحاكم الطيب و كان يوجه حواء للبعد عن التفكير في كونها امراة جذابة و كان يفعل ذلم بلطف شديد مستخدما القوة و لكن ليس بافراط و بالرغم من أن ادم و حواء ليسا متساويين في القصة و لكن ادم لم يكون ابدا حاكما مستبدا. و كانت تجمع ادم و حواء علاقة تبعية متبادلة و هذا يوضح وجهة نظر ميلتون في علاقة الحاكم باحد رعاياه و كذلك علاقة الزوج بزوجته. اما من الناحية السلبية , فان ادم مثل الشيطان لديه مشكلة قلة المعرفة الذاتية لكنه مختلف عن الشيطان لان الشيطان ذاتى و نرجسى في آن واحد, اما مشكلة ادم فتكمن في كونه معرض لخطر الافتتنان , و سبب هذا الافتتان هو جمال حواء و هذا هو ما اشتكى منه أثناء حديثه مع رافائيل قائلا انها شديدة الجمال . و قد كان ادم يتحدث بقلق عن كونه يشعر بانه تابع لحواء التي تبدو ان لديها اكتفاء ذاتى و استقلال بالفطرة, و كان ادم مذهولا حيال ذلك لان المفترض ان تكون حواء تابعة له لانه خلق اولا اما هى فقد خلقت من جزء منه , وقد أصبح مهووسا بها لدرجة كونه متيما بجمالها. حواء هى الإنسانة الثانية التي خلقها الله فقد اخد جزء من أحد اضلاع ادم و شكلها على شكل نسائى لادم . من الناحية الايجابية, فهى نموذج للزوجة و التابعة الوفية و قد وافقت ادم في قيادته لها بعيدا عن التفكير في جاذبيتها و ذلك منذ أول مرة التقيا فيها و كانت واثقة في قدرة ادم على الاخذ بذمام الامور في علاقتهما . و قد كانت حواء على قدر كبير من الجمال مما كان فيه خطرا عليها و على ادم , و جمالها لم يكن ادم وحده مهووسا به بل كانت هى أيضا كذلك, فبعد ميلادها نظرت بعناية إلى شكلها و جمالها في بركة ماء و كانت مذهولة بصورتها حتى بعد ان ناداها ادم عادت مرة أخرى لتنظر إلى صورتها حتى امرها الله ان تذهب لادم الذي ارتضت قيادته لها. و هذا يبين لنا انها كم كانت منذ البداية في خطر الافتتان بنفسها كالشيطان تماما, و كذلك هى الأولى التي اتصلت بالتاثير الشيطانى, فقد تسلل الشيطان إلى أحد احلامها لاغرائها ,و بعد هذا الحادث بدا واضحا انها تريد تطوير كيانها المستقل و هذا هو ما حير ادم أثناء حديثه مع رافائيل حيث انها تريد الانطلاق بنفسها للعمل في الجنة . و قد طورت أيضا وجهة النظر الشيطانية في تنظيم الجنة حيث انها تريد الانفصال بنفسها للحصول على عمل أكثر في الجنة و كانت قلقة بشان عدم تنظيم الجنة و تمنت ان تفرض فيها نوعا من النظام و التي هى أمنية الشيطان أيضا. و قد وقعت اخيرا في مصيدة الاغراء فكانت الأولى التي تاكل من شجرة معرفة الخير و الشر مما كان سببا في السقوط, و لم يتم تصويرها بصورة سلبية في هذه القصة , فمن خلال حديثها مع ادم عن ما اذا كانا سينفصلا ام لا, اخبرها ادم بانهما يجب ان يظلا سويا لكى يتفاديا الاغراء حتى لو تم اغرائهما سيكون ذلك شىء غير مشرف لكليهما , و قد كان ذلك جدالا معيبا لهما. و اجابته حواء و هى محتلة الدور البطولى قائلة انهما اذا استجابا للاغراء سيكون ذلك دليلا على ان الفضيلة عندهما ليست قوية بالقدر الذي يجعلهما يبدآ من جديد. و ليست هذه المرة الأولى التي نرى فيها الجانب البطولى لحواء . و بالرغم من عيوبها , فبعد السقوط قام ادم بالقاء اللوم عليها في جميع ما حدث و كان يتصرف كما لو كانت هى السبب الوحيد للسقوط , بالرغم من أن الحقيقة انه اختار ان ياثم بمحض ارادته . و لقد تحملت كل الاهانة الكلامية التي تلقتها من ادم و اختارت ان تحتمل ذلك بدلا من مناقشته و أحداث انشقاق اخر بينهما . و باخذها كل ذلك على عاتقها فهى بذلك تتصرف كشخصية السيد المسيح حيث تحمل اعباء خطأ لم يرتكبه و ذلك لاجل مستقبل البشرية. ابن الرب ابن الرب في الفردوس المفقود هو السيد المسيح , فبعد ان اوضح الاب لابنه ان ادم و حواء سيسقطان و ان جميع البشرية ستكون منكوبة باتباع خطواتهم الملعونة , اعلن الابن ببطولة انه سيتحمل العقاب عن الإنسانية . و بذلك يكون الابن قد بث روح الامل في القصيدة لانه بالرغم من أن الشيطان قد انتصر على البشرية بنجاحه في اغراء ادم و حواء و لكن هذا النصر مؤقت لان الابن سيقوم بانقاذ الجنس البشرى ( مارشال 1961, صفحة 17) و من المثير للانتباه ان الابن قد وضح لنا وجود خلل كبير في الفكر الدينى الارثوذكسى من جهة ميلتون, فان الاعتقاد المقبول في ذلك الوقت كان يقول ان الثالوث هو الجزء الكامل من الربوبية الواحدة و هكذا كان يعتقد كل الموجودين في ذلك الوقت , و لكن ميلتون صور لنا ان الابن قد خلق قبل الاب. الله, الرب الله هو خالق عدن, السماء , الجحيم و كل الشخصيات الرئيسية في القصيدة , و الله قوى جدا بحيث لا يستطيع أحد ان يهزمه حتى لو كان أحد الملائكة الثلاثة الذين حرضهم الشيطان ضد الرب. و تصف لنا القصيدة عملية خلق الله للعباد بالطريقة التي توقع ميلتون حدوثها عليه و هى ان الله خلق السماء, الأرض , الجحيم و جميع المخلوقات التي تسكن هذه المستويات المنفصلة من جزء من نفسه و انه لم يتم خلقها من لا شىء. و طبقا لما قاله ميلتون فان الذي اعطى الله هذه السلطة المطلقة هى حقيقة كونه خالق الخلق . و قد حاول الشيطان ان يبرر تمرده بانكاره هذه السمة لله و ادعاءه انه مخلوق ذاتيا و لكنه في داخله يعترف ان ذلك ليست الحقيقة قائلا ( ان الله لايستحق منى هذا التمرد لانه هو الذي خلقنى على ما انا فيه) التركيب.. بدأ ميلتون كتابة هذه الملحمة عام 1658 خلال السنوات الاخيرة للجمهورية الإنجليزية , اما المشكلات الداخلية بين الفصائل السياسية و العسكرية المختلفة و التي ادانت الجمهورية , ربما تظهر في مشاهد الجحيم في الكتاب الثانى . و بالرغم من انه قد انهى هذا العمل عام 1664 , فلم يقوم ميلتون بنشر الكتاب حتى عام 1667 بسبب الطاعون القوى و الحريق العظيم. و قد اكمل ميلتون باقى العمل عندما كان اعمى و كان ذلك يستلزم استخدام كتّاب ذوو رواتب , و قد ادعى الشاعر ان روح القدس كان يلهمه أثناء الليل و يتركه مع الاشعار التي سيتلوها بالنهار . اما الطبعة الثالثة من الفردوس المفقود قد اهملت الترقين الموجود في مسودة المخطوطة الباقية و ذلك اعتمادا على إضافة الترقين بالطابعة , و لكن تم اهمال هذا الاجراء. السياق.. و لقد تاثر الكتاب بعدة اشياء منها التوراة, تربية ميلتون الدينية و منظوره الدينى, و تاثر أيضا بعدة اشخاص منهم مينياس فليتسير و ادموند سبينسر و كذلك الشعراء القدماء مثل فيرجل وثيوكرتس. و بعد ان فقد ميلتون بصره, اكمل العمل بمساعدة سكرتيراته و اصدقائه امثال اندرو مارفيل. و بعد ذلك كتب ميلتون عن استعادة الفردوس و لكن أقصر من سابقتها و تحدث فيها عن اغراء الشيطان للسيد المسيح و اماكنية عودة الفردوس و لكن هذه التتمة لم تاخذ شهرة مقارنة بالقصيدة السابقة. يتبع ... |
رد: paradise lost
أهم الموضوعات التي تناولتها القصيدة.
