مشاعرنا ..

كيف يمكن التعبير عنها ..

هل يستطيع احد أن يترجم نبضات قلبه ..

وهل هذه الترجمة ستكون أمينة ووافيه ومحيطة بكل المعاني التي يريد أن يقولها..

هل يستطيع أحدنا أن ينثر ما يشعر به من أحاسيس بالشكل الذي يشعر به فعلا ..

هل تفي الكلمات بترجمة المشاعر بصدق وكما ينبغي ،،

هل يفي علم المعاني وعلم البيان وعلم البديع بتحويل الاعتمالات التي نشعر بها داخل الوجدان الى صورة متكاملة يشاهدها ويشعر بها من نحب .. كما يريد وكما يحب.

هل امتلاكنا لزمام الحرف .. وتطويعنا للكلمات يكفي لنعبر بصدق عما يموج في النفس من مشاعر صادقة ..

هل وصلت اللغة إلى مرحلة الإحاطة بكل المشاعر ..

هل نستطيع أن نترجم حنين قلب توّاق .. أو أنين جوف حرّاق ..
هل نستطيع أن نفسر نظرة عين حائرة .. أو لحظات لقاء عابرة ..
هل نستطيع أن نرسم ألوان العطاء .. أو معاني الوفاء ..

إن اللغة ومهما وصلت إليه من تطور واشتقاقات وأساليب في الكتابة والعرض والإنشاء ستكون عاجزة عن رسم أقل المشاعر صدقا وعفوية.

لذلك .. بعض الصمت كلام ..

ولن يدرك معنى الصمت إلا إنسان يحمل في جوفه نبضا ليس كالنبض .. وشعورا ليس كالشعور ..
لن يدرك معنى الصمت إلا إنسان مسكون بالحنان والدفء .. قد أفسح حيزا كبيرا من قلبه ـ أو كل قلبه ـ للحب .. للصدق .. للنقاء..