دمووع الذاكــره

[همسة ذكرى]

كوب قهوه ساخن..كتب متناثره هنا وهناك...محاولة لجمع شتات معلومات من الليله السابقه..

رفعت بصري من فوق نظارتي لارى الساعه في هاتفي..انها تشير الي 7 ونص...مازال هناك متسع من الوقت حتى موعد الاختبار...

هذا ماكنت اعتقده...وهذا ماعملت على نحوه...
استغرقت في مذاكرتي بامانه وذمه...وفي تمام الساعه 10...اهتز هاتفي بعنف ...انه اتصال من صديقتي نوره...

صوت اتي من بعيد...
بنتتت؟؟؟؟ فينك؟؟؟
سؤال غباء ام مذا؟؟؟
اعتقد انها استغرابها نابع من الهدوء الذي كان يغمر محيطي...
اجبتها بكللللل بلاهه وبرود
:انا في البيت وين بكون يعني...
سكتت ... مصدومة حائرة ...وربما العد التنازلي لبرميل الدنميت على وشك الانفجار...لااعلم
اتناي صوتها من جديد
يختلف في نبرته عن الاولى
فهذا كان فيه الكثير من المشاعر المتضاربه
:: انتي... انتي.. ماكنت في الكليه؟؟؟
:وليه اكون في الكليه؟؟ جاوبتها وانا صبري بدا ينفض...
لان مازال امامي فصل كامل لم اتسرجعه
قالت :ليه
وكان احدهم خطف منها ساعتها الثمينه التي قد تتخلى عننا جميعا مقابلها
بنت...احنا تونا طالعين من الاختبار

هاا؟؟ هههههه ضحكت
اساليبك قديمه نونه غيريها
فجاءه اشهجت بالبكاء وهي تقول لي بعالي صوتها
ياغبيييييييييييييييه انحنا اختبرنا وانتي نايمه في العسل؟؟؟


لحظات ...الدنيا في اسودااد..
الزمن يوقف
الاشياء امامي تصغر او انني اتوهم
كابوس
نعم مااعيشه انا كابوس؟؟

انا افوت موعد اختباري ... النهائي ..؟؟؟ كيف لا مستحيييييييييييل

من هنا ساتوقف عن سرد مااحدث...
لانه وبحق لااعلم ماحدث..وكيف وصلت الي الجامعه!!!


اتذكر عندما استقبلتني بدور ...لتمسكني بقوه فهي تعلم كم انا انهياريه من الدرجه الاولى..
سالتها : بدور الاختبار فاتني
اجابتني ببحزن : يالله تعالي مو قته مواقفك الدراميه تعالي نكلم الدكتوره نهى الملا...

امشي في الساحه اجر خطوات الندم.. الالم... الفشل...شي يلا يمكنني وصفه..
اتحشى ان انظر لاحد...لااريد ان يراني احد... لاادري لمذا

دخلنا في مناوشات طويله سادها صوت بكائي المرير...والكل حولي يحاول جاهدا تهدئتي ولكن...لم يفلح احد

طلب مني كتابة خطاب للنظر في طلبي
لم استطع كتابه شي
لم استطع بالاساس استيعاب الفكره..

اكتب خطاب في مذا ولمذا....؟؟ اعذروني فمازلت تحت وطئه صدمه قويه


بكائي ودموعي الي اعلن التمرد على عزيمتي واخذت في الهطول دون توقف
لم يعلم احد ماهي حقيقتها
هم يضنون انه الاختبار بحد ذاته المشكله

ولكنهم جميعا لايفهمون...ولااحد يفهم


صعدت الى الطابق الثاني من بديل علوم 6...لاابحث عن رئيسة قسمي
استوقفني صوتها القادم من خلفي
صوتها فقط عندا نادتني بأسمي
كافيه لان تجعلني العن نفسي مئه مره واضرب الارض بقدمي وكااني اطرق اوباب الجحيم لتفتح واسقط فيها على ان التفت وارئها...

كان دكتورتي...دكتوره الماده الي تغيبت عنها

د.(أقبال الخضر)

اااه لحظه..مذا حدث؟؟
مذا اقول
اكتفيت بمسك يدها بعد ان مدتها الي لاخبرها بالحقيقه

مع علمي التام باني لن اصل لنتيجه
قرار ونظام
المتغيبه لابد لها من عذر
وانا ماعذري؟؟؟؟

لاشي...
استمعت الي ..ولا اكن صادقه معكم...اقسم بالله انني لأاعلم مذا قلت..
جمله مفيده لأاذكر اني نجحت في تكوينها
ولكنها استوعبتني

و قالت : تعالي معي
تبعت خطواتها الى المبنى الاخر
لتدخل هي الى غرفة تواجدرئيسه سير الامتحانات
و((لتعاسة حظي))
وكان الدنيا لاتكتفي بانن تهديني شوكه بل واسكبت علي سله مليئه بها...
فقد كان جميع دكاتره قسمي متواجدين...


بقيت انا وصديقتي ريم مطلق في الخارج
انا في حالة انهيار وهي وتحاول ان تتمالك نفسها
فلا ترد ان تنهار معي ولا اتريد ان تتندفع علي في نفس الوقت

اجلستني على الكرسي الذي بجانب الغرفهوكان يشاركني فيه اثنتين من المستخدمات
الواتي دخلن معي في تحقيق فدرالي VIP عن حالتي ..
وكان جل مااتمناه وقتها ان اقطع صلتي بالعالم
الا انهن استمرين في (التحقيق) وانا في حالة يرثى لها..

دقائق صعبه ممزوجه بالخوف والألم انقضت لتضهر مجددا د.اقبال
ويرتسم على محياها ابتسمتها الحنونه الدائمه..>> احب ابتسامته على فكره

لتخبرني ان رئيسة القسم قد قبلت ان ادخل اختبار المعتذرات وذلك بعد شهادة الدكتوره وجميع دكاترة قسمي باجتهادي وحرصي
غير ان ماحدث كان من الواضح ان قد خرج عن ارادتي...

اشهجت بالبكاء ..ناظرتني باستغراب..:المفروض تنبسطين!!
هذا ماقالته لي
غير انها لم تكن تعلم ان الألم الذي يعتصر قلبي لم يكن بسب فوات اختباري
بل تحسرا على صورتي التي قد كسرت امامها
وامام جميع دكاترة قسمي...

كم هذا مؤلم ومحبط...

تحاولين طوال السنه تصنعين صوره جميله تبورزينها بابداعك ..وتلونينها بأجتهادك
وتغلفينها بأنتظامك ومحافظتك
وتعملين بجد واجتهاد على ذلك..
تحرصين على ادق التفاصيل

لتنكسر تلك الصوره وكانها مراءه من زجاج في لحظه ...
تفتت امام ناظريك..بسبب ماذا..؟؟

غلطه مسوغها أهمال او نسان او عدم قصد ام مذا؟؟
انا لا اعرف واقسم انني لا اعرف

ولكن جل مااعرفه انني لم اكرهه نفسي ابدا في حياتي بأستثناء ذلك اليوم

...الكل من عرف طبعا بالأمر اتى ل(يهنئني) بالفرصه التي نلتها

ابتسمت للجميع وشكرت صديقاتي وخاصة ((بدور الحسين وريم مطلق)) لوقفتهن الجباره معي


ولكن...قلبي مازال ينزف وروحي مازالت تتألم..

مخرج::

اخبروني...هل انا حساسه بزياده عن الزوم كما نعتتني صدقتي عندما اخبرتها بحقيقه مااشعر
ام ان حزني واسفي شي طبيعي واي فتاة مكاني كان ستفعل مافعلت ... واكثر ربماا؟؟؟


ختماا عزيزاتي...
اردت من سرد ماحدث لي ان تعلمن أمران مهمان:
اولأ.. ان بلطافتك ورفعة اخلاقك مع دكاترة قسمك وجميع من حولك ستضمن لكن الكثير من الأمور الجيده والجميله في حياتك
وأعلمي انه لن تبلغي مبتغاك في الحياة الا بعلاقاتك الجيده مع الجميع

وثانيا...احسني الظن دائما بالله
فوالله طوال ذلك الطريق وانا متجهه للجامعه ودموعي قد اغرقت غطائي ورغم ذلك لساني لم يتوقف عن الأستغفار
وقول كلمه( يارب لا تعسرها على ويسرها انك رؤوف رحيم))

والله ان ابواب الخير كلها تنفتح بوجهك اذا احسنتي ظنك بالله
واعلمي ان عمرك كله بيد الله...فاحسني عملك ودينك وخلقك لاجل ان يكافئك ربك ويرزقك من حيث لاتحتسبين..


اسال الله ان لا يبلي احداكن بماحدث لي
لأنه بحق...شعور سيئ...ومن شدة سؤه..لأسؤء اعدائي لااتمناه

[القلب النابض]

مكرر