الزواج عند التصفح المبدئى للفردوس المفقود نرى انها قصة توراتية عامة تعرض خلق و سقوط ادم و حواء و لكن بعد التدقيق العميق في أحداث القصيدة , لاحظ عدة نقاد العلاقة بين ادم و حواء و كيف انها تعكس وجهة نظر ميلتون عن الزواج. قد قدم ميلتون ادم و حواء للمرة الأولى في الكتاب الرابع و كلاهما مشهود له بالنزاهة . و قد اوضح دكتور جينيفر راست ان العلاقة بين ادم و حواء لهى أحد علاقات التبعية المتبادلة و ليست علاقة هيمنة و تسلط , و في الوقت الذي جعل فيه المؤلف ادم أعلى من حواء باعتبار معرفته الثقافية و علاقته بالله , فقد منح حواء ميزة المعرفة من خلال التجربة . و قد اوضحت هرمن فان نوس (2000 , صفحة 50) انه بالرغم من وجود احساس بالصرامة مرتبط بالادوار المحددة للذكر و الانثى , فان كل منهم قد قبل بالدور المحدد له كما لو كان ذلك هو الاصل , و بدلا من الاعتقاد بان هذه الادوار كانت مفروضة عليهم , فان كل منهم ينفذ ما هو مطلوب منه كما لو كان ذلك سيعمل على تقوية العلاقة فيما بينهم . اما هذه التناقضات البسيطة فهى تبين وجهة نظر المؤلف في ضرورة وجود مشاركة بين الزوج و الزوجة. بعد فحص العلاقة بين ادم و حواء , يميل النقاد إلى قبول انه اما ادم أو حواء هو صاحب وجهة النظر المسيطرة في علاقة السلطة و اهمية الله.و لقد ناقش ديفيد ميكيكس هذا الامر قائلا ان هذه المواقف تبالغ في تصوير استقلالية الشخصيات و لذلك فقد ادم و حواء الطريق الذي تضافرا فيه مع بعضهم البعض . و تعكس رؤية ميلتون ان الزوج و الزوجة و يقصد هنا ادم و حواء يعتمدان على بعضهم البعض و يستطيعان النجاح من خلال الاختلافات التي بينهما. بينما يعتقد أكثر القراء ان فشل ادم و حواء كان سببه سقوطهم من الفردوس , و يرى ميلتون ان ما نتج من تقوية حبهما لهو النصر الحقيقى . و بالرغم من أن ميلتون لم يذكر الطلاق بشكل مباشر في النص الاصلى للفردوس المفقود , فقد عرض النقاد نظريات قوية توضح وجهة نظر ميلتون عن الطلاق و هى تعتمد على استدلالات موجودة في القصيدة . اما الاعمال الأخرى التي قدمها ميلتون عرضات ان المؤلف الانجليزى البارز يرى الزواج على انه كيان منفصل عن الكنيسة و بمعنى ادق , , فيما يتعلق بالفردوس المفقود , فان بيبر مان يتامل فكرة ان( الزواج هو عقد يصنعه الرجل و المراة ) . و بالاعتماد على هذا الاستدلال يعتقد ميلتون له الحق في اختيار الطلاق كما له الحق في اختيار الزواج.. من أهم الموضوعات التي تم مناقشتها في القصيدة هى.. الوثنية... و بسبب وجهات النظر الاحتجاجية فيما يخص السياسة و الدين في القرن السابع عشر في إنجلترا , فقد انتقد المعاصرون افكار ميلتون و اعتبروه نوع من الثورية . و كانت أحد اعظم مناقشات ميلتون المثيرة للجدل تدور حول مفهومه عن الوثنية و كما لاحظ النقاد ان هذا الموضوع تم شرحه بعمق في الفردوس المفقود. و كان نقد كيلتون للوثنية يكمن في نظرية بناء معابد و ابنية أخرى كاماكن للعبادة . و في الكتاب الحادى عشر من الفردوس