|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألوان قوس المطر ثمانية، كلها قد نراها إلا لون الحرية!! لأن الأحرار فقط يرونه سجناء خارج الأقفاص يعيشون بيننا، يضحكون ويأكلون ويشربون وتراهم يتنعمون ولا تكاد تفرق بينهم وبين غيرهم، لكنهم يختلفون حين يخلون بأنفسهم بعيدا عن الضوضاء، بعيدا عن الناس، بعيدا عن الأصفاد والسياط الإعلامية والشيطانية المتربصة بهم، تسمع أزيزهم في الليل يدعون على من ظلمهم، يتألمون من أنانية من حولهم، عقارب الساعة لديهم لاتتحرك، حياتهم بلا حياة وصمتهم موحش، ينتظرون لحظة الخروج من السجن الكبير، لاينتظرون أحدا ليفتح لهم الباب ، بل يذهبون إلى الأبواب فيكسرونها ويكسرون كل مايدل على ذلك الماضي المؤلم، فيخرجون من السجن ويخرجون معهم كل السجناء خارج الأقفاص ،ثم يعودون إلى السجناء داخل الأقفاص ليخرجوهم ولجبروا مصيبتهم فيمن ظلمهم، فهم لايبالون بأنانية كل أناني ولايلتفتون لقوله ولا لنصائحه المزعجة التي تزيد الذل ذلا والألم ألما.. لايسألون الناس إلحافا ، انطووا على أنفسهم، صامتون رضوا بالذل بعد أن فقدوا الأمل في من يقف معهم، لا حد يهتم بهم، همهم الوحيد.. متى ينقضي هذا العمر؟ قبل أيام كنت مع أحد أقربائي وقد قارب المائة وكانت كلمته القوية التي آلمتني ولاتزال تجرس في أذني إلى الآن " بعض الموت رحمة!!" هذا الشيخ الوقور اعتدت أن أسمع منه الحكم تلو الحكم، ثروة من الحكمة وكنز من المعرفة قل أن يدركها أحد ،على الأقل من وجهة نظر قريب له!! كان –أمد الله في عمره لطاعته- صاحب دعابة لا ينفك عنها، ضحوك على الدوام وحين تجالسه تسمع معه كلاما تسمعه لأول مرة، محبوب متواضع ، إن جلس في مجلس أصبح كالسراج محاطا بالأصدقاء... ألم أقل لكم إنه قد قارب المائة سنة!! وكلما ازداد عمر الإنسان وازداد احتكاكه بالناس ازدادت خبرته وخرجت من لسانه الدرر والحكم.. لما تحسست حاله أدركت أن مقصده أن القوة والرغبة في الحياة الكريمة هي من يحمل الإنسان على الحياة بحرية، فإن ضعف الإنسان فالموت رحمة له!! ثم أنشد يقول... ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب.. البشر بطبيعتهم يهرمون ثم يموتون ولا يعود للشباب أحد إلا من أراد الله له ذلك في الدنيا، أما الآخرة فشباب على الدوام وقوة وسعادة بإذن الله، هناك منتجات أجنبية في السوق لإعادة الناس إلى الشباب لكنها سراب يعيد بعض الشباب ويهلك القلب والعقل والإنسان نفسه.. أما الدول فإنها تشيخ وتهرم وتزول كما قال ابن خلدون مالم تجدد شبابها وتحرص على إحياءها كل بضعة سنوات ليطول عمرها وتقوى وتتمدد ويزداد نفوذها، ولايهلكها إلا الظلم والفساد والحكم بغير ماأنزل الله ، فالقوانين الوضعية قد تطيل العمر لكنها ستصطدم بعقبات تهلكها، وتاريخ الإسلام خير شاهد على أن دولة الخلافة لم يكتب لها الضعف إلا حين تراجعت عن الحكم بما أنزل الله فانتشر الفساد والظلم فيها. إن السجناء خارج الأقفاص تتغير ألوانهم وتركيبتهم الكيميائية حين يسمعون كلمة "حرية" فهي كلمة تحفزهم على فعل شيء من أجل الخروج من الذل الذي يعيشونه، والسجن الكبير المطبق عليهم، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ قامت الثورات العربية ولم يكن فيها فاسد واحد ثار ضد النظام الذي يقتات منه، إلا الأحمق القذافي الذي خرج ازدراء للمظاهرات ولم يكن يدري أنه كسر حاجز الخوف عن قلوب المضطهدين، فثاروا وأصبح كالجرذ مطاردا مصدوما محبطا يحترق جسده وقد ينتحر ولكن بعد أن يحرق أقصى مايستطيع عليه، لقد انطبقت عليه الآية :" يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين"، وقد يسع القول أن لطاغية آية تكاد تنطبق عليه ولو سمعناها لأول مرة لقلنا إنها أنزلت في ذلك الطاغية. تحيط بالثورات أصوات مدفوعة الثمن، تلبس العمامة وتزرع في الناس الذل والمهانة، وتضيعهم وتنفرهم من الحرية باسم تلك العمامة، هذه الأصوات من أشد أسباب التلوث الضوضائي لهذه الثورات ويجب على الناس أن يحرصوا على كنسها فهي تعرض من الدين ماتريد وتخفي عرض الشهادة مع سيد الشهداء لصاحب كلمة الحق في وجه سلطان جائر ، تقتات من الدين باسم الدين، لو ثار كل سجين على سجانه لضاعت الدنيا، لكن لو ثار كل مظلوم على من ظلمه لشيدت الدنيا، فليتق الله السجان فإن دوام الحال من المحال، وليعلم بأن العدل يسود ويقود أما الظلم فلا يسود... المظلومون كثير وهم عمال البناء للحرية ،أما مهندسو البناء فليس شرطا أن يكونوا مضطهدين بل قد يكونوا أحرارا غيورين يحملون هم استرداد الكرامة، وقد تراهم يشاركون في البناء مع المظلومين لأن من ظلم أخي فقد ظلمني.. قال صلى الله عليه وسلم :"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" رواه البخاري ومسلم، وهناك حديث ضعيف يقول:" إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الله وحبب الخير إليهم،أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة" المعجم الكبير للطبراني ومسند الشهاب، خلاصة الحديثين فضل السعي في حاجات الناس وتفريج كرباتهم ماداموا مخلصين لله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، لذلك نفسر لم يخرج على الملأ بين تارة وأخرى أقوام يطالبون بحقوق الناس ولايرجون من الدنيا شيئا، إن ضحك الناس ضحكوا وإن بكوا بكوا معهم، يعتدي عليهم الجهلاء والحاقدون وعبد الدنيا وعبيد السلاطين، ولكنهم صابرون محتسبون فإن ضحكت الدنيا للناس واستعادوا حريتهم رأيتهم مبتسمين مضيئين يغيبون كما تغيب النجوم في السماء إذا ظهرت شمس الحرية، ويظهرون في الليل البهيم ويحترقون ليرى الناس بهم، فإن ظهر البدر مكتملا رأيت صورهم في السماء تزين ذلك القمر وتستعد لتحترق إن غاب القمر، فإن كانت النجوم تحترق فإن نجوما أخرى تولد من جديد لتحترق وتزين السماء الدنيا. إن كنت ممن يتابع الثورات ويستمتع بمسلسل الحرية الجميل فتأمل كيف يقوم السجناء خارج الأقفاص برمي أنفسهم على الموت كالعاشق حين يلقى عشيقته ،إنه يدرك أن الجنة غاية ستنسيه هما طويلا قد مضى من عمره، فتجده يزاحم الشباب إن كان شيخا ويقفز على الدبابات ويطير هيمانا يعشق الحرية ويرفض أن يسجن خارج الأقفاص أحد بعده... أما السجناء داخل الأقفاص، فهم قد دفعوا من أعمارهم في سبيل نصرة قضاياهم الكثير، لم يفكروا في أن يعتطف عليهم عاشق دنيا، بل يبذلون الحياة رخيصة من أجل دينهم ومن أجل أن يحيا الناس كرماء، وطمعهم أسمى من مجرد منصب وبضعة ملايين لا تعيد الماضي ولا تضمن المستقبل، يطمعون بأن يرضى عنهم رب كريم بشر الصابرين ووعد الذين آمنوا والصادقين وأهل الإحسان بالخير، ومن أحسن من الله قيلا؟ أما من كفر فمتاع الدنيا.. ومتاعها قليل!! ولاحول ولاقوة إلا بالله، والعروض التي يقدمها الله لعباده ليست فيلا في جزر الكاريبي ولا رصيدا بالمليارات ، كلا بل لو أعطى أحدهم موضع سوط في الجنة لكانت خيرا من الدنيا ومافيها فكيف بجنان عرضها السماوات والأرض؟ لذلك تجد عشاق الجنان يقبلون على الموت لأنهم يدركون أنهم لن يكونوا أمواتا..!! إن شاء الله!! لايختلف السجناء داخل الأقفاص عن خارجها إلا باختلاف مساحة السجن، وقد يكون السجناء داخل السجن أكثر حرية ممن هم خارجه، لأنه قد برأت ذمتهم لمن هو في حكمهم فهم رموز تشعل الثائرين ضد الظلم، فصورهم وكلماتهم تشعل الثورات ،وأجسادهم في السجون ساكنة أو في القبور نائمة.. فتش في الثورات ستجد أن سجناء الأقفاص وقودها ونارها هم خارج الأقفاص، فالعدل والحكمة تصلح وتطبيق شرع الله يطيل العمر لأن من خلق الكون وأحكمه هو الذي أنزل القرآن وعلمه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
![]() |
#2 |
صديقة مدونات الأعضاء
![]() |
رد: سجناء خارج الأقفاص
لي عوده
![]() |
![]() |
#3 |
مشرفة سابقة
![]() |
رد: سجناء خارج الأقفاص
لذلك نفسر لم يخرج على الملأ بين تارة وأخرى أقوام يطالبون بحقوق الناس ولايرجون من الدنيا شيئا، إن ضحك الناس ضحكوا وإن بكوا بكوا معهم، يعتدي عليهم الجهلاء والحاقدون وعبد الدنيا وعبيد السلاطين، ولكنهم صابرون محتسبون فإن ضحكت الدنيا للناس واستعادوا حريتهم رأيتهم مبتسمين مضيئين يغيبون كما تغيب النجوم في السماء إذا ظهرت شمس الحرية،
كلمــــــات رائعه الحريه نسمه يشتمهــــــا فقط المحرررروم منهـــا |
![]() |
#4 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: سجناء خارج الأقفاص
مرورك هو شرف يافكس
وشكرا لك ~ على الحضور ~ نعم نسماااااااااتهاااااااااا ![]() |
![]() |
#5 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
![]() |
رد: سجناء خارج الأقفاص
يا دامي العينيين والكفين إن الليل زائل..لاغرفة التحقيق باقية،ولا زرد السلاسل
|
![]() |
#6 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: سجناء خارج الأقفاص
بورك فيك يالطائر
وان شاء الله كلنا نطير ~ عما قريب |
![]() |
#7 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
![]() |
رد: سجناء خارج الأقفاص
ما شاء الله
ابداااع بارك الله فيك فعلا كلام صحيح وواقعي احسنت ![]() |
![]() |
#8 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: سجناء خارج الأقفاص
بورك فيك على المرور
|
![]() |
#9 |
متميزة بملتقى الطلاب والطالبات الترفيهي
![]() |
رد: سجناء خارج الأقفاص
مرحبا ..
عنوان لفت انتباهي حقيقة ... كلام صحيح لكن كاني أرى أن له مغازي سياسية بعيدة المدى ..!! او مطالب بأمور أخرى ..! حينما يتحدث شخص عن الحرية ..او السجن بدقة هذا الاسلوب ....كأنما عايشه او عايش احد تفاصيله ....!! لم افهم المطلوب او المغزى الاساسي !! |
![]() |
#10 | |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: سجناء خارج الأقفاص
اقتباس:
~ الجميع يريد الحفاظ على الأمن والأمان والزمان ~ والأهم من ذلك الحفاظ على الكراااامه وانتهى زمن (انت عميل صهيوني ) نعم ممكن عايشوا السجون ~ والحريه مطلب اساسي شكرا لك |
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|