الموضوع: اللغة العربية محاضرات الادب الاندلسي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 5- 2   #10
بنوته11
أكـاديـمـي فـعّـال
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 41584
تاريخ التسجيل: Wed Dec 2009
المشاركات: 380
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 247
مؤشر المستوى: 67
بنوته11 has a spectacular aura aboutبنوته11 has a spectacular aura aboutبنوته11 has a spectacular aura about
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: اللغة العربيه
المستوى: المستوى السابع
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
بنوته11 غير متواجد حالياً
رد: محاضرات الادب الاندلسي

محاضرة: النثر الفني في الأندلس فنونه وخصائصه وأغراضه
تعريف النثر لغة:
من نثر الشيء بيده أي رماه بيده متفرقاً
تعريف النثر اصطلاحا":
هو الكلام غير المنظوم أو هو الكلام الذي ليس فيه الوزن ويعتمد على الحقائق .
تطور النثر في مختلف أطوار العصر الأندلسي:
عرفت في الصدر الأول من الفتح نماذج قليلة من النثر اقتضتها ظروف الفتح، كالخطابة التي تطلبتها مناسبات سياسية ودينية، والكتابة التي اقتضتها ظروف الحكم، وكتابة العهود والرسائل والتوقيعات. وهو نثر تغلب عليه المسحة المشرقية من حيث الميل إلى الجزالة وقوة العبارة وعدم اللجوء إلى المحسنات، ما عدا خطبة طارق بن زياد التي يدور الشك حول نسبتها إليه.
وفي عهدي بني أمية والطوائف ظهر نوع من النثر المتأثر بنثر الجاحظ، وكان للحكام دور في تشجيع الأدباء على التأليف، وإسناد الوزارة إلى أصحاب الحذق والمهارة، فقد ألف ابن فرج الجيّاني كتاب «الحدائق» وقدمه للحكم المستنصر،
وقد انتدب المعتضد ألعبادي الأديب الشاعر ابن زيدون لرئاسة الوزارة وإمارة الجيش فسمي بذي الوزارتين: وزارة السيف، ووزارة القلم.
وفي عهدي المرابطين والموحدين ظهرت طائفة من الكتاب عنيت بالكتابة الإنشائية والتأليف في مختلف الأغراض، كما انتشرت في عهد الموحدين المكتبات التي تضم الكتب النفيسة, وفي عهد بني الأحمر اتسعت النماذج النثرية فصدر عن الكتاب النثر الديواني الذي يضم الرسائل، والكتابات على شواهد القبور، والعلامة السلطانية والنثر ألإخواني بين الكتاب وذوي السلطة، أو بين الكتاب أنفسهم، والنثر الوصفي الذي يتناول وصف الشخصيات والأعلام، ووصف المدن والرحلات مثل رحلة البلوى خالد بن عيسى وكثر التأليف في المقامات التي عنيت بتسجيل هموم الحياة، وخرجت عن الكدية والاستجداء إلا في القليل منها
فنون النثر الأندلسي
تعددت فنون النثر العربي في الأندلس , فتناول الأندلسيون ما كان معروفا في المشرق من خطب ورسائل و مناضرات ومقامات , وزادوا عليها بعض ما أملته ضروف حياتهم وبيئاتهم , وقد شاع فيهم تصنيف كتب برامج العلماء, التي ضمنت ذكر شيوخهم ومروياتهم وأجازاتهم . وكان للكتاب مزية الجمع بين الشعر والنثر والإجادة فيها...
الخطابة:
كانت الخطابة وليدة الفتح، فقد استدعت الغزوات التي قام بها العرب المسلمون قيام الخطباء باستنهاض الهمم، وإذكاء روح الحماسة للجهاد في سبيل الله.
ولما تمزقت البلاد، واستحالت إلى دويلات كثيرة، واستعان بعض أصحابها بالأعداء، كان الخطباء يقفون في المحافل العامة للدعوة إلى لم الشمل وترك التناحر.
ومنذ عصر المرابطين، حتى آخر أيام المسلمين في الأندلس، ظهرت الخطب المنمقة،ومنها التي تتضمن التورية بأسماء القرآن الكريم كما في خطبة للقاضي عياض (544هـ) التي يقول فيها: «الحمد لله الذي افتتح بالحمد كلامه، وبين في سورة البقرة أحكامه،ومد في آل عمران والنساء مائدة الأنعام ليتم إنعامه...».
أشهر خطباء الأندلس :

طارق بن زياد فاتح الأندلس , والأمير عبد الرحمن الداخل المؤسس الأموي في الأندلس , ومنذر بن سعيد البلوطي , والقاضي عياض, ولسان الدين بن الخطيب
الرسالة:
كانت الرسالة في القرن الأول من الفتح ذات أغراض محددة أملتها ظروف العصر، وكان لا يلتزم فيها سجع ولا توشية. ثم حظيت كتابة الرسائل بكتاب معظمهم من فرسان الشعر استطاعوا بما أوتوا من موهبة شعرية وذوق أدبي أن يرتقوا بأساليب التعبير وأن يعالجوا شتى الموضوعات، فظهرت الرسائل المتنوعة ومنها الديوانية والإخوانية.
فمن الرسائل الديوانية رسالة أبي حفص أحمد بن برد (ت428هـ) (المعروف بالأصغر تمييزاً له من جدها لأكبر) من كتاب ديوان الإنشاء في دولة العامريين، وقد وجهها لقوم طلبوا الأمان من مولاه. واستخدم فيها الأسلوب الذي يخيف بالكلمة المشبعة بالوعيد.
ومن الرسائل الإخوانية رسالتا ابن زيدون الهزلية والجدية، ورسالة لسان الدين بن الخطيب إلى صديقه ابن خلدون في الشوق إليه.
وقد شاع استعمال لفظ «كتاب» عوضاً عن الرسالة،كما ورد في رسالة جوابية كتبها ابن عبد البر (ت458هـ) إلى أحد إخوانه يعبر فيها عن مدى إعجابه بأدبه.
المناظرة:

وهي فن يهدف الكاتب فيه إلى إظهار مقدرته البيانية وبراعته الأسلوبية، وهي نوعان خيالية وغير خيالية.
فمن المناظرات الخيالية مناظرة بين السيف والقلم لابن برد الأصغر، وقد رمز بالسيف لرجال الجيش، وبالقلم لأرباب الفكر، ثم أجرى الحوار بينهما، وانتهى فيه إلى ضرورة العدل في المعاملة بين الطائفتين.
ومن المناظرات غير الخيالية ما تجري فيه المناظرة بين مدن الأندلس ومدن المغرب كمفاخرات مالقة وسلا للسان الدين بن الخطيب، وكانت مالقة أيام الدولة الإسلامية من أعظم الثغور الأندلسية، أما سلا فهي مدينة رومانية قديمة في أقصى المغرب، وقد فضل الكاتب مالقة.
المقامة:
وهي نوع من النثر الفني نشأ في المشرق على يد بديع الزمان الهمذاني، ثم حذا حذوه الحريري. وفي الأندلس عارض أبو طاهر محمد التميمي السرقسطي (توفي بقرطبة سنة 538هـ) مقامات الحريري الخمسين بكتاب الخمسين مقامة اللزومية، وهي المعروفة بالمقامات السرقسطية، ولزم في نثرها المسجوع ما لا يلزم. كتب أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأزدي (ت750هـ) «مقامة العيد» التي استكدى فيها أضحية العيد من حاكم مالقة الرئيس أبي سعيد فرج بن نصر.
كما ألَّف لسان الدين بن الخطيب مقامات كثيرة منها مقامته في السياسة، وقد بناها على حوار بين بطلين هما الخليفة هارون الرشيد وحكيم فارسي الأصل عربي اللسان، وقد تضمّنت آراؤه وتجاربه الشخصية فيما ينبغي أن تكون عليه سياسة الحكم.
خصائص النثر الأندلسي:
على الرغم من تأثّر الكتّاب الأندلسيين بأساليب المشارقة،وطرائقهم الفنية، فقد كانت هناك خصائص امتاز بها نثرهم منها:
* الميل إلى الجمل المتقطعة..
• الإيجاز التام ..
• تزيين الأسلوب بالسجع والمزاوجة ..
• الاعتماد على الجمل القصار ووضعها في إطار محكم ..
• الإتيان بالجملة مردفة وبجملة أخرى تشبهها أو تقاربها.
• الاقتباس من القرآن الكريم ..
• كلها مع جمال اللفظ والمعنى
• اذكري أنواع الرسائل التي ظهرت في العصر الأندلسي ؟؟؟
• ما أنواع المناظرات؟؟
• مالفنون النثرية التي أضافها الأندلسيون على فنون النثر ؟؟
• اذكري أمثلة للرسائل الديوانية؟؟
• بما انتهى الحوار في مناظرة بين السيف والقلم؟؟
محاضرة:النثر الاندلسي اغراضه وفنونه
تأثر النثر في الأندلس بالنثر في المشرق العربي، ولذلك يلاحظ الباحث أن أي تطور في النثر المشرقي أو تجديد فيه لا بد أن تنعكس آثاره على أهل الأندلس، فإذا كنا قد تعرفنا عند دراستنا للنثر العباسي على طريقة الجاحظ وابن العميد وبديع الزمان، فإننا سنجد أصداء ذلك في الأندلس.
وقد امتاز كثير من كتاب الأندلس بجمعهم بين الشعر والنثر كابن زيدون وابن شهيد وابن برد ولسان الدين بن الخطيب، فكان لهذا الجمع بين الفنين أثره في صبغ النثر بالصبغة الشعرية، مما أعطاه جمالاً ورقة وحسن اختيار للألفاظ والأساليب.
أهم فنون النثر الاندلسي
للخطابة
عندما دخل العرب الأندلس فاتحين كانوا بطبيعتهم ميالين إلى الخطابة، ثم إن عصر الولاة كان عصر اضطراب وحروب وصراع بين العصبيات العربية، فكان ذلك داعياً إلى ازدهار الخطابة في الأندلس في ذلك العصر، فكانت الوسيلة الفعالة في إشعال الحروب وتأييد العصبية القبلية عندما تكون الحروب والنزاعات بين العرب العدنانيين والقحطانيين، وكانت الوسيلة فعالة في الحث على الجهاد وقتال الكفار عندما تكون الحروب ضد نصارى الأندلس.
وكانت الخطابة في تلك الفترة تتميز بالسهولة والوضوح والإِيجاز والبعد عن التكلف؛ لأن الخطباء من الولاة والأمراء والقادة كانوا عرباً مطبوعين على الخطابة والارتجال.
ولكن عندما استقرت الأمور ومال الناس إلى الدعة ضعفت الخطابة الأندلسية، وتفوق الشعر والنثر الفني عليها، وإن كانت الخطابة الدينية قد ازدهرت بفضل بعض العلماء الذين كانوا يجيدون الخطابة كالقاضي منذر بن سعيد البلوطي.
وعندما عادت الأندلس إلى عصر الاضطراب والحروب في عهد ملوك الطوائف والمرابطين والموحدين كانت الملكة والسليقة العربية قد ضعفت، فلم تزدهر الخطابة من جديد مع وجود دواعي الازدهار، بل دخلها كثير من الصنعة اللفظية، وامتلأت بالسجع المتكلف فضعفت، ولم يعد لها تأثير يذكر.
وأشهر خطباء الأندلس: طارق بن زياد فاتح الأندلس، والأمير عبد الرحمن الداخل مؤسس الحكم الأموي في الأندلس، ومنذر بن سعيد البلوطي، والقاضي عياض، ولسان الدين بن الخطيب .
نماذج للخطابه:
خطبة طارق بن زياد فاتح الأندلس:[1] "أيها الناس، أين المفر، البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه، وأقواته موفورة وأنتم لا وزر[2] لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات لكم إلا ما تستخلصونه من أيدي أعدائكم. وإن امتدت لكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمراً، ذهبت[3] ريحكم، وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجرأة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة[4] هذا الطاغية، فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة. وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن إن سمحتم لأنفسكم بالموت، وإني لم أحذركم أمراً أنا عنه بنجوة[5]، ولا حملتكم على خطة أرخص فيها متاع النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي. واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشق قليلا استمتعتم بالأرفه الألذ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكم فيه بأوفى من حظي
وقد بلغكم ما أنشأت هذه الجزيرة من الحور الحسان من بنات اليونان الرافلات في الدر والمرجان، والحلل المنسوجة بالعقيان[6]، والمقصورات في قصور الملوك ذوي التيجان. وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عزبانا[7]، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارا[8] وأختانا[9]... ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته، وإظهار دينه بهذه الجزيرة، وليكون مغنمها خالصا لكم من دونه ومن دون المؤمنين سواكم، والله تعالى ولي إنجادكم على ما يكون لكم ذكرا في الدارين. واعلموا أني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه، وأني عند ملتقى الجمعين حامل بنفسي على طاغية القوم لذريق فقاتله إن شاء الله تعالى، فاحملوا معي، فان هلكت بعده فقد كفيتكم أمره، ولم يعوزكم بطل عاقل تسندون أموركم إليه، وإن هلكت قبل وصولي إليه فاخلفوني في عزيمتي هذه، واحملوا بأنفسكم عليه، واكتفوا الهمَّ من فتح هذه الجزيرة بقتله، فإنهم بعده يُخْذلون".
مميزات النثر الاندلسي:
الشعر في الأندلس امتداد للشعر العربي في المشرق؛ فقد كان الأندلسيون متعلقين بالمشرق، ومتأثرين بكل جديد فيه عن طريق الكتب التي تصل إليهم منه, أو العلماء الذين يرحلون من الشرق أو الأندلسيين الذين يفدون إلى الشرق للحج أو لطلب العمل, فكانت حبال الود ووشائج القربى قوية بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه.
وكان الأندلسيون ينظرون إلى الشرق وما يأتي منه نظرة إعجاب وتقدير؛ فكانوا في غالب أمرهم مقلدين للمشارقة, ويبدو ذلك واضحا في ألقاب الشعراء وفي معارضاتهم لشعراء المشرق.
ولكن هذا التقليد لم يمنعهم من الإبداع والابتكار, والتميز بميزات تخصهم نتيجة لعوامل كثيرة, أهمها البيئة الأندلسية الجديدة الجميلة التي طبعت الأدب الأندلسي بطابع خاص.
ويمتاز الشعر الأندلسي في ألفاظه ومعانيه وأخيلته بسمات تبدو واضحة في مجمله, ومنها:
1. وضوح المعنى, والبعد عن التعقيد الفلسفي أو الغوص على المعاني وتشقيقها.
2. سهولة الألفاظ وسلاستها, والبعد عن التعقيد والغموض, وذلك ناتج عن بساطة الأندلسيين وبعدهم عن التعقيد في كل شيء. ويستثنى من ذلك شعر ابن هانيء وابن دارج, فهما يقربان من شعر المشارقة من حيث الجزالة والقوة.
3. قلة الدخيل والألفاظ الأعجمية؛ فقد لاحظ الدارسون أن الأندلسيين أكثر تمسكا بالعربية الفصحى من غيرهم.
4. التجديد في بعض أغراض الشعر والتفوق فيها, ويبدو ذلك واضحا في رثاء الممالك الزائلة, وفي وصف الطبيعة.
5. الخيال المجنح, وبراعة التصوير, والاندماج في الطبيعة, ووصف مناظرها الخلابة, وذلك أثر من آثار جمال الطبيعة الأندلسية, وتعلق الأندلسيين بطبيعة بلادهم, وانعكاس ذلك على شعرهم سواء من ناحية الألفاظ المنتقاة أو الخيال أو التصوير والتشخيص.
6. التجديد في الأوزان, وذلك باختراع الموشحات، وسوف نتحدث عن الموشحات حديثا مفصلا.
7. البعد عن المحسنات اللفظية المتكلفة والمبالغة, وبروز التشبيهات الجميلة والاستعارات الدقيقة وحسن التعليل.
والخلاصة أن الأندلسيين قد قلدوا المشارقة, ولكن هذا لم يمنعهم من الابتكار والتفوق في مجالات عديدة ورد ذكرها فيما سبق.
قصيدة النثر واستدعاء
النموذج الاندلسي
تعرّف قصيدة النثر بأنها قصيدة تتميز بواحدة أو أكثر من خصائص الشعر الغنائي، غير أنها تعرض في المطبوعات على هيئة النثر وهي تختلف عن الشعر النثري Poetic prose بقصرها وبما فيها من تركيز. وتختلف عن الشعر الحر Free Verse بأنها لا تهتم بنظام المتواليات البيتية. وعن فقرة النثر بأنها ذات إيقاع ومؤثرات صوتية أوضح مما يظهر في النثر مصادفة واتفاقاً من غير غرض. وهي أغنى بالصور وأكثر عناية بجمالية العبارة، وقد تكون القصيدة من حيث الطول مساوية للقصيدة الغنائية لكنها على الأرجح لا تتجاوز ذلك وإلا احتسبت في النثر الشعري(1).
وقد عمد بعض روّاد حركة الحداثة في الشعر العربي إلى تنظير سوزان برنار لهذه القصيدة فاقتبس أنسي الحاج وأدونيس(2) كلاهما التعريف الذي يقوم على بيان طبيعة هذا اللون الأدبي بالإشارة إلى ما فيه من وَحْدة وإيجاز تركيز ومجانية، أي: خلوها من الغرض التعليمي أو التثقيفي الذي يمكن أن يهدف إليه النثر(3). وهذا التعريف ـ في الواقع ـ لا يتمتّع بأي تحديد منطقي للمعرف. فالقصيدة الغنائية هي الأخرى تتميز بالوحدة، والتركيز، والبعد عن أن يكون لها مقابل نثري.
وتبدو المشكلة نابعة من مغالطة المصطلح نفسه: "قصيدة النثر" فهذه التسمية التي أجْمع عليها بعض الشعراء تنسب القصيدة إلى النثر وليس إلى الشعر. ونسبة الشيء إلى شيء آخر تجعله جزءاً منه، وصفاته الفنية والجمالية كصفاته. فنسبة القصيدة إلى النثر توجب أن نتوقع خصائص النثر فيها لا خصائص الشعر. والحيرة في تسمية هذا الذي هو قريب إلى الشعر وبعيد عن النثر حيرة ليست جديدة.
• فقد أطلق أمين الريحاني على ما كتبه من قصائد تخلو من الأوزان والقوافي شعراً حراً قرنه بشعر والت وايتمان(4). وسماه ميخائيل نعيمة بالشعر المُنْسَرِح. وسمّاه رئيف خوري سجْعاً نتيجة التزامه بالقوافي(5). واستخدم استخداماً مقروناً بالتحفّظ تعبير الشعر المرسل Blank Verse للدلالة على هذا النوع من الشعر. واستخدمت جماعة الديوان هذا المصطلح فيما استخدمت جماعة أبولو مصطلح الشعر الحر Free Verse في وصف ما يكتبونه من شعر تمتزج فيه البحور والأوزان. وذلك ما أوضحه أحمد زكي أبو شادي في غيْر موْضع(6). وقد ظهرت هذه المصطلحات جميعاً ولم يبرز في سياق التداول الاصطلاحي تعبير "قصيدة النثر" إلا بعد ظهور مجلّة شعر وتقديم سعيد عقل لديوان المجدلية وعرضه لديوان توفيق صايغ ثلاثون قصيدة(7). واختُلف فيمن كتب "قصيدة النثر" أولاً. فمنهم من ينسب فضل الرّيادة فيها للريحاني(8). ومنهم من ينسبها إلى توفيق صايغ، ومنهم من يرى في جبرا إبراهيم جبرا رائداً لهذا النوع من الشعر(9).
وليس المهم من هو أول من كتب قصيدة النثر. ولكن الأكثر أهميّة هو أنّ هذه القصيدة فرضت نفسها على القارئ
- أمجد ناصر
وقصيدته مرتقى
الأنفاس
- المتنبي وأغراض
النثر الأندلسي
  رد مع اقتباس