![]() |
تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
بسم الله الرحمن الرحيم اللهمَّ يا نورالسماوات والأرض، يا عماد السماوات والأرض، يا جبار السماوات والأرض، يا ديان السماوات والأرض، يا وارث السماوات والأرض، يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض، يا قيوم السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة اللهمَّ إني أسألك، أن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحمالراحمين بسم الله أصبحنا وأمسينا ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور. اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد -- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ---- تفسير سورة النور س: هل سورة النور مكية أم مدنية ؟ هي مدنية وآياتها أربع وستون آية -- سورة النور [1-3] "سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ " س: أين نزلت ؟ § عن ابن عباس وابن الزبير قالا : أنزلت سورة النور بالمدينة . § عن عائشة مرفوعا:" لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة يعنى النساء وعلموهن الغزل وسورة النور ". § عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نساءكم سورة النور ". وهو مرسل . § عن حارثة بن مضرب قال كتب إلينا عمر بن الخطاب أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور . -- س: ما معنى كلمة سورة ؟ السورة في اللغة : اسم للمنزلة الشريفة ولذلك سميت السورة من القرآن سورة - أي منزلة -- س: ما القرآءات في قولة "سورة" ؟ أو – ما إعراب سورة ؟ قرأ الجمهور سورة : بالرفع وفيه وجهان – § أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف : أي هذه سورة لأنها نكرة ولا يبتدأ بالنكرة في كل موضع . § أن يكون مبتدأ وجاز الابتداء بالنكرة لكونها موصوفة بقوله ( أنزلناها ) والخبر (الزانية والزاني) ويكون المعنى السورة المنزلة المفروضة كذا وكذا . وقيل : هي مبتدأ محذوف الخبر على تقدير [فيما أوحينا إليك سورة] . وقُرأت : بالنصب وفيه أوجه – § أنها منصوبة بفعل مقدر غير مفسر بما بعده تقديره اتل سورة أو اقرأ سورة . § أنها منصوبة بفعل مضمر يفسره ما بعده على ما قيل في باب اشتغال الفعل عن الفاعل بضميره أي أنزلنا سورة أنزلناها. § أنها منصوبة على الإغراء أي : دونك سورة . § أنها منصوبة على الحال من ضمير أنزلناها قال الفراء هي حال من الهاء والألف والحال من المكنى يجوز أن تتقدم عليه وعلى هذا فالضمير في أنزلناها ليس عائدا على سورة بل على الأحكام -- س: كيف قُرأت "وفرضناها" ؟ § بالتشديد : [ قال أبو عمرو فرضناها بالتشديد أي قطعناها في الإنزال نجما نجما والفرض القطع ويجوز أن يكون التشديد للتكثير أو للمبالغة ] . § وقرأ الباقون بالتخفيف : [ ومعنى التخفيف : أوجبناها وجعلناها مقطوعا بها - وقيل : ألزمناكم العمل بها وقيل : قدرنا ما فيها من الحدود والفرض التقدير ومنه (إن الذي فرض عليك القرآن ) -- س: ما المقصود بـ( وأنزلنا فيها آيات بينات ) ؟ أى أنزلنا في غضونها وتضاعيفها ومعنى كونها بينات أنها واضحة الدلالة على مدلولها . -- س: لماذا تكرر "أنزلنا" ؟ تكرير أنزلنا لكمال العناية بإنزال هذه السورة لما اشتملت عليه من الأحكام . -- س: ما المراد بـالزنا ؟ 1- هو وطء الرجل للمرأة في فرجها من غير نكاح ولا شبهة نكاح . 2- وقيل هو إيلاج فرج في فرج مشتهى طبعا محرم شرعا . -- يتبع بإذن الله :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
-- س: ما المُراد بـالزانية ؟ هي المرأة المطاوعة للزنا الممكنة منه كما تنبىء عنه الصيغة لا المكرهة وكذلك الزاني . -- س: ما المقصود بقوله ( فاجلدوا ) ؟ الجلد الضرب يقال جلده إذا ضرب جلده مثل بطنه إذا ضرب بطنه ورأسه إذا ضرب رأسه . -- س: ما المقصود بقوله ( مائة جلدة ) ؟ هو حد الزاني [ الحر - البالغ - البكر ] وكذلك الزانية وثبت بالسنة زيادة على هذا الجلد وهي تغريب عام . وأما المملوك والمملوكة فجلد كل واحد منهما خمسون جلدة لقوله سبحانه ( فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ). -- س: ما القرآءات في قوله "الزانية والزاني" ؟ § بالنصب ، قيل : وهو القياس ، لأنه عنده كقولك زيدا اضرب . § بالرفع عندهم أوجه وبه قرأ الجمهور . -- س: لماذا قدمـ الزانية على الزاني ؟ أو – ما وجه تقديمـ الزانية على الزاني ؟ § أنالزنا في ذلك الزمان كان في النساء أكثر حتى كان لهن رايات تنصب على أبوابهن ليعرفهن من أراد الفاحشة منهن . § وقيل : وجه التقديم أن المرأة هي الأصل في الفعل . § وقيل : لأن الشهوة فيها أكثر وعليها أغلب . § وقيل : لأن العار فيهن أكثر إذ موضوعهن الحجبة والصيانة . § فقدم ذكر الزانية تغليظا واهتماما . -- س: لمن الخطاب في الآية ؟ § الخطاب في هذه الآية : للأئمة ومن قام مقامهم . § وقيل : للمسلمين أجمعين "عللي" لأن إقامة الحدود واجبة عليهم جميعا والإمام ينوب عنهم إذ لا يمكنهم الاجتماع على إقامة الحدود . -- س: ما معنى "رأفة" ؟ § يقال : رأف يرأف رأفة على وزن فعلة ورآفة على وزن فعالة مثل النشأة والنشاءة . § وكلاهما بمعنى : الرقة والرحمة . § وقيل :هي أرق الرحمة . -- س: ما القرآءات بـ(ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) ؟ أو – س: إستخرجي القرآءات بقوله :" ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله" ؟ 1- قرأ الجمهور "رأفة" : بسكون الهمزة . 2- وقرأ ابن كثير : بفتحها . 3- وقرأ ابن جريج "رآفة" بالمد - كفعالة . -- س: ما المقصود بـ(في دين الله) ؟ في طاعته وحكمه . -- س: ما المراد بـ" إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " ؟ مثبتا للمأمورين ومهيجا لهم . كما تقول للرجل تحضه على أمر : إن كنت رجلا فافعل كذا . أي : إن كنتم تصدقون بالتوحيد والبعث الذي فيه جزاء الأعمال فلا تعطلوا الحدود . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ما المقصود بـ( وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) ؟ أي ليحضره زيادة في التنكيل بهما وشيوع العار عليهما وإشهار فضيحتهما والطائفة الفرقة التي تكون حافة حول الشيء من الطوف . § وأقل الطائفة ثلاثة . § وقيل إثنان . § وقيل واحد . § وقيل أربعة . § وقيل عشرة . -- س: " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة " قد اختلف أهل العلم في معنى هذه الآية ؟ أو – س: ما الآراء أو الأقوال في هذه الآية – وما أرجح الأقوال ؟ § أن المقصود منها تشنيع الزنا وتشنيع أهله وأنه محرم على المؤمنين . § أن الآية هذه نزلت في امرأة خاصة كما سيأتي بيانه فتكون خاصة بها . § أنها نزلت في رجل من المسلمين فتكون خاصة به . § أنها نزلت في أهل الصفة فتكون خاصة بهم . § أن المراد بالزاني والزانية المحدودان . § أن الآية هذه منسوخة بقوله سبحانه ( وأنكحوا الأيامى منكم ) . § أن هذا الحكم مؤسس على الغالب . § المعنى : أن غالب الزناة لا يرغب إلا في الزواج بزانية مثله وغالب الزواني لا يرغبن إلا في الزواج بزان مثلهن . § المقصود : زجر المؤمنين عن نكاح الزواني بعد زجرهم عن الزنا وهذا أرجح الأقوال . -- س: قد اختلف في جواز تزوج الرجل بامرأة قد زنى هو بها ؟ 1- قال الشافعي وأبو حنيفة : بجواز ذلك . 2- وروي عن ابن عباس وروي عن عمر وابن مسعود وجابر أنه لا يجوز ، قال : ابن مسعود إذا زنى الرجل بالمرأة ثم نكحها بعد ذلك فهما زانيان أبدا وبه قال مالك . -- س: ما معنى ( وحرم ذلك على المؤمنين ) ولماذا ؟ أي نكاح الزواني . لما فيه من :- § التشبه بالفسقة . § التعرض للتهمة . § الطعن في النسب . § وقيل :هو مكروه فقط . -- س: لما عبر بالتحريم عن كراهة التنزيه ؟ مبالغة في الزجر . -- س: ما الذي حُرمـ على المؤمنين بـ( وحرم ذلك على المؤمنين ) ؟ نكاح الزواني . -- س: ما سبب نزول قوله ( الزاني لا ينكح إلا زانية ) ؟ · كن نساء في الجاهلية بغيات فكانت منهن امرأة جميلة تدعى أم جميل فكان الرجل من المسلمين يتزوج إحداهن لتنفق عليه من كسبها فنهى الله سبحانه أن يتزوجهن أحد من المسلمين وهو مرسل وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن يسار نحوه مختصرا . · عن عبد الله بن عمرو قال كانت امرأة يقال لها أم مهزول وكانت تسافح وتشترط أن تنفق عليه فأراد رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتزوجها فأنزل الله ( الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) . · كان رجل يقال له مرثد يحمل الأسارى من مكة حتى يأتى بهم المدينة وكانت امرأة بغى بمكة يقال لها عناق وكانت صديقة له وذكر قصة وفيها فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عناقا فلم يرد على شيئا حتى نزلت ( الزاني لا ينكح إلا زانية ) الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا مرثد الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين فلا تنكحها . · كن نساء معلومات فكان الرجل من فقراء المسلمين يتزوج المرأة منهن لتنفق عليه فنهاهم الله عن ذلك. · عن ابن عباس أنها نزلت في بغايا معلنات كن في الجاهلية وكن زوانى مشركات فحرم الله نكاحهن على المؤمنين . · من طريق شعبة مولى ابن عباس قال كنت مع ابن عباس فأتاه رجل فقال إنى كنت أتبع امرأة فأصبت منها ما حرم الله على وقد رزقنى الله منها توبة فأردت أن أتزوجها فقال الناس الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة فقال ابن عباس ليس هذا موضع هذه الآية إنما كن نساء بغايا متعالنات يجعلن على أبوابهن رايات يأتيهن الناس يعرفن بذلك فأنزل الله هذه الآية تزوجها فما كان فيها من إثم فعلى . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
فديتك والله جزاك ربي كل خير وجعله بميزان حسناتك :d5:
|
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10) -- س: ما المراد بالرمي في قوله " والذين يرمون " ؟ استعار الرمى : للشتم بفاحشة الزنا لكونه جناية ويسمى هذا الشتم بهذه الفاحشة الخاصة قذفا . -- س: ما المراد بالمحصنات في الآية ولماذا خصهن بالذكر ؟ المراد بالمحصنات : · النساء . · وقيل : إن الآية تعم الرجال والنساء والتقدير والأنفس المحصنات . · وقيل : أراد بالمحصنات الفروج كما قال :" والتي أحصنت فرجها" . · والمراد بالمحصنات هنا : العفائف . -- س: عللي / وخصهن بالذكر : لأن قذفهن أشنع والعار فيهن أعظم . -- س: هل يلحق الرجال بالنساء في هذا الحكمـ ؟ يلحق الرجال بالنساء في هذا الحكم . -- س: ما حكمـ قذف الكافر والكافرة ؟ 1- ذهب الجمهور من العلماء أنه لا حد على من قذف كافرا أو كافرة . 2- ليلى إنه يجب عليه الحد . 3- وذهب الجمهور أيضا أن العبد يجلد أربعين جلدة . 4- يجلد ثمانين . 5- وأجمع العلماء على أن الحر لا يجلد للعبد إذا افترى عليه لتباين مرتبتهما . -- س: على ماذا دل لفظ ثمـ في الآية ؟ ولفظ ثم يدل على أنه يجوز أن تكون شهادة الشهود في غير مجلس القذف . -- س: ما شرط إقامة الحد على من قذف المحصنات ؟ · يشهدون عليهن بوقوع الزنا منهن . · أنه يجوز أن تكون شهادة الشهود في غير مجلس القذف . · وظاهر الآية أنه يجوز أن يكون الشهود مجتمعين ومفترقين . · وإذا لم تكمل الشهود أربعة كانوا قذفة يحدون حد القذف . · إنه لا حد على الشهود ولا على المشهود عليه . ويرد ذلك : ما وقع في خلافة عمر رضى الله عنه من جلده للثلاثة الذين شهدوا على المغيرة بالزنا ولم يخالف في ذلك أحد من الصحابة رضى الله عنهمـ . -- س: ما المراد بقوله :" فاجلدوهم ثمانين جلدة " ؟ الجلد : الضرب والمجالدة : المضاربة في الجلود أو بالجلود -- س: ما المراد بـ " ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " ؟ معطوفة على اجلدوا أى : فاجمعوا لهم بين الأمرين الجلد وترك قبول الشهادة لأنهم قد صاروا بالقذف غير عدول بل فسقة كما حكم الله به عليهم ومعنى أبدا : ماداموا في الحياة . -- س: ما المراد بقوله " وأولئك هم الفاسقون " ؟ · الفسق : هو الخروج عن الطاعة . · ومجاوزة الحد بالمعصية . ثم بين سبحانه أن هذا التأييد لعدم قبول شهادتهم هو مع عدم التوبة . -- س: قوله " من بعد ذلك " ؟ أي : من بعد اقترافهم لذنب القذف ومعنى . -- س: ما معنى "وأصلحوا" ؟ إصلاح أعمالهم التي من جملتها ذنب القذف ومداركة ذلك بالتوبة والانقياد للحد . -- س: على ماذا يدل الإستثناء في قوله " إلا الذين تابوا " ؟ قد اختلف أهل العلم في هذا الاستثناء هل يرجع إلى الجملتين قبله وهي جملة عدم قبول الشهادة وجملة الحكم عليهم بالفسق أم إلى الجملة الأخيرة وهذا الاختلاف بعد اتفاقهم على أنه لا يعود إلى جملة الجلد بل يجلد التائب كالمصر وبعد إجماعهم أيضا على أن هذا الاستثناء يرجع إلى جملة الحكم بالفسق فمحل الخلاف هل يرجع إلى جملة عدم قبول الشهادة أم لا v الرأي الراجح : قول الجمهور - إن هذا الاستثناء يرجع إلى الجملتين فإذا تاب القاذف [ قبلت شهادته - وزال عنه الفسق ] لأن سبب ردها هو ما كان متصفا به من الفسق بسبب القذف فإذا زال بالتوبة بالإجماع كان الشهادة مقبولة . v قول أبو حنيفة : إن هذا الاستثناء يعود إلى جملة الحكم بالفسق لا إلى جملة عدم قبول الشهادة فيرتفع بالتوبة عن القاذف وصف الفسق ولا تقبل شهادته أبدا . v وذهب الشعبى والضحاك إلى التفصيل فقالا : لا تقبل شهادته وإن تاب إلا أن يعترف على نفسه بأنه قد قال البهتان فحينئذ تقبل شهادته. وقول الجمهور هو الحق . -- س: بيني كيفية توبة القاذف ؟ اختلف العلماء في صورة توبة القاذف:- § إن توبته لا تكون إلا بأن يكذب نفسه في ذلك القذف الذى وقع منه وأقيم عليه الحد بسببه . § إن توتبه تكون بأن يحسن حاله ويصلح عمله ويندم على ما فرط منه ويستغفر الله من ذلك ويعزم على ترك العود إلى مثله وإن لم يكذب نفسه ولا رجع عن قوله . § وقد أجمعت الأمة على أن التوبة تمحو الذنب ولو كان كفرا فتمحو ما هو دون الكفر بالأولى . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ما معنى قوله " أبدا " ؟ · ماداموا في الحياة . · أي ما دام قاذفا كما يقال لا تقبل شهادة الكافر أبدا فإن معناه ما دام كافرا انتهى . -- س: مانوع جملة " فإن الله غفور رحيم " ؟ تعليل لما تضمنه الاستثناء من عدم المؤاخذة للقاذف بعد التوبة وصيرورته مغفورا له مرحوما من الرحمن الرحيم غير فاسق ولا مردود الشهادة ولا مرفوع العدالة . -- س: ما المراد بقوله " والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم " ؟ · أي لم يكن لهم شهداء يشهدون بما رموهن به من الزنا إلا أنفسهم بالرفع على البدل من شهداء . · قيل : ويجوز النصب على خبر يكن قال الزجاج أو على الاستثناء على الوجه المرجوح . -- س: ما وجه القرآءات بـ "فشهادة أحدهم أربع شهادات " · بالرفع أربع على أنها خبر لقوله "فشهادة أحدهم" أى : فشهادة أحدهم التي تزيل عنه حد القذف أربع شهادات . · أربع بالنصب على المصدر ويكون " فشهادة أحدهم " خبر مبتدأ محذوف أى :فالواجب شهادة أحدهم - أو مبتدأ محذوف الخبر أى :فشهادة أحدهم واجبة . · وقيل : إن أربع منصوب بتقدير فعليهم أن يشهد أحدهم أربع شهادات . -- س: ما المراد بقوله " بالله " ؟ متعلق بشهادة أو بشهادات -- س: ما المراد بالجملة " إنه لمن الصادقين " ؟ هي المشهود به . وأصله على أنه فحذف الجار وكسرت إن وعلق العامل عنها -- س: كيف تدرأ وتدفع المرأه عنها العذاب ؟ · أن تشهد أربع شهادات بالله أن الزوج من الكاذبين . · والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين . -- س: ما المراد بـ " ويدرأ عنها العذاب " ؟ أى عن المرأة . والمراد بالعذاب : الدنيوى وهو الحد وفاعل يدرأ قوله " أن تشهد أربع شهادات بالله " والمعنى أنه : يدفع عن المرأة الحد شهادتها أربع شهادات بالله أن الزوج "لمن الكاذبين " -- س: ما المراد بقوله "والخامسة" ؟ "والخامسة "بالنصب عطفا على أربع أى : وتشهد الخامسة كذلك قرأ حفص والحسن والسلمى وطلحة والأعمش وقرأ الباقون بالرفع على الابتداء وخبره "أن غضب الله عليها إن كان " الزوج " من الصادقين " فيما رماها به من الزنا . -- س: ما السر في تخصيص الغضب بالمرأة ؟ · للتغليظ عليها لكونها أصل الفجور ومادته . · ولأن النساء يكثرن اللعن في العادة ومع استكثارهن منه لا يكون له في قلوبهن كبير موقع بخلاف الغضب . -- س: ما المراد بقوله "ولولا فضل الله عليكم ورحمته" ؟ جواب لولا محذوف - المعنى : ولولا فضل الله لنال الكاذب منهما عذاب عظيم ثم بين سبحانه كثير توبته على من تاب وعظيم حكمته البالغة . -- س: ما المراد بـ "وأن الله تواب حكيم" ؟ أى : يعود على من تاب إليه ورجع عن معاصيه بالتوبة عليه والمغفرة له حكيم فيما شرع لعباده من اللعان وفرض عليهم من الحدود . -- س: ما سبب النزول في قوله " والذين يرمون أزواجهمـ" ؟ v عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بشريك بن سحماء فقال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) البينة وإلا حد في ظهرك فقال : يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فجعل رسول الله صلى عليه وآله وسلم يقول البينة وإلا حد في ظهرك فقال : هلال والذي بعثك بالحق إنى لصادق ولينزلن الله ما يبرىء ظهرى من الحد ونزل جبريل فأنزل عليه" والذين يرمون أزواجهم " حتى بلغ "إن كان من الصادقين" فانصرف النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فأرسل إليهما فجاء هلال فشهد والنبى ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ثم قامت فشهدت فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا: إنها موجبة فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها ترجع ثم قالت لا أفضح قومى سائر اليوم فمضت فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء فجاءت به كذلك فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لولا ما مضى من كتاب الله لكان لى ولها شأن . v عن سهل بن سعد قال جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال سل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع فسأل عاصم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فعاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المسائل فقال عويمر والله لآتين رسوا الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأسألنه فأتاه فوجده قد أنزل عليه فدعا بهما فلاعن بينهما قال عويمر إن انطلقت بها يا رسول الله لقد كذبت عليها ففارقها قبل أن يأمره رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فصارت سنة للمتلاعنين فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أبصروها فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين فلا أراه إلا قد صدق وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أراه إلا كاذبا فجاءت به مثل النعت المكروه . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
إِنَّ الَّذِينَجَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَخَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِيتَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ(11) لَوْلَا إِذْسَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراًوَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ(12) لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِبِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَاللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ(13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِعَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَاأَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُبِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ(15) وَلَوْلَا إِذْسَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَهَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ(16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنتَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُلَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(18) إِنَّ الَّذِينَيُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌفِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِعَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ(20) س: ما معنى الإفك – ولماذا وصفه الله بأنه إفك ؟ الإفك : أسوأ الكذب وأقبحه - وهو مأخوذ من أفك الشيء إذا قلبه عن وجهه . · فالإفك هو حديث المقلوب . · وقيل هو البهتان . · وأجمع المسلمون على أن المراد بما في الآية ما وقع من الإفك على عائشة أم المؤمنين . · وإنما وصفه الله بأنه إفك لأن المعروف من حالها رضى الله عنها خلاف ذلك . -- س: ما معنى ُعصبة – والمراد بها هُنا ؟ § هم الجماعة من العشرة إلى الأربعين . § والمراد بهم هنا :[ عبد الله بن أبي رأس المنافقين - وزيد بن رفاعة - وحسان بن ثابت - ومسطح بن أثاثة - وحمنة بنت جحش ومن ساعدهم ] . § وقيل : العصبة من الثلاثة إلى العشرة . § وقيل : من عشرة إلى خمسة عشر . -- س: ما المراد بقوله "لا تحسبوه شرا لكم" ؟ جملة (لا تحسبوه شرا لكم) إن كانت خبرا لإن فظاهر وإن كان الخبر عصبة فهي مستأنفة . -- س: لمن الخطاب بقوله" عُصبة " ؟ · خوطب بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم . · وعائشة رضي الله عنها . · وصفوان بن المعطل الذى قذف مع أم المؤمنين وتسلية لهم . -- س: ما الفرق بين الخير والشر وما وجه كونه خيراً لهمـ ؟ § الشر مازاد ضره على نفعه . § والخير ما زاد نفعه على ضره . § وأما الخير الذي لا شر فيه : فهو الجنة . § والشر الذي لا خير فيه : فهو النار . § ووجه كونه خيرا لهم : أنه يحصل لهم به الثواب العظيم مع بيان براءة أم المؤمنين وصيرورة قصتها هذه شرعا عاما . -- س: ما المراد بـ (لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم) ؟ أى : بسبب تكلمه بالإفك . -- س: ما القرآءات بقوله : (والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم) ؟ · قرأ بضم الكاف قال الفراء وهو وجه جيد لأن العرب تقول فلان تولى عظيم كذا وكذا أى : أكبره · وقرأ الباقون بكسرها . · قيل : هما لغتان . · وقيل : هو بالضم معظم الإفك - وبالكسر البداءة به . · وقيل : هو بالكسر الإثم . · فالمعنى إن الذي تولى معظم الإفك من العصبة له عذاب عظيم في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما . -- س: مالمراد بـ" والذي تولى كبره " ؟ اختلف في هذا الذي تولى كبره من عصبة الإفك من هو منهم : § فقيل : هو عبدالله بن أبي . § وقيل : هو حسان . § والأول هو الصحيح . -- س: من همـ الذين جاؤا بالإفك ؟ § أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلد في الإفك رجلين وامرأة وهم [مسطح بن أثاثة - وحسان بن ثابت - وحمنة بنت جحش . § وقيل : جلد عبد الله بن أبي وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش ولم يجلد مسطحا لأنه لم يصرح بالقذف ولكن كان يسمع ويشيع من غير تصريح . § وقيل : لم يجلد أحدا منهم . -- س: ما الحكمة من ترك جلد عبدالله بن أُبّي ؟ / س: عللي عدمـ إقامة الحد على عبدالله بن أُبيّ ؟ عن عائشة قالت لما نزل عذرى قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر ذلك وتلا القرآن فلما نزل من المنبر أمر بالرجلين والمرأة فضربوا حدهم وسماهم [حسان - ومسطح بن أثاثة - وحمنة بنت جحش] واختلفوا في وجه تركه صلى الله عليه وسلم لجلد عبد الله بن أبى : § فقيل : لتوفير العذاب العظيم له في الآخرة وحد من عداه ليكون ذلك تكفيرا لذنبهم كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الحدود أنه قال إنها كفارة لمن أقيمت عليه . § وقيل : ترك حده تألفا لقومه واحتراما لابنه فإنه كان من صالحى المؤمنين وإطفاء لنائرة الفتنة فقد كانت ظهرت مباديها من سعد بن عبادة ومن معه . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
-- س: ما معنى " لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا" والمراد بالآيه ؟ § لولا هذه : هي التحضيضية تأكيدا للتوبيخ والتقريع . § ومبالغة في معاتبتهم . § أي كان ينبغي للمؤمنين حين سمعوا مقالة أهل الإفك أن يقيسوا ذلك على أنفسهم فإن كان ذلك يبعد فيهم فهو في أم المؤمنين أبعد . § قال الحسن معنى بأنفسهم : بأهل دينهم لأن المؤمنين كنفس واحدة ألا ترى إلى قوله ولا تقتلوا أنفسكم . § قال الزجاج : ولذلك يقال للقوم الذين يقتل بعضهم بعضا إنهم يقتلون أنفسهم . § قال العلماء إن في الآية دليلا على أن درجة [ الإيمان والعفاف ] لا يزيلها الخبر المحتمل وإن شاع . -- س: ما معنى (وقالوا هذا إفك مبين) ؟ أى : قال المؤمنون عند سماع الإفك هذا إفك ظاهر مكشوف . -- س: ما المراد بـ (لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء) ؟ جملة (لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء) من تمام ما يقوله المؤمنون - أى : وقالوا هلا جاء الخائضون بأربعة شهداء يشهدون على ما قالوا. -- س: ما المقصود بـ (فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك) ؟ أى : الخائض ونفي الإفك . -- س: ما معنى (عند الله هم الكاذبون) ؟ أى : فى حكم الله تعالى هم الكاذبون الكاملون في الكذب . -- س: لمن الخطاب بـ(ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة) ؟ هذا خطاب للسامعين وفيه زجر عظيم . -- س: ما معنى لولا في قوله ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة) ؟ ولولا هذه هي لامتناع الشيء لوجود غيره . -- س: ما معنى (لمسكم فيما أفضتم فيه) ؟ أى : بسبب ما خضتم فيه من حديث الإفك . -- س: ما معنى قوله ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة) ؟ § المعنى : لولا أنى قضيت عليكم بالفضل في الدنيا بالنعم التي من جملتها الإمهال والرحمة في الآخرة بالعفو لعاجلتكم بالعقاب على ما خضتم فيه من حديث الإفك . § وقيل المعنى : لولا فضل الله عليكم لمسكم العذاب في الدنيا والآخرة معا ولكن برحمته ستر عليكم في الدنيا ويرحم والآخرة من أتاه تائبا . -- س: ما معنى (إذ تلقونه بألسنتكم) ؟ § قرأ الجمهور إذ تلقونه من التلقى والأصل تتلقونه فحذف إحدى التاءين . § المعنى يرويه بعضكم عن بعض . § وذلك أن الرجل منهم يلقى الرجل فيقول بلغني كذا وكذا ويتلقونه تلقيا . § قال الزجاج : معناه يلقيه بعضكم إلى بعض . يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
-- س: لماذا عبر سبحانه وتعالى " بأفواهكمـ " ؟ · أن قولهم هذا مختص بالأفواه من غير أن يكون واقعا في الخارج معتقدا في القلوب . · وقيل إن ذكر الأفواه للتأكيد كما في قوله يطير بجناحيه ونحوه . -- س: إلى ماذا يرجع الضمير في تحسبونه ؟ والضمير في تحسبونه راجع إلى الحديث الذي وقع الخوض فيه والإذاعة له . -- س: ما المراد بـ (وتحسبونه هينا) ؟ أي : شيئا يسيرا لا يلحقكم فيه إثم . -- س: ما مالمقصود بـ (وهو عند الله عظيم) ؟ في محل نصب على الحال - أى : عظيم ذنبه وعقابه . -- س: لمن العتاب بـ(ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا) ؟ هذا عتاب لجميع المؤمنين - أي : هلا إذ سمعتم حديث الإفك قلتم تكذيبا للخائضين فيه المفترين له ما ينبغي لنا ولا يمكننا أن نتكلم بهذا الحديث ولا يصدر ذلك منا بوجه من الوجوه . -- س: ما معنى قوله (سبحانك هذا بهتان عظيم) – والمراد بالبهتان ؟ التعجب من أولئك الذين جاءوا بالإفك وأصله التنزيه لله سبحانه ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه والبهتان : هو أن يقال في الإنسان ما ليس فيه . أى : هذا كذب عظيم لكونه قيل في أم المؤمنين رضي الله عنها وصدوره مستحيل شرعا من مثلها ثم وعظ سبحانه الذين خاضوا في الإفك . -- س: ما المراد بـ(يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا) ؟ · أى ينصحكم الله . · أو يحرم عليكم . · أو ينهاكم كراهة أن تعودوا . · أو من أن تعودوا لمثل هذا القذف مدة حياتكم . -- س: ما معنى "إن كنتم مؤمنين " ؟ فإن الإيمان يقتضى عدم الوقوع في مثله مادمتم وفيه تهييج عظيم وتقريع بالغ . -- س: ما المقصود بـ(ويبين الله لكم الآيات) ؟ في الأمر والنهى : § لتعملوا بذلك . § وتتأدبوا بآداب الله . § وتنزجروا عن الوقوع في محارمه . -- س: ما معنى "والله عليم حكيمـ" ؟ عليم بما تبدونه وتخفونه حكيم في تدبيراته لخلقه . -- س: من هدد سبحانه بـ" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا" ؟ هدد سبحانه القاذفين ومن أراد أن يتسامع الناس بعيوب المؤمنين وذنوبهم . -- س: ما المقصود بـ(تشيع) ؟ § أي يحبون أن تفشو الفاحشة . § وتنتشر . § ومن قولهم شاع الشىء يشيع شيوعا وشيعا وشيعانا إذا ظهر وانتشر . -- س: مالمراد بالذين آمنوا ؟ § المحصنون العفيفون . § أو كل من اتصف بصفة الإيمان . -- س: ما معنى الفاحشة ؟ § هي فاحشة الزنا . § أو القول السىء . -- س: ما المقصود بـ(لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة) ؟ § في الدنيا : بإقامة الحد عليهم . § والاخرة : بعذاب النار . -- س: ما المقصود بـ"والله يعلم وأنتمـ لا تعلمون" ؟ جميع المعلومات وأنتم لا تعلمون إلا ما علمكم به وكشفه لكم ومن جملة ما يعلمه الله عظم ذنب القذف وعقوبة فاعله . -- س: ما معنى (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) ؟ هو تكرير لما تقدم تذكيرا للمنة منه سبحانه على عبادة بترك المعاجلة لهم . -- س: ما المراد بـ(وأن الله رءوف رحيم) ؟ ومن رأفته بعباده لا يعاجلهم بذنوبهم ومن رحمته لهم أن يتقدم إليهم بمثل هذا الإعذار والإنذار . -- س: ما المراد بخطوات بـ(يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان) ؟ · الخطوات جمع خطوة وهي ما بين القدمين . · والخطوة بالفتح المصدر - أى : لا تتبعوا مسالك الشيطان ومذاهبه ولا تسلكوا طرائقه التي يدعوكم إليها . قيل : جزاء الشرط محذوف أقيم مقامه ما هو علة له كأنه قيل فقد ارتكب الفحشاء والمنكر لأن دأبه أن يستمر آمرا لغيره بهما . يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ما المقصود بـ (بالفحشاء والمنكر) ؟ الفحشاء : ما أفرط قبحه . والمنكر : ما ينكره الشرع . -- س: إلى ماذا يعود الضمير إنه بـ(ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) ؟ § وضمير إنه للشيطان . § وقيل : للشأن . § والأولى أن يكون عائدا إلى من يتبع خطوات الشيطان لأن من اتبع الشيطان صار مقتديا في الأمر بالفحشاء والمنكر . -- س: ما معنى ( ولكن الله يزكى من يشاء) ؟ أى من عباده بالتفضل عليهم والرحمة لهم والله سميع لما يقولونه عليم بجميع المعلومات وفيه : § حث بالغ على الإخلاص . § وتهييج عظيم لعباده التائبين . § ووعيد شديد لمن يتبع الشيطان ويحب أن تشيع الفاحشة في عباد الله المؤمنين ولا يزجر نفسه بزواجر الله سبحانه . -- س: ما سبب نزول آية الإفك ؟ § أن سبب النزول هو ما وقع من أهل الإفك الذين تقدم ذكرهم في شأن عائشة رضى الله عنها وذلك أنها خرجت من هودجها تلتمس عقدا لها انقطع من جزع فرحلوا وهم يظنون أنها في هودجها فرجعت وقد ارتحل الجيش والهودج معهم فأقامت في ذلك المكان ومر بها صفوان بن المعطل وكان متأخرا عن الجيش فأناخ راحلته وحملها عليها فلما رأى ذلك أهل الإفك قالوا ما قالوا فبرأها الله مما قالوه هذا حاصل القصة . § عن عائشة قالت لما نزل عذري قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن فلما نزل أمر برجلين وامرأة فضربوا حدهم . -- س: أذكري نموذجاً واقعياً لقوله : " والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم "؟ عن بعض الأنصار أن امرأة أبى أيوب قالت له حين قال أهل الإفك ما قالوا ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة قال بلى وذلك الكذب أكنت أنت فاعلة ذلك يا أم أيوب قالت لا والله قال فعائشة والله خير منك وأطيب إنما هذا كذب وإفك باطل فلما نزل القرآن ذكر الله من قال من الفاحشة ما قال من أهل الإفك ثم قال ( لولا إذا سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين ) أى كما قال أبو أيوب وصاحبته . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
سورة النور 22 – 26 وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) س: ما معنى قوله ( ولا يأتل ) ؟ § اى يحلف وزنه يفتعل من الألية وهي اليمين . § يقال ائتلى يأتلي إذا حلف ومنه قوله سبحانه ( للذين يؤلون من نسائهم) . § وقالت فرقة هو من ألوت في كذا إذا قصرت . § ومنه لم آل جهدا أي : لم أقصر وكذا منه قوله (لا يألونكم خبالا) . § والأول أولى بدليل سبب النزول . -- س: مالمراد بالفضل ؟ الغنى والسعة في المال . -- س: ما المراد بـ( أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ) ؟ § اى على أن لا يؤتوا . § قال الزجاج أن لايؤتوا فحذف لا . § لا حاجة إلى إضمار لا . § والمعنى : لا يحلفوا على أن لايحسنوا إلى المستحقين للإحسان الجامعين لتلك الأوصاف وعلى والوجه الآخر يكون المعنى لايقصروا في أن يحسنوا إليهم وإن كانت بينهم شحناء لذنب اقترحونه . -- س: ما المراد (وليعفوا) ؟ عن ذنبهم الذى أذنبوه عليهم وجنايتهم التي اقترفوها من عفا الربع أى درس والمراد محو الذئب حتى يعفو كما يعفو أثر الربع . -- س: ما المراد بـ(وليصفحوا) ؟ بالإغضاء عن الجانى والإغماض عن جنايته . -- س: ما المقصود بـ( ألا تحبون أن يغفرالله لكم ) ؟ بسبب عفوكم وصفحكم عن الفاعلين للإساءة عليكم . -- س: ما معنى ( والله غفور رحيم ) ؟ أى كثير المغفرة والرحمة لعباده مع كثرة ذنوبهم فكيف لا يقتدى العباد بربهم في العفو والصفح عن المسيئين إليهم . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ( إن الذين يرمون المحصنات ) هل هذه الآية خاصه أمـ عامة ؟ اختلف في هذه الآية هل هي خاصة أو عامة فقال : § هي خاصة فيمن رمى عائشة رضى الله عنها . § هي خاصة بعبد الله بن أبى رأس المنافقين . § هذه الآية هي في عائشة وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون سائر المؤمنين والمؤمنات فمن قذف إحدى أزواج النبي صلى الله عليه وآله سلم فهو من أهل هذه الآية قال الضحاك ومن أحكام هذه الآية أنه لا توبة لمن رمى إحدى أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم ومن قذف غيرهن فقد جعل الله له التوبة . § وقيل : إن هذه الآية خاصة بمن أصر على القذف ولم يتب . § وقيل : إنها تعم كل قاذف ومقذوف من المحصنات والمحصنين واختاره النحاس وهو الموافق لم قرره أهل الأصول من أن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . § وقيل : إنها خاصة بمشركي مكة لأنهم كانوا يقولون للمرأة إذا خرجت مهاجرة إنما خرجت خرجت لتفجر . س: ما المراد باللعن إن كانت الآية عامة وما المعنى إن كان المراد بها من قذف عائشة خاصة ؟ § قال أهل العلم إن كان المراد بهذه الاية المؤمنون من القذفة المراد باللعنة الإبعاد وضرب الحد وهجر سائر المؤمنين لهم وزوالهم عن رتبة العدالة والبعد عن الثناء الحسن على ألسنة المؤمنين . § وإن كان المراد بها من قذف عائشة خاصة : كانت هذه الأمور في جانب عبد الله بن أبى رأس المنافقين وإن كانت في مشركي مكة فإنهم ملعونون ( في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ) . -- س: مالمراد بالغافلات ؟ · اللاتي غفلن عن الفاحشة بحيث لا تخطر ببالهن ولا يفطن لها وفى ذلك من الدلالة على كمال النزاهة وطهارة الجيب مالم يكن في المحصنات . · وقيل : هن السليمات الصدور النقيات القلوب . -- س: ما المراد بـ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم) ما الحكمة من تعيين اليوم هنا ؟ § هذه الجملة مقررة لما قبلها مبينة لوقت حلول ذلك العذاب بهم . § وتعيين اليوم لزيادة التهويل بما فيه من العذاب الذي لا يحيط به وصف . -- س: ما القرآءات بـ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم) ؟ § وقرأ الجمهور يوم تشهد بالفوقية - لأن الجار والمجرور قد حال بين الاسم والفعل والمعنى تشهد ألسنة بعضهم على بعض في ذلك اليوم . § وقيل : تشهد عليهم ألسنتهم في ذلك اليوم بما تكلموا به . -- س: ما معنى ( وأيديهم وأرجلهم ) ؟ بما عملوا بها في الدنيا وإن الله سبحانه ينطقها بالشهادة عليهم والمشهود محذوف وهو ذنوبهم التي اقترفوها أى تشهد هذه عليهم بذنوبهم التي اقترفوها ومعاصيهم التي عملوها . -- س: ما السر في تخصيص هذه الأعضاء بالذكر مع أن الشهادة تكون من جميع الجسد ؟ لأن هذهِ الأعضاء هي العامله بالقذف : § فهمـ ينطقون القذف بألسنتهمـ . § ويشيرون بأيديهمـ إلى المقذوف . § ويسعون بأرجلهمـ إلى مجالس الناس لإبلاغهمـ بالقذف . -- س: ما المقصود بـ(يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ) وما المراد بالدين / الحق هنا ؟ § أي يوم تشهد عليهم جوارحهم بأعمالهم القبيحة يعطيهم الله جزاءهم عليها موفرا . § فالمراد بالدين هاهنا : الجزاء . § الحق : الثابت الذى لا شك في ثبوته . -- س: ما معنى ( ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) ؟ أى ويعلمون عند معاينتهم لذلك ووقوعه على ما نطق به الكتاب العزيز أن الله هو الحق الثابت في ذاته وصفاته وأفعاله . ما معنى "المبين" ؟ المظهر للأشياء كما هي في أنفسها . -- س: لماذا سمى سبحانه بالحق ؟ § لأن عبادته هي الحق دون عبادة غيره . § وقيل : سمى بالحق أى الموجود لأن نقيضه الباطل وهو المعدوم . -- س: ما معنى ( الخبيثات للخبيثين) ؟ أى الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال أى مختصة بهم لا تتجاوزهم وكذا الخبيثون مختصون بالخبيثات لا يتجاوزونهن . -- س: أذكري أقوال العلماء بـ"الخبيثات للخبيثين" ؟ · أى الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال . · المعنى الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من الكلمات والكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من الكلمات . · ومعناه لا يتكلم بالخبيثات إلا الخبيث من الرجال والنساء ولا يتكلم بالطيبات إلا الطيب من الرجال والنساء . -- س: علامـ يعود الإشارة بـ( أولئك مبرءون مما يقولون ) ؟ · إلى الطيبين والطيبات أى : هم مبرؤن مما يقوله الخبيثون والخبيثات . · وقيل :الإشارة إلى أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم . · وقيل : إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعائشة وصفوان بن المعطل . · وقيل : عائشة وصفوان فقط . -- س: ما معنى ( لهم مغفرة ) ؟ أى هؤلاء المبرؤن لهم مغفرة عظيمة لما لا يخلو عنه البشر من الذنوب . -- س: ما معنى ( ورزق كريم ) ؟ وهو رزق الجنة . -- س: ما سبب نزول قوله " ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة .. " ؟ § عن ابن عباس في قوله "ولا يأتل ... " الآية يقول لايقسموا أن لاينفعوا أحدا . § عن عائشة قالت كان مسطح بن أثاثة ممن تولى كبره من أهل الإفك وكان قريبا لأبى بكر وكان في عياله فحلف أبو بكر أن لا ينيله خيرا أبدا فأنزل الله ( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة) الاية قالت فأعاده أبو بكر إلى عياله وقال لا أحلف علي يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا تحللتها وأتيت الذي هو خير . § عن ابن عباس في الاية قال كان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدرموا عائشة يالقبيح وأفشوا ذلك وتكلموا فيها فأقسم ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم أبو بكر ان لايتصدقوا على رجل تكلم بشيء من هذا ولايصلوه فقال لايقسم أولوا الفضل منكم والسعة أن يصلوا أرحامهم وأن يعطوهم من أموالهم كالذي كان يفعلون قبل ذلك فأمر الله أن يغفر لهم وأن يعفى عنهم . -- س: في من نزلت هذهِ الآية ( إن الذين يرمون المحصنات ) ؟ § قال نزلت في عائشة خاصة . § هذه في عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
سورة النور 27 – 29 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29) س: أربطي الآية بما قبلها ؟ لما فرغ سبحانه من ذكر الزجر عن الزنا والقذف شرع في ذكر الزجر عن دخول البيوت استئذان لما في ذلك من مخالطة الرجال بالنساء فربما يؤدي إلى أحد الأمرين المذكورين وأيضا إن الإنسان يكون في بيته ومكان خلوته على حالة قد لا يحب أن يراه عليها غيره . -- س: ما معنى قوله ( حتى تستأنسوا ) ؟ · الاستئناس الاستعلام والاستخبار أي حتى تستعلموا من في البيت . · والمعنى حتى تعلموا أن صاحب البيت قد علم بكم وتعلموا أنه قد أذن بدخولكم فإذا علمتم ذلك دخلتم . · ومنه قوله ( فإن أنستم منهم رشدا ) أي علمتم . · الاستئناس الاستكشاف من أنس الشيء إذا أبصره كقوله (إني آنست نارا) أى أبصرت . · إنه بمعنى وتؤنسوا أنفسكم . · أنه من الاستئناس الذي هو خلاف الاستيحاش لأن الذي يطرق باب غيره لايدري أيؤذن له أم لا فهو كالمستوحش حتى يؤذن له فإذا أذن له استأنس فنهى سبحانه عن دخول تلك البيوت حتى يؤذن للداخل . · وقيل هو من الإنس وهو أن يتعرف هل ثم إنسان أم لا . · وقيل معنى الاستئناس الاستئذان أي لاتدخلوها حتى تستأذنوا . · فيما يرى والله أعلم الاستئذان -- س: بيني كيف يسلمـ المؤمن على أهل البيوت ؟ قوله (وتسلموا على أهلها) قد بينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يقول السلام عليكم أأ دخل مرة أو ثلاثا . -- س: هل يقدمـ الإستئذان أمـ السلامـ ؟ اختلفوا هل يقدم الاستئذان على السلام أو العكس : · فقيل : يقدم الاستئذان فيقول : أأدخل سلام عليكم لتقديم الاستئناس في الآية على السلام · وقال الأكثرون إنه يقدم السلام على الاستئذان فيقول : السلام عليكم أأدخل وهو الحق لأن البيان منه صلى الله عليه وآله وسلم للآية كان هكذا . · وقيل : إن وقع بصره على إنسان قدم السلام وإلا قدم الاستئذان . -- س: علامـ تعود الإشارة بـ(ذلكم خير لكم) ؟ إلى الاستئناس والتسليم : أى دخولكم مع الاستئذان والسلام خير لكم من الدخول بغتة . -- س: ما المقصود بـ( لعلكم تذكرون ) ؟ أن الاستئذان خير لكم وهذه الجملة متعلقة بمقدر : أى أمرتم بالإستئذان . والمراد بالتذكر الاتعاظ والعمل بما أمروا به . -- س: س: ما المراد بـ( فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم ) ؟ § أى فإن تجدوا في البيوت التي لغيركم أحدا ممن يستأذن عليه فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم بدخولها من جهة من يملك الإذن . § معنى الآية فإن لم تجدوا فيها أحدا أى لم يكن لكم فيها متاع . § فإن المراد بالأحد المذكور وأهل البيوت الذين يأذنون للغير بدخولها لامتاع الداخلين إليها . -- س: ما المراد بـ( وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا ) ؟ أى إن قال لكم أهل البيت ارجعوا فارجعوا ولا تعاودوهم بالاستئذان مرة أخرى ولا تنتظروا بعد ذلك أن يأذنوا لكم بعد أمرهم لكم بالرجوع ثم بين سبحانه أن الرجوع أفضل من الإلحاح وتكرار الاستئذان والقعود على الباب . -- س: ما معنى ( هو أزكى لكم) ؟ أي أفضل وأطهر من التدنيس بالمشاحة على الدخول لما في ذلك من سلامة الصدر والبعد من الريبة والفرار من الدناءة . -- س: ما معنى (والله بما تعملون عليم ) ؟ لا تخفى عليه من أعمالكم خافية . -- س: ما معنى جناح بـ(ليس عليكم جناح أن تدخلوا .... )أ ى لا جناح عليكم في الدخول بغير استئذان إلى البيوت التي ليست بمسكونة . -- س: أذكري أقوال العلماء في مراد البيوت المسكونه ؟ قد اختلف الناس في المراد بهذه البيوت : · هى الفنادق التي في الطرق السابلة الموضوعة لابن السبيل يأوي إليها . · هي حوانيت القيساريات لأنهم جاءوا ببيوعهم فجعلوها فيها وقالوا للناس . · المراد بها الخرب التي يدخلها الناس للبول والغائط ففي هذا أيضا متاع . · وقيل هي بيوت مكة . -- س: ما معنى (متاع) ؟ المتاع ا: لمنفعة - فيكون معنى الآية فيها منفعة لكم . -- س: ما المراد بـ( والله يعلم ما تبدون وما تكتمون) ؟ أي ما تظهرون وما تخفون وفيه وعيد لمن لم يتأدب بآداب الله في دخول بيوت الغير . -- س: كيف الإستئناس ؟ § الاستئناس قال : يتكلم الرجل [ بتسبيحة - وتكبيرة - وتحميدة - ويتنحنح - ] فيؤذن أهل البيت . § أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الاستئناس أن يدعو الخادم حتى يستأنس أهل البيت الذين يسلم عليهم . -- س: لمـ يُشرع الإستئذان إلا من أجل النظر – كيف يكون الإستئذان ؟ · عن أبى سعيد الخدرى قال كنت جالسا في مجلس من مجالس الأنصار فجاء أبو موسى فزعا فقلنا له ما أفزعك قال أمرني عمر أن آتيه فأتيته فاستأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فقال ما منعك أن تأتيني فقلت قد جئت فأستاذنت ثلاثا فلم يؤذن لي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا استأذن أحدكم ثلاثا يؤذن له فليرجع قال لتأتيني على هذا بالبينة فقالوا لا يقوم إلا أصغر القوم فقام أبو سعيد معه ليشهد له فقال عمر لأبي موسى إني لم أتهمك ولكن الحديث عن رسول الله صلى عليه وآله وسلم شديد . · وفي الصحيحين وغيرهما من حديث سهل بن سعد قال اطلع رجل من جحر في حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه مدرى يحك بها رأسه قال لو أعلم أنك تنظر لطعنت بها في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل البصر وفي لفظ إنما جعل الإذن من أجل البصر . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
سورة النور 30 – 31 قُللِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَأَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِيَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَزِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىجُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْآبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءبُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيأَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِالتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِالَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَبِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَىاللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) س: إربطي الآية بما قبلها ؟ لما ذكر سبحانه حكم الاستئذان أتبعه بذكر حكم النظر على العموم فيندرج تحته غض البصر من المستأذن كما قال صلى الله عليه وآله وسلم إنما جعل الإذن من أجل البصر . -- س: لِما خص المؤمنين بغض البصر مع أن ذلك محرماً عليهمـ وعلى غيرهـ ؟ · خص المؤمنين مع تحريمه على غيرهم لكون قطع ذرائع الزنا التي منها النظر هم أحق من غيرهم بها وأولى بذلك ممن سواهم . -- س: على ماذا تدل هذهِ الآية ؟ · وقيل إن في الآية دليلا على أن الكفار غير مخاطبين بالشرعيات كما يقوله بعض أهل العلم وفي الكلام حذف والتقدير ( قل للمؤمنين ) . · وهذه الآية دليل على تحريم النظر إلى غير من يحل النظر إليه . -- س: ما المراد بـ(قل للمؤمنين يغضوا) ؟ "قل للمؤمنين" : غضوا . "يغضوا" : ومعنى غض البصر إطباق الجفن على العين بحيث تمتنع الرؤية . -- س: ما معنى " من أبصارهمـ" ؟ من في قوله (من أبصارهم) هي التبعيضية وإليه ذهب الأكثرون وبينوه بأن المعنى غض البصر عما يحرم والاقتصار به على مايحل . -- س: ما وجه التبعيض ؟ · وقيل وجه التبعيض أنه يعض للناضر أول نظرة تقع من غير قصد . · إنها زائدة . · وقيل : إنها لبيان الجنس قاله أبو البقاء واعترض عليه بأنه لم يتقدم مبهم يكون مفسرا بمن. · وقيل : إنها لابتداء الغاية قاله ابن عطية . -- س: ما معنى (ويحفظوا فروجهم) ؟ § أنه يجب عليهم حفظها عما يحرم عليهم . § وقيل : المراد ستر فروجهم عن أن يراها من لاتحل له رؤيتها ولا مانع من إرادة العينين فالكل يدخل تحت حفظ الفرج . -- س: ما سر التعبير بمن في الأبصار دون الفرج ؟ § قيل : ووجه المجيء بمن في الأبصار دون الفروج أنه موسع في النظر فإنه لا يحرم منه إلا ما استثنى بخلاف حفظ الفرج فإنه مضيق فيه فإنه لا يحل منه إلا ما استثنى . § وقيل : الوجه أن غض البصر كله كالمتعذر بخلاف حفظ الفرج فإنه ممكن على الإطلاق . -- س: لمن تعود الإشارة بقوله "ذلك" ؟ الإشارة بقوله ذلك إلى ما ذكره من الغض والحفظ وهو مبتدأ وخبره " أزكى لهم " . -- س: ما معنى " أزكى لهم " ؟ أي أظهر لهم من دنس الريبة وأطيب من التلبس بهذه الدنيئة . -- س: ما معنى (إن الله خبير بما يصنعون) ؟ لا يخفى عليه شيء من صنعهم وفي ذلك لمن لم يغض بصره ويحفظ خرجه . -- س: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) عللي – خص سبحانه وتعالى المؤمنات بالخطاب مع كونها داخلات تحت الخطاب الأول ؟ خص سبحانه الإناث بهذا الخطاب على طريق التأكيد لدخولهن تحت خطاب المؤمنين تغليبا كما في سائر الخطابات القرآنية . -- س: لماذا بدأ سبحانه بالغض في الموضعين قبل حفظ الفرج ؟ لأن النظر وسيلة إلى عدم حفظ الفرج والوسيلة مقدمة على المتوسل إليه . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ما معنى ( ولا يبدين زينتهن ) ؟ أى ما يتزين به من الحلية وغيرها وفي النهى عن إبداء الزينة نهى عن إبداء مواضعها من أبدانهن بالأولى . -- س: استثنى سبحانه من هذا النهى فقال ( إلا ما ظهر منها ) ما المراد به ؟ س: ما هي الزينة التي تبديها المرأه وما الرأي الراجح ؟ اختلف الناس في ظاهر الزينة ماهو : § ظاهر الزينة هو الثياب . § وزاد سعيد بن جبير الوجه . § الوجه والكفان . § والرأي الراجح : ظاهر الزينة هو الكل والسواك والخضاب إلى نصف الساق ونحو ذلك . § فإنه يجوز للمرأة أن تبديه وقال ابن عطية إن المرأة لاتبدي شيئا من الزينة وتخفي كل شيء من زينتها ووقع الاستثناء فيما يظهر منها بحكم الضرورة ولا يخفى عليك أن ظاهر النظم القرآني النهى عن إبذاء الزينة إلا ما ظهر منها كاكجلبات والخمار ونحوهما مما على الكف والقدمين من الحلية ونحوها . -- س: بماذا فسرت الزينة ؟ على قسمين : [ خلقية ومكتسبة ] . § فالخلقية وجهها فإنه أصل الزينة . § والزينة المكتسبة ماتحاوله المرأة في تحسين خلقها كالثياب والحلى والكحل والخضاب . -- س: ما معنى الخمر والجيوب بـ (وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) ؟ الخمر : جمع خمار وهو ما تغطى به المرأة رأسها ومنه اختمرت المرأة وتخمرت . § والجيوب : جمع جيب وهو موضع القطع من الدرع والقميص مأخوذ من الجوب وهو القطع . § الجيوب : فتحة الصدر . قال المفسرون : إن نساء الجاهلية كن يسدلن خمرهن من خلفهن وكانت جيوبهن من قدام واسعة فكان تنكشف نحورهن وقلائدهن فأمرن أن يضربن مقانعهن على الجيوب لتستر بذلك ما كان يبدو وفي لفظ الضرب مبالغة في الألقاء الذي هو الإلصاق قرأ . § إن معنى على جيوبهن : على صدورهن فيكون في الآية مضاف محذوف أى على مواضع جيوبهن . -- س: ما سر تكراره سبحانه وتعالى النهي عن إبداء الزينة ؟ كرر سبحانه النهى عن إبداء الزينة لأجل ما سيذكره من الاستثناء فقال ( ولايبدين زينتهن إلا لبعولتهن) . -- س: ما المراد بـ( ولايبدين زينتهن إلا لبعولتهن) ؟ البعل : هو الزوج والسيد في كلام العرب . -- س: ما سر تقديمـ البعولة ؟ س: لماذا خص الله الزوج بالزينة ؟ · لأنهم المقصودون بالزينة . · ولأن كل بدن الزوجة والسرية حلال لهم ومثله . -- س: بيني الإستثنائات في الآية من إبداء الزينة للمرأة ؟ § لما استثنى سبحانه الزوج أتبعه باستثناء ذوى المحارم فقال(أو آبائهن أو آباء بعولتهن إلى قوله أو بني أخواتهن ) § فجوز للنساء أن يبدين الزينة لهؤلاء لكثرة المخالطة . § وعدم خشية الفتنة لما في الطباع من النفرة عن القرائب . -- س: ما المراد بأبناء بعولتهن ؟ ذكور أولاد الأزواج . -- س: ما معنى قوله "أو أبنائهن" ؟ أولاد الأولاد وإن سفلوا / وأولاد بناتهن وإن سفلوا وكذا آباء البعولة وآباء الآباء وآباء الأمهات وإن علوا وكذلك أبناء البعولة وإن سفلوا وكذلك أبناء الإخوة والأخوات . -- س: ما حكمـ العمـ والخال في جواز النظر ؟ § ذهب الجمهور إلى أن العم والخال كسائر المحارم في جواز النظر إلى ما يجوز لهم . § وقيل : ليس العم والخال من المحارم . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ما معنى "أو نسائهن" ؟ § هن المختصات بهن الملابسات لهن بالخدمة أو الصحبة . § ويدخل في ذلك الإماء . § ويخرج من ذلك نساء الكفار من أهل الذمة وغيرهم فلا يحل لهن أن يبدين زينتهن لهن "عللي" لأنهن لا يتحرجن عن وصفهن للرجال وفي هذه المسألة خلاف بين أهل العلم . -- س: علامـ دلت إضافة النساء إليهمن ؟ إضافة النساء إليهن تدل على اختصاص ذلك بالمؤمنات . -- س: ما المراد بـ (أو ماملكت أيمانهن) ؟ § ظاهر الآية يشمل العبيد والإماء من غير فرق بين أن يكونوا مسلمين أو كافرين . § قيل : لاتغرنكم هذه الآية (أو ما ملكت أيمانهن ) إنما عني بها الإماء ولم يعن بها العبيد و. -- س: ما معنى التابعين بـ(أو التابعين) ؟ المراد بالتابعين : هم الذين يتبعون القوم فيصيبون من طعامهم لاهمة لهم إلا ذلك ولا حاجة لهم في النساء . -- س: ما معنى (غير أولى الإربة من الرجال) ؟ أصل الإربة والأرب والمأربة الحاجة والجمع مآرب أى حوائج ومنه قوله سبحانه (ولي فيها مآرب أخرى) § وقيل : المراد بغير أولى الأربة من الرجال الحمقى الذين لا حاجة لهم في النساء . § وقيل : البله . § وقيل : العنين . § وقيل : الخصى . § وقيل :المخنث . § وقيل :الشيخ الكبير ولا وجه لهذا التخصيص . § بل المراد بالآية ظاهرها وهم من يتبع أهل البيت ولا حاجة له في النساء ولا يحصل منه ذلك في حال من الأحوال فيدخل من هؤلاء من هو بهذه الصفة ويخرج من عداه. -- س: ما معنى (أو الطفل) ؟ § الطفل يطلق على المفرد والمثنى والمجموع . § أو المراد به هنا : الجنس . § أو الأطفال على الجمع يقال للإنسان طفل ما لم يراهق الحلم . -- س: ما معنى " الذين لم يظهروا على عورات النساء" ؟ § ومعنى "لم يظهروا" لم يطلعوا من الظهور بمعنى الاطلاع . § وقيل : معناه لم يبلغوا حد الشهوة . § والمعنى لم يطلعوا على عورات النساء ويكشفوا عنها للجماع . § أو لم يبلغوا حد الشهوة للجماع -- س: ما أقول العلماء في وجوب ستر ماعدا الوجه والكفين من الأطفال ؟ § قيل : لا يلزم لأنه لا تكليف عليه وهو الصحيح . § وقيل : يلزم لأنها قد تشتهي المرأة . § وهكذا اختلف في عورة الشيخ الكبير الذي قد سقطت شهوته . § والأولى بقاء الحرمة كما كانت فلا يحل النظر إلى عورته ولا يحل له أن يكشفها . § وقد اختلف العلماء في حد العورة : أجمع المسلمون على أن السوءتين عورة من الرجل والمرأة وأن المرأة كلها عورة إلا وجهها ويديها على خلاف في ذلك . § وقال الأكثر إن عورة الرجل من سرته إلى ركبته . -- س: ما معنى ( ولايضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) ؟ أى لاتضرب المرأة برجلها إذا مشت ليسمع صوت خلخالها من يسمعه من الرجال فيعلمون أنها ذات خلخال . § وسماع هذه الزينة أشد تحريكا للشهوة من إبدائها . -- س: ما المراد بـ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ) ؟ فيه الأمر بالتوبة ولا خلاف بين المسلمين في وجوبها وأنها فرض من فرائض الدين . -- س: ما معنى "لعلكم تفلحون" ؟ § اى تفوزون بسعادة الدنيا والاخرة . -- س: ما المراد بالتوبة هنا ؟ § وقيل إن المراد بالتوبة هنا : هي عما كانوا يعملونه في الجاهلية . § والأول أولى لما تقرر في السنة أن الإسلام يجّب ما قبله . -- س: ما سبب نزول "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" ؟ § عن علي بن أبي طالب قال : مر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طريق من طرقات المدينة فنظر إلى امرأة ونظرت إليه فوسوس لهما الشيطان أنه لم ينظر أحدهما إلى الآخر إلا إعجابا به فبينما الرجل يمشي إلى جنب حائط وهو ينظر إليها إذا استقبله الحائط فشق أنفه فقال والله لا أغسل االدم حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعلمه أمري فأتاه فقص عليه قصته فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا عقوبة ذنبك وأنزل الله "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" -- س: ما حق الطرقات ؟ حديث أبى سعيد قال [ قال رسولالله صلى الله عليه وآله وسلم إياكم والجلوس على الطرقات قالوا يا رسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها فقال إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه يا رسول الله قال غض البصر وكف الأذى وردالسلام والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر] . يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
سورة النور 32 – 34 وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْوَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُوَاسِعٌ عَلِيمٌ(32) وَلْيَسْتَعْفِفِالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِوَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْإِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْوَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناًلِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَمِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(33) وَلَقَدْأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنقَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ(34) س: ما مناسبة الآية بما قبلها ؟ لما أمر سبحانه بغض الأبصار وحفظ الفروج أرشد بعد ذلك إلى ما يحل للعباد من النكاح الذى يكون به قضاء الشهوة وسكون دواعي الزنا ويسهل بعده غض البصر عن المحرمات وحفظ الفرج عما لا يحل . -- س: ما المراد بـالأيامى في الآية ( وأنكحوا الأيامى منكم ) وما المراد بها هُنا ؟ الأيم : التي لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا والجمع أيامى والأصل أيايم والأيم بتشديد الياء ويشمل الرجل والمرأة وأكثر ما يكون في النساء . والمراد بالأيامى هنا الأحرار والحرائر -- س: لمن الخطاب في "وأنكحوا الأيامى" ؟ § للأولياء . § وقيل : للأزواج . § والأول أرجح . -- س: هل المرأه تُنكح نفسها ؟ فيه دليل على أن المرأة لا تُنكح نفسها وقد خالف في ذلك أبو حنيفة . -- س: ما آرآء العُلماء في النكاح ؟ اختلف أهل العلم في النكاح هل مباح أو مستحب أو واجب : § فذهب إلى الأول الشافعى وغيره = مباح . § وإلى الثانى مالك وأبو حنيفة = مستحب . § وإلى الثالث بعض أهل العلم = واجب - على تفصيل لهم في ذلك فقالوا إن خشى على نفسه الوقوع في المعصية وجب عليه وإلا فلا . § والظاهر أن القائلين بالإباحة والاستحباب لا يخالفون في الوجوب مع تلك الخشية . § وبالجملة فهو مع عدمها سنة من السنن المؤكدة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح بعد ترغيبه في النكاح "ومن رغب عن سنتي فليس منى" ولكن مع القدرة عليه وعلى مؤنه . -- س: ما الحكمة من ذكر الصلاح في المماليك دون الأحرار ؟ س: لماذا ذكر سبحانه الصلاح في المماليك دون الأحرار ؟ ذكر سبحانه الصلاح في المماليك دون الأحرار "عللي" لأن الغالب في الأحرار الصلاح بخلاف المماليك . -- س: ما المراد بـ(إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) ؟ أى لا تمتنعوا من تزويج الأحرار بسبب فقر الرجل والمرأة أو أحدهما فإنهم إن يكونوا فقراء يغنهم الله سبحانه ويتفضل عليهم بذلك . § قال الزجاج : حث الله على النكاح وأعلم أنه سبب لنفي الفقر ولا يلزم أن يكون هذا حاصلا لكل فقير إذا تزوج فإن ذلك مقيد بالمشيئة . § وقيل : المعنى إنه يغني يغنى النفس . § وقيل : المعنى إن يكونوا فقراء إلى النكاح يغنهم الله من فضله بالحلال ليتغففوا عن الزنا . § والوجه الأول : أولى . -- س: ما المراد بـ(والله واسع عليم) ؟ § جملة مؤكدة لما قبلها ومقررة لها . § والمراد : أنه سبحانه ذو سعة لا ينقص من سعة ملكه غنى من يغنيه من عباده عليم بمصالح خلقه يغنى من يشاء ويفقر من يشاء . -- س: ما المراد بـ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا ) ؟ استعف طلب أن يكون عفيفا : § اى ليطلب العفة عن الزنا والحرام من لا يجد نكاحا أى سبب نكاح وهو المال . § وقيل النكاح هنا ما تنكح به المرأة من المهر والنفقة كاللحاف اسم لما يلتحف به واللباس اسم لما يلبس وقيد سبحانه هذا النهى بتلك الغاية وهي (حتى يغنيهم الله من فضله) . -- س: ما معنى "حتى يغنيهم الله من فضله" وعلى ماذا دلت الآية ؟ § اى يرزقهم رزقا يستغنون به ويتمكنون بسببه من النكاح . § وفي هذه الآية ما يدل على : تقييد الجملة الأولى وهي إن يكونوا فقراء يغنهم الله بالمشيئة . -- س: ما المراد بـ( والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم ) ؟ § أى : وكاتبوا الذين يبتغون الكتاب كالمكاتبة. § وقيل : الكتاب ها هنا اسم عين للكتاب الذى يكتب فيه الشىء وذلك لأنهم كانوا إذا كاتبوا العبد كتبوا عليه وعلى أنفسهم بذلك كتابا فيكون المعنى الذين يطلبون كتاب المكاتبة . -- س: ما معنى المكاتبة ؟ في الشرع : أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤديه منجما فإذا أداه فهو حر . -- س: ما معنى قوله "فكاتبوهم" ؟ أن العبد إذا طلب الكتابة من سيده وجب عليه أن يكاتبه بالشرط المذكور بعده وهو (إن علمتم فيهم خيرا) . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ما المقصود بالخير هُنا (إن علمتم فيهم خيرا) ؟ § الخير هو : القدرة على أداء ما كوتب عليه وإن لم يكن له مال . § وقيل : هو المال فقط . § قيل : إن رجوتم عندهم وفاء وتأدية للمال . § قيل : لما قال فيهم كان الأظهر الاكتساب والوفاء وأداء الأمانة . § قيل : إن الخير الدين والأمانة . -- س: ما المراد بالآية (وآتوهم من مال الله الذى آتاكم ) ؟ § في هذه الآية الأمر للمالكين بإعانة المكاتبين على مال الكتابة إما بأن يعطوهم شيئا من المال أو بأن يحطوا عنهم مما كوتبوا عليه . § وظاهر الآية عدم تقدير ذلك بمقدار . § وقيل : الثلث . § وقيل : الربع . § وقيل : العشر . § ولعل وجه تخصيص الموالى بهذا الأمر هو كون الكلام فيهم وسياق الكلام معهم فإنهم المأمورون بالكتابة . -- س: لمن الخطاب في"وآتوهم"– لمن الأمر ؟ § في هذه الآية الأمر للمالكين [السيد] بإعانة المكاتبين على مال الكتابة إما بأن يعطوهم شيئا من المال أو بأن يحطوا عنهم مما كوتبوا عليه . § الموالى [ العبيد ] ولعل وجه تخصيص الموالى بهذا الأمر هو كون الكلام فيهم وسياق الكلام معهم فإنهم المأمورون بالكتابة . § إن الخطاب بقوله "وآتوهم" : لجميع الناس . § وقيل : إن الخطاب للولاة بأن يعطوا المكاتبين من مال الصدقة حظهم كما في قوله سبحانه :"وفي الرقاب" -- س: ما المراد بالفتيات هُنا " ولا تكرهوا فتياتكم على البغآء " ؟ § المراد بالفتيات هنا : الإماء . § وإن كان الفتى والفتاة قد يطلقان على الأحرار في مواضع أخر . -- س: ما المراد بـ"البغاء" ؟ الزنا مصدر بغت المرأة تبغى بغاء إذا زنت وهذا مختص بزنا النساء فلا يقال للرجل إذا زنا إنه بغى . -- س: عللي - شرط الله سبحانه هذا النهى بقوله ( إن أردن تحصنا ) ؟ لأن الإكراه لا يتصور إلا عند إرادتهم للتحصن فإن من لم ترد التحصن لا يصح أن يقال لها مكرهة على الزنا . -- س: ما المراد بـ التحصن هُنا ؟ § المراد بالتحصن هنا : التعفف والتزوج . § وقيل : إن هذا القيد راجع إلى الأيامى . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ما معنى الشرط هنا ولماذا شرط الله النهي بصورة إرادتهن التعفف أو التحصن ؟ الشرط : " إن أردن تحصنا " § قيل : هذا الشرط ملغى . § وقيل إن هذا الشرط باعتبار ما كانوا عليه فإنهم كانوا يكرهونهن وهن يردن التعفف . § وليس لتخصص النهى بصورة إرادتهن التعفف . § وقيل : إن هذا الشرط خرج مخرج الغالب "عللي" لأن الغالب أن الإكراه لا يكون إلا عند إرادة التحصن فلا يلزم منه جواز الإكراه عند عدم إرادة التحصن . § وهذا الوجه أقوى هذه الوجوه فإن الأمة قد تكون غير مريدة للحلال ولا للحرام كما فيمن لا رغبة لها في النكاح والصغيرة فتوصف بأنها مكرهة على الزنا مع عدم إرادتها للتحصن . § فلا يتم ما قيل من أنه لا يتصور الإكراه إلا عند إرادة التحصن . § إلا أن يقال إن المراد بالتحصن هنا : مجرد التعفف وأنه لا يصدق على من كانت تريد الزواج أنها مريدة للتحصن وهو بعيد . § فقد قال الحبر ابن عباس إن المراد بالتحصن : التعفف والتزوج وتابعه على ذلك غيره . -- س: بما علل سبحانه بقوله ( لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ) وما المراد بعرض الحياة الدنيا ؟ علل سبحانه هذا النهي بقوله " لتبتغوا عرض الحياة الدنيا " وهو ما تكسبه الأمة بفرجها وهذا التعليل أيضا خارج مخرج الغالب .. § والمعنى : أن هذا العرض هو الذى كان يحملهم على إكراه الإماء على البغاء في الغالب لأن إكراه الرجل لأمته على البغاء لا لفائدة له أصلا لا يصدر مثله عن العقلاء فلا يدل هذا التعليل على أنه يجوز له أن يكرهها إذا لم يكن مبتغيا بإكراهها عرض الحياة الدنيا . § وقيل : إن هذا التعليل للإكراه هو باعتبار أن عادتهم كانت كذلك لا أنه مدار للنهى عن الإكراه لهن وهذا يلاقى المعنى الأول ولا يخالفه . -- س: ما معنى ( ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) ؟ § هذا مقرر لما قبله ومؤكد له . § والمعنى : أن عقوبة الإكره راجعة إلى المكرهين لا إلى المكرهات . § قيل : وفى هذا التفسير بعد لأن المكرهة على الزنا غير آثمة وأجيب بأنها وإن كانت مكرهة فربما لا تخلو في تضاعيف الزنا عن شائبة مطاوعة إما بحكم الجبلة البشرية أو يكون الإكراه قاصرا عن حد الإلجاءالمزيل للاختيار . § وقيل : إن المعنى فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم لهم إما مطلقا أو بشرط التوبة . -- س: وصف الله القرآن بصفات ثلاث وضحيه ؟ [ لما فرغ سبحانه من بيان تلك الأحكام شرع في وصف القرآن بصفات ثلاث ] : · الأولى - أنه آيات مبينات : أى واضحات في أنفسهن أو موضحات فتدخل الآيات المذكورة في هذه الصورة دخولا أوليا . · والصفة الثانية - كونه مثلا من الذين خلوا من قبل هؤلاء : أى مثلا كائنا من جهة أمثال الذين مضوا من القصص العجيبة والأمثال المضروبة لهم في الكتب السابقة فإن العجب من قصة عائشة رضى الله عنها هو كالعجب من قصة يوسف ومريم وما اتهما به ثم تبين بطلانه وبراءتهما سلام الله عليهما . · والصفة الثالثة - كونه موعظة ينتفع بها المتقون خاصة : فيتقتدون بما فيه من الأوامر وينزجوون عما فيه من النواهي وأما غير المتقين فإن الله قد ختم على قلوبهم وجعل على أبصارهم غشاوة عن سماع المواعظ والاعتبار بقصص الذين خلوا وفهم ما تشتمل عليه الآيات البينات . -- س: وضحي كيف وعد سبحانه وتعالى في ذلك الغنى ، فقال : ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) ؟ § عن ابن عباس في قوله : (وأنكحوا الأيامى ) الآية قال أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه وأمرهم أن يزوجوا أحرارهم وعبيدهم ووعدهم في ذلك الغنى ، فقال : ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) . § عن أبي بكر الصديق قال : أطيعوا الله فيما أمركم من ينجز لكم ماوعدكم من الغنى ، قال تعالى : ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) . § أن عمر بن الخطاب قال : ما رأيت كرجل لم يلتمس الغنى في الباءة وقد وعد الله فيها ما وعد فقال : ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) . § عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : [ أنكحوا النساء فإنهن يأتينكمبالمال] . § عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الأداء والغازى في سبيل الله] . -- وقد ورد فى الترغيب في مطلق النكاح أحاديث كثيرة ليس هذا موضع ذكرها وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا ) قال ليتزوج من لايجد فإن الله سيغنيه . -- س: هاتي أمثله واقعيه عن المكاتبه ؟ § عن عبدالله بن صبيح عن أبيه قال كنت مملوكا لحويطب بن عبد العزى فسألته الكتابة فأبى فنزلت ( والذين يبتغون الكتاب) الآية . § عن أنس بن مالك قال سألني سيرين المكاتبة فأبيت عليه فأتى عمر بن الخطاب فأقبل علي بالدرة وقال كاتبه وتلا ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا) فكاتبته . § عن يحيى بن أبى كثير قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ) قال إن علمتم فيهم حرفة ولا ترسلوهم كلا على الناس . § عن ابن عباس (إن علمتم فيهم خيرا) قال : المال . § عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس في قوله (وآتوهم من مال الله) الآية أمر المؤمنين أن يعينوا في الرقاب وقال علي بن أبى طالب أمر الله السيد أن يدع للمكاتب الربع من ثمنه وهذا تعليم من الله ليس بفريضة ولكن فيه أجر . § عن جابر بن عبد الله قال كان عبد الله بن أبى يقول لجارية له : اذهبى فابغينا شيئا وكانت كارهة فأنزل الله ( ولا تكرهوا فتيانكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم ) . -- س: ما سبب نزول قوله : " ولا تكرهوا فتياتكم " ؟ § عن جابر أن جارية لعبد الله بن أبى يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة فكان يريدهما على الزنا فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله ( ولا تكرهوا فتياتكم ) الآية . § عن أنس نحو حديث جابر الأول وأخرج ابن مردويه عن على بن أبى طالب في الآية قال كان أهل الجاهلية يبغين إماءهم فنهوا عن ذلك في الإسلام . § عن ابن عباس قال كانوا في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا يأخذون أجورهن فنزلت الآية . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
سورة النور 35 – 38 اللَّهُ نُورُالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌالْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنشَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُزَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِياللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِوَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَاللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَابِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّاتُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِوَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُوَالْأَبْصَارُ(37) لِيَجْزِيَهُمُاللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنيَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ(38) س: أربطي الآيات بما قبلها ؟ لما بين سبحانه من الأحكام ما بين أردف ذلك بكونه سبحانه في غاية الكمال فقال ( الله نور السموات والأرض) وهذه الجملة مستأنفة لتقرير ما قبلها . -- س: ما المراد بـ" الله نور السموات والأرض " ؟ س: ما إعراب الآية ؟ § هذه الجملة مستأنفة لتقرير ما قبلها . § والاسم الشريف : مبتدأ . § ونور السموات والأرض : خبره إما على حذف مضاف أى : ذو نور السموات والأرض أو لكون المراد المبالغة في وصفه سبحانه بأنه نور لكمال جلاله وظهور عدله وبسطه أحكامه كما يقال فلان نور البلد وقمر الزمن وشمس العصر . -- س: ما معنى النور وكيف يطلق النور على الله ؟ § ومعنى النور في اللغة : الضياء وهو الذى يبين ويرى الأبصار حقيقة ما تراه فيجوز إطلاق النور على الله سبحانه على طريقه المدح . § ولكونه أوجد الأشياء المنورة وأوجد أنوارها ونورها . § فمعنى ( الله نور السموات والأرض ) انه سبحانه صيرهما منيرتين باستقامة أحوال أهلهما وكمال تدبيره عز وجل لمن فيهما . § وإنه سبحانه نور لا كالأنوار وجسم لا كالأجسام . -- س: ما معنى قوله ( مثل نوره) ؟ مبتدأ وخبره كمشكاة . أى صفة نوره الفائض عنه الظاهر علىالأشياء كمشكاة . -- س: ما المراد بالمشكاة وما وجه تخصيص المشكاة ؟ § والمشكاة الكوة في الحائط غير النافذة كذا . § ووجه تخصيص المشكاة : أنها أجمع للضوء الذى يكون فيه مصباح أو غيره § وأصل المشكاة : الوعاء يجعل فيه الشىء . § وقيل المشكاة : عمود القنديل الذى فيه الفتيلة . -- س: ما المراد بـ"فيها مصباح" ؟ وهو السراج -- س: ما المراد "المصباح في زجاجة " وما وجه ذلك ؟ § قال الزجاج : النور في الزجاج وضوء النار أبين منه في كل شيء وضوءه يزيد في الزجاج . § ووجه ذلك أن الزجاج جسم شفاف يظهر فيه النور أكمل ظهور ثم وصف الزجاجة . -- س: ماالمراد بالآية ( الزجاجة كأنها كوكب دري) ؟ § أي منسوب إلى الدر لكون فيه من الصفاء والحسن ما يشابه الدر . § الكوكب الدرى الزهرة . § والدرارى : هى المشهورة من الكواكب [كالمشترى - والزهرة - والمريخ وما يضاهيها من الثوابت] . -- س: بماذا وصف سبحانه المصباح ؟ § وصف المصباح بقوله ( يوقد من شجرة مباركة ) أى يوقد من زيت شجرة مباركة والمباركة الكثيرة المنافع . § وقيل : المنماة والزيتون من أعظم الثمار نماء . -- س: أذكري ما يحضرك من بركة هذهِ الشجرة ؟ § قيل : ومن بركتها أن أغصانها تورق ومن أسفلها إلى أعلاها . § وهى إدام ودهان ودباغ ووقود . § وليس فيها شىء إلا وفيه منفعة . -- س: أذكري أقوال العلماء في معنى قوله "لاشرقية ولا غربية" ؟ § إن الشرقية : هى التى تصيبها الشمس إذا شرقت ولاتصيبها إذا غربت . § والغربية : هى التي تصيبها إذا غربت ولا تصيبها إذا شرقت . § وهذه الزيتونة هى في صحراء بحيث لا يسترها عن الشمس شىء لا فى حال شروقها ولا في حال غروبها وما كانت من الزيتون هكذا فثمرها أجود . § وقيل : إن المعنى إنها شجرة في دوحة قد أحاطت بها فهى غير منكشفة من جهة الشرق ولا من جهة الغرب . § ليست هذه الشجرة من شجر الدنيا وإنما هو مثل ضربه الله لنوره ولو كانت في الدنيا لكانت إما شرقية وإما غربية . § قد أفصح القرآن بأنها من شجر الدنيا لأن قوله : "زيتونة" بدل من قوله : "شجرة" . -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: والضمير في هاتين القراءتين راجع إلى ماذا ؟ إلى المصباح - وهاتان القراءتان متقاربتان لأنهما جميعا للمصباح وهو أشبه بهذا الوصف "عللي" لأنه الذى ينير ويضيء وإنما الزجاجة وعاء له . -- -- س: بماذا وصف سبحانه بالزيتونه بـ( يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار) ؟ وصف الزيتونة بوصف آخر فقال ( يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار) والمعنى أن هذا الزيت في صفاته وإنارته يكاد يضيء بنفسه من غير أن تمسه النار أصلا . -- س: ما إعراب قوله " نور على نور " وما المراد بالآية ؟ ارتفاع "نور" على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أى : هو نور . و"على نور" متعلق بمحذوف هو صفة لنور مؤكدة له . § والمعنى : هو نور كائن على نور . § قيل : المصباح نور والزجاجة نور . § وقيل : نورالإيمان ونور القرآن . -- س: ما معنى ( يهدى لنوره من يشاء) ؟ من عبادة أى هداية خاصة موصلة إلى المطلوب وليس المراد بالهداية هنا مجرد الدلالة -- س: ما معنى ( ويضرب الله الأمثال للناس) ؟ أى يبين الأشياء بأشباهها ونظائرها تقريبا لها إلى الأفهام وتسهيلا لإدراكها لأن إبراز المعقول في هيئة المحسوس وتصويره بصورته يزيده وضوحا وبيانا. -- س: ما المراد بـ( والله بكل شيء عليم) ؟ لا يغيب عنه شىء من الأشياء معقولا كان أو محسوسا ظاهرا أو باطنا . -- س: اختلف في قوله ( في بيوت أذن الله أن ترفع ) بما هو متعلق – وضحي ؟ § فقيل : متعلق بما قبله - أى كمشكاة في بعض بيوت الله وهي المساجد ، كأنه قيل : مثل نوره كما ترى في المسجد نور المشكاة . § وقيل : متعلق بمصباح . § وقيل : هو حال للمصباح والزجاجة والكوكب كإنه قيل : وهى في بيوت . § وقيل : متعلق يتوقد - أي توقد في بيوت . § وقد قيل : متعلق بما بعده وهو يسبح أى يسبح له رجال في بيوت وعلى هذا يكون قوله فيها تكريرا . § وقيل : إنه منفصل عما قبله كأنه قال الله في بيوت أذن الله أن ترفع . § وقد قيل : على تقدير تعلقه بمشكاة أو بمصباح أو بتوقد . -- س: ما الوجه في توحيد المصباح والمشكاة وجمع البيوت ؟ § ولا تكون المشكاة الواحدة ولا المصباح الواحد إلا في بيت واحد وأجيب بأن هذا الخطاب الذى يفتح أوله بالتوحيد ويختم بالجمع . -- س: ما معنى البيوت ؟ § قيل : معنى في بيوت في كل واحد من البيوت فكأنه قال في كل بيت أو في كل واحد من البيوت . -- س: اختلف الناس في البيوت على أقوال وضحي ذلك ؟ § الأول : أنها المساجد . § الثانى : أن المراد بها بيوت بيت المقدس . § الثالث : أنها بيوت النبى صلى الله عليه وآله وسلم . § الرابع : هي البيوت كلها . § الخامس : أنها المساجد الأربعة الكعبة ومسجد قباء ومسجد المدينة ومسجد بيت المقدس . -- س: معنى "أذن الله أن ترفع" ؟ § أمر وقضى . § ومعنى ترفع تبنى . § معنى ترفع تعظم ويرفع شأنها وتطهر من الأنجاس والأقذار . § وقيل : المراد بالرفع هنا مجموع الأمرين . -- س: ما معنى ( يذكر فيها اسمه) ؟ § كل ذكر لله عز وجل . § وقيل : هو التوحيد . § وقيل : المراد تلاوة القرآن . § والأول أولى . -- س: ما المراد بالتسبيح هُنا ( يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال) ؟ س: اختلف في هذا التسبيح ما هو ؟ § الأكثرون حملوه على الصلاة المفروضة قالوا الغدو صلاة الصبح والآصال صلاة الظهر والعصر والعشاءين لأن اسم الآصال يشملها. § ومعنى بالغدو والآصال بالغداة والعشي . § وقيل : صلاة الصبح والعصر . § وقيل : المراد صلاة الضحى . § وقيل : المراد بالتسبيح هنا معناه الحقيقي : وهو تنزيه الله سبحانه عما لا يليق به في ذاته وصفاته وأفعاله ويؤيد هذا ذكر الصلاة والزكاة بعده وهذا أرجح مما قبله لكونه المعنى الحقيقى مع وجود دليل يدل على خلاف ما ذهب إليه الأولون . -- س: ما المراد بـ( لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) ؟ هذه الجملة صفة لرجال أى لا تشغلهم التجارة والبيع عن الذكر . -- س: لما خص التجارة بالذكر ؟ § وخص التجارة بالذكر "عللي" لأنها أعظم ما يشتغل به الإنسان عن الذكر . § التجارة لأهل الجلب والبيع ما باعه الرجل على بدنه . § وخص قوم التجارة هاهنا بالشراء لذكر البيع بعدها . § وقيل : التجار هم الجلاب المسافرون والباعة هم المقيمون . -- س: ما معنى "عن ذكر الله" ؟ § قيل : المراد الأذان . § وقيل : عن ذكره بأسمائه الحسنى أى يوحدونه ويمجدونه . § وقيل : المراد عن الصلاة ويرده ذكر الصلاة بعد الذكر هنا . -- س: مالمراد بإقام الصلاة ؟ إقامتها لمواقيتها من غير تأخير . -- س: ما المراد بالزكاة هُنا ؟ § والمراد بالزكاة المذكورة : هى المفروضة . § وقيل المراد بالزكاة : طاعة الله والإخلاص إذ ليس لكل مؤمن مال . -- س: ما معنى "يخافون يوما" ما المراد باليوم هنا ؟ س: ماذا يقصد باليوم الذي تتقلب فيه القلوب والأبصار ؟ أى يوم القيامة . -- س: ما المراد بالآية "تتقلب فيه القلوب والأبصار" ؟ وصف هذا اليوم بقوله ( تتقلب فيه القلوب والأبصار ) أى تضطرب وتتحول . § قيل المراد بتقلب القلوب : انتزاعها من أماكنها إلى الحناجر فلا ترجع إلى أماكنها ولا تخرج . § والمراد بتقلب الأبصار : هو أن تصير عمياء بعد أن كانت مبصرة . § وقيل المراد بتقلب القلوب : أنها تكون متقلبة بين الطمع في النجاة والخوف من الهلاك . § وأما تقلب الأبصار : فهو نظرها من أى ناحية يؤخذون وإلى أى ناحية يصيرون . § وقيل المراد : تحول قلوبهم وأبصارهم عما كانت عليه من الشك إلى اليقين § وقيل المراد : التقلب على جمر جهنم . § وقيل غير ذلك . -- س: ما المراد ( ليجزيهم الله أحسن ما عملوا) ؟ · متعلق بمحذوف أى يفعلون ما يفعلون من [التسبيح - والذكر - وإقام الصلاة - وإيتاء الزكاة ] ليجزيهم الله أحسن ما عملوا . · أى أحسن جزاء أعمالهم حسبما وعدهم من تضعيف ذلك إلى عشرة أمثاله وإلى سبعمائة ضعف . · وقيل المراد بما في هذه الآية : ما يتفضل سبحانه به عليهم زيادة على مايستحقونه والأول أولى لقوله ( ويزيدهم من فضله) . · فإن المراد به التفضل عليهم بما فوق الجزاء الموعود به . -- س: ما معنى ( والله يرزق من يشاء بغير حساب) ؟ § أى من غير أن يحاسبه على ما أعطاه . § أو أن عطاءه سبحانه لا نهاية له . § والجملة مقررة لما سبقها من الوعد بالزيادة -- يتبع بإذن الله تعالى :) |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
النور : ( 58 ) "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْوَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِصَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِصَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْجُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَالْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَمِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌحَكِيمٌ (59) وَالْقَوَاعِدُ مِنَالنِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنيَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَخَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60) لَيْسَ عَلَىالْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌوَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْأَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِأَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِأَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْصَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاًفَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِاللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون(61) س: لمن الخطاب هُنا "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ" ؟ الخطاب : للمؤمنين وتدخل المؤمنات فيه تغليبا كما في غيره من الخطابات قال العلماء هذه الآية خاصة ببعض الأوقات . -- س: " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ" ما أقوال العُلماء بالآية ؟ § أنها منسوخة . § إن الأمر فيها للندب لا للوجوب . § وقيل : كان ذلك واجبا حيث كانوا لا أبواب لهم ولو عاد الحال لعاد الوجوب . § قيل : إن الأمر هاهنا للوجوب وإن الآية محكمة غير منسوخة وأن حكمها ثابت على الرجال والنساء . § إنها خاصة بالنساء . § وقال ابن عمر هى خاصة بالرجال دون النساء . -- س: مالمراد بقوله " ملكت أيمانكم " ؟العبيد والإماء . -- س: مالمراد بالذين لم يبلغوا الحلم ؟ الصبيان . -- س: ما المراد بـ"منكم" ؟ أي من الأحرار . -- س: ما معنى" ثلاث مرات" ؟ § ثلاثة أوقات في اليوم والليلة . § والظاهر من قوله" ثلاث مرات" ثلات استئذانات . -- س: لماذا عُبر بالمرات عن الأوقات ؟ § عبر بالمرات عن الأوقات : لأن أصل وجوب الاستئذان هو بسبب مقارنة تلك الأوقات لمرور المستأذنين بالمخاطبين لا نفس الأوقات . § ثم فسر الثلاث المرات فقال" من قبل صلاة الفجر " وذلك لأنه وقت القيام عن المضاجع وطرح ثياب النوم وليس ثياب اليقظة وربما يبيت عريانا أو على حال لايحب أن يراه غيره فيها . § وقوله "من الظهيرة" والمعنى : حين تضعون ثيابكم التى تلبسونها في النهار من شدة حر الظهيرة وذلك عند انتصاف النهار فإنهم قد يتجردون عن الثياب لأجل القيلولة . § ثم ذكر سبحانه الوقت الثالث فقال " ومن بعد صلاة العشاء " وذلك لأنه وقت التجرد عن الثياب والخلوة بالأهل . -- س: ما معنى من في قوله [من الظهيرة] ؟ وقوله "من الظهيرة" للبيان أو بمعنى فى أو بمعنى اللام -- س: ما المقصود بـ"ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن" ؟ § أى ليس على المماليك ولا على الصبيان جناح . § أى إثم في الدخول بغير استئذان لعدم ما يوجبه من مخالفة الأمر والاطلاع علي العورات . -- س: ما المراد بـ[ بعدهن ] ؟ § معنى "بعدهن" بعد كل واحدة من هذه العورات الثلاث وهى الأوقات المتخللة بين كل اثنين منها . § "بعدهن" أى بعد استئذانهم فيهن . -- س: ما معنى [ طوافون عليكمـ] ؟ وارتفاع [طوافون] على أنه خبر مبتدأ محذوف : أى هم طوافون عليكم . § قال الفراء هذا كقولك في الكلام هم خدمكم وطوافون عليكم وأجاز أيضا نصب طوافين لأنه نكرة . § ومعنى [طوافون عليكم ] أى يطوفون عليكم عليكم . § ومنه الحديث في الهرة : "إنما هى من الطوافين عليكم أو الطوافات " أى هم خدمكم فلا بأس أن يدخلوا عليكم في غير هذه الأوقات بغير إذن . -- س: مامعنى "بعضكم على بعض" ؟ · بعضكم يطوف أو طائف على بعض . · والمعنى أن كلا منكم يطوف على صاحبه العبيد على الموالى والموالى على العبيد . -- س: عللي - أباح سبحانه الدخول في غير تلك الأوقات الثلاثة بغير استئذان !! لأنها كانت العادة أنهم لايكشفون عوراتهم في غيرها . -- س: لمن الإشارة بقوله [ كذلك يبين الله لكم الآيات ] ؟ · إلى مصدر الفعل الذى بعده كما فى سائر المواضع في الكتاب العزيز . · أى مثل ذلك التبيين يبين الله لكم الايات الدالة على ما شرعه لكم من الأحكام . [الكاف للتشبيه] -- س: ما معنى [والله عليم حكيم] ؟ كثير العلم بالمعلومات وكثير الحكمة فى أفعاله -- النور : ( 59 ) وإذا بلغ الأطفال . . . . . س: ما المقصود بـ[وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم] ؟ بين سبحانه هاهنا حكم الأطفال الأحرار إذا بلغوا الحلم بعد مابين فيما مر حكم الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم في أنه لاجناح عليهم في ترك الاستئذان فيما عدا الأوقات الثلاثة فقال فليستأذنوا يعنى الذين بلغوا الحلم إذا دخلوا عليكم . -- س: ما معنى [كما استأذن الذين من قبلهم] ؟ والكاف نعت مصدر محذوف أى استئذانا كما استأذن الذين من قبلهم والموصول عبارة عن الذين قيل لهم. -- س: ما معنى [ لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا] ؟ المعنى أن هؤلاء الذين بلغوا الحلم يستأذنون في جميع الأوقات كما استأذن الذين من قبلهم من الكبار الذين أمروا بالاستئذان من غير استثناء . -- س: ما سبب التكرار في الآية ؟ للتأكيد . -- س: ما المقصود بـ[ كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم] ؟ · واجب على الناس أن يستأذنوا إذا احتلموا أحرارا كانوا أو عبيدا . · وقال الزهري يستأذن الرجل على أمه وفى هذا المعنى نزلت هذه الآية . -- النور : ( 60 ) والقواعد من النساء . . . . . س: ما معنى القواعد من النساء وما مُفرد [قواعد] ؟ o المراد بالقواعد من النساء العجائز التي قعدن عن الحيض والولد من الكبر [ واحدتها قاعد بلا هاء ] ليدل حذفها على أنه قعود الكبر . o ويقال قاعدة في بيتها وحاملة على ظهرها . o هن اللاتى قعدن عن التزويج . o وهو معنى قوله [اللاتي لا يرجون نكاحا] أى لايطمعن فيه لكبرهن . o اللاتى قعدن عن الولد وليس هذا بمستقيم لأن المرأة تقعد عن الولد وفيها مستمعتع . -- س: ما المُراد بالثياب بـ[ ثيابهن ] ؟ " فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنيَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ "أى الثياب التي تكون على ظاهر البدن كالجلباب ونحوه لا الثياب التى على العورة الخاصة . وإنما جاز لهن لانصراف الأنفس عنهن إذ لا رغبة للرجال فيهن فأباح الله سبحانه لهن مالم يبحه لغيرهن . -- س: استثنى سُبحانه حالة من حالاتهن فقال [غير متبرجات بزينة] ؟ أى غير مظهرات للزينة التى أمرت بإخفائها . والمعنى : من غير أن يردن بوضع الجلابيب إظهار زينتهن ولا متعرضات بالتزين لينظر إليهن الرجال. -- س: ما معنى التبرج ؟ والتبرج التكشف والظهور للعيون ومنه بروج مشيدة وبروج السماء . -- س: ما معنى [وأن يستعففن خير لهن] ؟ أى وأن يتركن وضع الثياب فهو خير لهن من وضعها . -- النور : ( 61 ) ليس على الأعمى . . . . . س: ما أقوال العُلماء في قوله : [ ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج] ؟ اختلف أهل العلم في هذه الاية هل هي محكمة إو منسوخة قال بالأول جماعة من العلماء وبالثاني جماعة : o قيل : إن المسلمين كانوا إذا غزوا خلفوا زمناهم وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم ويقولون لهم قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما فى بيوتنا فكانوا يتحرجون من ذلك وقالوا لا ندخلها وهم غيب فنزلت هذه الآية رخصة لهم فمعنى الآية نفى الحرج عن الزمنى في أكلهم من بيوت أقاربهم أو بيوت من يدفع إليهم المفتاح إذا خرج للغزو قال النحاس وهذا القول من أجل ماروى في الآية لما فيه من الصحابة والتابعين من التوقيف . o وقيل: إن هؤلاء المذكورين كانوا يتحرجون من مؤاكلة الأصحاء حذارا من استقذارهم إياهم وخوفا من تأذيهم بأفعالهم فنزلت . o وقيل : إن الله رفع الحرج عن الأعمى فيما يتعلق بالتكليف الذي يشترط فيه البصر وعن الأعرج فيما يشترط في التكليف به القدرة الكاملة على المشي على وجه يتعذر الإتيان به مع العرج وعن المريض فيما يؤثر المرض في إسقاطه . o وقيل : المراد بهذا الحرج المرفوع عن هؤلاء هو الحرج في الغزو أى لاحرج على هؤلاء في تأخرهم عن الغزو . o وقيل : كان الرجل إذا أدخل أحدا من هؤلاء الزمنى إلى بيته فلم يجد فيه شيئا يطعمهم إياه ذهب بهم إلى بيوت قرابته فيتحرج الزمنى من ذلك فنزلت . -- س: ما معنى قوله [ولا على أنفسكم] ؟ عليكم وعلى من يماثلكم من المؤمنين [أن تأكلوا] أنتم ومن معكم وهذا ابتداء كلام : أى ولا عليكم أيها الناس والحاصل أن رفع الحرج عن الأعمى والأعرج والمريض إن كان باعتبار مؤاكلة الأصحاء أو دخول بيوتهم فيكون ولا على أنفسكم متصلا بما قبله وإن كان رفع الحرج عن أولئك باعتبار التكاليف التي يشترط فيها وجود البصر وعدم العرج وعدم المرض فقوله : [ولا على أنفسكم] ابتداء كلام غير متصل بما قبله . -- س: ما معنى [من بيوتكم] ؟ o البيوت التى فيها متاعهم وأهلهم فيدخل بيوت الأولاد كذا قال المفسرون لأنها داخلة في بيوتهم لكون بيت ابن الرجل بيته فلذا لم يذكر سبحانه بيوت الأولاد وذكر بيوت الاباء وبيوت الأمهات ومن بعدهم . o ثم قد ذكر الله سبحانه هاهنا بيوت الإخوة والأخوات بل بيوت الأعمام والعمات بل بيوت الأخوال والخالات فكيف ينفى سبحانه الحرج عن الأكل من بيوت هؤلاء ولا ينفيه عن بيوت الأولاد . o وقد قيد بعض العلماء جواز الأكل من بيوت هؤلاء بالإذن منهم وقال آخرون لايشترط الإذن . o قيل : وهذا إذا كان الطعام مبذولا فإن كان محرزا دونهم لم يجز لهم أكله . -- س: ما معنى [أو ما ملكتم مفاتحه] ؟ · أى البيوت التي تملكون التصرف فيها بإذن أربابها وذلك كالوكلاء والعبيد والخزان فإنهم يملكون التصرف في بيوت من أذن لهم بدخول بيته وإعطائهم مفاتحه . · وقيل : المراد بها بيوت المماليك . · والمفاتح : جمع مفتح والمفاتيح جمع مفتاح . -- س: ما معنى [أو صديقكم] ؟ أى لا جناح عليكم أن تأكلوا من بيوت صديقكم وإن لم يكن بينكم وبينه قرابة فإن الصديق في الغالب يسمح لصديقه بذلك وتطيب به نفسه والصديق يطلق على الواحد والجمع . -- س: ما المقصود بـ[ ليس عليكم جناح أن تأكلوا] ؟ o من بيوتكم [جميعا أو أشتاتا] انتصاب [جميعا] و[أشتاتا] على الحال . o والأشتات : جمع شت والشت المصدر بمعنى التفرق يقال شت القوم : أى تفرقوا . o وهذه الجملة كلام مستأنف مشتمل على بيان حكم آخر من جنس ما قبله . o أي ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم مجتمعين أو متفرقين . وقد كان بعض العرب يتحرج أن يأكل وحده حتى يجد له أكيلا يؤاكله فيأكل معه وبعض العرب كان لا يأكل إلا مع ضيف . -- س: ما المراد بالبيوت هُنا [فإذا دخلتم بيوتا] ؟ o هذا شروع في بيان أدب آخر أدب به عباده أى إذا دخلتم بيوتا غير البيوت التى تقدم ذكرها . o وقيل : المراد البيوت المذكورة سابقا وعلى القول الأول . o هى المساجد . -- |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ما المقصود بـ[فسلموا على أنفسكم] ؟ أي على أهلها الذين هم بمنزلة أنفسكم . · والمراد : سلموا على من فيها من صنفكم فإن لم يكن فى المساجد أحد . · فقيل : يقول السلام على رسول الله . · وقيل : يقول السلام عليكم مريدا للملائكة . · وقيل : يقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . · وقال بالقول الثاني أعنى أنها البيوت المذكورة سابقا جماعة من الصحابة والتابعين . · وقيل : المراد بالبيوت هنا هى كل البيوت المسكونة وغيرها فيسلم على أهل المسكونة وأما غير المسكونة فيسلم على نفسه . · قال ابن العربي القول بالعموم في البيوت هو الصحيح . -- س: أعربي [ تحية ] ؟ انتصاب تحية على المصدرية لأن قوله فسلموا معناه فحيوا أى تحية ثابتة . -- س: ما معنى [من عند الله] ؟ o أى إن الله حياكم بها . o أى إن الله أمركم أن تفعلوها طاعة له . -- س: وصف سبحانه هذه التحية فقال [مباركة] ما معنى ذلك ؟ أى كثيرة البركة والخير دائمتهما . -- س: ما معنى [طيبة] ؟ o أى تطيب بها نفس المستمع . o وقيل: حسنة جميلة . o وقال الزجاج أعلم الله سبحانه أن السلام مبارك طيب لما فيه من الأجر والثواب . -- س: لما كرر سبحانه بقوله : [ كذلك يبين الله لكم الآيات] ؟ تأكيدا لما سبق . -- س: ما معنى [ لعلكم تعقلون] ؟ تعليل لذلك التبيين برجاء تعقل آيات الله سبحانه وفهم معانيها . -- عن عطاء بن يسار أن رجلا قال يا رسول الله أأستأذن على أمى قال نعم قال إنى معها في البيت قال استأذن عليها قال إنى خادمها أفأستأذن عليها كلما دخلت قال أتحب أن تراها عريانة قال لا قال فاستأذن عليها ، وهو مرسل . -- س: ما سبب نزول قوله [ ليس على الأعمى ... ] ؟ عن سعيد بن جبير قال لما نزلت [يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل] قالت الأنصار ما بالمدينة مال أعز من الطعام كانوا يتحرجون أن يأكلوا مع الأعمى يقولون إنه لا يبصر موضع الطعام وكانوا يتحرجون الأكل مع الأعراج يقولون الصحيح يسبقه إلى المكان ولا يستطيع أن يزاحم ويتحرجون الأكل مع المريض يقولون لا يستطيع أن يأكل مثل الصحيح وكانوا يتحرجون أن يأكلوا في بيوت أقاربهم فنزلت [ ليس على الأعمى] يعنى في الأكل مع الأعمى . -- إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِوَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّىيَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَيُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْفَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (62) لَا تَجْعَلُوا دُعَاءالرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَيَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْأَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَافِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَيُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍعَلِيمٌ (64) النور : ( 62 ) إنما المؤمنون الذين . . . . . س: ما معنى جملة (إنما المؤمنون) ؟ مستأنفة مسوقة لتقدير ما تقدمها من الأحكام وإنما من صيغ الحصر . والمعنى لايتم إيمان ولايكمل حتى يكون بالله ورسوله . [ إن ما أصلها توكيد ونصب ، وما النافيه ، تصبح أداة حصر ] -- س: ما المقصود بالأمر الجامع هُنا (وإذا كانوا معه على أمر جامع) ولمـ سُمي جامع وما معناه ؟ o جملة "وإذا كانوا معه على أمر جامع" معطوفة على آمنوا داخلة معه في حيز الصلة . o أى إذا كانوا مع رسول الله على أمر جامع . o أى على طاعة يجتمعون عليها نحو الجمعة والنحر والفطر والجهاد وأشباه ذلك . o وسمى الأمر جامعا مبالغة . -- س: ما سبب النزول ( لم يذهبوا حتى يستأذنوه) ؟ o قال المفسرون كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة وأراد الرجل أن يخرج من المسجد لحاجة أو عذر لم يخرج حتى يقوم بحيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث يراه فيعرف أنه إنما قام ليستأذن فيأذن لمن يشاء منهم . o قال مجاهد وإذن الإمام يوم الجمعة أن يشير بيده قال الزجاج أعلم الله أن المؤمنين إذا كانوا مع نبيه فيما يحتاج فيه إلى الجماعة لم يذهبوا حتى يستأذنوه وكذلك ينبغي أن يكونوا مع الإمام لايخالفونه ولايرجعون عنه في جمع من جموعهم إلا بإذنه وللإمام أن يأذن وله أن لايأذن على ما يرى لقوله تعالى ( فأذن لمن شئت منهم) . o والحاصل أن الأمر الجامع أو الجميع هو الذى يعم نفعه أو ضرره وهو الأمر الجليل الذى يحتاج إلى اجتماع أهل الرأي والتجارب . o قال العلماء كل أمر اجتمع عليه المسلمون مع الإمام لا يخالفونه ولا يرجعون عنه إلا بإذن . -- س: ما المقصود بـ( إن الذين يستأذنوك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله) ؟ o بين سبحانه أن المستأذنين هم المؤمنون بالله ورسوله كما حكم أولا بأن المؤمنين الكاملين الإيمان هم الجامعون بين الإيمان بهما وبين الاستئذان . -- س: ما المراد بـ(فإذا استأذنوك لبعض شأنهم) ؟ o أى استأذن المؤمنون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض الأمور التى تهمهم فإنه يأذن لمن شاء منهم ويمنع من شاء على حسب ما تقتضيه المصلحة التى يراها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . -- س: مالذي يشير إليه الإستغفار ولمن يأذن له ؟ أرشده الله سبحانه إلى الاستغفار لهم ، وفيه إشارة إلى أن الاستئذان إن كان لعذر مسوغ فلا يخلو عن شائبة تأثير أمر الدنيا على الاخرة . -- س: ما معنى (إن الله غفور رحيم) ؟ أى كثير المغفرة والرحمة بالغ فيهما إلى الغاية التى ليس وراءها غاية . -- س: ما المقصود بـ( لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) ؟ o هذه الجملة مستأنفة مقررة لما قبلها أي لاتجعلوا دعوته إياكم كالدعاء من بعضكم لبعض في التساهل في بعض الأحوال عن الإجابة أو الرجوع بغير استئذان أو رفع الصوت . o المعنى قولوا : يا رسول الله في رفق ولين ولا تقولوا يا محمد بتجهم . o وقال قتادة أمرهم أن يشرفوه ويفخموه . o وقيل : المعنى لا تتعرضوا لدعاء الرسول عليكم بإسخاطه فإن دعوته موجبة. -- س: ما المقصود بالآية [ قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لوذا] وما معنى التسلل ؟ o التسلل : الخروج في خفية يقال تسلل فلان من بين أصحابه إذا خرج من بينهم واللواذ من الملاوذة وهو أن تستتر بشيء مخافة من يراك وأصله أن يلوذ هذا بذاك وذاك بهذا واللوذ ما يطيف بالجبل . -- س: أعربي لواذاً – وما معناها ؟ o وقيل اللواذ : الزوغان من شىء إلى شىء في خفية . o وقيل : اللواذ الفرار من الجهاد . o وانتصاب لواذا على الحال أى متلاوذين يلوذ بعضهم ببعض وينضم إليه . o وقيل : هو منتصب على المصدرية لفعل مضمر هو الحال في الحقيقة أى يلوذون لواذا . -- س: أذكري أهمـ ما تُشير إليه الآية ؟ § في الآية بيان ما كان يقع من المنافقين فإنهم كانوا يتسللون عن صلاة الجمعة متلاوذين ينضم بعضهم إلى بعض استتارا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . § وقد كان يوم الجمعة أثقل يوم على المنافقين لما يرون من الاجتماع للصلاة والخطبة فكانوا يفرون على الحضور ويتسللون في خفية ويستتر بعضهم ببعض وينضم إليه . -- س: ماذا تُفيد الفاء بـ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) وما معنى الآية ؟ الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها . · أى يخالفون أمر النبى صلى الله عليه وآله وسلم بترك العمل بمقتضاه . · والمعنى : فليحذر المخالفون عن أمر الله أو أمر رسوله أو أمرهما جميعا إصابة فتنة لهم . -- س: لما عدى فعل المخالفة بعن مع كونه متعديا بنفسه ؟ لتضمينه معنى الإعراض أو الصد . · وقيل : الضمير لله سبحانه لأنه الآمر بالحقيقة . -- س: ما المراد بـ(أو يصيبهم عذاب أليم) ؟ o أى في الآخرة كما أن الفتنة التى حذرهم من إصابتها لهم هى في الدنيا وكلمة أو لمنع الخلو . o قال القرطبى : احتج الفقهاء على أن الأمر للوجوب بهذه الآية ووجه ذلك أن الله سبحانه قد حذر من مخالفة أمره . o وتوعد بالعقاب عليها بقوله (إن تصيبهم فتنة) الآية فيجب امتثال أمره وتحرم مخالفته . -- س: ما معنى الفتنة هُنا ؟ o الفتنة هنا غير مقيدة بنوع من أنواع الفتن . o وقيل : هي القتل . o وقيل : الزلازل . o وقيل : تسلط سلطان جائر عليهم . o وقيل : الطبع على قلوبهم . -- س: ما معنى [ عن ] في الآية . o " عن" فى هذا الموضع زائدة . o ليست بزائدة بل هى بمعنى بعد كقوله (ففسق عن أمر ربه) أى بعد أمر ربه . o والأولى ما ذكرناه من التضمين . -- س: ما معنى ( ألا إن لله ما في السموات والأرض) ؟ من المخلوقات بأسرها فهى ملكه . -- |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ما معنى (قد يعلم ما أنتم عليه ) وما معنى قد بالآية ؟ o أيها العباد من الأحوال التي أنتم عليها فيجازيكم بحسب ذلك . o ويعلم هاهنا بمعنى علم . o و"قد" تُفيد التحقيق . -- س: ماذا تُفيد "قد" إذا دخلت ماضي أو مضارع ؟ o [ قد – على الماضي تُفيد التحقيق – وعلى المُضارع تُفيد التقليل والتكثير ]. -- س: ما معنى [ ويوم يرجون إليه ] ؟ معطوف على ما أنتم عليه أى يعلم ما أنتم عليه ويعلم يوم يرجعون إليه فيجازيكم فيه بما عملتم . -- س: ما يفيد تعليق علمـ الله وتعليق علمه سبحانه بيوم يرجعون لابنفس رجعهم – ولمن هذا الوعيد ؟ لزيادة تحقيق علمه - لأن العلم بوقت وقوع الشىء يستلزم العلم بوقوعه على أبلغ وجه . والظاهر من السياق أن هذا الوعيد للمنافقين . -- س: ما معنى (فينبئهم بما عملوا) ؟ أى يخبرهم بما عملوا من الأعمال التى من جملتها مخالفة الأمر . -- س: ما معنى (والله بكل شىء عليم) ؟ لايخفى عليه شىء من أعمالهم -- س: ما سبب نزول قوله [إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله] ؟ لما أقبلت قريش عام الأحزاب نزلوا بمجمع الأسيال من رومة بئر بالمدينة قائدها أبو سفيان وأقبلت غطفان حتى نزلوا بنقمى إلى جانب أحد وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخبر فضرب الخندق على المدينة وعمل فيه المسلمون وأبطأ رجال من المنافقين وجعلوا يورون بالضعيف من العمل فيتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا إذن وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته النائبة من الحاجة التى لابد منها يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويستأذنه فى اللحوق لحاجته فيأذن له فإذا قضى حاجته رجع فأنزل الله في أولئك (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ) الآية . -- س: ما معنى قوله ( لاتجعلوا دعاء الرسول) ؟ o قال يعنى كدعاء أحدكم إذا دعا أخاه باسمه ولكن وقروه وقولوا له يارسول الله يانبي الله . o لاتصيحوا به من بعيد يا أبا القاسم ولكن كما قال الله في الحجرات (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله) وأخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل قال . -- س: ما سبب نزول قوله :" الذين يتسللون منكم لواذا " ؟ كان لايخرج أحد لرعاف أو أحداث حتى يستأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشير إليه بأصبعه التى تلى الإبهام فيأذن له النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشير إليه بيده وكان من المنافقين من يثقل عليه الخطبة والجلوس في المسجد فكان إذا استأذن رجل من المسلمين قام المنافق إلى جنبه يستتر به حتى يخرج فأنزل الله ( الذين يتسللون منكم لواذا )الآية ------------------ سورة الأحزاب الأحزاب : مدنية وآياتها [ 73 ] يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىإِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2) وَتَوَكَّلْ عَلَىاللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (3) مَّا جَعَلَ اللَّهُلِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِيتُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِيالسَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْهُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِيالدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِوَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (5) النَّبِيُّ أَوْلَىبِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُوالْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَوَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (6) الأحزاب : ( 1 ) يا أيها النبي . . . . . س: قوله [يا أيها النبي اتق الله] ؟ أى دم على ذلك وازدد منه . -- س: ما المقصود بالكافرين والمنافقين بـ[ ولا تطع الكافرين و المنافقين ] ؟ o الكافرين : من أهل مكة ومن هو على مثل كفرهم . o والمنافقين : أي الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر . o قال الواحدى إنه أراد سبحانه بالكافرين : أبا سفيان وعكرمة وأبا الأعور السلمى وذلك أنهم قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم ارفض ذكر آلهتنا وقل إن لها شفاعة لمن عبدها قال . o والمنافقين : عبد الله بن أبى وعبد الله بن سعد بن أبى سرح . -- س: [إن الله كان عليما حكيما] ؟ o أى كثير العلم والحكمة بليغهما . o ودل بقوله [إن الله كان عليما حكيما] على أنه كان يميل إليهم يعنى النبى صلى الله عليه وسلم استدعاء لهم إلى الإسلام والمعنى أن الله عز وجل لو علم أن ميلك إليهم فيه منفعة لما نهاك عنهم لأنه حكيم ولا يخفى بعد هذه الدلالة التي زعمها . o ولكن هذه الجملة تعليل لجملة الأمر بالتقوى والنهى عن طاعة الكافرين والمنافقين . o والمعنى أنه لا يأمرك أو ينهاك إلا بما علم فيه صلاحا أو فسادا لكثرة علمه وسعة حكمته -- الأحزاب : ( 2 ) واتبع ما يوحى . . . . . س: ما معنى [واتبع ما يوحى إليك من ربك] ؟ § من القرآن - أى اتبع الوحى في كل أمورك ولا تتبع شيئا مما عداه من مشورات الكافرين والمنافقين ولا من الرأى البحت . § فإن فيما أوحى إليك ما يغنيك عن ذلك . -- س: ما معنى جملة [ إن الله كان بما تعملون خبيرا ] ؟ تعليل لأمره باتباع ما أوحى إليك والأمر له صلى الله عليه وسلم ،أمر لأمته فهم مأمورون باتباع القرآن كما هو مأمور باتباعه ولهذا جاء بخطابه وخطابهم في قوله [بما تعملون] . -- س: ما معنى [وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا] ؟ أى اعتمد عليه وفوض أمورك إليه وكفى به حافظا يحفظ من توكل عليه . -- س: ما سبب نزول الآية [ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه] ؟ قد اختلف في سبب نزول هذه الآية : o قيل : هي مثل ضربه الله للمظاهر - أى كما لا يكون للرجل قلبان كذلك لا تكون امرأة المظاهر أمه حتى يكون له أمان وكذلك لا يكون الدعى ابنا لرجلين . o وقيل : كان الواحد من المنافقين يقول لى قلب يأمرني بكذا وقلب بكذا فنزلت الآية لرد النفاق وبيان أنه لا يجتمع مع الإسلام كما لا يجتمع قلبان والقلب بضعة صغيرة على هيئة الصنوبرة خلقها الله وجعلها محلا للعلم . -- س: ما المقصود بـ[وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم] ؟ o الأصل تتظهرون : والظهار - مشتق من الظهر . o وأصله أن يقول الرجل لامرأته أنت على كظهر أمى . o والمعنى : وما جعل الله نساءكم اللائى تقولون لهن هذا القول كأمهاتكم في التحريم ولكنه منكر من القول وزور . -- س: ما المراد بـ[ما جعل أدعيائكم أبنائكم ] ؟ o الأدعياء الذين تدعون أنهم [ أبناءكم ] أبناء لكم . o والأدعياء : جمع دعى وهو الذي يدعى ابنا لغير أبيه . -- س: لمن الإشارة في [ ذلكم قولكم بأفواهكم ] وما معنى الآية ؟ والإشارة بقوله ذلكم إلى ما تقدم من ذكر الظهار والادعاء وهو مبتدأ وخبره "قولكم بأفواهكم" . o أى ليس ذلك إلا مجرد قول ولا تأثير له فلا تصير المرأة أما ولا ابن الغير به ابنا ولايترتب علي ذلك شىء من أحكام الأمومة والبنوة . o وقيل : الإشارة راجعة إلى الإدعاء - أى ادعاوكم أن ابناء الغير أبناوكم لا حقيقة له بل هو مجرد قول بالفم . -- o س: ما معنى [ والله يقول الحق ] ؟ o الذى يحق اتباعه لكونه حقا فى نفسه لاباطلا فيدخل تحته دعاء الأبناء لآبائهم . -- س: ما معنى [ وهو يهدي السبيل ] ؟ أى يدل على الطريق الموصلة إلى الحق وفي هذا إرشاد للعباد إلى قول الحق وترك قول الباطل والزور . -- س: ما المقصود بـ[ ادعوهم لآبائهم] ؟ للصلب وانسبوهم إليهم ولاتدعوعهم إلى غيرهم . -- س: ما معنى جملة [هو أقسط عند الله] ؟ § تعليل للأمر بدعاء الأبناء للآباء . § والضمير راجع إلى مصدر ادعوهم . § ومعنى أقسط : أعدل - أى أعدل كل كلام يتعلق بذلك فترك الإضافة للعموم كقوله الله أكبر وقد يكون المضاف إليه مقدرا خاصا أى أعدل من قولكم هو ابن فلان ولم يكن ابنه لصلبه ثم تمم سبحانه الإرشاد للعباد . -- س: ما المقصود بـ[فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم] ؟ أى فهم إخوانكم فى الدين وهم مواليكم فقولوا أخى ومولاى ولاتقولوا ابن فلان حيث لم تعلموا آباءهم على الحقيقة . · يجوز أن يكون مواليكم أولياءكم فى الدين . · وقيل المعنى فإن كانوا محررين ولم يكونوا أحرارا فقولوا موالى فلان . -- س: ما معنى [وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به] ؟ أى لا إثم عليكم فيما وقع منكم من ذلك خطأ من غير عمد [ولكن] الإثم . -- س: ما معنى [ ما تعمدت قلوبكم ] ؟ وهو ماقلتموه علي طريقة العمد من نسبة الأبناء إلى غير آبائهم مع علمكم بذلك قال قتادة لو دعوت رجلا لغير أبيه وأنت ترى أنه أبوه لم يكن عليك بأس . -- س: ما معنى [ وكان الله غفورا رحيما ] ؟ يغفر للمخطئ ويرحمه ويتجاوز عنه أو غفورا للذنوب رحيما بالعباد ومن جملة من يغفر له ويرحمه من دعا رجلا لغير أبيه خطأ أو قبل النهي عن ذلك . -- |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ما المقصود بـ[النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ] ؟ أى هو أحق بهم فى كل أمور الدين والدنيا وأولى بهم من أنفسهم فضلا عن أن يكون أولى بهم من غيرهم فيجب عليهم أن يؤثروه بما أراده من أموالهم وإن كانوا محتاجين إليها ويجب عليهم أن يحبوه زيادة علي حبهم أنفسهم ويجب عليهم أن يقدموا حكمه عليهم على حكمهم لأنفسهم وبالجملة فإذا دعاهم النبى صلى الله عليه وسلم لشىء ودعتهم أنفسهم إلى غيره وجب عليهم أن يقدموا مادعاهم إليه ويؤخروا مادعتهم أنفسهم إليه ويجب عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم ويقدموا طاعته على ماتميل إليه أنفسهم وتطلبه خواطرهم . -- س: ما المراد بـ أنفسهمـ في الآية ؟ o وقيل : المراد بأنفسهم فى الآية بعضهم فيكون . o المعنى أن النبى أولى بالمؤمنين من بعضهم ببعض . o وقيل : هى خاصة بالقضاء - أى هو أولى بهم من أنفسهم فيما قضى به بينهم . o وقيل : أولى بهم فى الجهاد بين يديه وبذل النفس دونه . o والأول أولى . -- س: ما معنى [وأزواجه أمهاتهم] ؟ o أى مثل أمهاتهم فى الحكم بالتحريم ومنزلات منزلتهن فى استحقاق التعظيم فلا يحل لأحد أن يتزوج بواحدة منهن ، كما لايحل له أن يتزوج بأمه . o فهذه الأمومة مختصة بتحريم النكاح لهن وبالتعظيم لجنابهن . o وتخصيص المؤمنين يدل علي أنهن لسن أمهات نساء المؤمنين ولا بنات أخوات المؤمنين ولا أخوتهن أخوال المؤمنين . o وقال القرطبى : الذى يظهر لى أنهن أمهات الرجال والنساء تعظيما لحقهن على الرجال والنساء كما يدل عليه قوله [النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم] وهذا يشمل الرجال والنساء ضرورة . -- س: ما المراد بـ[وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض] ؟ o المراد بأولى الأرحام : القرابات أى هم أحق ببعضهم البعض فى الميراث . o وهى ناسخة لما كان فى صدر الإسلام من التوارث بالهجرة والموالاة . o قال قتادة لما نزل قوله سبحانه فى سورة الأنفال [والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا] فتوارث المسلمون بالهجرة ثم نسخ ذلك بهذه الآية وكذا قال غيره . o وقيل: إن هذه الآية ناسخة للتوارث بالحلف والمؤاخاة فى الدين . -- س: ما معنى [ في كتاب الله] ؟ o يجوز أن يتعلق بأفعل التفضيل فى قوله [أولى ببعض] لأنه يعمل فى الظرف . o ويجوز أن يتعلق بمحذوف هو حال من الضمير - أى كائنا فى كتاب الله . -- س: مالمراد بالكتاب هُنا ؟ اللوح المحفوظ أو القرآن أو آية المواريث . -- س: ما معنى [ من المؤمنين ] ؟ · يجوز أن يكون بيانا لأولوا الأرحام والمعنى إن ذوي القرابات من المؤمنين [والمهاجرين] بعضهم أولى ببعض . · ويجوز أن يتعلق "بأولى" - أي وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض من المؤمنين والمهاجرين الذين هم أجانب . · وقيل : إن معنى الآية وأولوا الأرحام ببعضهم أولى ببعض إلا مايجوز لأزواج النبى صلى الله عليه وسلم من كونهم كالأمهات فى تحريم النكاح وفى هذا من الضعف مالا يخفى . -- س: ما المقصود بـ[ إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا] وما نوع الإستثناء وفيمن نزلت ؟ o هذا الاستثناء إما متصل من أعم العام . o والتقدير : وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كل شىء من الإرث وغيره إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا من صدقة أو وصية فرن ذلك جائز . o قال محمد ابن الحنفية : نزلت فى إجازة الوصية لليهودى والنصرانى . o فالكافر ولى فى النسب لا فى الدين فتجوز الوصية له ويجوز أن يكون منقطعا. o والمعنى : لكن فعل المعروف للأولياء لا بأس به . o ومعنى الآية أن الله سبحانه لما نسخ التوارث بالحلف والهجرة أباح أن يوصى لهم . o أراد بالمعروف النصرة وحفظ الحرمة بحق الإيمان والهجرة . -- س: لمن الإشارة بقوله [ كان ذلك ] ؟ إلى ماتقدم ذكره أى كان نسخ الميراث بالهجرة والمحالفة والمعاقدة ورده إلى ذوى الأرحام من القرابات . -- س: ما معنى [في الكتاب مسطورا] ؟ أى فى اللوح المحفوظ أو فى القرآن مكتوبا . -- س: ما سبب نزول قوله [ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه] ؟ o عن ابن عباس قال قام النبى صلى الله عليه وسلم ، يوما يصلى فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه ألا ترى أن له قلبين قلبا معكم وقلبا معهم فنزل [ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ] . o صلى لله النبى صلى الله عليه وسلم صلاة فسها فيها فخطرت منه كلمة فسمعها المنافقون فقالوا إن له قلبين فنزلت . o كان رجل من قريش يسمى من هائه ذا القلبين فأنزل الله هذا فى شأنه . -- o عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال مامن مؤمن إلا وأنت أولى الناس به فى الدنيا والآخرة اقرءوا إن شئتم [ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم] فأيما مؤمن ترك مالا فلترثه عصبته من كانوا فإن ترك دينا أو ضياعا فليأتنى فأنا مولاه . o عن بريدة قال غزوت مع على إلى اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تغير وقال يابريده ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلى مولاه . -- يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَالدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاًجَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَاللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّلِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) يَا نِسَاءالنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَاالْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) وَمَن يَقْنُتْمِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَامَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً (31) يَا نِسَاء النَّبِيِّلَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَبِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِيبُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَالصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُاللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىفِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاًخَبِيراً (34) س: ما المراد بقوله [يا أيها النبي قل لأزواجك] وكمـ عدد أزواجه ؟ o قيل : هذه الآية متصلة بمعنى ما تقدمها من المنع من إيذاء النبى صلى الله عليه وسلم وكان قد تأذى ببعض الزوجات . o قال المفسرون : إن أزواج النبى صلى الله عليه وسلم سألنه شيئا من عرض الدنيا وطلبن منه الزيادة فى النفقة وآذينه بغيرة بعضهن على بعض فآلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهن شهرا وأنزل الله آية التخيير . o هذه وكن يومئذ تسعا [ عائشة وحفصة وأم سلمة وأم حبيبة وسودة هؤلاء من نساء قريش وصفية الخيبرية وميمونة الهلالية وزينب بنت جحش الأسدية وجويرية بنت الحارث المصطلقية ] . -- س: ما معنى [الحياة الدنيا وزينتها ] ؟ سعتها ونضارتها ورفاهيتها والتنعم فيها . -- س: ما معنى [فتعالين] ؟ أى أقبلن إلى . -- س: ما معنى [أمتعكن] ؟ بالجزم جوابا للأمر أى أعطكن المتعة و كذا . -- س: ما المراد [وأسرحكن] ؟ بالجزم أى أطلقكن . o والمراد بالسراح الجميل هو الواقع من غير ضرار على مقتضى السنة . -- س: ما المراد بـ[وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة] ؟ أي الجنة ونعيمها . -- س: ما معنى [إن الله أعد للمحسنات منكن]؟ أى اللاتى عملن عملا صالحا . -- س: ما معنى [أجرا عظيما] ؟ لا يمكن وصفه ولا يقادر قدره وذلك بسبب إحسانهن وبمقابلة صالح عملهن . -- س: أذكري أقوال العُلماء في تخيير النبي أزواجه ؟ وقد اختلف العلماء فى كيفيه تخيير النبى صلى الله عليه وسلم أزواجه على قولين : القول الأول : أنه خيرهن بإذن الله فى البقاء على الزوجية أو الطلاق فاخترن البقاء . القول الثانى :أنه إنما خيرهن بين الدنيا فيفارقهن وبين الاخرة فيمسكهن ولم يخيرهن فى الطلاق . والراجح : الأول . -- س: ما أقوال العُلماء في المخيرة إذا اختارت زوجها هل يحسب مجرد ذلك التخيير على الزوج طلقة أم لا ؟ 1- فذهب الجمهور من السلف والخلف إلى أنه لا يكون التخيير مع اختيار المرأة لزوجها طلاقا لا واحدة ولا أكثر . 2- إن اختارت زوجها فواحدة بائنة . والراجح الأول لحديث عائشة الثابت فى الصحيحين قالت خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فلم يعد طلاقا ولا وجه لجعل مجرد التخيير طلاقا . -- س: ما أقوال العُلماء في اختيارها لنفسها ؟ [ القول الأول : رجعية ]. [ القول الثاني : بائنة ] . والراجح الأول : لأنه يبعد كل البعد أن يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه على خلاف ما أمره الله به وقد أمره بقوله [إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن] -- س: لما اختار نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، رسول الله أنزل فيهن هذه الايات – لماذا ؟ تكرمة لهن وتعظيما لحقهن . -- س: ما معنى [ يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة ] ؟ أى ظاهرة القبح واضحة الفحش وقد عصمهن الله عن ذلك وبرأهن وطهرهن . -- س: ما المراد بـ[ يضاعف لها العذاب ضعفين] ؟ أى يعذبهن مثلى عذاب غيرهن من النساء إذا أتين بمثل تلك الفاحشة وذلك لشرفهن وعلو درجتهن وارتفاع منزلتهن . -- |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
لا يتعاظمه ولا يصعب عليه . -- س: ما معنى [ من يقنت ] ؟ من يطع . -- س: ما معنى [ نؤتها أجرها مرتين ] ؟ معنى إتيانهن الأجر مرتين أنه يكون لهن من الأجر على الطاعة مثلا ما يستحقه غيرهن من النساء إذا فعلن تلك الطاعة . -- س: ما معنى [يضاعف لها العذاب ضعفين] ؟ أنه يكون العذاب مرتين لا ثلاثا - لأن المراد إظهار شرفهن ومزيتهن فى الطاعة والمعصية بكون حسنتهن كحسنتين وسيئتهن كسيئتين ولو كانت سيئتهن كثلاث سيئات لم يناسب ذلك كون حسنتهن كحسنتين فإن الله أعدل من أن يضاعف العقوبة عليهن مضاعفة تزيد علي مضاعفة أجرهن . -- س: ما معنى [ وأعتدنا لها ] ؟ زيادة على الأجر مرتين . -- س: ما معنى [رزقا كريما] ؟ الرزق الكريم هو نعيم الجنة . -- س: ما المقصود بـ[يا نساء النبي لستن كأحد من النساء] ؟ o كواحدة من النساء لأن أحد نفي عام للمذكر والمؤنث والواحدة والجماعة . o وقد يقال على ما ليس بأدمي كما يقال ليس فيها أحد لا شاة ولا بعير . o والمعنى : لستن كجماعة واحدة من جماعات النساء في الفضل والشرف . -- س: قيد سُبحانه وتعالى هذا الشرف العظيم بقيد فقال [إن اتقيتن] ما المقصود بالآية ؟ o فبين سبحانه أن هذه الفضيلة لهن إنما تكون بملازمتهن للتقوى لا لمجرد اتصالهن بالنبى صلى الله عليه وسلم وقد وقعت منهن ولله الحمد التقوى البينة والإيمان الخالص والمشى على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حياته وبعد مماته . o وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه أى إن اتقيتن فلستن كأحد من النساء . o وقيل : إن جوابه [فلا تخضعن] . o والأول أولى . -- س: ما معنى [فلا تخضعن بالقول] ؟ o لا تلن القول عند مخاطبة الناس كما تفعله المريبات من النساء فإنه يتسبب عن ذلك مفسدة عظيمة . -- س: ما معنى قوله [فيطمع الذي في قلبه مرض] ؟ أى فجور وشك ونفاق . -- س: ما معنى [ وقلن قولا معروفا] ؟ عند الناس بعيدا من الريبة على سنن الشرع لا ينكر منه سامعه شيئا ولا يطمع فيهن أهل الفسق والفجور بسببه . -- س: ما المراد بـ[ وقرن في بيوتكن ] ؟ § المراد بها : أمرهن بالسكون والاستقرار فى بيوتهن وليس من قرة العين . -- س: ما معنى التبرج بـ[ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى] ؟ § التبرج : أن تبدى المرأة زينتها ومحاسنها ما يجب عليها ستره مما تستدعى به شهوة الرجل . § وقيل التبرج : هو التبختر فى المشي وهذا ضعيف جدا . -- س: ما أقوال العُلماء في المراد بالجاهلية الأولى ؟ o فقيل : ما بين آدم ونوح . o وقيل : ما بين نوح وإدريس . o وقيل : ما بين نوح وإبراهيم . o وقيل : ما بين موسى وعيسى . o وقيل : ما بين عيسى ومحمد . o وقال المبرد الجاهلية الأولى كما تقول الجاهلية الجهلاء قال وكان نساء الجاهلية تظهر ما يقبح إظهاره حتى كانت المرأة تجلس مع زوجها وخليلها فينفرد خليلها بما فوق الإزار إلى أعلى وينفرد زوجها بما دون الإزار إلى أسفل وربما سأل أحدهما صاحبه البدل . o والذى يظهر لى أنه أشار إلى الجاهلية التى لحقنها فأمرن بالنقلة عن سيرتهن فيها وهى ما كان قبل الشرع من سيرة الكفرة لأنهم كانوا لا غيرة عندهم. o وليس المعنى أن ثم جاهلية أخرى كذا قال وهو قول حسن ويمكن أن يراد بالجاهلية الأخرى ما يقع فى الإسلام من التشبه بأهل الجاهلية بقول أو فعل فيكون المعنى ولا تبرجن أيها المسلمات بعد إسلامكن تبرجا مثل تبرج أهل الجاهلية التى كنتن عليها وكان عليها من قبلكن - أى لا تحدثن بأفعالكن وأقوالكن جاهلية تشابه الجاهلية التى كانت من قبل . -- س: لما خص سبحانه الصلاة والزكاة بـ[ وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله] وبمـ عممـ؟ خص الصلاة والزكاة - لأنهما أصل الطاعات البدنية والمالية . ثم عمم فأمرهن بالطاعة لله ولرسوله فى كل ما هو شرع . -- س: ما معنى الرجس بـ[إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت] وما المراد بالآية ؟ أى إنما أوصاكن الله بما أوصاكن من التقوى وأن لا تخضعن بالقول ومن قول المعروف والسكون فى البيوت وعدم التبرج وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والطاعة ليذهب عنكم الرجس أهل البيت . والمراد بالرجس : الإثم والذنب المدنسان للأعراض الحاصلان بسبب ترك ما أمر الله به وفعل ما نهى عنه فيدخل تحت ذلك كل ما ليس فيه لله رضا . -- س: ما معنى [ويطهركم تطهيرا] ؟ أى يطهركم من الأرجاس والأردان تطهيرا كاملا وفى استعارة الرجس للمعصية والترشيح لها بالتطهير تنفير عنها بليغ وزجر لفاعلها شديد . -- س: ما أقوال العُلماء في أهل البيت في الآية [ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ] ؟ o إن أهل البيت المذكورين فى الآية هن زوجات النبى صلى الله عليه وسلم خاصة ، قالوا والمراد بالبيت : بيت النبى صلى الله عليه وسلم ومساكن زوجاته لقوله [واذكرن ما يتلى في بيوتكن] وأيضا السياق فى الزوجات من قوله [يا أيها النبي قل لأزواجك] إلي قوله [واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا] . o أن أهل البيت المذكورين فى الآية : هم على وفاطمة والحسن والحسين خاصة ومن حججهم الخطاب فى الآية بما يصلح للذكور لا للإناث ، وهو قوله [عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم] ولو كان للنساء خاصة لقال عنكن ويطهركن وأجاب الأولون عن هذا أن التذكير باعتبار لفظ الأهل كما قال سبحانه : [أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ] ، وكما يقول الرجل لصاحبه كيف أهلك يريد زوجته أو زوجاته فيقول هم بخير ولنذكر ههنا ما تمسك به كل فريق أما الأولون فتمسكوا بالسياق فإنه فى الزوجات . o وقد توسطت طائفة ثالثة بين الطائفتين فجعلت هذه الآية شاملة للزوجات ولعلى وفاطمة والحسن والحسين أما الزوجات فلكونهن المرادات فى سياق هذه الآيات كما قدمنا ولكونهن الساكنات فى بيوته صلى الله عليه وسلم النازلات فى منازله ويعضد ذلك ما تقدم عن ابن عباس وغيره ، وأما دخول على وفاطمة والحسن والحسين فلكونهم قرابته وأهل بيته فى النسب . -- س: ما المُراد بقوله [واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة] ؟ o أى اذكرن موضع النعمة إذ صيركن الله فى بيوت يتلى فيها آيات الله والحكمة . o أو اذكرنها وتفكرن فيها لتتعظن بمواعظ الله أو اذكرنها للناس ليتعظوا بها ويهتدوا بهداها أو اذكرنها بالتلاوة لها لتحفظنها ولا تتركن الاستكثار من التلاوة . o قال أهل التأويل – [ آيات الله : هى القرآن - والحكمة : السنة ] o والمراد بالآيات والحكمة أمره ونهيه فى القرآن ، وقيل إن القرآن جامع بين كونه آيات بينات دالة علي التوحيد وصدق النبوة وبين كونه حكمة مشتملة على فنون من العلوم والشرائع . -- س: ما معنى [إن الله كان لطيفا خبيرا] ؟ أى لطيفا بأوليائه خبيرا بجميع خلقه وجميع ما يصدر منهم من خير وشر وطاعة ومعصية فهو يجازى المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته . -- إِنَّالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِوَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَوَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَوَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْوَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُلَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35) س: ما مناسبة بدأ الله تعالى الإسلامـ بقوله [إن المسلمين] ؟ بدأ سبحانه بذكر الإسلام الذى هو مجرد الدخول فى الدين والانقياد له مع العمل كما ثبت فى الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عن الإسلام قال هو أن تشهد أن لا إله إلا الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان . -- س: ما سبب عطف على المسلمين بـ[والمسلمات] ؟ تشريفا لهن بالذكر وهكذا فيما بعد وإن كن داخلات فى لفظ المسلمين والمؤمنين ونحو ذلك . -- س: من المقصود بـ[المؤمنين والمؤمنات] ؟ هم من يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره كما ثبت ذلك فى الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم . -- س: ما المُراد بـ[ القانتين والقانتات ] ؟ o القانت : العابد المطيع ، وكذا القانتة . o وقيل : الدوامين على العبادة والطاعة . -- س: ما المراد بـ [ والصادقين والصادقات ] ؟ والصادق والصادقة هما من يتكلم بالصدق ويتجنب الكذب ويعني بما عوهد عليه . -- س: ما المراد بـ[ والصابرين والصابرات ] ؟ الصابر والصابرة : هما من يصبر عن الشهوات وعلى مشاق التكليف . -- س: ما المراد بـ[ والخاشعين والخاشعات ] ؟ الخاشع والخاشعة : هما المتواضعان لله الخائفان منه الخاضعان فى عباداتهم لله . -- س: ما المراد بـ [والمتصدقين والمتصدقات] ؟ o المتصدق والمتصدقة : هما من تصدق من ماله بما أوجبه الله عليه . o وقيل : ذلك أعم من صدقة الفرض والنفل . -- |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
س: ما المراد بـ[ بالصائمين والصائمات ] ؟ o قيل : ذلك مختص بالفرض . o وقيل : هو أعم . -- س: ما المراد بـ [ الحافضين فروجهم والحافظات ] ؟ الحافظ والحافظة لفرجيهما عن الحرام بالتعفف والتنزه والاقتصار على الحلال . -- س: ما المراد بـ[ والذاكرين الله كثيراً والذاكرات ] وعلى ماذا يدل كثيراً ؟ والذاكر والذاكرة هما من يذكر الله على أحواله . وفى ذكر الكثرة دليل علي مشروعية الاستكثار من ذكر الله سبحانه بالقلب واللسان . -- س: ما التقدير في [ والحافظين فروجهم والحافظات ] و [ والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ؟ اكتفى فى الحافظات بما تقدم فى الحافظين من ذكر الفروج والتقدير والحافظين فروجهم والحافظات فروجهن وكذا فى الذاكرات والتقدير والذاكرين الله كثيرا والذاكرات الله كثيرا والخبر لجميع ماتقدم هو قوله [أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما] . -- س: ما معنى [أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما] ؟ أى مغفرة لذنوبهم التى أذنبوها وأجرا عظيما على طاعاتهم التى فعلوها من الإسلام والإيمان والقنوت والصدق والصبر والخشوع والتصدق والصوم والعفاف والذكر . س: لما وصف الأجر بالعظمـ ؟ ووصف الأجر بالعظم للدلالة على أنه بالغ غاية المبالغ ولاشىء أعظم من أجر هو الجنة ونعيمها الدائم الذى لاينقطع ولاينفذ اللهم اغفر ذنوبنا وأعظم أجورنا . -- أنتهى ولله الحمد والمنه -- وأتمنى التوفيق للجميع -- أن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان أرجوا مراجعة الأسئلة في الكتاب ومطابقتها عن أي زلل أو خطأ -- |
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
جزاك الله كل خير ربي لايحرمنا منك
|
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
|
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
ناقص بس أسباب النزل في سورة الأحزاب راح أتبعها بإذن الله
|
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
الله يجزاك خيرررر كثر الله من امثالك
|
رد: تفسير تحليلي 3 [مستوى 5 ]
بانتظاركـ :119:
|
All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 08:53 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك
الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه