
2011- 9- 4
|
أكـاديـمـي مـشـارك
|
|
|
|
تخلص من مخاوفك و امض قدما .
بسم الله الرحمن الرحيم
انقضت فترة الإجازة ،
و لم يعد ثمة وقت للاسترخاء أو للترويح كالذي تعودنا عليه مؤخرا
فها نحن نقف على أبواب موعد التسجيل للعام الجديد 1432 / 1433 هـ ،
فيا ترى هل أنتم جاهزون للتخلص من بقايا الكسل ؟
و هل أنتم مستعدون لخوض التحدي القادم ؟
أم أن الإحباط و الكآبة تسيطر عليكم و تداهمكم ؟
أعلم جيدا أنني لا أخاطب مراهقين
أو ذوي أحلام صغيرة أو اهتمامات تافهة لا قدر الله ،
بل أخاطب أصحاب هدف و طموح
أخاطب شريحة من المجتمع تعرف ما لها و ما عليها من التزامات و مسؤوليات،
أخاطب أناس يدركون إلى أين هم يتجهون ، و يعرفون الطريق إلى وجهتهم جيدا.
فأنتم لم تجلسوا مكتوفي الأيدي و لم تلقوا باللوم على الظروف أو القدر أو تعاسة الحظ
فلا قطار النسبة المتدنية في الثانوية العامة ،
و لا قطار السن ،
و لا حتى قطار الانشغال
كان سببا لبقائكم على نفس المستوى التعليمي .
فبفضل من المولى جل في علاه
اخترتم أن تكملوا المشوار
و أن تكافحوا ليل نهار
من أجل العلم و من أجل الشهادة التي تأملون الحصول عليها في آخر المطاف .
لذلك أود أن أذكركم أنه من صفات أصحاب الطموح
أنهم لا يركزون على إخفاقات الماضي
و لا يلتفتون إلى الوراء كثيرا.
فذلك ليس في صالحهم البتة ،
بل هو بمثابة مطب يصنعه الإنسان بيديه
ليكون حائلا يحول بينه و بين تحقيق غاياته .
فنوعية الأفكار التي تدور في خلد الإنسان هي التي تحدد ردة فعله،
فالتركيز على الخسائر لن يجلب إلا الإحباط و الآلام
و النتيجة تخلف و تأخر عن الركب ،
بينما التركيز على المكاسب سيعطي قوة دفع إيجابية
والنتيجة تقدم و انطلاق إلى الأمام .
و أقول ذلك بواقع تجربة
فمؤخرا كلما تذكرت الأحداث التي كانت سببا في حصولي على درجات لا تسر،
و كلما تذكرت الدرجات نفسها ،
تذمرت و تألمت و فقدت قدرتي على التركيز و صرت أسيرا للكآبة ،
و لكن حين لاحظت الحالة التي كنت أضع نفسي تحت تأثيرها
أصبحت أتفادى التفكير في ما قد وقع
و قررت أن أبدأ من جديد
بمزيد من التفاؤل و بعزيمة فولاذية لا تعرف الملل و لا الكلل.
فبدلا من جعل الأشياء غير الجيدة تسيطر على تفكيرنا،
علينا أن نحتفل و نكافئ أنفسنا على الإنجاز و النجاح الذي حققناه
و ذلك حتى نتزود بالطاقة الإيجابية للمضي قدما .
أحبائي لنتهيأ لما هو قادم و لنتجهز له و لنعد له العدة ،
و لنرتب أوراقنا من الآن فلم يعد ثمة مزيد من الوقت.
من خلال الأسطر السابقة أحببت أن أذكركم
بالجهد الذي بذلتموه،
و بالوقت الذي صرفتموه،
من أجل تحقيق أحلامكم و طموحاتكم و أهدافكم المرتقبة.
و إني لأشعر بالهواجس المرعبة التي تراود البعض في هذه الأيام بمجرد التفكير في أمر الدراسة.
و إني لأرى غيمة شر تحلق فوق الرؤوس
لتعكس تأثيرها السيئ على النفوس ،
من إحباط و خوف و تردد و قرارات سريعة قد لا تكون صائبة
لا تتراجعوا و لا تحزنوا و لا تقلقوا ،
بل واصلوا السير بثقة و أمل و قوة أكبر من ذي قبل
فتلك هي الطريقة المثلى للوصول إلى بر الأمان .
و نصيحة أخيرة مني أوجهها إلى إخواني المستجدين:
خلال رحلتكم ستمرون على حزب لا يرض و لا يحمد الله كثيرا
فهو حزب يحترف الشكوى و التذمر و البكاء
حزب يرتدي نظارة سوداء
أعضاء ذلك الحزب يظنون أنهم مستبدون على الدوام
إنه ( حزب المعارضة المتشائم ) فاحذروهم و لا تعيروا لهم أي اهتمام
بل واصلوا ما بدأتموه راجيين من الله الخير و الفلاح.
تحياتي للجميع
أخوكم : أحمد باسمح

|