المفقود يحاول ادم التكفير عن ذنبه بعرضه بناء المذابح لعبادة الله , و في الرد على هذا العرض قال له الملاك ميكائيل موضحا ان ادم ليس محتاجا لبناء شىء لاختبار حضور الله ( ميلتون 1674 , الكتاب الحادى عشر) و لقد اشار جوزيف لايل في هذا المثال موضحا ان اعتراض ميلتون على الهندسة المعمارية ليست شىء كريه أو صفة متأصلة في الابنية و لكن ميلها في الشبه بالوثنية سيكون حتما سببا أساسيا في انتشار الوثنية ( لايل 2000, صفحة 139) و حتى لو كانت حواء نقية بالفطرة لكن يرى ميلتون ان هذا من السهل ان يؤدى إلى وثنيتها لان هذه هى طبيعة البشر لانهم بدلا من اا يجعلوا ايمانهم و اعتناقهم لله , فانهم يتشبثوان بالمعتقدات الخاطئة التي تحيط ايمانهم. و قد لاحظ النقاد انه في الوقت الذي يسعى فيه ادم لبناء المذابح لله , فان حواء متهمة بالوثنية و لكن بطريقة مختلفة. و يعتقد بيت هاردينج ان نرجسية حواء و ولعها بنفسها يعد أيضا نوع من الوثنية , على وجه التحديد يدعى بيت هاردينج ان تاثير الثعبان , وثينة حواء و تقديسها لنفسها , كل ذلك سيكون ينذر بالاخطاء التي سيرتكبها أبناءها ( هاردينج 2000, صفحة 163). و حواء تشبه ادم إلى حد كبير حيث وضعت ايمانها في نفسها و في شجرة المعرفة و كذلك في الثعبان و كل ذلك لا يقارن بالطبيعة المثالية لله. علاوة على ذلك, فقد جعل ميلتون ارائه الخاصة بالوثنية اكثر وضوحا مع خلق بانديمونيام, و التلميح إلى هيكل سليمان. في بداية الفردوس المفقود, يوجد خلال القصيدة عدة إشارات تتعلق بالارتفاع و السقوط النهائى لهيكل سليمان. و لقد اوضح النقاد ان هيكل سليمان يمدنا ببرهان واضح عن كيفية ان ما صنع يدويا يمكن ان ينتقل من الممارسة العبادية إلى النهاية الوثنية ( لايل 2000, صفحة140), و هذا المثال , بعيدا عن ما تم تقديمه في القصيدة, يعرض وجهة نظر ميلتون عن اخطار الوثنية بشكل واضح. و حتى لو قام أحد بتاسيس مبنى باسم الله فان أفضل النوايا يمكن ان تكون عديمة الاخلاق, بالإضافة إلى ذلك فقد لاحظ النقاد وجدو مقارنة بين بانديمونيام و كنيسة القديس بيتر باسيلكا و البانثيون,. و اغلب هذه المقارنات تدور حول التشابه التركيبى , و قد وضح لايل انها تلعب دور اعظم. و بربط كنيسة القديس بيتر باسيلكا و البانثيون ب بانديمونيام و التركيب المثالى الزائف, فان البنايان المشهوران يواجهان أيضا معنى زائف ( لايل2000, صفحة 147). و هذه المقارنة تعرض اراء ميلتون البرتستانية حيث يرفض كلا من المنظور الكاثوليكى و المنظور الوثنى. بقي ان نقول ان الفردوس المفقود كان ومازالت مصدر الهام للكثر من الادباء حتي يومنا هذا وأصبحت منشره في جميع الثقافات مخلده اسم جون ميلتون والي الابد ....... انتهى وبالتوفيق للجميع :106::106::106::106::106: |
All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 08:14 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك
الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه