ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - اللغة العربية نحو 5 ~ ناجحين ناجحين ، الله لا يعوق بشر

باب المضاف إلى ياء المتكلم

إنما أفرده بالذّكر؛ لأنّ فيه أحكامًا ليست في الباب الذي قبله، وهي:

* أحكام المضاف إلى ياء المتكلّم:
أوّلًا: يجب كسر آخر المضاف إلى ياء المتكلم للمناسبة، وبناء ياء المتكلّم على السّكون أو الفتح في محلِّ جرّ،
والإضافة هنا إضافة معنويّة ( محضَة ) فتفيد المضاف الاختصاص وأنّها على نيّة الانفصال.

وكسر آخر الاسم وتسكين الياء يكون فيما يلي:

1- الاسم المفرد الصحيح؛ كغلامٍ، وكتابٍ؛ نحوُ: ( غُلامِيْ، وغُلامِيَ، وكِتابِيْ، وكِتابِيَ ).
2- جمع التّكسير إذا كان صحيح الآخر، نحوُ: ( طلاب، كتب؛ طُلَّابِيْ وكُتُبِيْ، طُلَّابِيَ وكُتُببِيَ ).
3- جمع المؤنّث السّالم، نحو: ( أخوات، عمّات، بنات؛ عمّاتيْ، أخَوَاتِيْ، بناتيْ، وعمّاتيَ، أخواتيَ، بناتيَ ).
4- الاسم المعتلّ الشّبيه بالصّحيح ( أو: الجاري مجرى الصّحيح )، وهو: ما آخره واوٌ أو يادٌ قبلها حرفٌ ساكن،
مثل: ( دلو، صفو، سقي، ظبي؛ تقول: دلوِيْ، صفويْ، سقييْ، ظبييْ، ودلوِيَ، صفوِيَ، سقيِيَ، ظبيِيَ ).

والقاعدة في إعراب ما تقدّم:
في حالةِ الرّفع تقول: إنّه مرفوعٌ بضمّةٍ مُقدّرةٍ على ما قبل ياءِ المتكلِّم منع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبة،
وفي حالةِ النّصب -في غيرِ جمعِ المؤنّثِ السّالمِ- تقول: منصوب بفتحة مقدّرة…إلخ،
أمّا في حالةِ الجرّ، فإمّا أن تقول: مجرور بكسرةٍ مقدّرة…إلخ،
أو تقول: مجرور بالكسرةِ الظّاهرة، وهذا أنسب وأيسر؛ لبعده عن التكلُّف، ما دام أنّ الكسرةَ موجودةٌ في اللفظ.

والإسكان هو الأصل الأوّل؛ لأنّ الأصلَ في كُلِّ مبنيٍّ أن يكونَ بناؤُهُ على السّكون،
والفتحُ هوَ الأصلُ الثّاني؛ لأنّ الأصلَ في المبنيِّ الذي وُضِعَ على حرفٍ واحِدٍ أن يكونَ مُتحرِّكًا، والفتحةُ أخفُّ الحركاتِ،
ومع جوازِ الإسكانِ والفتحِ في ياءِ المتكلِّمِ فالإسكانُ أكثرُ وأشهر.

ثانيًا: تسكين آخر الاسم، وتكون الياء معها واجبة الفتح، وتدغم الياءُ في ياءِ المتكلّم، وذلك فيما يلي:

1- جمع المذكّر السّالم
في حالتي النّصبِ والجرّ، فتقول: ( رأيتُ مسلمِيَّ، وزيدِيَّ، ومررتُ بمسلِمِيَّ، وبزيدِيَّ )، والأصلُ: مسلمينَ لي، وزيدينَ لي، فحُذِفت النونُ للإضافةِ واللامُ للتّخفيف،
فصارت: ( مُسلِمِيَّ، وزَيدِيَّ )، ثُمَّ أُدغِمت الياءُ في الياءِ وفُتحت ياءُ المتكلِّم.
وفي حالةِ الرّفع تقول: جاءَ زيديَّ؛ بكسرِ الدّال وتشديد الياء، وتقول: جاء مسلميَّ؛ بكسر الميم وتشديد الياء،
والأصل فيهما: جاءَ زيدونَ لي ومسلمونَ لي، فلمّا أردتَ الإضافةَ حذفت اللام للتّخفيف والنّون للإضافة،
فصارا: زَيْدُوْيَ، ومُسْلِمُوْيَ، فاجتمعت الواو والياء في كلمةٍ واحدة وسُبقت إحداهما بالسّكون، فوَجَبَ قلبُ الواوِ ياءً، وإدغامُ الياءِ المنقلبةِ عن الواو في ياءِ المتكلِّم،
ثُمّ تقلب الضمّة التي كانت على الحرف الذي قبل الواو كسرةً لأجلِ مناسبةِ الياء.
ومنه: قول الرّسولِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم: ( أَوَمُخْرِجِيَّ هُم ).
وقول أبو ذؤيب الهُذليّ:
أودى بنِيَّ وأعقبوني حسرةً * *عندَ الرُّقادِ وحسرةً لا تُقلَعُ
الشّاهد: قوله ( بنيَّ )، حيثُ قُلِبَت واو الجمع ياءً عندَ إضافة هذا الجمع لياء المتكلِّم، وأصلها ( بنونَ لي ) هذا في حال ضمِّ ما قبل الواو.
أمَّا في حال فتح ما قبل الواو، مثل: ( مصطفَونَ ) فتبقى الفتحةُ على حالها عِندَ الإضافة، تقول: ( مصطَفَيَّ ).

2- المثنّى في حالتيّ الجرِّ والنَّصب، مثل جمع المذكّر السّالم ( رأيتُ ابنَيَّ، وزيدَيَّ )،
وتسلم ألف التّثنية في حال الرّفع: كمسلماي، وغلاماي، وزيداي، وابناي.

3- الاسم المقصور يُجعل كالمثنّى المرفوع؛ أي تسلم ألفه، وتفتح ياء المتكلّم بعده، نحو ( عصى، وفتى )، تتقول على لغةِ العرب: ( عصاي، وفتاي )،
وأجازت هُذيل في ألف المقصور قلبها ياءً، وتدغم في ياء المتكلّم مع فتحها، يقولون: ( عصيّ، وفتيَّ )، كقول أبي ذؤيب الهُذلي:
سبقوا هَوَيَّ وأعنقوا لهواهُمُ ** فتُخُرِّموا، ولِكُلِّ جنبٍ مصرعُ
الشّاهد: قوله: ( هَوَيَّ ) حيث قلب الألف إلى ياء وأدغمها في ياء المتكلّم، والعربُ كافّةً إذا أضافوا المقصور إلى ياء المتكلِّم يُبقونَ ألفه على حالها، فيقولون: ( فتاي، وعصاي، ورحاي، وهواي )،
وحكى قوم هذه اللُّغة عن طيِّء، وحكاها آخرون عن قُريش، وبها قرأ الجَحْدَرِيّ في قوله تعالى: ( فمن اتّبعَ هُدَيَّ )، وهذا القلب عند من ذُكِرَ جائز.
وندر إسكانُ الياء بعد الألف المقصورة كما في قراءة نافع في قوله تعالى: ( قُل إنَّ صلاتِي ونُسُكُي ومحيايْ ومماتي )، حيثُ التقى ساكنين على غيرِ حدِّه الجائز في غيرِ الوقف.
كما ندر كسرها كما في قراءةِ الأعمش والحَسَن في قوله تعالى: ( قال هيَ عصَايِ أتوكّأُ عليها وأهُشُّ بها على غَنَمِي )، وذلك للتَّخلُّص من التقاء السّاكنين،
وهو مُطّرِدٌ في لُغةِ بني يربوع في الياءِ المُضافة إلى جمعِ المُذكَّرِ السَّالم، وعليه قِراءةُ حمزة في قوله تعالى: ( وما أنتم بمُصرِخِيِّ ).

4- الاسم المنقوص، نحو: قاضي، ورامي، تقول: ( قاضيَّ، وراميَّ )، فتدغم ياء المنقوص في ياء المتكلِّم وتفتحها بعده.