ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام (https://vb.ckfu.org/index.php)
-   ارشيف المستوى 3 تربية خاصة (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=256)
-   -   مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=105711)

كالقمر وحيدة 2010- 10- 8 06:41 PM

مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 

الاخلاق الاسلامية وآداب المهنه
التمهيدية
المقرر ذو شقين:-
1) اولهما في الاخلاق عامة.
2) وثانيهما في اخلاق المهنة خاصة.
عناصر المحاضرة:-
· مقدمة عامه عن أهمية مقرر الاخلاق وآداب المهنه.
· أهداف المقرر
· مفردات وخطته التدريسية.
· مراجع المقرر ومصادرة.
مقدمة عامه عن اهمية مقرر الاخلاق وآداب المهنه.
أ‌- أهمية الأخلاق مقرراً دراسياً.
ب‌- أهمية المهنة وضرورتها في الحياة.
ت‌- أهمية الآداب ومدى اهتمام الاسلام بها.
اهداف المقرر :
نهدف من دراسة هذا المقرر تحقيق ما يلي:-
1. الوقوف على تعريف الاخلاق في اصطلاح العلماء , وذكر أسسها وخصائصها في الاسلام.
2. تحديد وسائل التربية الأخلاقية في الاسلام.
3. الوقوف على اهمية المهنه وضرورتها في الحياة.
4. معرفة اخلاق المهنه في الاسلام.
5. الشعور بالمسؤولية الاخلاقية.
خطة تدريس المقرر:
سيتم توزيع المنهج على اربع عشرة محاضرة هي:
1. تعريف الخلق وطبيعته واقسامه ومكانته.
2. اسس الاخلاق في الاسلام
3. خصائص الاخلاق الاسلامية.
4. وسائل اكتساب الاخلاق.
5. المسئولية عن السلوك الاخلاقي.
6. نماذج من اخلاق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
7. تعريف اخلاق المهنه والحاجة الى دراستها.
8. اخلاقيات العلم والتعلم.
9. اخلاقيات العمل التجاري والمهن الخدمية.
10. خلق الطهارة والاستقامه المهنية.
11. خلق التعاون المهني.
12. خلق الامانه المهنية.
13. خلق المحبة المهنية.
14. دراسة لنماذج لمواثيق بعض المهن المعاصرة.
مراجع المقرر ومصادرة:
1. الاخلاق الإسلامية واسسها للشيخ عبدالرحمن حبنكة من مطبوعات دار القلم بدمشق
2. المهنه واخلاقها للدكتور سعد الدين مسعد هلالي, من مطبوعات جامعة الكويت لعام 1427هـ-2006م
3. اخلاقيات المهنه في الحضارة الاسلامية للدكتور موفق سالم نوري , من مطبوعات دار ابن كثير, دمشق 1430هـ - 2009م
4. التربية المهنية بين الفكر التربوي الاسلامي والفكر التربوي الحديث للدكتور خالد ابو شعيرة. من مطبوعات دار جرير في عمان الادرن 1427هـ 2006م.

كالقمر وحيدة 2010- 10- 8 06:42 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
مادة الاخلاق الاسلامية وآداب المهنه
المحاضرة الاولى
تعريف الخلق وطبيعته ومكانته في الاسلام
اولاً: تعريف الخُلُق:
الخلق لغة :- بضم الخاء واللام الطبع والسجية. أي ما جبل علية الإنسان من الطبع . وجمعه أخلاق. وهو – أي الخلق – يمثل صورة الإنسان الباطنة, التي هي نفسه التي بين جنبيه وأوصافها ومعانيها المختصة بها. كما ان الخلق يمثل صورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها.
واصطلاحاً :- حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير او شر من غير حاجة الى فكر وروية. وبهذا المعنى ورد قول الله سبحانه في مدح نبيه صلى الله عليه وسلم (( وانك لعلى خلق عظيم))
وقد يطلق الخلق على نفس المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني على نحو يحقق الغاية من وجودة في هذا العالم على الوجه الأكمل. وبهذا المعنى ورد قول الرسول صلى الله عليه وسلم ((انما بعثت لأتمم صالح الأخلاق))
شرح التعريف وتوضحيه:-
إما التعريف الأخير فواضح لا لبس فيه إذا ان الصدق والسخاء والرحمة والعدل وحب الخير للناس كلها أخلاق حميدة وفضائل مسلمة يسعى عقلاء الناس للتحلي بها . وتربية أبنائهم عليها.
واما التعريف الاول فهو الذي يكتنفه بعض الغموض , ويحتاج الى توضيح فنقول: يقصد بـ(الحال): الهيئة والصفة للنفس الإنسانية.
· (راسخة): أي ثابته بعمق. وهو مايعني ان الأفعال تتكرر من صاحبها على نسق واحد حتى تصبح عادة مستقرة لدية ومن ثم كان من ينفق المال مره او مرتين او ثلاث مرات على المحتاجين لا يوصف بخلق السخاء والجود بل لابد من تكرره منه بحيث يصبح عادة له.و(من غير حاجة الى فكر وروية): أي من غير تكلف او مجاهدة نفس بل سهوله ويسر وبطريقة تلقائية.
· يقول الغزالي رحمة الله : الخلق و الخلق عبارتان مستعملتان معا يقال : فلان حسن الخلق والخلق . أي حسن الباطن والظاهر . فيراد بالخلق الصورة الظاهره ويراد بالخُلُق الصورة الباطنه.وذلك لان الإنسان مركب من جسد مدرك بالبصر . ومن روح ونفس مدركة بالبصيرة . ولكل واحد منهما هيئة وصورة . اما قبيحة , واما جميلة فالنفس المدركة بالبصيرة أعظم قدرا من الجسد المدرك بالبصر وذلك عظم الله امره بإضافته إليه . اذا قال تعالى ( إني خالق بشرا من طين . فإذا سوينه ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) فنبه على ان الجسد منسوب الى الطين والروح إلى رب العالمين والمراد بالروح والنفس في هذا المقام واحد.
ثانيا:- موضوع علم الاخلاق:
يبحث علم الأخلاق في الإحكام القيمية المتعلقة بالإعمال التي توصف بالخير او الشر او توصف بالحسن او القبح وهذا ما يميز الأخلاق عن الغرائز والدوافع لان الغرائز والدوافع هي الحاجات التي فطر الله الانسان عليها كحاجته للاكل والشرب والنكاح والنوم... وهي أشياء لا تستوجب لصاحبها مدحاً ولا ذماً ولا ثواباً ولا عقاباً فان مُدح الإنسان او ذُم على شي من ذلك كالمقصود ليس نفس الفعل وإنما طريقة صاحبة في تلبية تلك الحاجة او إشباع تلك الرغبة. فمن يأكل لا يمدح ولا يذم على فعله ذاك, وانما يمدح ان اكل مما يليه وبهدوء ومضغ الطعام جيداً وبدأ بسم الله وانتهى بحمد الله. فهذا يحمد على فعله هذا, بخلاف من أكل بشراهة وادخل اللقمة على اللقمة وجالت يدة في القصعه.. فانه يذم على فعله ذالك.
ثالثاً- اقسام الخلق:
· يمكن تقسيم الخلق الى قسمين ثانين باعتبارين مختلفين:
1. اولهما باعتبار الفطرة والاكتساب وبهذا الاعتبار ينقسم الخلق الى :
أ‌- اخلاق فطرية:- جبل الإنسان عليها أي هي هبه ومنحة من الله تعالى وليس للإنسان أي دور فيها اكتسابها . مثال ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس المنذر بن عائذ وكان وافد عبدالقيس وقائدهم ورئيسهم – وعبدالقيس قبيلة – ( ان فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة) فقال : أشيء جبلت عليه ام شي حدث لي؟ فقال الرسول عليه الصلاة والسلام (بل شيء جبلت عليه). فقال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحبة الله ورسوله, قال النووي: الحلم هو العقل. والاناءة هي التثبت وترك العجلة. وسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك له ما جاء في حديث الوفد انهم لما وصلوا المدينة بادروا الى النبي صلى الله عليه وسلم وأقام الاشج عند رحالهم فجمعها وعقل ناقته ولبس احسن ثيابه ثم اقبل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقربة النبي صلى الله عليه وسلم واجلسة الى جانبه.
ب‌- اخلاق مكتسبة : يسعى الانسان الى في تحصيلها بالتدريب والممارسة العلمية , ومن خلال مجاهدته لنفسة. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: ( العلم بالتعلم, والحلم بالتحلم).
2 - ثانيهما باعتبار القبول وعدمة شرعاً: وبهذا الاعتبار ينقسم الخلق الى :
خلق حسن : وهو الأدب والفضيلة وتنتج عنه اقوال وافعال جميلة عقلا وشرعا.
خلق سيئ: وهو سوء الأدب والرذيلة وتنتج عنه اقوال وافعال قبيحة عقلا وشرعا

· ولقد جاءت دعوته صلى الله عليه وسلم الى فضائل الأخلاق. فقد اسامة بن شريك قال : ( كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسنا الطير, مايتكلم منا متكلم, اذا جاءه أناس فقالوا : من احب عباد الله تعالي: قال : ( أحسنهم خلقا) وحسن الخلق من اكثر الوسائل وافضلها ايصالا للمرء للفوز بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والظفر بقربه يوم القيامة حيث يقول : ( ان احبك مالي واقربكم مني مجلساً يوم القيامة احسنكم اخلاقاً).
رابعاً: مكانه الأخلاق في الإسلام
يقسم كثير من الباحثين المعاصرين ماجاء به الإسلام من تشريعات واحكام الى شعب اربعه هي : عقائد , وعبادات , ومعاملات , واخلاق . وربما قسمها بعضهم الى ثلاث شعب فدمجوا بين العبادات والمعاملات فقالوا: عقيدة , وشريعه واخلاق. وهذا التقسيم انما يصح بالنظر الى الجهة الغالبة في تلك القضايا والمسائل التي تناولتها نصوص الشرع, والا فعند التأمل وانعام النظر نجد ان هذه الشعب الثلاث او الاربع لاتنفك عن بعضها وانها متداخله متعاضدة كالبنيان يشد بعضها بعضاً . فالأخلاق التي يرد ذكرها في اخر الشعب لاتنفك عن العقيدة والعبادات والمعلامات , وهي نفس درجاتها ومستوياتها من الأهمية والطلب. بل انها تمثل جوهر رسالة الاسلام ولب شريعتها بكل ما تحملة كلمة الاخلاق من عمق وشمول.
وبيان ذلك من وجوه:-
· حث الإسلام على الفضائل وحذر من الرذائل في نصوص لا تحصى من القرآن والسنة. ووصل فيها الى اعلى درجات الالزام, ورتب عليها أعظم مراتب الجزاء , ثواباً وعقاباً, في الدنيا و الاخره. فالصدق يهدي الى البر. والبر يهدي الى الجنة. والكذب يهدي الى الفجور , والفجور يهدي الى النار . وامرأة دخلت النار في هره حبستها ولاهي أطعمتها ولاهي دعتها تأكل من خشاش الأرض. وبغي دخلت الجنة في كلب سقته . والمرء يبلغ بحسن خلقة درجة الصائم لا يفطر والقائم لا يفتر...
· بلغ من عناية الإسلام بالأخلاق ان الله سبحانه وتعالى حين اثنى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم اختصار الثناء عليه من جهه أخلاقة ليعملنا انه لا ابلغ ولا ارفع من هذه الصفة. فقال تعال: ) وانك لعلى خلق عظيم).
· جعل الرسول صلى الله عله وسلم الغاية والهدف من رسالته اتمام البناء الأخلاقي الذي بدأه من سبقه من الأنبياء والمرسلين , فقال فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه : ( انما بعثت لأتمم صالح الأخلاق).
· في باب العقائد نجد ان الإسلام يضفي على التوحيد صيغة خلقية فيعتبره من باب " العدل" وهو فضيلة خلقية كما يتعبر الشرك من باب " الظلم" وهو رذيلة خلقية .فيقول سبحانه ( ان الشرك لظلم عظيم ) ذاك لانه وضع للعبادة في غير موضعها وتوجه بها الى من لايستحقها . بل اعتبر القرآن الكريم الكفر بكل انواعه ظلما, فقال الله تعالى ( والكافرون هم الظالمون).
· والعبادات الاسلامية ذات اهداف اخلاقية جلية منصوص عليها في كتاب الله :
1. فالصلاة وهي العبادة الاهم في حياة المسلم لها وظيفه سامية في تكوين الوازع الديني وتربية الضمير الديني على الابتعاد عن الرذائل. فقال تعالى ( واقم الصلاة. ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) وهي كذلك تعين المسلم على مواجهة متاعب الحياة. قال تعالى : ( يا ايها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة).
2. والزكاةوهي العبادة التي تلي الصلاة في الأهمية وسيلة لتطهير وتزكية النفس.وهما من الاهمية بمكان في عالم الاخلاق قال تعالى ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)
3. والصيام انما يقصد به تدريب النفس على الكف عن شهواتها وادخال صاحبها في سلك المتقين وهي جماع الاخلاق الاسلامية قال تعالى (يأيها الذي امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
4. والحج تدريب المسلم على التطهر والتجرد والترفع عن زخارف الحياة. وضبط الجوارح قال تعالى( الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)
5. وفي مجال المال والاقتصاد كان للاخلاق حضورها سواء في ميدان الانتاج ام التداول ام التوزيع ام الاستهلاك.
6. ففي مجال الانتاج يجب ان تكون السلعه المنتجة نافعة مفيدة. واما ما كان ضارً بالناس او مؤذياً لهم فلا يجوز إنتاجه مهما كان سيجلب لصاحبة من إرباح مادية. قال تعالى ( يسألونك عن الخمر والميسر, قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس وإثمهما اكبر من نفعهما).
7. وفي مجال التبادل يحرم الاسلام الاحتكار والغش وكتمان العيب. وانفاق السلعة بالحلف الكاذب . واستغلال حاجة الآخرين او استغلال بساطتهم او طيشهم لخداعهم ففي الحديث الصحيح ( لا يحتكر الا خاطئ) أي آثم. وفيه ايضاًُ : ( من غشنا فليس منا) وفيه (الحلف الكاذب منفقة للسلعه ممحقة للبركة) . والتملك لايجوز للمسلم ان يمتلك ثروة من طريق الخبيث ولاحل له ان يأخذ ماليس له بحق ولا بالعدوان ولا بالحيلة . كما لايحل للمسلم بطريق خبيث. لايحل له تنمية ملكة بطريق خبيث كذلك. لهذا حرم الله الربا والميسر واكل أموال الناس بالباطل والظلم بكل صورة, والضرر والضرار بكل الوانه.
8. وفي مجال التوزيع امر بالعدل بين الأولاد في العطية من الوالدين كما وضع نظاماً دقيقا في توزيع الميراث والصدقات المفروضة والغنائم والفيء والخراج والجزية وعطايا بيت المال فقال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)
9. وفي مجال الاستهلاك والإنفاق أمر الإسلام بالاعتدال والتوسط والابتعاد عن الترف والتبذير والإسراف والتقتير قال تعالى : ( ولا تجعل يدك مغلوله إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا) وقال ايضاً ( وكلوا واشربوا ولاتسرفوا انه لأحب المسرفين) . ومن هذا الباب تحريمه لاستعمال اواني الذهب والفضة مطلقاً وكذلك تحريمة لبس الذهب والحرير للرجال.
10. وفي مجال السياسة ربط الاسلام السياسة بالأخلاق فرفض كل الأساليب القذرة للوصول الى الغايات مهما كانت تلك الغايات نبيلة ورفض مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة " وجعله سياسته مبنية على الصدق والرحمة والعدل والانصاف والمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات والعقوبات, وفرض احرتام الاتفاقات والوفاء بالعهود قال تعالى ( واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء) وقال جل شأنه ×(وبعهد الله اوفوا) وقال ايضا (ولايجر منكم شنأن قوم على ان لاتعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى).
11. وفي مجال الحرب لم تنفصل سياسة الاسلام عن الأخلاق. بل بقيت كما في السلم مبنية على العدل والرحمة والصدق والوفاء . قال تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا ان الله لايحب المعتدين) وقال جل في علاه (ولا يجرمنكم شنأن قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام , ان تعتدوا , وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعانوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب) وجعل الغاية من الحرب إعلاء كلمة الله, والانتصار للحق والخير. قال تعالى (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت , فقاتلوا اولياء الشيطان) وقال جل جلاله (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا, ان الله لايحب المعتدين) , وفي السنة النوبية ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصى اصحابة اذا توجهوا للقتال بقوله " اغزوا بسم الله , وفي سبيل الله , وقاتلوا من كفر بالله , واغزوا ولاتغلوا, ولا تغدروا , ولاتمثلوا , ولاتقتلوا وليداً) وكذلك كان الخلفاء الراشدون المهديون من بعده يوصون قوادهم " الا يقتلوا شيخاً, ولاصبيا ولا امرأة والا يقطعوا شجرا , ولايهدموا بناء)
· وهكذا فما من مجال من مجالات الحياة يعيشها المسلم بمعزل عن القيم الأخلاقية والضوابط السلوكية, وماهذا الذي ذكرناه الا غيض من فيض. والحمد لله رب العالمين.

اهـــم 001 2010- 10- 8 11:02 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
الله يعطيك الف عافية كذا افضل ... للترتيب المواد والملخصات:(204):

نجمة بلادهـا 2010- 10- 9 06:30 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
يسلموو قموووره ايوه كذا افضل بكثير

جنات 2010- 10- 10 10:25 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
جزاك الله خير والله ريحتني الله يريحك يآرب ~~>:mh318:

دفوشهه الغآمدي 2010- 10- 10 05:46 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
يسلموووووووووو :(164):

جنات 2010- 10- 12 11:55 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
يآاليت الدكاتره ينزلو المحتوى معا المحاضره آحسن بدل ما ننتظر المحتوى عشان نفتح المحاضره ~~>:mad:

جزاك الله خير خيتوووو~~>:mh318:

كــتــكؤؤؤتــه 2010- 10- 14 11:26 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
شكراا حتاتي طيب والمحاااضرات الباااقيه ابي التلخيص :mh318:

كالقمر وحيدة 2010- 10- 14 03:19 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
[marq]
لو سمحتو اي حد ينزل ملخصات يخبرني ع الخاص لاني راح ابدأ اكتب الملخصات انا مابنقلها من النقاش
[/marq]

كالقمر وحيدة 2010- 10- 14 03:20 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كــتــكؤؤؤتــه (المشاركة 1776568)
شكراا حتاتي طيب والمحاااضرات الباااقيه ابي التلخيص :mh318:


من عيوني بس ياليت تخبروني لما تنزلونهم هنا يابنات لاني متعوده انا اكتب مع الدكتور

اول ماتزل

جنات 2010- 10- 15 02:11 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
جزاك الله خير آختي
ياليت تنزلي محتوى امحاضره الثانيه ~~>:mh318:

كالقمر وحيدة 2010- 10- 15 03:48 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرة الثانية


أسس الأخلاق في الإسلام

يقوم النظام الأخلاقي في الإسلام على ثلاثة أسس هي :
الأساس الإعتقادي
والأساس الواقعي والعلمي
ومراعاة الطبيعة الإنسانية


أولاً : الأساس الإعتقادي يتمثل الأساس الإعتقادي للإخلاق الإسلامية في ثلاثة أركان هي:
الركن الأول : الإيمان بوجود الله تعالىالذي خلق الكون وخلق الإنسان وخلق الموت والحياة وهو بكل شيء من الماضي والحاضر والمستقبل عليم ، حتى إنه ليعلم ما يدور في خلجات الأنفس من خير أو شر . كما قال تعالى : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ، ونحن اقرب إليه من حبل الوريد) ) .

الركن الثاني : إن الله عز وجل منذ أن خلق الإنسان فوق هذه الأرض عرّفه بنفسه ، وعرّفه بطريق الخير والشر ، وطريق الحق والباطل ، من خلال رسالات أوحى بها إلى من إختارهم من أنبيائه ورسله .قال تعالى : ( ألم نجعل له عينين ، ولساناً وشفتين ، وهديناه النجدين ) . وقال سبحانه وتعالى : ( ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ) . ثم إن الله سبحانه وتعالى قد خلق في الإنسان قدرة لإدراك تلك الحقائق ، ونصب دلائل على جميع ذلك في هذة الطبيعة يدركها من تأمل فيها وبحث عنها في ثنايا هذا الكون . قال تعالى : ( سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) . وبناءً على ذلك كلفهم الله تعالى بإتباع الحق والخير ، واجتناب الشر والباطل ، كما بين واجباتهم تجاه خالقهم ، وتجاه المخلوقات الأخرى ، وبين لهم المحرمات التي يجب عليهم اجتنابها .

الركن الثالث : هو وجود الحياة بعد الموت ، وهذه الحياة إما نعيم وإما جحيم ، فالأولى يكافأ بها من اتبع الحق ، وفعل الخير ، واجتنب الشر وما حرّمه الله عليه ، والثانية يُجازي بها من اتبع الباطل وارتكب ما حرم الله . وهذه وتلك تكون بعد حساب دقيق يقوم به الخالق يوم القيامة . كما قال سبحانه : ( إنا نحن نُحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء في إمام مبين ) . وقال جل جلاله : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) .
* إذن فهذه الحياة ميدان عمل واختبار للإنسان لمن يريد الخير ولمن يريد الشر ، قال تعالى :( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) . والحياة الأخرى للحساب والجزاء قال تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ، فلا تُظلم نفسُ شيئاً ، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها ، وكفى بنا حاسبين ) . وقال أيضاً : ( اليوم تُجزى كلُ نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ، إن الله سريع الحساب)


* وهذا الأساس بهذا المفهوم في غاية الأهمية في الاتجاه الأخلاقي في الإسلام ، وهذا السند الذي يُعتمد عليه في إقامة النظام الخُلقي ، وفي عملية الإلتزام به . فبدون هذا الأساس تفقد الأخلاق قدسيتها ، وتأثيرها الكبير في الإنسان ، ولا يمكن تُطبق تطبيقاً عملياً ودقيقاً في السر والعلن ، إلا إذا أُتِخذ هذا الأساس في قلوبالبشر مكاناً وآمنوا به إيماناً صادقاً . وليس هذا أساس للسلوك الخُلقي فحسب بل كذلك للحياة ، إذ لا معنى للحياة _ في الحقيقة _ دون وجود هذا الأساس ودون الاعتماد عليه

.

* إن الذي يقرأ كتابات الوجوديين وأمثالهم من الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، يجد إنهم يعانون من قلل وحيرة واضطراب في أعماق قلوبهم ، ثم يسعون إلى تعميمه على البشر كلهم بدعوى إنه من مستلزمات الوجود الإنساني ، وإن طبيعة الحياة تقتضيه

.

* إدعاءٌ باطلٌ ، بدليل أن غيرهم ممن ليس على شاكلتهم لا يعاني من تلك الظاهرة ، ولعله ناتجٌ من عدم الإيمان لديهم ، فمن انعدام الإيمان لديهم عانى من الفراغ في هذا الجانب ، فأحس بالقلق والإضطراب ، وهو ما يدفعهم إما إلى الانتحار والتخلص من الحياة بطريق مباشر ، أو الوقوع في شرك المخدرات أو المسكرات ليقتل نفسه بطريق غير مباشر ، والأمر الذي يؤكد صحة هذا التفسير هو أن هؤلاء الناس لا يعانون فقراً أو حرماناً أو مرضاً ، بل هم أغنياء أصحاء ، وإنما يعانون من فقدان الطُمأنينة التي تجلبها العقيدة الصحيحة والإيمان القويم

.

* إن إعتماد الأخلاق على أساس من العقيدة يُضفي عليها طابعاً مميزاً من القداسة ، وتدفع بالإنسان إلى فعل الخير والإبتعاد عن الشر ، وتجعله صاحب ضمير حي ، وقد إعترف بهذا الدكتور إليكسس كاريل حيث قال : " الفكرة المجردة لا تصبح عاملاً فعّالاً إلا إذا تضمنت عنصراً دينياً ، وهذا هو السبب في أن الأخلاق الدينية أقوى من الأخلاق المدنية إلى حد تستحيل معه المقارنة ، ولذلك لا يتحمس الإنسان في الخضوع لقواعد السلوك القائم على المنطق إلا إذا نظر إلى قوانين الحياة على أنها أوامر مُنزلة من الذات الإلهية " .

ثانياً :
الأساس الواقعي والعلمي إذا كان الإسلام قد دعا إلى المثالية والسمو الروحي ، وذم الذين أخلدوا إلى الأرض وشهواتها ، فإن دعوته إلى المثالية كانت واقعية وكانت وسطاً بين نظرتين متطرفتين:


أولهما : دعوات روحية تدعو الإنسان إلى محاربة الطبيعة ، وعدم الإستسلام لها مهما جابهته ضغوطاتالحياة ومهما كانت شدتها ، وذلك لأن سعادة الإنسان وسموه الروحي وخلاصه من الآم الحياة _ في نظرهم _ إنما تتم بمحاربة الطبيعة والتسامي على واقعها

.

ثانيهما : دعوات للطبيعين الذين أخلدوا إلى الأرض ، وقدموا الطاعة لدعواتها ومتطلباتها ، لأن الحياة معها _ في نظرهم _ هي الحياة السليمة التي تصل بالإنسان إلى السعادة

.

:فجاء موقف الإسلام نحو الطبيعة واقعياً وسطاً معتدلاً بين هاتين النظرتين وقد تجلى ذلك في
1.دعوته إلى الإستعلاء على الطبيعة وعدم الإستسلام لها ، وذلك بدعوته إلى الإنسان أن يكون سيداً على الطبيعة ، فيُسخر مواردها في عمران الأرض وعمران البلاد ، كما قال تعالى : ( هو أنشأكم من الأرضواستعمركم فيها ) ، وأن يكون كذلك سيداً على نفسه ، فيضبط رغباته وميوله ويوُجهها وفقاً للمثل العليا التي جاء بها الإسلام

.

2. دعوته إلى التأقلم والانسجام مع الطبيعة ومع الواقع وعدم التصادم معها ، وذلك عن طريق إتخاذ قواعدللسلوك تنسجم تمام الإنسجام مع القوانين الأساسية للحياة البشرية ، وهي القوانين الثلاثة التالية :
قانون المحافظة على الحياة
وقانون تكاثر النوع الإنساني
وقانون الإرتقاء العقلي والروحي

:
وفي هذة القوانين يتجلى الأساس العلمي الذي أقام الإسلام نظامه الأخلاقي عليه

** فيما يتعلق بالقانون الأول الذي هو المحافظة على الحياة :
فإن الإسلام اعتبر كل سلوك من شأنه أن يحافظ على الحياة وينميها سلوكاً أخلاقيا ، وكل سلوك يُضاد الحياة أو يعوقها بصورة من الصور يُعد سلوك غير أخلاقي . فمن هنا كان القتل حراما أخلاقياً وكذا تهديد الآخرين وإخافتهم ، والتحاسد والتباغض والتدابر . وكان من الواجب إحترام الناس والمحافظة على أرواحهم وأعراضهم ودمائهم ، والسعي لنعفهم .

** وفيما يتعلق بالقانون الثاني الذي هو تكاثر النوع :
فإن الإسلام اعتبر كل سلوك من شأنه أن يُؤدي إلى إبقاء النوع وتحسينه سلوكاً أخلاقياً راقياً ، فشرع الزواج وحث عليه ، ونهى عن التبتل أو الرهبانية ، كما في حديث انس أبن مالك رضي الله عنه ، قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أُخبِروا كأنهم تقالُوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . قال أحدهم : أما أنا فإني أُصلي الليل أبدا، وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ، فقال : ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، واتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني


- كما حث على حُسن إختيار الزوجة ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تخيروا لنطفكم ، وانكحوا الأكفاء ، وأنكحوا إليهم)
- وحث الآباء على تزويج بناتهم من أُناس صالحين ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فأنكحوه ، إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد)
-

ثم إن الإسلام حرم كل سلوك من شأنه أن يعوق استمرار التناسل ، لأنه يُعد منعاً لإستمرار النوع ، ومن ثمّ فقد حرم الإسلام الخِصاء ، كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال :
" كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساء ، فقلنا : يا رسول الله ، أّلا نستخصي ؟ فنهانا عن ذلك " .
- فالإسلام يعُد الخروج على القوانين الطبيعية والأخلاقية تعدياً وخروجاً عن جادة الحياة المستقيمة

وفيما يتعلق بالقانون الثالث الذي هو الإرتقاء العقلي والروحي :
فإن الإسلام اعتبر كل سلوك من شأنه أن يؤدي إلى السعادة والإقبال على الحياة بمحبة وإنشراح وينمي العقل ويحافظ عليه سلوكاً أخلاقياً راقياً ، وكل سلوك يُضاد ذلك كأن يجعل الإنسان يعيش في عزلة من الناس متشائماً قلِقاً ، أو يضر بعقله ويجعله مريضاً أو متخلفاً مستسلماً للجهل والخرافات سلوكاً غير أخلاقي . ومن ثّم وجدناه يحث على العلم وصلة الرحم ومحبة الآخرين والرحمة بهم ، والرضا بقضاء الله وقدره ، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحب لنفسه ) أو قوله صلى الله عليه وسلم : ( عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا المؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) . أو في تحريمه للإنتحار ، أو تعاطي المسكرات أو المخدرات ، أو ما من شأنه يضر بصحة الإنسان البدنية أو بعقله . فقال تعالى : ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمُهما أكبر من نفعهما ). وقوله سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطان أن يُوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) . ومثلها في النصوص كثير جداُ .

ثالثاً : مراعاة الطبيعة الإنسانية
** وهذا الأساس مهم في الدراسات الأخلاقية ، وذلك لوجود إرتباط وثيق بين السلوك وطبيعة الإنسان ، ولتوقف نجاح النظام الأخلاقي على مدى إنسجامه مع واقع هذة الطبيعة
فالإسلام
** فالإسلام ينظر إلى الإنسان على أنه روح وجسد ، وعقل وقلب ومشاعر وعواطف ، وأن هناك صراع بين طبيعة الإنسان وتكوينه المادي الذي يميل إلى الأرض والتراب الذي خُلق منه ، فيستجيب للأهواء والشهوات وينساق لها ، وروحه العلوية التي هي من نفح الإله ، وتدعو إلى السُمو والُرقِي والمثالية
.


** والمطلوب هو التنسيق بين هاتين الطبيعتين في الإنسان ، وتوجيهه إلى السلوك الذي يليق به بصفته أشرف مخلوق على وجه الأرض ، وصاحب رسالة خُلِق من أجلها في هذة الدنيا . والمرجع في هذا التنسيق هو الله رب العالمين تبارك وتعالى
.


جنات 2010- 10- 16 12:18 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
تسسسسسسلم يدينك من آالنــــــــــــار يآرب ~~>
الله يوفقك دنيآ وآخره آختي ~~>:mh318:

نجمة بلادهـا 2010- 10- 16 02:24 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
1 مرفق
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يسلموووقموووووره

لخصت كمان المحاضره الثانيه للي يبيها ورد في المرفق

اهـــم 001 2010- 10- 16 08:19 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
كالقمر ونجمة بلادها
والله الشكر مايوفقكم حقكم..... فالف الف الف شكر....
واسأل الله لكم التوفيق

m3dan a9!l 2010- 10- 16 11:46 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
تسلمين "كالقمر وحيده":(156):
يعطيك العافيه .. وكل من يعين ويعاون ماتقصرون
عسآكم ع القوه :lllolll:

هتوشة 2010- 10- 19 12:37 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
يعطيك العافيه
بنات ماقصرتو
الله يجزاكم كل الخير
معليش بنات بغيت المحاضره الاولى ورد الله لايهينكم

اخت البطه 2010- 10- 19 02:03 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
يعطيكم الف عااافيه :(164)::(164):

البرفسور 2010- 10- 19 02:29 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
الله يعطيكم الف عافيه

كالقمر وحيدة 2010- 10- 19 07:48 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرة الثالثه نزلت

راح اكتبها لكم

نجمة بلادهـا 2010- 10- 20 07:39 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
1 مرفق
المحاضره الثالثه

في المرفق دعوااااتكم


:(164):

%لولو الدلوعة% 2010- 10- 20 10:22 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
جزاك الله الف خير يالغلا ....
ع جهودك ...والله يوفقك............

نجمة بلادهـا 2010- 10- 21 08:09 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
1 مرفق
وهذي المحاااضره الرابعه لعيوونكم

:(164):

في المرفق طبعا

كالقمر وحيدة 2010- 10- 23 07:07 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 

المحاضرة الثالثة
تمتاز الأخلاق الإسلامية بجملة من الخصائص تميزها عن غيرها من الأنظمة الأخلاقية, وتعطيها وجودها وطابعها المتفرد والمستقل, وهي:
· الانبثاق عن عقيدة الإسلام:
أي أنها مرتبطة بالعقيدة ارتباطاً قوياً وعميقاً بحيث يستحيل الفصل بينهما, وما أكثر النصوص التي تربط بين الإيمان وحسن الخُلُق. حتى إنها لتجعل الإيمان, هو نفسه حسن الخُلُق, كيف لا؛ وحسن الخلق يقتضي شُكر المنْعِم (الإله), والاعتراف بفضله, والثناء عليه, والوقوف عند حدوده بامتثال أوامره, واجتناب نواهيه. وأي عقوق أعظم من أن يتمرد الإنسان على خالقه ومولاه, ويتنكر لجميله, ويخالف أمره ونهيه, كما هو الشأن في الكفار والمنافقين.

يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: "حسن الخلق هو الإيمان, وسوء الخلق هو النفاق, وقد ذكر الله تعالى صفات المؤمنين والمنافقين في كتابه, وهي بجملتها ثمرة حُسْن الخلق, وسوء الخلق, فلنورد جملة من ذلك لتعلم آية حسن الخلق. قال الله تعالى: [قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ, الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ, وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ, وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ, وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ...] {المؤمنون:1- 5}, وقال تعالى: [وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا...]{الفرقان:63}.. من أشكل عليه حاله فليعرض نفسه على هذه الآيات, فوجود جميع هذه الصفات علامة حسن الخلق, وفقد جميعها علامة سوء الخلق, ووجود بعضها دون بعض يدل على البعض دون البعض, فليشتغل بتحصيل ما فقده, وحفظ ما وجده. وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بصفات كثيرة, وأشار بجميعها إلى محاسن الأخلاق, فقال صلى الله عليه وسلم:
(من كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فلا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ). وقال: (لَا يُؤْمِنُ أحدكم حتى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ). وقال: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً).
ويقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى: "الإيمان قوة عاصمة عن الدنايا, دافعة إلى المكرمات ومن ثمَّ فإن الله عندما يدعو عباده إلى خير أو ينفرهم من شر, يجعل ذلك مقتضى الإيمان المستقر في قلوبهم. وما أكثر ما يقول في كتابه: " يا أيها الذين آمنوا " ثم يذكر بعدُ ما يُكلفهم به, مثل قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ] {التوبة:119} [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا] {الأحزاب:70} .. وقد وضح صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم أن الإيمان القوي, يلد الخلق القوي حتماً, وأن انهيار الأخلاق مرده إلى ضعف الإيمان, أو فقدانه, بحسب تفاقم الشر أو تفاهته.. فالرجل الصفيق الوجه, المعوج السلوك الذي يقترف الرذائل غير آبه لأحد, يقول رسول الإسلام في وصف حاله: "الحياء والإيمان قرناء جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر"!.
والرجل الذي ينكب جيرانه ويرميهم بالسوء, يحكم الدين عليه حكما قاسياً فيقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : (والله لَا يُؤْمِنُ والله لَا يُؤْمِنُ والله لَا يُؤْمِنُ قِيلَ وَمَنْ يا رَسُولَ اللَّهِ قال الذي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بوائقه). وتجد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يعلم أتباعه الإعراض عن اللغو, ومجانبة الثرثرة والهذر يقول: (وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ). وهكذا يمضى في غرس الفضائل وتعهدها حتى تؤتى ثمارها, معتمداً على صدق الإيمان وكماله..".
إذاً فالدين هو منبت الأخلاق, وهو مصدر الرقابة عليها, وهو المقوِّم لها إذا انحرفت, وهما متلازمان لإقامة كل مدنية فاضلة خيرة في مصلحة الإنسان.

الشمول:
حيث تشمل جميع المجالات, فهناك خلق مع الله ومع رسله عليهم السلام, قال تعالى: [إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ] {النور:51} وقال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {الحجرات:1}, وهناك خلق مع المسلمين يقول صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره.. كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه) وخلق مع غير المسلم, قال تعالى: [لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ] {الممتحنة:8}
وقال صلى الله عليه وسلم: (من آذى ذمياً فقد آذاني) وهناك خلق الكبير والصغير (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا) وخلق مع الحاكم [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ] {النساء:59} ومع الوالدين والأبناء والبنات والزوج والقرابة, ومع الضيف والمعلم والصديق, ومع البهائم والجماد, .
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى: "قد تكون لكل دين شعائر خاصة به, تعتبر سمات مميزة له. ولا شك أن في الإسلام طاعات معينة, ألزم بها أتباعه, وتعتبر فيما بينهم أموراً مقررة لا صلة لغيرهم بها, غير أن التعاليم الخُلُقية ليست من هذا القبيل؛ فالمسلم مكلف أن يلقى أهل الأرض قاطبة بفضائل لا ترقى إليها شبهة, فالصدق واجب على المسلم مع المسلم وغيره, والسماحة والوفاء والمروءة والتعاون والكرم.. الخ.
وقد أمر القرآن الكريم ألا نتورط مع اليهود أو النصارى في مجادلات تهيج الخصومات ولا تجدي الأديان شيئاً. قال الله تعالى: [وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ]{العنكبوت:46}. واستغرب من أتباع موسى وعيسى أن يشتبكوا مع المسلمين في منازعات من هذا النوع الحاد:[قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ] {البقرة:139}. وحدث أن يهودياً كان له دَيْنٌ على النبي, فجاء يتقاضاه قائلاً : إنكم يا بني عبد المطلب قوم مُطل!! فرأى عمر بن الخطاب أن يُؤدب هذا المتطاول على مقام الرسول, وهَمَّ بسيفه يبغي قتله. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أسكت
عمر قائلاً: (أنا وهو أولى منك بغير هذا, تأمره بحُسن التقاضي, وتأمرني بحُسن الأداء), وقد أمر الإسلام بالعدل ولو مع فاجر أو كافر. قال عليه الصلاة والسلام: "دعوة المظلوم مُستجابة, وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه) ... وبهذه النصوص, مَنع الإسلام أبناءه أن يقترفوا أية إساءة نحو مخالفيهم في الدين. ومن آيات حسن الخلق مع أهل الأديان الأخرى ما ورد عن ابن عمر: أنه ذبحت له شاة في أهله ? فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)..
أما من الناحية العامة, فقد قرر الإسلام أن بقاء الأمم وازدهار حضارتها, واستدامة منعتها, إنما يُكفل لها إذا ضمنت حياة الأخلاق فيها, فإذا سقطت الخلق سقطت الدولة معه.
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ويؤكد هذه الحقيقة حديث الرسول لقومه وعشيرته, فقد رشحتهم مكانتهم في جزيرة العرب لسيادتها, وتولي مقاليد الحكم بها. ولكن النبي أفهمهم ألا دوام لملكهم إلا بالخُلُق وحده. فعن أنس بن مالك قال: "كنا في بيت فيه نفر من المهاجرين والأنصار? فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فجعل كل رجل يوسع رجاء أن يجلس إلى جنبه.. ثم قام إلى الباب فأخذ بعضادتيه,
فقال: (الأُمَرَاءُ من قُرَيْشٍ ثَلاَثاً ما فَعَلُوا ثَلاَثاً ما حَكَمُوا فَعَدَلُوا وَاسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا وَعَاهَدُوا فَوَفَوْا فَمَنْ لم يَفْعَلْ ذلك منهم فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ). هذا الحديث حاسم في أنه لا مكانة لأمة ولا لدولة ولا لأسرة إلا بمقدار ما تمثل في العالم من صفات عالية, وما تحقق من أهداف كريمة. فلو أن حكماً حمل طابع الإسلام والقرآن, ثم نظر الناس إليه فوجدوه لا يعدل في قضية, ولا يرحم في حاجة, ولا يوفي في معاهدة, فهو باسم الإسلام والقرآن قد انسلخ عن مقوماته الفاضلة, وأصبح أهلاً لأن يلعن في فجاج الأرض وآفاق السماء. ومن أقوال الإمام ابن تيمية: "إن الله يقيم الدولة العادلة, وإن كانت كافرة, ولا يقيم الدولة الظالمة, وإن كانت مسلمة" . إن الخلق في منابع الإسلام الأولى من كتاب وسنة هو الدين كله, وهو الدنيا كلها, فإن نقصت أمة حظاً من رفعة في صلتها بالله, أو في مكانتها بين الناس, فبقدر نقصان فضائلها وانهزام خلقها".
الثبات:
ويقصد بالثبات أن الفضائل الأساسية للمجتمع من صدق ووفاء وأمانة وعفة وإيثار مرتبطة بنظام الشريعة العامة، وهي أمور لا يستغني عنها مجتمع كريم، مهما تطورت الحياة، وتقدم العلم بل تظل قيماً فاضلة ثابتة.
إن الأخلاق في الإسلام لا تتغير ولا تتطور تبعا للظروف الاجتماعية والأحوال الاقتصادية، بل هي حواجز متينة ضد الفوضى والظلم والشر، كما قال الله تعالى: [تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ] {البقرة:229}.
وأما السبب الذي يجعل أخلاق الإسلام ثابتة فهو:
ارتباطها بالفطرة البشرية التي تتصف بالثبات ويرثها الأحفاد عن الآباء والأجداد (كل مولود يولد على الفطرة) فالخلق فطرة.
وكونها نابعة عن الدين، وإذا كان الدين يصلح لجميع الناس، ويهدف إلى الخير المطلق، لأنه من الله سبحانه وتعالى، وقد راعى فيه الخير العام. قال تعالى: [أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ] {الملك:14} فكذلك الأخلاق الإسلامية.
ويترتب على خاصية الثبات هذه أن الأخلاق مختلفة عن التقاليد؛ لأن التقاليد تتغير بين الفينة والأخرى, بتغير مبررات وجودها، وليس كذلك الأخلاق، لأنها تقوم على أسس ثابتة كالحق والعدل والخير.
كما أن الثبات في الأخلاق من شأنه أن يبعث الطمأنينة في حياة الفرد، وفي حياة المجتمع, بخلاف من ينظر إلى الأخلاق على أنها تتطور وتتبدل بتبدل الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, فإن من شأنها أن تجعل الإنسان يعيش من غير قيم عليا, وفي اضطراب وقلق.

الجمع بين الواقعية والمثالية:
فأما كونها واقعية فتعني أنها عملية وقابلة للتطبيق, ولا يستعصي على أحد من الناس تطبيقها وتجسيدها في حياته, ولكنها في ذات الوقت مثالية أيضاً. بمعنى أن من الناس من تتوق نفسه إلى معالي الأمور, و لا يرضى لنفسه بأن يكون كسائر الناس, ولا يشبع ذلك نهمه ورغبته في التسامي بخلقه, ورغبته في التحلي بالفضائل, ولكن ليس كل الناس يطيق ذلك, فجاء الإسلام وراعى بتشريعه استعدادات هذا وذاك, ولم يحمل الناس على ما لا يطيقون, وما يمكن أن تمله نفوسهم وتتقاصر عنه, فشرع العدل وذلك بأن يصل كل ذي حق إلى حقه, ولكن دعاه في الوقت ذاته إلى الإحسان وهي مرتبة أعلى من العدل فيها التضحية والصفح والتجاوز, فقال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] {المائدة:8} وقال أيضاً:[وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ] {الشُّورى:40} [وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ] {النحل:126}.
وهذا يختلف عن الدعوات المثالية التي نادى بها بعض الفلاسفة من أمثال أفلاطون في كتابه الجمهورية الفاضلة, وكذلك النصارى في الوصايا التي نسبوها إلى نبي الله عيسى عليه السلام, وهي مستعصية على التطبيق, ولا تستقيم معها حياة الإنسان, وسرعان ما يملها, وتسأم نفسه من فعله لما فيها من تكلف شديد. قال عليه الصلاة والسلام: (عَلَيْكُمْ مَا تُطِيقُونَ مِنْ الْأَعْمَالِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا). وفي معناه قوله تعالى: [فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ] {التغابن:16}.
الوسطية:
وتعني كون الأخلاق الإسلامية وسطاً بين طرفين متضادين, وهذه الوسطية والاعتدال جلية في جوانب الدين الإسلامي كله؛ ففي نظرته إلى تكوين الإنسان كان وسطاً بين:
غلاة المثاليين الذين يعتبرون الإنسان روحاً علوية محبوسةً في الجسد ويجب عليه أن يتحرر منه.
غلاة الواقعيين الذين يعتبرون الإنسان جسداً فقط ويتنكرون للروح ومتطلباته.
فجاء الإسلام وقرر أن الإنسان مخلوق مركب من عقل وشهوة, وفيه استعداد للتقوى والفجور, وقد بين الله له طريق الخير وطريق الشر بوساطة أنبيائه ورسله, ثم ترك له حرية , فقال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} (7-10) سورة الشمس.
وفي نظرة الإسلام إلى الحياة كان وسطاً بين طرفين متقابلين هما:
من يرى أن الحياة هي هذه الدنيا التي نعيشها فقط.
وأولئك الذين يتنكرون لهذه الحياة الدنيوية ومتعها, ويرون أن السعي يجب أن يكون للآخرة فقط.
فجاء الإسلام ليقرر الانسجام والتوافق بين الحياتين, وأن الدنيا مزرعة للآخرة, ويجب للإنسان أن يعمل لها ويسعى في عمارتها لأنها تمثل جزءاً من المهمة التي خلق الله عز وجل البشر من أجلها. قال تعالى: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } (61) سورة هود, أي طلب منكم عمارتها, وقال أيضاً: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (32) سورة الأعراف.

وفي دعوته إلى التحلي بالفضائل الخلقية كان وسطاً لا يقبل الزيادة ولا النقصان, فعلى سبيل المثال لا الحصر, حث على:
الحكمة واعتبرها فضيلة, قال تعالى: [يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا] {البقرة:269} ولكنها تأتي بين رذيلتين هما: الخِبُّ والبَلَه. والخب: إفراطٌ وزيادة من جهة الاتصاف بالمكر والحيلة وسوء الظن. والبله: تفريط ونقصان عن الاعتدال, وسذاجة وسفه.
والسخاء واعتبره خلقاً كريماً, لكنه بين أنه يأتي بين رذيلتين, هما: الإسراف والتقتير, قال تعالى: [وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا] {الإسراء:29} وقال: [وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا] {الفرقان:67}.
والشجاعة وهي وسطٌ بين رذيلتي التهور والجبن. فالتهور زيادة عن الاعتدال، ويقدم بها الإنسان على الأمور المحظورة، التي يجب في العقل الإحجام عنها, قال تعالى: [وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ] {البقرة:195} . والجبن نقصان عن الاعتدال, قال تعالى في وصف المنافقين: [رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ] {التوبة:87}
والعفة وهي وسط بين رذيلتي الشره والخمود. فالشره هو إفراط الشهوة إلى المبالغة في اللذات. والخمود هو خمود الشهوة عن الانبعاث إلى ما يقتضي العقل نيله وتحصيله.
والحياء وهو وسط بين رذيلتي الوقاحة وصفاقة الوجه من جهة, والخور والمهانة من جهة أخرى.
والتواضع وهو وسط بين رذيلتي الكبر والعلو من جهة, والذلة والحقارة من جهة أخرى.
والعدل هو التوسط المحمود في كل شيء, بأن يعطي كل ذي حق حقه, من غير غبن وتغابن. والغبن إفراط أي أن يأخذ ما ليس له، والتغابن تفريط, أي أن يعطي في المعاملة ما ليس عليه حمد وأجر.



منقوله من اوراد

كالقمر وحيدة 2010- 10- 23 07:08 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 

الراااااابعه



وسائل اكتساب الأخلاق




المقدمة

ذكرنا فيما تقدم أن هناك أخلاقاً فطرية, بمعنى أن بعض الناس تشمله العناية الإلهية فيولد سليم الفطرة, كامل العقل, حسن الخُلق, عالِماً مؤدَّباً بغير معلِّمٍ أو مؤدِّبٍ كما هو الحال في الأنبياء والرسل الكرام عليهم السلام الذين اصطفاهم الله واختارهم, وجعلهم بفضله قدوات صالحة تمثل قمة الكمال البشري. وهناك من يمُنُّ الله عليه ببعض الصفات الخلقية الحميدة كما في حديث أشج عبد القيس حين أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال "إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله, الحلم والأناة". وحين سأله أهما من كسبه أم جبله الله عليهما؟ قال: "بل الله جبلك عليهما".() فإذا ما استثنينا هذه الحالات فإن الصفات الخلقية الحميدة تحتاج إلى وسائل لاكتسابها والاتصاف بها, ومن أهم هذه الوسائل:
التدريب العملي والرياضة النفسية:


وذلك من خلال مجاهدة النفس, وحملها على الأعمال التي يقتضيها الخُلق المطلوب. فمن أراد مثلاً أن يُحَصِّلَ لنفسه خُلُق الجود, فطريقه أن يتكلف تعاطي فعل الجواد, وهو بذل المال, فلا يزال يطالب نفسه, ويواظب عليه تكلفاً, مجاهداً نفسه فيه حتى يصير ذلك طبعاً له, ويتيسر عليه, فيصير به جواداً. وكذا من أراد أن يُحَصِّلَ لنفسه خُلُق التواضع وقد غلب عليه الكِبْر, فطريقه أن يواظب على أفعال المتواضعين مدة مديدة, وهو فيها مجاهد نفسه, ومتكلف إلى أن يصير ذلك خلقاً له وطبعاً, فيتيسر عليه.




وجميع الأخلاق المحمودة شرعاً تحصل بهذا الطريق, وغايته أن يصير الفعل الصادر منه لذيذاً. فالسخي: هو الذي يَسْتلِّذ بذلَ المال الذي يبذله, دون الذي يبذله عن كراهة. و المتواضع: هو الذي يَسْتلِّذ التواضع. وفي هذا المعنى جاء قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وجعلت قرة عيني في الصلاة), ويجب أن يكون هذا الاستلذاذ للطاعة واستكراه المعصية على الدوام وفي جملة العمر, وكلما كان العمر أطول, كانت الفضيلة أرسخ وأكمل, ولذلك لما سئل صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ قال: (من طال عمره, وحسن عمله), وهو ما كان يجعل الأنبياء والصالحين من العباد يكرهون الموت, فإن الدنيا مزرعة الآخرة, وكلما كانت العبادات أكثر بطول العمر, كان الثواب أجزل, والنفس أزكى وأطهر, والأخلاق أقوى وأرسخ.





فإذن يمكن اكتساب الأخلاق الجميلة بالرياضة, بتكلف الأفعال الصادرة عنها ابتداءً لتصير طبعاً انتهاءً, وهذا من أثر العلاقة بين القلب والجوارح. أي النفس والبدن. فإن كل صفة تظهر في القلب يفيض أثرها على الجوارح حتى لا تتحرك إلا على وفقها, وكل فعل يجري على الجوارح فإنه قد يرتفع منه أثر إلى القلب, والأمر فيه دور. ويعرف ذلك بمثال؛ وهو: أن من أراد أن يصير حاذقاً في الكتابة (خطاطاً) فلا طريق له إلا أن يتعاطى بجارحة اليد ما يتعاطاه الكاتب الحاذق, ويواظب عليه مدة طويلة, يحاكي الخط الحسن, فإن فعل الكاتب هو الخط الحسن, فيتشبه بالكاتب تكلفاً ثم لا يزال يواظب عليه, حتى يصير صفة راسخة في نفسه, فيصدر منه في الآخر الخط الحسن طبعاً, كما كان يصدر منه في الابتداء تكلفاً. وكذلك من أراد أن يصير فقيه النفس, فلا طريق له إلا أن يتعاطى أفعال الفقهاء, وهو التكرار للفقه, حتى تنعطف منه على قلبه صفة الفقه, فيصير فقيه النفس. وكذلك من أراد أن يصير سخياً عفيف النفس حليماً متواضعاً فيلزمه أن يتعاطى أفعال هؤلاء تكلفاً حتى يصير ذلك طبعاً له فلا علاج له إلا ذلك.





وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الحقيقة فقال: (مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ،وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ). أي أن من درب نفسه وحملها على ما يريد, وجد الاستجابة له بإذن الله. فالبداية من العبد, ثم يأتيه التوفيق من الله تعالى. فكما أن البدن في الابتداء لا يخلق كاملاً, وإنما يكمل ويقوى بالنشوء والتربية بالغذاء, فكذلك النفس تخلق ناقصة, قابلة للكمال. وإنما تكمل بالتربية وتهذيب الأخلاق, والتغذية بالعلم.




البيئة الصالحة والجليس الصالح:



وذلك بمشاهدة أرباب الفعال الجميلة ومصاحبتهم, وهم قرناء الخير وإخوان الصلاح, إذ الطبع يسرق من الطبع الشرَّ والخيرَ جميعاً. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً). رواه البخاري ومسلم. قال النووي: "في الحديث تمثيله صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك، والجليس السوء بنافخ الكير، وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فُجْرُه وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة".





وقال الشيخ ناصر السعدي رحمه الله: "اشتمل هذا الحديث على الحث على اختيار الأصحاب الصالحين، والتحذير من ضدهم, ومثل النبي صلى الله عليه وسلم بهذين المثالين، مبيناً أن الجليس الصالح: جميع أحوالك معه, وأنت في مغنم وخير، كحامل المسك الذي تنتفع بما معه من المسك: إما بهبة، أو بعوض. وأقل ذلك: مدة جلوسك معه، وأنت قرير النفس برائحة المسك فالخير الذي يصيبه العبد من جليسه الصالح أبلغ وأفضل من المسك الأذفر، فإنه إما أن يعلمك ما ينفعك في دينك ودنياك، أو يهدي لك نصيحة، أو يحذرك من الإقامة على ما يضرك. فيحثك على طاعة الله, وبر الوالدين، وصلة الأرحام، ويبصرك بعيوب نفسك، ويدعوك إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها بقوله وفعله وحاله. فإن الإنسان مجبول على الاقتداء بصاحبه وجليسه، والطباع والأرواح جنود مجندة، يقود بعضها بعضاً إلى الخير، أو إلى ضده.





وأما مصاحبة الأشرار: فإنها بضد جميع ما ذكرنا، وهم مضرة من جميع الوجوه على من صَاحَبَهُمْ، وشر على من خالطهم. فكم هلك بسببهم أقوام. وكم قادوا أصحابهم إلى المهالك من حيث يشعرون، ومن حيث لا يشعرون. ولهذا كان من أعظم نعم الله على العبد المؤمن: أن يوفقه لصحبة الأخيار. ومن عقوبته لعبده: أن يبتليه بصحبة الأشرار. صحبة الأخيار توصل العبد إلى أعلى عليين، وصحبة الأشرار توصله إلى أسفل سافلين. صحبة الأخيار توجب له العلوم النافعة، والأخلاق الفاضلة، والأعمال الصالحة. وصحبة الأشرار: تحرمه ذلك أجمع: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا , يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا , لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا }


إن أقل ما تستفيده من الجليس الصالح - وهي فائدة لا يستهان بها - أن تنكف بسببه عن السيئات والمعاصي، رعاية للصحبة، ومنافسة في الخير، وترفعاً عن الشر، وأن يحفظك في حضرتك ومغيبك، وأن تنفعك محبته ودعاؤه في حال حياتك وبعد مماتك، وأن يدافع عنك بسبب اتصاله بك، ومحبته لك. وتلك أمور لا تباشر أنت مدافعتها، كما أنه قد يصلك بأشخاص وأعمال ينفعك اتصالك بهم. وفوائد الأصحاب الصالحين لا تعد ولا تحصى. وحسب المرء أن يعتبر بقرينه، وأن يكون على دين خليله.



وفي حديث آخر بين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أثر البيئة الفاسدة والبيئة الصالحة على المرء, فقَالَ: (كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ. فَقَالَ: لا. فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ. فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا؛ فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ، وَلا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ: مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ. وَقَالَتْ: مَلائِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَط. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَه. ُ فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ) قال النووي: "قال العلماء: في هذا استحباب مفارقة التائب المواضع التي أصاب بها الذنوب، والأخدان المساعدين له على ذلك ومقاطعتهم ما داموا على حالهم، وأن يستبدل بهم صحبة أهل الخير والصلاح والعلماء والمتعبدين الورعين، ومن يقتدى بهم وينتفَع بصحبتهم" وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ)




القدوة الحسنة:






الإنسان بطبعه يميل إلى التقليد, وهذا أمر واقعٌ مشاهد في دنيا الناس, فإذا نظرت إلى كثير من الكافرين وجدت أن كفرهم كان تقليداً لآبائهم وكبرائهم, [وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ] {البقرة:170}. وإذا كان هذا الأمر مشاهداً ومسلَّماً في حياة الناس, إذاً فليتخذ الإنسان العاقل من أكمل الخَلْق إيماناً وأخلاقاً القدوة في حياته, وهو رسول الله الذي ارتضاه الله لنا قدوة, وأمرنا بالتأسي به, فقال تعالى: [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا] {الأحزاب:21}. فهو خير قدوة يقتدي بها الأفراد ، وخصوصاً الطامحون لبلوغ الكمال الإنساني في السلوك. ولئن انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه فإن الله قد حفظ لنا سنته، وبقيت سيرته خالدة شاهدة على سمو روحه وكمال نفسه ورفعة أخلاقه ، فما على من أراد التأسي به إلا مطالعتها والعمل بما كان عليه صلى الله عليه وسلم.



إن المسلم إذا أُبرزت أمامه القدوات الطيبة, والنماذج الراقية, فإنه يسارع إلى تقليدها والتأسي بها. وإنه مطالب بالتأسي بالنماذج الطيبة المرضية عند الله تعالى، وقد وجدنا القرآن يقول للرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن تحدث عن بعض الأنبياء والمرسلين. [أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ] {الأنعام:90}
وهذه القدوة الصالحة لها تأثير عجيب في اكتساب الفضائل لأسباب متعددة.. منها:


كون هذه القدوة محل تقدير وإعجاب كبير من الناس، مما يولد في الفرد المحروم من أسباب هذا المجد حوافز قوية تدفعه إلى تقليد هذه القدوة الصالحة ومحاكاتها في أخلاقها وسلوكها، مما يحولها مع الوقت إلى خلق مكتسب.
وجود القدوات الصالحة والنماذج الحسنة يعطي الآخرين قناعة بأن بلوغ هذه الفضائل أمر ممكن فيدفع إلى محاولة التخلق بمثل أخلاقه.
أن النفس البشرية تتأثر بالأمور العملية أكثر بكثير من تأثرها بالأمور النظرية ؛ولهذا وجدنا أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها تشير على النبي أن يبدأ بحلق رأسه بعد صلح الحديبية في وقت امتنع فيه كثير من المسلمين عن الحلق فلما رأوا رسول الله حلق تسابقوا إلى الحلق تأسيا به صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا أيضا أثر عن بعض السلف قوله:إن فعل رجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل.


إن من واجب المصلحين والدعاة المربين : أن يبرزوا للناس وخصوصاً للشباب والنشء النماذج الصالحة أسلافنا, من صحابة رسول الله وتابعيهم بإحسان, فيبرزوا سير العلماء الربانيين, والزهاد الأتقياء العابدين, والقادة الأفذاذ الفاتحين, والمربين الناجحين المؤثرين لتتحرك الهمم نحو التأسي بهم, والسير على نهجهم.



الضغط الاجتماعي:



ونعني بذلك المجتمع المسلم, بما يشكله من رقابة على سلوك الأفراد, وإلزامهم بفضائل الأخلاق.


وذلك أن الفرد يعيش مع الناس داخل هذا المجتمع, يحتاجهم في شؤون حياته, ولا يستغني عنهم, ويحتاج منهم التقدير والاحترام, فإذا ما أقدم على تصرف سيء فسيجد من يحاسبه على سلوكه ذاك, وسيشعره بأنه أقدم على سلوك غير مقبول, ومن ثم فإن عليه أن لا يعاوده. ويوماً بعد يوم, ومع هذه الرقابة من المجتمع والضغط الذي يشكله على سلوكه, فإنه سيهجر هذا التصرف السيئ وسيبدله بتصرف آخر مقبولاً ويجلب له الرضا والاحترام والتقدير ممن حوله. والفرق بين هذا وبين ما سبق من تأثير البيئة الصالحة, هو أن البيئة: هي تلك المجموعة من الناس الذين يعيش معهم بشكل مباشر كل يوم, وبصورة مستمرة.




هنا فالضغط الاجتماعي: يعني ما هو أعم. إنه المجتمع بكل طبقاته وأطيافه وفئاته. فهناك رقابة من المجتمع على وسائل الإعلام المختلفة من جرائد ومجلات وكتب وإذاعات وخطب ومقالات ومواعظ وحوارات, فيقوم مستمعوه وقراؤه, بمحاسبته على أقواله وتصرفاته المخالفة للفضائل الخلقية. فالمسؤولية اجتماعية, وفي بيان ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ يَا هَذَا اتَّقِّ اللَّهَ وَدَعْ مَا تَصْنَعُ فَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ لَكَ ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنَ الْغَدِ فَلاَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ ثُمَّ قَالَ (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) ثُمَّ قَالَ كَلاَّ وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا) رواه أبو داود والبيهقي وغيرهما.




ويؤيد الحديث الآخر: (مَثَلُ القَائِمِ في حُدُودِ اللهِ وَالوَاقعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَصَارَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، وَكَانَ الَّذِينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقهُمْ ، فَقَالُوا : لَوْ أنَّا خَرَقْنَا في نَصِيبِنَا خَرْقاً وَلَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنَا، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أرَادُوا هَلَكُوا جَميعاً، وَإنْ أخَذُوا عَلَى أيدِيهِمْ نَجَوا وَنَجَوْا جَميعاً) رواه البخاري. ومعنى (القَائِم في حُدُودِ اللهِ تَعَالَى): المنكر للوقوع فيها، والقائم في دفعِها وإزالتِها، وَالمُرادُ بالحُدُودِ: مَا نَهَى الله عَنْهُ. ومعنى: اسْتَهَمُوا: اقْتَرَعُوا



سلطان الدولة:






ونعني بها السلطة الحاكمة بما تملكه من قوة ردع, وأجهزة رقابة, وفي بيان أثر هذه الرقابة من الدولة يقول الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن). أي أن الله يدفع بالسلطان أناساً عن اقتراف المنكر, وذلك خوفاً من عقوبته, لأن القرآن الكريم لا يدفعهم ولا يؤثر فيهم, فقلوبهم ميتة, وإيمانهم ضعيف, وعقولهم معطلة, وما يردعهم هو خوف العقوبة فقط.

صدق العطاء 2010- 10- 24 09:52 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
يسلموووووووووووووووووووووووو يعطيك العااااااااااااااااااااافيه:(204):

miss roo7 2010- 10- 24 10:15 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
بالتوفيق للجميع:(164):

نجمة بلادهـا 2010- 10- 27 12:18 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرة الخامسة
المسؤولية عن السلوك الأخلاقي
في هذا المبحث سنتعرض لمسائل ثلاثة مرتبطة ببعضها ارتباط العلة بالمعلول.
وهي علىالترتيب: الإلزام, ثم المسؤولية, ثم الجزاء.
بمعنى أن الإلزام يكون أولاً, ثم تتبعه المسؤولية, ثم يتبعهما الجزاء أخيراً.
أولاً – الإلزام:

تعريفه: يمكن تعريف الإلزام في باب الأخلاق بأنه: تكليفٌ بتشريع خُلُقي.()
أو بعبارة أوضح: أمرٌ صادرٌ من الشرع للمكلفِ بامتثال خُلُقٍ محمودٍ, أو اجتنابِ خُلُقٍ مذموم.
والمقصود بالمكلف هو الشخص: البالغ العاقل.
مصادر الإلزام الخلقي:يذهب عامة المسلمين إلى أن مصدر الإلزام الخلقي –كغيره من الأحكام الشرعية- إنما هو نصوص الشريعة من كتابٍ وسنةٍ. قال تعالى: [رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ]{النساء:165}, وقال أيضاً: [وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا]{الإسراء:15}, فالآيتان تدلان بوضوح على أنه لا محاسبة, ولا عقاب قبل إرسال الرسل, وإقامة الحجة من الله تعالى على العباد.
وما اتباعنا للرسول صلى الله عليه وسلم, إلا لامتثال أمره سبحانه, حيث قال: [وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا] {الحشر:7}, وقال أيضاً: [قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ] {آل عمران:32}.
وإذا كان مصدر الإلزام هو الشرع, فإن هناك أموراً تعين على تحقيق الالتزام في حياة الناس, وهي متفرعة عن الشرع, ومنضبطة به, وتتمثل في عوامل خارجية كالمجتمع والسلطة الحاكمة, وعوامل داخلية كالإيمان والعقل والفطرة والضمير الخلقي.() وفيما يلي بيان موجز بكل واحدة منها:
الإيمان بالله: إن كثيراً من الممارسات الخلقية الحميدة لا تقوم إلا على أساس الإيمان بالله واليوم الآخر, كما في مقابلة الإساءة بالإحسان, والصبر على الظلم مع القدرة على الرد, والإنفاق على الأيتام والمحتاجين من غير انتظار الجزاء منهم, والتضحية بالمال مع شدة الحاجة إليه, كما قال تعالى: [وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً, إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً] {الإنسان:8-9}. يقول ابن القيم رحمه الله: " الإيمان هو روح الأعمال, وهو الباعث عليها والآمر بأحسنها والناهي عن أقبحها, وعلى قدر قوة الإيمان يكون أمره ونهيه لصاحبه, وائتمار صاحبه وانتهاؤه".
العقل: وذلك أن الإنسان إذا رأى أن عاقبة فعله ستكون نافعة مفيدة أقدم عليه, وإذا رأى أنها ستكون ضارة أو أليمة أحجم عنه. قال تعالى مخبراً عن أهل النار: [وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ] {الملك:10}. يقول ابن القيم رحمه الله: " أما العقل فقد وضع الله سبحانه في العقول والفطر استحسان الصدق والعدل والإحسان والبر والعفة والشجاعة ومكارم الأخلاق وأداء الأمانات وصلة الأرحام ونصيحة الخلق والوفاء بالعهد وحفظ الجوار ونصر المظلوم والإعانة على نوائب الحق وقرى الضيف وحمل الكل ونحو ذلك ووضع في العقول والفطر استقباح أضداد ذلك ونسبة هذا الاستحسان والاستقباح إلى العقول والفطر كنسبة استحسان شرب الماء البارد عند الظمأ وأكل الطعام اللذيذ النافع عند الجوع ولبس ما يدفئه عند البرد فكما لا يمكنه أن يدفع عن نفسه وطبعه استحسان ذلك ونفعه فكذلك لا يدفع عن نفسه وفطرته استحسان صفات الكمال ونفعها واستقباح أضدادها ومن قال : إن ذلك لا يعلم بالعقل ولا بالفطرة وإنما عرف بمجرد السمع فقوله باطل".
الفطرة: فالإنسان بفطرته السليمة يهتدي إلى الأخلاق الحميدة, ويرتاح لها, قال تعالى: [فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ] {الرُّوم:30}, ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء) ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه واقرؤوا إن شئتم: { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله}. يقول ابن القيم: "الله سبحانه قد أنعم على عباده من جملة إحسانه ونعمه ... أن خلقهم في أصل النشأة على الفطرة السليمة. فكل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يخرجانه عنها كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم وشبه ذلك بخروج البهيمة صحيحة سالمة حتى يجدعها صاحبها".
المجتمع: فقد أمر الله سبحانه جماعة المسلمين أن يراقبوا سلوك الأفراد داخل المجتمع, وأن يأخذوا على يد الشارد منهم عن جادة الحق, ويعاقبوا المنحرف. قال تعالى: [وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللهِ] {المائدة:38}, وقال تعالى: [الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ] {النور:2}, ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان).() فالأمة كلها مكلفة بأن تراقب أفعال الناس وتصرفاتهم, فتأمر بالمعروف, وتنهى عن المنكر, وتأخذ على يد الظالم والعابث, وإلا نال جميع أبنائها شؤم المعصية. قال تعالى محذراً من ذلك: [وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً] {الأنفال:25}.
ولي الأمر (أو السلطان) :فإن من واجبه حمل الناس على الالتزام بحدود الشرع الحنيف, والتحلي بالأخلاق الفاضلة, والابتعاد عن السلوكيات المنحرفة والمحرمة. فمهمته الرئيسة في حكمه هي "حراسة الدين, وسياسة الدنيا" وعليه أن يستعين في سبيل تحقيق ذلك بالأعوان الصالحين, فإن في الناس من لا يردعه إلا الخوف من العقوبة.
3- خصائص الإلزام الخُلُقي:يمتاز الإلزام الخلقي في الإسلام بجملة من الخصائص أهمها:
الإلزام بقدر الاستطاعة, [لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا] {البقرة:286}, فلا تكليف إلا بقدر الطاقة والاستطاعة, وهذا مبدأ يقتضيه العدل الإلهي, كما يقتضيه الخلق القويم.
اليسر في التطبيق, [يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ] {البقرة:185}, إذ لم يشرع لنا من التكاليف ما من شأنه أن يوقعنا في الحرج والمشقة.
مراعاة الأحوال الاستثنائية, كما في إعفاء العجزة والضعفاء والمرضى عن الجهاد, [لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ] {الفتح:17} والرخصة للمكره على الكفر, بالتلفظ بلسانه بما هو كفر مع بقاء قلبه مطمئناً بالإيمان, [مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالكُفْرِ صَدْراً] {النحل:106} .

ثانياً: المسؤولية:
تعريفها: هي "التزام الشخص بما يصدر عنه قولاً أو عملاً".() أو هي: "تحمل الشخص نتيجة التزاماته وقراراته واختياراته العملية من الناحية الإيجابية والسلبية أمام اللّه".()
شروطها: تتمثل الشروط الضرورية لمسئولياتنا أمام اللّه ثم أمام أنفسنا فيما يلي:
أن يكون أهلاً لتحمل المسؤولية (أي بالغاً عاقلاً) فلو كان مجنوناً أو صغيراً دون البلوغ لحديث (رفع القلم عن ثلاث: عن المجنون حتى يفيق, وعن الصبي حتى يحتلم, وعن النائم حتى يستيقظ).
أن يكون العمل نابعاً من إرادته, وإلا فلو كان العمل لا إرادياً كما في الخطأ أو في حالة النائم, أو كان صاحبه مكرهاً لم يتحمل مسؤولية تصرفه. لحديث: ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
النية, إذ المسؤولية الحقيقية عند الله إنما هي على النية والقصد دون ظاهر السلوك, أي أن تتجه النية من الشخص إلى العمل, وأن يعمل حقيقة. وهذا هو المطلوب من الإنسان, وبه ينتهي مجال الفعل الأخلاقي، وأما النتائج والمعطيات فلسنا مسؤولين عنها, بل أمرها بيد اللّه تعالى.يقول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان هذه الحقيقة: (إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى), ويؤكد قول الله تعالى: [لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ] {البقرة:225} هذه الحقيقة. وعليه فإن الإنسان غير مسؤول عن أعماله اللاإرادية, لأنه لا مسؤولية من غير إرادة، كما أنه غير مسؤول عن فعله الذي وقع خطأ منه, لعدم توافر نية الشر لديه, وفي بيان ذلك يقول الله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}.
العلم بالعمل, وبما يؤدي إليه من خير أو شر, أو إمكانية العلم حتى وإن قصر ولم يتعلم, قال تعالى: [وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا] {الإسراء:15}. و لا يعني هذا عدم مؤاخذة الإنسان بما يجهل, بل المقصود أنه لا يؤاخذ حتى تقوم عليه الحجة, فإذا أمكنه التعلم, ثم قصر ولم يتعلم, فإنه لا يُعذر بجهله.
كون العمل مستطاع الفعل والترك, [لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا] {البقرة:286}.
خصائص المسؤولية: تتسم المسؤولية في الإسلام بأنها ذات طابع شخصي، بمعنى أن الإنسان مسؤول عن تصرفاته فقط, دون غيره, وهناك آيات كثيرة من كتاب الله تؤكد هذه الحقيقة منها: {مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى}, ومنها: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى}. وعلى تصرفاته من الأقوال والأفعال يأتي الثواب والعقاب.
إلا أن هذه المسئولية الفردية لا تمنع الفرد أن يكون مسؤولاً عن انحراف مسلك أبنائه أو أقرانه، أو من له ولاية عليه, والمسؤولية هنا ليس من أجل الفعل, بل من أجل التقصير في واجبه فيما وكل إليه (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته), أو لتقاعسه عن واجبه الذي فرضه عليه الشرع, قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهمون عن المنكر}.
أنواع المسئولية:
المسئولية الأخلاقية المحضة: وتعني الالتزام الذاتي من الإنسان نفسه على الإتيان بشيء أو الانتهاء عن فعل شيء.
المسئولية الاجتماعية: وتعني الالتزام تجاه الآخرين وما يفرضه المجتمع من قواعد.
المسئولية الدينية: وتعني الالتزام أمام اللّه تعالى.

ثالثاً - الجزاء:
تعريفه:هو الأثر المترتب على الفعل الإنساني؛ ظاهراً أو باطناً، في الدنيا أو في الآخرة.
أنواعه:
للجزاء ثلاثة أنواع هي: الجزاء الأخلاقي, والجزاء الشرعي, والجزاء الإلهي.
الجزاء الأخلاقي: ويعني ما يلاحظه الإنسان من نفسه جراء إقدامه على عمل طبقا لما يعرفه من الأحكام والتشريعات والقواعد ويحس بها، كالرضا في حالة النجاح، والألم في حالة الإخفاق. يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن). حديث صحيح. ففي هذا الحديث ترجمة وتحديد للإيمان الخلقي.
الجزاء الشرعي: ونعني به العقوبات التي أقرتها الشريعة الإسلامية لأولئك الذين يتعدون حدود اللّه، فيظلمون بذلك أنفسهم، ويظلمون غيرهم. والغاية من هذا الجزاء الشرعي معاقبة المجرم وردعه, وكذا ردع الآخرين ممن يمكن أن تسول له نفسه ارتكاب مثل تلك الجرائم.
وهذه العقوبات على نوعين: حدود: وهي جزاءات حددها الشرع كحد الزنا، والسرقة، والقذف... . وتعزيرات: أي عقوبات تأديبية يفرضها القاضي على جناية أو معصية لم يحدد الشرع فيها عقوبة.
ج- الجزاء الإلهي: إذا كان النوعان السابقان من الجزاء يقعان في الدنيا، فإن الجزاء الإلهي له طبيعته وامتداداته من الدنيا وإلى الحياة الآخرة.
في حالة الطاعة والامتثال له في الدنيا الرضا من الله والتوفيق والحفظ وتيسير الأمور والنصر والعزة , وهناك آيات كثيرة تؤكد هذا منها: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} ومنها { إن تنصروا الله ينصركم}.
وفي حالة المعصية والاستمرار عليها وعدم التوبة منها له في الدنيا ضنك العيش والمصائب والسخط من الله, قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ}, وقال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}.
وفي الحياة الأخرى للمؤمن الجنة والرضا, قال تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً..} وقال تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً}.
وللكافر والمنافق نار جهنم والسخط من الله, قال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ البَرِيَّةِ] {البيِّنة:6} .

نجمة بلادهـا 2010- 11- 3 03:14 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرة السادسة


نماذج من أخلاق النبي الكريم


صلى الله عليه وسلم

الرسول ذو الخلق العظيم:
قال تعالى مادحاً نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: {وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم 4] وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في وصف أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام:(كان خلقه القرآن). أي أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام تجسيد عملي لما جاء به القرآن الكريم من أوامر أو نواهي أو مُثُلٍ عليا.
فهو الذي اختاره الله سبحانه ليكون أسوة ومثلاً أعلى للبشرية, فقال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوةَ حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} {الأحزاب:21}.
وهو الذي وصفه الله بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم, وهو الذي قال الله فيه: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} {الأحزاب: 6} زكى الله لسانه فقال تعالى: [وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى] {النَّجم:3}, وزكى صدره, فقال: [أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ] {الانشراح:1}, وزكى هديه ومنهجه فقال: [وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] {الشُّورى:52}, وقال:[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {آل عمران:31}, ومن ثَمَّ قال النبي صلى الله عليه وسلم متحدثاً عن نعمة ربه عليه (أدبني ربي فأحسن تأديبي), وقال: (أما إني لأخشاكم وأتقاكم لله). ويقول أنس رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا", وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم",.والمحاضرة وكذا عشرات المحاضرات من أمثالها لن تتمكن من إعطاء الموضوع حقه, ولكن ما لا يدرك كله, لا يترك كله. ومن ثم فإننا سنكتفي بعرض نماذج من أخلاق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.


1- عبادة النبي صلى الله عليه وسلم:

كان النبي عليه الصلاة والسلام كما وصف نفسه, أتقى الناس وأخشاهم لله, وأكثرهم عبادة وتألهاً، فمن كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان شاكراً. تقول عائشة رضي الله عنها: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (أفلا أكون عبداً شكوراً), وعن حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْعَتَمَةِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي أَنْ أَتَعَبَّدَ بِعِبَادَتِكَ فَذَهَبَ وَذَهَبْتُ مَعَهُ ... ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ لاَ يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلاَّ سَأَلَ، وَلاَ آيَةِ خَوْفٍ إِلاَّ اسْتَعَاذَ، وَلاَ مَثَلٍ إِلاَّ فَكَّرَ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمُ وَيُرَدِّدُ فِيهِ شَفَتَيْهِ حَتَّى أَظُنَّ أَنَّهُ يَقُولُ وَبِحَمْدِهِ فَمَكَثَ فِي رُكُوعِهِ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى وَيُرَدِّدُ شَفَتَيْهِ فَأَظُنُّ أَنَّهُ يَقُولُ وَبِحَمْدِهِ فَمَكَثَ فِي سُجُودِهِ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ نَهَضَ حِينَ فَرَغَ مِنْ سَجْدَتَيْهِ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ آلَ عِمْرَانَ لاَ يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلاَّ سَأَلَ، وَلاَ آيَةِ خَوْفٍ إِلاَّ اسْتَعَاذَ، وَلاَ مَثَلٍ إِلاَّ فَكَّرَ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ فَعَلَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ كَفِعْلِهِ الأَوَّلِ ثُمَّ سَمِعْتُ النِّدَاءَ بِالْفَجْرِ قَالَ حُذَيْفَةُ فَمَا تَعَبَّدْتُ عِبَادَةً كَانَتْ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْهَا) وكان يدعو ويسبح ويثني على الله تبارك وتعالى ويخشع, يقول عبد الله بن الشخير رضي الله عنه: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء). وكان يقول: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً) وكان يكثر من الصيام. تقول عائشة رضي الله عنها: (كان يصوم حتى نقول لا يفطر, ويفطر حتى نقول لا يصوم, ولم أره صائماً في شهرٍ قط أكثر منه في شعبان, كان يصوم شعبان كله, كان يصوم شعبان إلا قليلاً) وكان ينظر إلى نفسه وعبادته فيرى نفسه مقصراً في جنب الله فيقول: إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله مائة مرة)

2- دعوته صلى الله عليه وسلم:
كانت دعوته عليه الصلاة والسلام لجميع الخلق، وكان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً في سبيلها، ومن ذلك شفقته بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب، بألطف عبارة وأحسن إشارة، من ذلك ما رواه أبو أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه. فقال له: (ادنه)، فدنا منه قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم ) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. قال بينما نحن في المسجد مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} إذ جاء أعرابيٌّ فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} مه مه فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لا تزرموه دعوه فتركوه حتى بال ثم إن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} دعاه فقال له إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال وأمر رجلاً من القوم فجاء بدلوٍ من ماء فشنه عليه)وقد انتهج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في دعوته ولطيف أسلوبه للناس كلهم حتى شملت الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى أفواجٌ من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل، وكان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: { ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [ النحل:12]


3- رحمته صلى الله عليه وسلم:

قال تعالى في شأن نبيه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107), فهو صلى الله عليه وسلم إذاً رحمة للعالمين وليس للمؤمنين فقط, ورسالته رحمة للجميع , ومن ثمَّ كان يقول: (إنما أنا رحمة مهداة). وعندما طلب منه أن يدع على المشركين قال: (إني لم أبعث لعانًا) ودعا لهم بالهداية. وقال عليه الصلاة والسلام : (اللهم إنما أنا بشر، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته، فاجعلها له زكاة و أجراً ". وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم، فاشقُق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم، فارفق به) قال تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) (آل عمران:159), وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) ومن مظاهر رحمته بالمؤمنين أنه أمر من أمهم في الصلاة بأن يخفف فقد جاء رجلٌ إلى النبي {صلى الله عليه وسلم} فقال إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا, فقال أبو مسعود الأنصاري: فما رأيت النبي {صلى الله عليه وسلم} غضب في موعظة ٍ قط أشد مما غضب يومئذٍ فقال يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة) وفي حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ، بَعْدَ ذلِكَ، وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرضى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ، يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ)


4- صدقه صلى الله عليه وسلم:

فمن صور صدقه واعتراف أعدائه به حتى قبل إعلانه لدعوته, ما جرى معه صلى الله عليه وسلم حين دعا الناس إلى رسالته. فقد روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت الآية ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) صعد النبي {صلى الله عليه وسلم} على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم كنتم مصدقي؟ قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقاً. قال: فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا فنزلت (تبت يداً أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب)
ومن صوره ما أخبر به عبد الله بن سلام الحبر اليهودي وبسببه أسلم, قال: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ"؛ هكذا لم يحتج الأمر منه أن يعلم أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى أن ينظر إلى وجهه ليعرف أنه ليس بوجه كذاب.

5- شجاعته صلى الله عليه وسلم:
فقد كان الأشجع والأجود بنفسه، ومن قصص شجاعته ما رواه مسلم عن أنس بنِ مالك رضى الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا قَالَ وَجَدْنَاهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ) أي أن الفرس كان سريعاً فسبقتكم إلى الصوت وليس هناك ما يخيف فارجعوا. وروي عن عليٍّ رضى الله عنه قال: كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَلَقِيَ الْقَومُ الْقَومَ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم, فَمَا يَكُونُ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ. وقال علي رضى الله عنه أيضًا: لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْساً
وعن العباس رضي الله عنه قال شهدت مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يوم حنين, فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يُرْكض بغلته قِبَل الكفار قال العباس وأنا آخذٌ بلجام بغلة رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أكفها إرادة ألا تسرع فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أي عباس ناد أصحاب السمرة. قال عباس - وكان رجلاً صيتاً فقلت: أين المهاجرون الأولون أين أصحاب سورة البقرة والنبي صلى الله عليه و سلم يقول قدما: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب. قال فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا يا لبيك يا لبيك قال فاقتتلوا والكفار حتى انهزم الكفار. قال وكأني أنظر إلى النبي {صلى الله عليه وسلم} يركض خلفهم على بغلته.

6- عفو النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هَلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: ( لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَكَانَ أشَدُّ مَا لَقيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيْلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْني إِلَى مَا أرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأنا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إِلاَّ وأنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، وَإِذَا أنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإذَا فِيهَا جِبريلُ عليه السلام، فَنَادَاني، فَقَالَ: إنَّ الله تَعَالَى قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَد بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بمَا شِئْتَ فِيهِمْ . فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إنَّ اللهَ قَدْ سَمِع قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأنا مَلَكُ الجِبال، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبِّي إلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إنْ شئْتَ أطْبَقْتُ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ). فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: (بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً).
وعن أنس قال كنت أمشي مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابيٌّ فجبذه بردائه جبذةً شديدة. قال أنس فنظرت إلى صفحة عاتق النبي {صلى الله عليه وسلم} وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته. ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه, فضحك ثم أمر له بعطاء). وعن عائشة قالت : مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شَيْئاً قَطُّ بِيَدِهِ، وَلاَ امْرَأةً وَلاَ خَادِماً، إِلاَّ أنْ يُجَاهِدَ فِي سَبيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلاَّ أن يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ تَعَالَى ، فَيَنْتَقِمُ للهِ تَعَالَى.


بالتوفيق :(164):

كالقمر وحيدة 2010- 11- 22 08:13 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرة السابعة
نماذج من أخلاق النبي الكريم

صلى الله عليه وسلم
7- تواضعه صلى الله عليه وسلم :


كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الحر والعبد والغني والفقير, ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر. فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل ترتعد فرائصه. قال: فقال له: هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش, كانت تأكل القديد في هذه البطحاء). ثم تلا جرير بن عبد الله البجلي راوي الحديث {وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض ويتبع الجنائز ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار ولقد كان يوم خيبر ويوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف وتحته أكاف من ليف* وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه رضي الله عنه قال * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم.
وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن مدحه وإلقاء الألقاب عليه، ويقول: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله), ويقول: (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت), ويحذر من الكِبْر فيقول: (لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كِبر), ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب. والإهالة السنخة: تعني الدهن الجامد المتغير الريح من طول المكث.وعن أنس أن خياطاً دعا النبي {صلى الله عليه وسلم} لطعام صنعه قال أنس فذهبت مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} إلى ذلك الطعام فقرب إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} خبزاً من شعير ومرقاً فيه دباء وقديدٌ قال أنس فرأيت رسول الله يتتبع الدباء من حوالي الصحفة.
8- زهده صلى الله عليه وسلم:
كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة, خيره الله تعالى بين أن يكون ملكاً نبياً أو يكون عبداً نبياً فاختار أن يكون عبداً نبياً. كان ينامُ على الفراش تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة. قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر؟ قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى. فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟! قال : بلى. قال: هو كذلك.
وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لم تكن توقد في بيته في الشهر والشهرين, فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول لعروة بن الزبير: والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال ثـلاثة أهله في شهرين ما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان ـ التمر والماء ـ).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً، وكان أكثر خبزهم الشعير). وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخر شيئا لغد.
9- صبر النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى في حق نفسه, وأما إذا انتهكت حدود الله فلم يكن يقوم لغضبه شيء. وهذه الشدة مع المنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان.. قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) الفتح:29.
ومن صور صبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان.
ومن ذلك ما رواه طارق المحاربي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز فمر وعليه جبة له حمراء وهو ينادي بأعلى صوته: " يا أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله - تفلحوا" ، ورجل يتبعه بالحجارة وقد أدمى كعبيه وعرقوبيه وهو يقول: يا أيها الناس! لا تطيعوه فإنه كذاب؛ قلت: من هذا؟ قالوا: غلام من بني عبد المطلب، قلت: فمن هذا يتبعه يرميه؟ قالوا: هذا عمه عبد العزى أبو لهب.
عن الحارث بن الحارث الغامدي قال: حججت مع أبي فلما كنا بمنى إذا جماعة على رجل! فقلت: يا أبة! ما هذه الجماعة؟ فقال: هذا الصابيء الذي ترك دين قومه، ثم ذهب أبي حتى وقف عليهم على ناقته، فذهبت أنا حتى وقفت عليهم على ناقتي، فإذا به يحدثهم وهم يردون عليه، فلم يزل موقف أبي حتى تفرقوا عن ملال وارتفاع من النهار، وأقبلت جارية في يدها قدح فيه ماء ونحرها مكشوف، فقالوا: هذه بنته زينب، فناولته وهي تبكي، فقال: "خمري عليك نحرك يا بنية ! ولا تخافي على أبيك غلبة ولا ذلاً.
10- مزاح النبي صلى الله عليه وسلم:
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمزح ولكنه لا يقول إلا حقاً. مازح امرأة عجوزاً يوماً، فقال لها حين سألته فقالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: {إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً} [ الواقعة 35 – 37 ]
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه (أنَّ رجلاً أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله احمِلْنا على بعير. فقال أحْمِلُكُمْ على وَلَدِ الناقةِ. قال: وما نَصْنَع بولدِ الناقةِ ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هل تَلِدُ الإبِلَ إلا النُّوقُ ؟). وقال : وسمعته يقول لامرأة : «زوُجكِ ، ذلك البياضُ في عينيه ؟ قالت: عَقْرَى، ومتى رأيتَه ؟ قال : وهل من عين إلا وفيها بياض».
وعن أنس بن مالك أن رجلا من أهل البادية يقال له : زاهر بن حرام كان يهدي إلى النبي صلى الله عليه و سلم الهدية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن زاهرا بادينا ونحن حاضروه ) قال : فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه والرجل لا يبصره فقال : أرسلني من هذا ؟ فالتفت إليه فلما عرف أنه النبي صلى الله عليه و سلم جعل يلزق ظهره بصدره فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من يشتري هذا العبد ) ؟ فقال زاهر: تجدني يا رسول الله كاسدا قال : ( لكنك عند الله لست بكاسد ) أو قال صلى الله عليه و سلم : ( بل أنت عند الله غال )
11- حياؤه صلى الله عليه وسلم:
عن أنس بن مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ، دَعَا الْقَوْمَ فَطَعِمُوا، ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ، وَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ، فَلَمْ يَقُومُوا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ؛ فَلَمَّا قَامَ، قَامَ مَنْ قَامَ، وَقَعَدَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، لِيَدْخُلَ، فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ؛ ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا، فَانْطَلَقْتُ فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا؛ فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَأَلْقَى الْحِجَابَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ] {الأحزاب:53}
وكان يقول: إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاء.وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَإِذَا كَرِهَ شَيْئًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ. غير أن حيائه صلى الله عليه وسلم لم يكن يمنعه من قول الحق والغضب له إلا إنه لم يكن يواجه أحدًا بما يكره، لهذا وصفه الصحابة بأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا كره شيئًا عُرف في وجهه إشارة إلى أنه لم يكن يواجه أحدا بما يكرهه بل يتغير وجهه فيفهم أصحابه كراهيته لذلك.
12- عدل النبي صلى الله عليه وسلم :
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ فَقَالَ :« وَيْحَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلْ ». فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يَجُوزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ...).
ومن صور عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته لشرع الله تعالى ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال : «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلَتْ إِليه إِحدى أُمهات المؤمنين بِصَحْفَة فيها طعام، فَضَرَبتِ التي هو في بيتها يَدَ الخادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحفَةُ، فانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فِلَق الصَّحفَةِ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: غَارتْ أُمُّكم، [غارتْ أُمُّكم]، ثم حبس الخادم، حتى أُتيَ بِصَحفَة من عند التي هو في بيتها ، فدفعها إِلى التي كُسِرَتْ صَحْفَتُها، وأمسك المكسورة في بَيْتِ التي كَسَرَتْها»
. و قال عليه الصلاة والسلام في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : ( ‏والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد‏,‏ لقطعت يدها‏)‏.
13- أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع أهله :
كان صلى الله خير الناس لأهله, وقد تمثل ذلك في طيب كلامه, وحسن عشرته لزوجاته وبإكرامه واحترامه لمشاعرهن، قال عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يتودد إليهن, ويرأف بهن, ويمازحهن, تروي السيدة عائشة رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ وَهِىَ جَارِيَةٌ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ :« تَقَدَّمُوا ». فَتَقَدَّمُوا ثُمَّ قَالَ :« تَعَالِ أُسَابِقْكِ ». فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلِى فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ خَرَجْتُ أَيْضًا مَعَهُ فِى سَفَرٍ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ تَقَدَّمُوا ثُمَّ قَالَ: «تَعَالِ أُسَابِقْكِ ». وَنَسِيتُ الَّذِى كَانَ وَقَدْ حَمَلْتُ اللَّحْمَ فَقُلْتُ وَكَيْفَ أُسَابِقُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ فَقَالَ :« لَتَفْعَلِنَّ ». فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِى فَقَالَ: (هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ). وتروي أيضاً فتقول: والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو). وتقول في عمل النبي في بيته: (كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة). وتقول أنه صلى الله عليه وسلم: (كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم). ومن دلائل احترامه الكبير, وحبه الشديد لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان يذبح الشاة ثم يهديها إلى صديقاتها، وذلك بعد مماتها.
14- أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع الأطفال:
فعن أنس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم.
وكان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه. وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته (أمامة بنت زينب) وهو يصلي بالناس, إذا قام حملها وإذا سجد وضعها.
وجاءه الحسن والحسين رضي الله عنهما وهو يخطب في الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى وضعهما بين يديه.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ : أَتُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ ».
15- أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم لطيفا رحيماً في تعامله مع خدمه إلى أبعد الحدود, فعن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا).
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادماً له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله).

16- هديه صلى الله عليه وسلم في الرفق بالحيوان:
فهو أول من أصَّل وأسس للرفق بالحيوان فعن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته).
وعن سعيد بن جبير قال مر ابن عمر بفتيان من قريش قد نصبوا طائراً وهم يرمونه وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئةٍ من نبلهم فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال ابن عمر من فعل هذا لعن الله من فعل هذا إن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: دخلت امرأة النار في هر ربطته فلا هي أطعمته ولا هي أرسلته يأكل من خشاش الأرض حتى مات ويشهد على ذلك أبو بكر وعمر... وبينا رجل راكب بقرة التفتت إليه فقالت : إنى لست لهذا خُلقت إنما خلقت للحرث , ويشهد على ذلك أبو بكر وعمر.
إن أعظم خدمة نقدمها للإسلام اليوم هي أن نحيي هذه الأخلاق النبوية, فنتحلى بها, وندعوا إليها, ونسعى لنشرها بين غير المسلمين, في وقت كادت الأخلاق الحميدة والمثل العليا أن تختفي من حياة الناس, وأصبحت المادة والمصلحة هي الغاية القصوى من الوجود, إن البشرية اليوم ظامئة, وهي بأمس الحاجة إلى إحياء هذه القيم السامية في واقع حياتها. وبذلك نستطيع أن نعرفهم بمحمد عليه الصلاة والسلام, من هو؟ ولماذا نتخذه أسوة ومثلاً في حياتنا.

كالقمر وحيدة 2010- 11- 22 08:13 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرة الثامنة
أخلاق المهنة ومدى الحاجة إلى دراستها
مفهوم المهنة:
المِهنَة لغة:بكسر الميم وفتحها, والفتح أشهر. وتطلق على بذل النفس في الخدمة والحذق فيها. وبهذا المعنى ورد قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما على أَحَدِكم لو اشترى ثَوْبَيْن ليوم جمعته سوى ثَوْبَي مَهْنَته). أي سوى ثوبي الخدمة والعمل, إذ إن ثوب الخدمة والعمل يكون مبتذلاً ولا يصان, ولا تتم المحافظة على نظافته. وبهذا المعنى أيضاً ما ورد عَنْ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها, حين سئلت عن مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ فقَالَتْ: "كَانَ يَكُونُ فِي مَهْنَةِ أَهْلِهِ تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ, فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ". وفي حديث آخر قالت: "كان يفعل ما يفعل أحدكم في مهنة أهله, يخصف نعله, ويخيط ثوبه, ويرقع دلوه".
وتطلق المهنة في اللغة أيضاً على الحذق والمهارة في العمل أو الحرفة التي يمتهنها صاحبها.
والمهنة في الاصطلاح المعاصرتطلق على: الحرفة التي تشتمل على مجموعة من المعـارف العقلية ومجموعة من الممارسـات والخبرات التدريبية, يؤديها الفرد من خلال ممارسته للعمل. أو هي: عمل يحتاج إلى معارف عقلية وخبرة ميدانية. كالطب, والهندسة, والتدريس, والمحاسبة.
مرادفات لفظ المهنة:
هناك ألفاظ قريبة في معناها من المهنة وربما التبست بها, وهي:
الحرفة:
الحِرفة لغةً: بالكسر؛ الصنعة أو وسيلة الكسب التي يَرْتزق منها المرء بصفة مستمرة, من زراعة أو صناعة أو تجارة, وتحتاج إلى تدريب قصير. وسميت بذلك لأنه مُنْحرِف إليها. ويقال حِرْفَتُهُ أنْ يفعل كذا: أي؛ دأبه وديدنه. والاحتراف: هو الاكتساب. وليس لها معنى اصطلاحي خارج عن المعنى اللغوي. وغالباً ما تستعمل في الأعمال اليدوية سواء كانت بآلة أو بغير آلة.
من ذلك ما ورد أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما استُخْلِف, وكان تاجراً, فأراد أن يخرج لتجارته, فقال له عمر: إلى أين؟ قال: أحترف لأهلي. قال: ومن لمصالح المسلمين وإدارة شؤونهم. ارجع ويُصرف لك من بيت المال حاجتك, فرجع فجعلوا له ألفين. فقال: زيدوني فإن لي عيالاً, وقد شغلتموني عن التجارة, فزادوه خمسمائة. وقال أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه "لَقَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ حِرْفَتِي لَمْ تَكُنْ تَعْجِزُ عَنْ مَئُونَةِ أَهْلِي, وَشُغِلْتُ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ, فَسَيَأْكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ, وَيَحتَرِفُ –أي أبو بكر- لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ". فعمل أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه كان في التجارة, وقد سماه حرفة.
العمل:
العمل لغةً: يُطلق على المهنة، وعلى الفعل.
والفارق بينه وبين المهنة أو الحرفة:
أن العمل قد يكون من الإنسان أو الحيوان والحرفة لا تكون إلا من الإنسان. فالثور الذي يحرث الأرض يعمل, والطائر الذي يبني لنفسه عشاً يعمل, ولكن لا يُقال إنه محترفٌ أو ذو مهنة.
العمل قد يكون ذهنياً, وقد يكون بدنياً, وأما الحرفة فالغالب أنها تُطلق على الأعمال اليدوية.
العمل يستعمل للمرة الواحدة ولأكثر, ولا يحتاج إلى التدريب, بخلاف المهنة أو الحرفة فلا بد فيها من التدريب والاستمرارية.
الصنعة:
الصنعة لغة: ترتيب العمل وإحْكامه على النحو الذي تعلمه, وبما يوصل إلى المقصود منه. فيقال للنجار صانع, ولا يقال للتاجر صانع؛ لان النجار قد سبق علمه بما يريد عمله من سرير أو باب وبالأسباب التي توصل إلى المقصود منه, والتاجر لا يعلم إذا اتجر أنه سيصل إلى ما يريده من الربح أو لا.
فالعمل لا يقتضي العلم بما يعمل له, بخلاف الصنعة فإن.
الفرق بين الصنعة والعمل:
العمل يُطلق على ما يصدر من الإنسان أو الحيوان, بينما لا تُطلق الصنعة إلا على ما صدر من الإنسان فحسب.
العمل يُطلق على ما يكون بقصد وعلم, والصنعة لا تُطلق إلا على ما كان بإجادة, وفيه معنى الحرفة.
فالصنعة أخص والعمل أعم. وكل صنعةٍ عملٌ، وليس كل عملٍ صنعةً.
الوظيفة:
الوظيفة لغةً: ما يقدَّر من عمل أو طعام أو رزق في زمن معيَّن، وتأتي أيضاً بمعنى الخدمة المعيَّنة.
وفي الاصطلاح المعاصر: تطلق على وحدة من وحدات العمل, تتكون من عدة أنشطة مجتمعة مع بعضها في المضمون والشكل, ويمكن أن يقوم بها موظف واحد أو أكثر. كالمحاسبة في شركة مثلاً فإنها وظيفة, تحتوي على مجموعة من الأنشطة من جمع للبيانات والفواتير, وتصنيفها وإدخالها في الحاسوب, وجمعها, وإجراء المقابلة والمقاصة بين الوارد والصادر ثم إخراج النتيجة النهائية لليوم, ثم للشهر, ثم للسنة, وهكذا... وقد يكون للشركة محاسب واحد أو مجموعة من المحاسبين.
خصائص المهنة:
للمهنة جملة من الخصائص أهمها:
  • تقديم خدمات أساسية ومفيدة للمجتمع.
  • حاجتها إلى الإعداد العلمي من خلال برامج ذات أهداف محددة واضحة, ومن جهات علمية معترف بها.
  • لكل مهنة معارف ومهارات خاصة بها.
  • لكل مهنة قوانين وآداب تنظم وتحكم العمل بها.
  • غالباً ما توجد في وقتنا الحالي تجمع للعاملين بالمهنة يتحدث باسمها ويدافع عنها.
  • لكل مهنة معالمها الواضحة تميزها عن غيرها من المهن.
الحكم الشرعي للمهنة:
إن من يقرأ في كتاب الله تعالى, أو في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم, يجد أن الإسلام يحث على العمل, ويرفع من شأنه. كما أن من يقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة, أو غيره من الأنبياء, أو يقرأ في سير الخلفاء الراشدين, أو الصحابة الكرام رضوان الله عليهم, أو في سير سلف الأمة وأئمتها, يجد أنهم جميعاً قد مارسوا مختلف المهن من تجارة ورعي وزراعة وخياطة وحدادة وغيرها. من ذلك:
قوله تعالى عن نبيه داود عليه السلام: [وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ] {الأنبياء:80} واللبوس: الدروع.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحدٌ طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده, وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده). ويقول: (ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طيرٌ أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة). فهذه النصوص تدل على مدى حث الشريعة على العمل.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان آدم عليه السلام حراثاً (زراعاً), وكان إدريس خياطاً, وكان نوح نجاراً, وكان هود تاجراً, وكان إبراهيم راعياً (وورد بزازاً أي تاجراً يبيع الملابس), وكان داود زراداً (أي حداداً), وكان سليمان خواصاً, وكان موسى (راعياً) أجيراً, وكان عيسى سياحاً, وعمل محمد صلى الله عليه وسلم في التجارة والرعي كما أخبر عن نفسه صلى الله عليه وسلم".
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لأرى الرجل فيعجبني، فأقول: هل له حرفة؟ فإن قالوا: لا؛ سقط من عيني". وفي هذا القدر كفاية, إذ ليس الغرض الحصر والاستقصاء.
تعريف أخلاق المهنة:
تعني أخلاق المهنة تلك التوجيهات النابعة من القيم والمبادئ التي يؤمن بها أفراد المجتمع, والتي ينبغي للشخص أن يتحلى بها أثناء ممارسته للمهنة.
الفرق بين أخلاق المهنة وأنظمتها:
عرفنا آنفاً أخلاق المهنة, وأما أنظمتها فهي تلك القوانين والتشريعات التي تحدد وتنظم عمل الممارسين للمهنة.
أي أن أخلاق المهنة تهتم بما ينبغي فعله، وأما أنظمة المهنة فتهتم بما يجب فعله.
وعليه فإن من يخالف الأخلاق يستحق اللوم والعتاب, وأما من يخالف الأنظمة فإنه يستحق العقوبة أيضاً مضافاً إلى اللوم والعتاب.
مصادر أخلاق المهنة:
إن مصدر أخلاق المهنة عندنا نحن المسلمين إنما هو ديننا الحنيف. فالدين بما يدعو إليه من مكارم الأخلاق، وإتقان العمل, ومراقبة الله عز وجل في كل شأن، هو مصدر الأحكام والأخلاق. وهو المصدر لكل شيء مستحسن في الحياة, وهو المرشد والموجه. قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ] {الأنفال:24} [مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {النحل:97} [قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ, يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] {المائدة:15-16}, فهذه الآيات وغيرها كثير, تؤكد أن الحياة السعيدة الهانئة الطيبة إنما هي في اتباع شرع الله, وليس غيره, ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
وإذا كانت هناك آداب وأخلاقيات للمهنة مستوحاة من الأعراف, أو مما لدى الأمم الأخرى, فإنه لا مانع منها, ما دامت لا تتعارض مع ما جاء به الشرع؛ لأن الشرع قد أذن بذلك.
مدى الحاجة إلى دراسة أخلاق المهنة:
لكل مهنة أخلاق وآداب عامة تحددها القوانين واللوائح الخاصة بها, ومن خلال مراعاتها تتم المحافظة على المهنة ومكانتها. وكثيراً ما تجمع هذه الآداب والأخلاق في وثيقة واحدة, يطلق عليها ميثاق الشرف المهني.
ومن المعلوم أن مجموع المهن في المجتمع هي الأداة المنفذة لأهداف وتطلعات أبنائه, فإذا فقد العاملون فيها الآداب والأخلاق, كان ذلك نذير شؤم عليهم, ودليلاً على قرب نهايتهم, إذ كما قال الشاعر: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وتزداد أهمية أخلاق المهنة في عصرنا الحالي, نظراً لاتساع سلطان العلم وما رافقه من تقنيات معاصرة بشكل مذهل, ولتضاعف مجالات العمل أضعافاً كثيرة عن العصور السابقة, وقد رأينا كيف أن العلم استغل استغلالاً سيئاً من قبل بعض المجتمعات, فأصبح وسيلة للإفساد والتدمير والعبث بمصير البشرية والبشر, فمن القنابل النووية إلى الهيدروجينية, إلى الصواريخ العابرة للقارات, إلى غزو الفضاء من خلال الأقمار التجسسية, إلى التلاعب بالجينات الوراثية والاستنساخ ... وهكذا.
وقد شعر كثيرون من رجال العلم والفكر في العالم بخطورة الأمر, فدعوا إلى وضع ميثاق شرف أخلاقي لكل مهنة, من شأنه أن يحمي سمعتها, ويحافظ عليها من الانحراف والاستغلال.
صفات الميثاق الأخلاقي:
لكي يحقق الميثاق الأخلاقي أهدافه يجب أن يتصف بما يلي:
  • أن تكون مواده منسجمة مع قيم المجتمع ومبادئه.
  • أن تكون مختصرة.
  • أن تكون سهلة وواضحة.
  • أن تكون معقولة ومقبولة من الناحية العملية.
  • أن تكون شاملة.
  • أن تكون إيجابية.
وسيكون لنا في محاضرات قادمة وقفة مع بعض من هذه المواثيق بمشيئة الله تعالى.



منقوووووووووووووول من بطوطه

مجنونه بحبه 2010- 11- 23 09:15 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
1 مرفق
ملخصات كالقمر وحيده

من المحاضره الاولى الى الثامنه

في ملف في المرفقات

أبداع القلم 2010- 11- 24 01:07 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
:d5:مشكوره ابدااااااااااااااااااااااااعتي

نجمة بلادهـا 2010- 12- 13 08:46 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرةالتاسعة


الأخلاق الجامعةللمهنة

التمهيد:
للمهنةعناصر أربعة هي: العامل ورب العملوالمستفيد والمجتمع. ويُقصد بأخلاق المهنة هنا تلك الصفات التي تنشد الكمال في هذهالعناصر الأربعة.
ولما كانت ممارسة المهنةتتم في إطار التزام قانوني أو تعاقدي فإنه غالباً ما يشتمل هذا القانون أو العقدعلى بعض الخصال باعتبارها التزاماً واجباً. ومن ثمَّ فإننا سنستبعد هذه الخصال عنمحل البحث. كما سنستبعد الأخلاق العامة كبر الوالدين والإحسان للجار بل سنقتصر علىما له صلة بكمال المهنة كما أسلفنا.

وسنجمع هذه الأخلاق (أخلاق المهنة) في خمس مجموعاتهي:
الطهارة المهنية, الاستقامةالمهنية, التعاون المهني, الأمانة المهنية, المحبةالمهنية.

الطهارةالمهنية
الطهارة لغة: مصدر يدلّ علىالنقاء والنظافة وزوال الدنس والتنزه.
والطّهارة في الاصطلاح: لا تخرج عن المعنى اللغوي.
وهي على ضربين: طهارة حسية, وطهارةمعنوية.
الطهارة الحسية: وتتحقق برفعالحدث أو إزالة النجس أو ما في معناهما وعلى صورتهما.
الطهارة المعنوية: وتتحقق بترك الذّنب وتنقية النّفس منالعيوب.
ويدخل تحت هذا الضرب الأخير أيضاًالطهارة المهنية. أي؛ تطهيرها وتنزيهها عن النقائص. ويتحقق ذلك من خلال المحافظةعلى أمرين:
1 - السمعة الطيبة: وذلك منخلال التنزه والتطهر للمهنة من قبل من يقدمها.
2 - جودة الأداء: وذلك من خلال تنزيه المهنة نفسها عنالعيوب والنواقص.

شروط الطهارةالمهنية:
يشترط في المهنة لتتصفبالطهارة أن تتوافر فيها ما يأتي:
1- أن يكون كل من العامل ورب العملصاحب صفحة بيضاء في سجل المهنة, ويحرص علىاستمرارها كذلك (شهادة حسن سلوك). فلو عرف عن قاض قبوله للهدية تلوثت صفحتهالمهنية, ولو عرف عن طبيب تتبعه لعورات النساء تلوثت صفحته المهنية ... وهكذاالموظف الذي يرتشي, والتاجر الغشاش.
2- أنيلتزم كل من طرفي المهنة العامل ورب العملبالقواعد المنظمة لممارستها, فربالعمل يحصل على ترخيص مزاولة المهنة قبل ممارستها, ولا يتعاقد مع غير المستوفينلشروط التعيين (من مثل السن القانونية والمؤهل الدراسي وغيرها) وإلا تلوثت صفحتهالمهنية. والعامل يكون حاصلاً على المؤهل الدراسي في المهن التي تشترطه كالطبوالصيدلة مثلاً.
3- أن يكون لدى العاملخبرة كافيةفي الأعمال التي يستلزم ممارستها تلك الخبرة كالعمليات الجراحيةمثلاً فلا يقوم بها إلا ممارس, وكالمناقصات أو المزايدات الكبيرة فلا يقوم بها عاملمبتدئ, وكإنتاج المصنوعات التي تحتاج إلى تقنية عالية فلا يشرف عليها إلاخبير.
4- أن يشتهر عن صاحب المهنة (سواءأكان عاملاً أو رب عمل) الحرص على الإتقانوعدم إجازة المنتج إلا في درجةعالية من الجودة.
فإذا افتقد أي شرط من هذهالشروط كان ذلك مسَّاً بخلق الطهارة المهنية.

التوجيه الفقهي لخلق الطهارة المهنية:
لا تقوم مهنة معتبرة بغير طهارة, ومن ثَمَّ كان الحد الأدنىمن هذه الطهارة ضرورة لازمة, لعدم قيام المهنة إلا به. وهو ما استلزم مع مرور الزمنوتطور الأحوال صدور القوانين المنظمة للمهن, كما تطلَّب وضع صيغٍ للعقود تتضمننصوصاً في شكل بنود إلزامية مباشرة, أو غير مباشرة كالإحالة إلى عرف ونحوه, فتحولتتلك الصفات الأخلاقية الحميدة من كونها أخلاقاً كريمة إلى التزام يوجب مخالفتهمساءلة قضائية بعد أن تم النص عليها.
ولماكان من غير الممكن الإحاطة بخصال الطهارة المهنية من خلال تلك القوانين والعقود, كان الحد الزائد عن الواجب هو المراد بخصال الطهارة المهنية, وهو الذي يدخل فيأخلاق وآداب المهنة, ويترتب على الإخلال بها المساءلة الأخلاقية دونالقضائية.
وهنا يجب علينا أن ننبهلأمرين :
أولهما- لكل مهنة ما يناسبهامن أخلاق الطهارة المهنية, فما هو مطلوب لمهنة القضاء قد يختلف عن ما هو مطلوبلمهنة الطب أو الصيدلة أو التجارة وهكذا. وما يلزم للقاضي للحفاظ على سمعته الطيبة, يختلف عن الذي يلزم للطبيب, أو للتاجر, ويقال الشيء نفسه عن آداب ممارسةالمهنة.
ثانيهما- المقصود هنا ما يؤثر علىسمعة المهنة وطهارتها, وليس الأوجه التي لا شأن لها بالمهنة كسمعته بين أهله أو لدىجيرانه مثلاً.

أدلة الطهارةالمهنية:
يدل لخلق الطهارة المهنيةآيات عديدة من كتاب الله وأحاديث كثيرة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, منها:
1-قول الله تعالى: {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّشَيْءٍ} {النمل:88} والإتقان والجودة معنى من معاني الطهارة المهنية. ومنها قولهتعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهوألد الخصام, وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحبالفساد}, ومنها: { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً, وإذا خاطبهم الجاهلونقالوا سلاماً} وغيرها كثير.

2-قوله عليه الصلاةوالسلام: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). وهذا في معنى الآية السابقةمن حيث الدلالة على طلب الإتقان في العمل, وجودة الأداء.
وقوله عليه الصلاة والسلام: (مثل الجليس الصالح وجليس السوءكحامل المسك ونافخ الكير...). فيه الدلالة على أهمية السمعة الطيبة والسلوك القويم, وهو من معاني الطهارة المهنية كما تقدم, وقوله عليه الصلاة والسلام: (من غش فليسمنا).

مظاهر الطهارة المهنية عندالفقهاء:
تكلم الفقهاء عن الطهارةالمهنية التي تعني السمعة الطيبة, والسيرة الحميدة, وجودة الأداء والإتقان. ولنأخذأمثلة من باب القضاء على سبيل التمثيل والبيان وليس الحصر:
- قال الفقهاء ببطلانتولية الفاسق القضاءمع وجودالعادل للحفاظ على سمعة القضاء وسمعة القاضي, ولتحقيق جودة الأداء في الحكم, ولايخفى أنهما من خصال الطهارة المهنية.
- وقال الفقهاء يحرمتولية الجاهل القضاءمع وجود العالم للحفاظ على جودةالأداء وهي من خصال الطهارة المهنية.
- ومثلهما ما ذهبوا إليه منكراهة تولية المفضولالقضاء مع وجود الفاضل (أوالأفضل) للحفاظ على جودة الأداء أيضاً.
ومثل هذه المسائل نجدها أيضاً في باب الإمامة في الصلاة, وفي الولاية في النكاح, وفي الولاية على المال للقصر (من مجانين وسفهاء ويتامى), وفي ناظر الوقف, وفي ولاية الحسبة وغيرها.
ومن هذا الباب ما نجده من طلب جهات التعاقد شهادة حسنالسلوك من الطالب والمدرس والموظف, ومنه ما نجده في بعض المواثيق من النص على أنهيفصل من العمل من يرتكب ما يخل بالآداب العامة في مكان الوظيفة, كسرقة مثلاً, أوجريمة تمس الشرف أو الأخلاق أو الأمانة من غير حاجة إلى إعلان. وهكذا.

نجمة بلادهـا 2010- 12- 13 08:48 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرةالعاشرة
الاستقامةالمهنية
معنى الاستقامة :
الاستقامة لغة: مشتقة منالقيام, وتعني الثبات والدوام والملازمة والاستمرار على الشيء, كما أنها تفيد معنىالاعتدال والاستواء.
فمن الأول قوله تعالى: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّاالَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ المَسْجِدِ الحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْفَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ} {التوبة:7}, أي: فمااستمر وثبت أولئك المشركون معكم على العهد, فاستمروا أنتم معهم واثبتوا.
ومن الثاني قول النبي صلىالله عليه وسلم للمأمومين خلفه في صلاة الجماعة: (أقيموا صفوفكم). أي اعتدلواواستووا ولا تختلفوا.
والاستقامة المهنية فيمعناها الاصطلاحي : تعني الاعتدال والاستواء في أداء المهنة من جهة, ومن جهة أخرىملازمة المهنة والوفاء بمصالحها من الطاعة والمشورةوالصدق.
شروط الاستقامةالمهنية:
لكي تتحقق الاستقامةالمهنية (أي الاعتدال والاستقرار والوفاء بمصالحها) لابد من توافر الشروطالتالية:
1- أنيحرص كل طرف منهما(العامل ورب العمل) على الآخر. ففي الحديث القدسي يروي النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه: (أنا ثالثالشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه, فإذا خانه خرجت منبينهما).
2- مطاوعة الزملاءفي العمل. ففي الحديثأن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بعث أَبَا مُوسى الأشعري وَمُعَاذ ابن جبل إِلَىالْيَمَنِ، فَقَالَ لهما: (يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَتُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا ولا تختلفا).
3- طاعة الرؤساءفي المهنة. قال تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَوَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ] {النساء:59}.
4- عدم التغيب عن العملإلا في حالات الضرورةلأن الله تعالى أمر بالوفاء بالعقود, وهو من مقتضى الوفاء بالعقود. قال تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالعُقُودِ] {المائدة:1} .
5- الالتزام بمنهج الشورىفي الوظائف التي تصنعالسياسات المهنية وتضع الخطط, وعدم الاستبداد بالرأي لقول الله تعالى مخاطبا نبيه: [وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ] {آل عمران:159}, فإذا كا ن النبي وهو المسدد بالوحيمطالباً بالشورى فكيف بغيره.
6- الالتزام بالصدقلقول الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ] {التوبة:119} .
التوجيه الفقهي لخلقالاستقامة المهنية:
ما أسلفناه في حديثنا عنالطهارة المهنية من ضرورة توافر الحد الأدنى منها يقال هنا أيضاً وفي كل خصال أخلاقالمهنة, فالحد الأدنى لا بد منه, وقد نصت القوانين والعقود عليه, فخرج من مجرد خصالأخلاقيات إلى واجبات ملزمة يترتب على الإخلالبهامسؤولية قضائية, غير أن القوانين والعقود لا تستطيع أن تفي بكلخصال الاستقامة المهنية, لأن العقود تستحدث باستمرار والوقائع تتجدد دائماً, فكانالناس بحاجة إلى المزيد من هذا الخلق, بحيث يتحقق المقصد من هذاالخلق.
وننبه هنا أيضاً إلى ماأسلفناه في خلق الطهارة المهنية من أن:
1- الاستقامة المهنيةتختلف في بعض جوانبها من مهنة إلى أخرى, أي أن الاستقامة المهنية المطلوبة منالقاضي تختلف في بعض جوانبها عن المطلوبة من الطبيب أو التاجر أو المدرس.
2- كما أننا لا نبحثهنا إلا في الاستقامة ذات العلاقة بالمهنة وما يؤثر فيها, ولا شأن لنا بعلاقاتهالأسرية أو الاجتماعية.
أدلة الاستقامةالمهنية:
دلت آيات وأحاديث كثيرةعلى طلب هذا الخلق من المسلم من ذلك:
قوله تعالى: [فَاسْتَقِمْكَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَبَصِيرٌ] {هود:112} فالآية تطلب الاتصاف بهذا الخلق صراحة من الرسول وممن معه منالمؤمنين, وهي عامة, ويدخل فيها الاستقامة المهنية لأنها فرع عنها. وفي هذا المعنىقوله صلى الله عليه وسلم لسُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللَّهُعَنْهُ حين جاء إليه يقول: يَا رَسُولَ اللهِ ، قُلْ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا لاأَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ قَالَ : قُلْ : (آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّاسْتَقِمْ).
قوله تعالى في صفات عبادالرحمن: [وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَبَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا] {الفرقان:67} أي اعتدلوا من غير إفراط ولا تفريط, وهذا منخلق الاستقامة.
قوله تعالى: : [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ] {التوبة:119} , وكذا ما ورد في طاعة ولاة الأمر والتزام منهج الشورى وقد تقدمت تلكالآيات, كما أنها جميعاً قد تأكدت بالأحاديث الواردة في معناها والتي تدل على طلبهذه الخصال الخلقية.
ومن هذا قوله صلى اللهعليه وسلم (ما خاب من استخار ولا ندم من استشار) (وعليكم بالسمع والطاعة وإنأُمِّرَ عليكم عبد حبشي ..) وغيرها كثير.
مظاهر الاستقامة المهنيةعند الفقهاء:
تكلم الفقهاء عن مظاهرالاستقامة من خلال ذكرهم للفروع الفقهية وتناولهم لأحكامها, وفيما يلي ذكر لبعض هذهالمظاهر:
1- الغبن فيالمعاوضاتالمالية:
والغبن يعني الخديعة, ويترتب عليه عدم التعادل في التزامات الطرفين حيث يتم استغلال أحدهما للآخر نتيجة لاسترساله وعدم معرفته بأصول المعاملة وقواعدها. وقد حرم الإسلام هذا السلوك لمنافاته للعدل فقال صلى الله عليه وسلم (غبن المسترسل حرام), وورد في بعض الروايات: (ربا). وحين أخبره شخص أنه يغبن في بيعه فقال: (إذا بايعت فقُلْ لَا خِلَابَةَ) أي لا خديعة. أي اشتريت منك بشرط أن لا تكون قد خدعتني, فإذا تبين أنك قد خدعتني فلي الخيار في إبطال البيع إلى ثلاثة أيام

وساموووه 2010- 12- 16 09:14 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرة الحادية عشر :
تعريف التعاون المهني :
التعاون لغة هو المساعدة ,من عاونه او أعانه إذا ساعده , والمعاون هو المساعد
والمعاونة هي المساعدة ..
*والتعاون المهني في معناه الاصطلاحي يعني : المساعدة على أدائها
أي المساعدة في إيجاد المهنة بروح الفريق الواحد وما يستلزمه ذلك من تسييد معاني الأخوة والاحترام وسياسة الصبر, ثم الارتقاء إلى مراتب التناصح والتنافس .
أي على أصحاب المهنة أن يسعوا في واقعهم إلى تحقيق أمرين أثنين :
1/ تسييد معاني الأخوة والاحترام وسياسة الصبر بين أطراف المهنة من عاملين وأرباب عمل أو رؤساء
2/ الارتقاء إلى درجات التناصح فالتنافس باعتبارها ثمرة لتسييد معاني الأخوة والاحترام وسياسة الصبر
شروط التعاون المهني :
لابد لتحقيق معاني الأخوة والاحترام والصبر والتناصح والتنافس من توافر الشروط التالية :
1/استحضار معنى الأخوة مع الزملاء المهنة لقولة تعالى : (( إنما المؤمنون أخوة)).
2/إنكار الذات والترفع عن الأنانية لكونها من الصفات الشيطانية كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))
3/السماحة في المنهج كما قال الرسول صلى الله علية وسلم : ((رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى سمحا إذا قضى سمحا ))
4 / الصبر على المكارة لقولة تعالى : (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ))
5/بذل النصيحة لقولة صلى الله عليه وسلم : (( الدين النصيحة , قلنا لمن يا رسول الله ؟قال لله ورسوله ولكتابة ولأئمة المسلمين وعامتهم ))
6/المنافسة الشريفة لصالح المهنة ولما في خيرها كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ((من قتل قتيلا فله سلبه))
التوجيه الفقهي لخلق التعاون المهني:
كما أسلفنا في الخصال السابقة ( الطهارة المهنية والاستقامة ) فإن الحد الأدنى من هذا التعاون أيضا ضروري وإلزامي بنص القانون أو العقد , والإخلال به يستوجب مسؤولية قضائية , ويبقى ما فوقه مطلوب من جهة الأخلاق , ويستوجب مسؤولية أخلاقية .
وأيضا ننبه هنا إلى ما أسلفنا من قبل أن التعاون المطلوب في كل مهنة حسب طبيعتها , فالتعاون المطلوب بين المدرسين يختلف عن المطلوب بين الطبيب والمريض , أو طاقم الطائرة..... وهكذا
كما أننا لا شأن لنا بالجوانب الأخرى التي لا تتصل بالمهنة كالتعاون بين أفراد الأسرة أو الجيران ...... ونحو ذلك .
أدلة التعاون المهني :
يدل لخلق التعاون المهني أدلة كثيرة من القران و السنة . نذكر فيما يلي بعضا منها :
من القران الكريم :
قولة تعالى : ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ))
وقوله تعالى :{قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما }
وقال تعالى : ( إنما المؤمنون أخوة )
وقال تعالى :{يـأيها اللذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون }
فهذه الآيات واضحة الدلالة في الحث على التعاون والأخوة والصبر التي هي من جملة خصال خلق التعاون المهني
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم
وقوله صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال لله ورسوله وكتابة ولأئمة المسلمين وعامتهم ))
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ))
وقولة صلى الله عليه وسلم : (( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ))
وغيرها من الأحاديث في هذا الباب كثيرة تؤكد جميعها على قيم الأخوة والتعاون والمحبة والتناصح والتنافس الشريف بين أبناء المجتمع الإسلامي .
مظاهر التعاون عند الفقراء :
هناك عقود ومهن كثيرة يتجلى فيها مظاهر التعاون المهني ذكرها الفقهاء في مصنفاتهم نكتفي بذكر بعض منها :
الإقالة في العقود : وتغني نقض العقد وإبطاله برضا الطرفين على طلب من أحدهما بعد إبرام العقد ولزومه وترتب آثاره . أي أن احد الطرفين يبدي ندمه وتراجعه عن الإقدام على العقد من بعد لزومه وترتب أثاره فيستجيب له الأخر تقديرا لظروفه ومراعاة لحق الأخوة التي يحث عليه الشرع , وقد اجمع الفقهاء على ان الإقالة مندوبة ؛ لأنها من باب التعاون على البر , ويقول فيها عليه الصلاة والسلام : (( من أقال مسلما عثرته أقال الله عثرته يوم القيامة )) .والإقالة قد تكون بين متعاقدين في عقد بيع أو إجارة أو طبيب مع مريض , أو مهندس أو شركة للمقاولات مع بريد إنشاء مبان أو محلات تجارية , ولاشك أن ذلك من باب التعاون على البر والاستجابة لدواعي الأخوة , وهما من خصال التعاون المهني
بذل النصح في بيع الحاضر لباد : فقد ذكرنا فيما سبق إن النصيحة مطلوبة شرعا من المسلم لأخيه المسلم , ومن الصور التي يتجلى فيها تقدير الشرع لذلك ما ورد من نهيه صلى الله عليه وسلم ( أن يبيع حاضر لباد )أي نهى ان يكون الحضري وهو من أبناء المدينة أو القرية سمسار للبدوي , لأنه سيؤدي في الغالب الى غلاء السعر على أهل الحضر حيث أن الأشياء في البادية ارخص والبدوي يقتنع باليسير , ومن ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : (دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض ,فإذا استنصح أحدكم أخاه فلينصحه )ومنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم (نهى عن بيع المضطر ) وفي بعض الروايات بزيادة : ( إن كان عندك خير تعود به على أخيك وإلا فلا تزيدنه هلاكا إلى هلاكه )
وبيع المضطر على وجهين : أحدهما : أن يضطر إلى العقد من طريق الإكراه. والأخر : أن يضطر إلى البيع لدين ركبه أو مؤنه ترهقه , فيبيع ما في يده رخص وهذه سبيله من جهة المروءة والدين ان لا يبايع على هذا الوجه , بل يعان ويقرض ويمهل عليه إلى الميسرة , ومنه النهي عن بيع المسترسل , وعلى قياسه ان يتعاقد أي شخص مع صاحب مهنة , فلا ينصح له ويستغل جهله أو ظروفه فإنه منهي عنه .
النهي عن تلقي الركبان : فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك حتى ينزلوا السوق . وهذا ما يعني الحث على الصبر في تلقي أصحاب المهن حتى تستقر أوضاعهم , ولا يتضرروا من جراء تلقيهم قبل هبوطهم ببضائعهم إلى السوق . قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا تلقوا الركبان ) وفي رواية : (لا تلقوا الجلب فمن تلقاه فاشترى منه شيئا فصاحبه بالخيار ‘ذا جاء السوق ). ولا شك إن الحكمة من النهي واضحة وهي حماية الركبان من الغبن , فقد طالب الرسول صلى الله عليه وسلم التجار بالصبر حتى يصل الركبان إلى السوق ويطلعوا على أحواله , فيبيعوا عن قناعه , ولا يقعوا ضحية جهلهم بالأسعار ’ وفي هذا تحقيق للعدل في المعاملات .
وهذه المسائل التي أوردناها وأن كانت في البيوع أو المعاملات المالية , إلا إنها تدل على إن هذه الأخلاق ( النصح والصبر والإخاء والتعاون ) مطلوبة في الإسلام أين كانت المهنة .


جنات 2010- 12- 21 11:08 PM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
جزاكم الله خيـــــــــــــر على المجهود
في احد عنده 12 و13 و14 >> ماعليكم امر الي تقدر تنزله جزاه الله وتساعدني

انؤنة 2010- 12- 25 03:32 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرة الثانية عشرة
الأمانة المهنية
تعريف الأمانة المهنية:
الأمانة لغة: عكس الخيانة, وتفيد الأمن والاطمئنان وعدم الخوف. وتطلق أيضاً على كل ما عهد به إلى الإنسان من حقوق أو واجبات أو حاجات للآخرين, فيطالب بالحفاظ عليها وإيصالها إلى ذويها سالمة. قال تعالى: [إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا] , وقال أيضاً: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ].
والأمانة المهنية تعني في الاصطلاح الحفاظ على المهنة بحفظ عهدها وعدم الخيانة فيها. وتتمثل في أصول ثلاثة هي :
1. ما يخص حقيقة المهنة: وذلك بالحفاظ على خصوصية العلاقة بين أطراف المهنة بحسب طبيعة المهنة, مما يعرف عند الناس بأنه نقض للعهد, وإفشاء لأسرارها .
2. ما يخص التصرف في المهنة: وذلك من خلال الحفاظ على مصالح المهنة الحقيقية, لا مصالحه الشخصية على حساب المهنة. فلا يسرف في الإنفاق فيما يستلزم الإنفاق, ولا يستغل مهنته أو منصبه ليقدم مصالحه الشخصية على مصالح المهنة.
3. ما يخص وسيلة المهنة: سواءٌ في الوصول إليها أو في أدائها, فيجب أن تكون مشروعة لأن الغاية لا تبرر الوسيلة, وللوسائل حكم المقاصد, فلا كذب ولا غش ولا نفاق ولا غيبة ولا نميمة.
شروط الأمانة المهنية:
من خلال تعريف المهنة يمكن وضع أهم الشروط التي يجب توافرها لتحقيق الأمانة المهنية, وتلخيصها في الآتي:
الشرط الأول:
أن يحافظ جميع الأطراف على أسرار المهنة مما يعد إفشاؤه نقضاً للعهد.
فمثلاً الطبيب يطالب بالحفاظ على نوعين من الأسرار:
أ‌- ما يتعلق بجهة عمله كالمستشفى فلا يفشي أسرارها.
ب‌- ما يتعلق بالمريض ووضعه الصحي مما يعد سراً فلا يفشيه.
وعليه فلا يدخل في أسرار المهنة:
أ- ما لا علاقة له بالمهنة كأن يعترف المريض أمام الطبيب بأنه قد ارتكب جريمة أو جناية في حق آخرين, أو اعتدى عليهم.
ب ـ ما لا يعد سراً بين الناس ولا يعد الكشف عنه نقضاً للعهد, كأن يذكر اسم المريض أو مهنته أو مكان إقامته.
ج ـ ما يعد سراً ولكن إفشاؤه في تلك الحالة مطلوب لجهة محددة لتعلق مصالحهم بالكشف عنها, وذلك كما لو أقد طرف على خطبة من آخر, فأجروا فحوصات طبية, فتم إجراؤها فيجب هنا الكشف عن حقيقة الوضع للأطراف, ولا يجوز إخفاؤها.
والمستشفى تحتفظ بنوعين من الأسرار:
أ ـ ما يتعلق بالطبيب من حيث أجرته أو الجزاءات الإدارية الواقعة عليه مثلاً.
ب ـ ما يتعلق بالمريض مما يعد كشفه نقضاً للعهد, ومضراً به.
والمريض يحتفظ أيضاً بنوعين من الأسرار:
أ ـ ما يتعلق بالمستشفى أو الجهة الطبية من معاملة خاصة كتخفيض الأجر مثلاً ومراعاة ظروفه الخاصة.
ب ـ ما يتعلق بالطبيب كأن يكون قد عامله بصورة مخصوصة مثل السماح له بمراجعته خارج أوقات الدوام الرسمي, أو مراجعته في بيته ... أو غير ذلك مما يعد الكشف عنه مزعجاً للطبيب.
الشرط الثاني:
أن يلتزم أصحاب الشأن في المهنة الرشد في التصرف من غير إسراف أو استغلال.
فمثلاً الطبيب لا يستغل ما وضع تحت تصرفه من الأجهزة في سبيل معالجة أصحابه وقرابته من غير إذن صاحب العمل, كما أنه لا يسرف في استعمال الأدوات الطبية التي وضعت تحت تصرفه.
والمستشفى لا تستغل الطبيب في طلبه خارج أوقات دوامه في سبيل مصالحها, أو الكشف على مرضى غير مدرجين في قائمة عمله.
والمريض لا يستغل فرصة وجوده مع الطبيب في السؤال عن أعراض مرضية يعاني منها بعض من يخصونه. وهكذا.
الشرط الثالث:
أن يلتزم أصحاب الشأن في المهنة السبل المشروعة التي تحفظ شرف الوسيلة لشرف المقصد , فلا مجال للكذب ولا للنفاق ولا
للغش ولا الغيبة ولا النميمة.

التوجيه الفقهي لخلق الأمانة المهنية:
ما ذكرناه سابقاً في الطهارة المهنية وما بعدها يتكرر هنا ومن ثمَّ فلا داعي لإعادته مرة أخرى. بمعنى أن الحد الأدنى من الأمانة المهنية ضرورية وقد تم التنصيص عليه من خلال القوانين والعقود, فإذا نحن هنا سنتناول ما وراء ذلك.
كما أن الأمانة المهنية تختلف من مهنة إلى أخرى, وكذلك لا شأن لنا بما وراء المهنة .
أدلة الأمانة المهنية:
يدل لخلق الأمانة المهنية آيات عديدة من كتاب الله وأحاديث نبوية كثيرة نذكر بعضها فيما يأتي:
فال تعالى: [إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا], وقال أيضاً: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ]. فهذه الآيات تأمر بالحفاظ على الأمانات وأدائها على وجهها المطلوب, والأمانة المهنية جزء منها. وفي هذا أيضاً ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفات المنافقين: (وإذا أؤتمن خان).
قال تعالى: [وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ] وفي هذا ما يدل على أنه ما كان ينبغي لهن الإفضاء بالسر الذي أسره النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أزواجه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) وقال أيضاً : (مَنْ حَدَّثَ فِي مَجْلِسٍ بِحَدِيثٍ فَالْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ). أي أنه لا يجوز نقل كلام الآخرين, وإفشاءه, حتى وإن لم يطلبوا كتمانها صراحة, أو يقولوا هذه أمانة, بل يكفي أن يفهم منهم ذلك بمجرد الإشارة والإيماء كالالتفاتة التي تومئ إلى أن صاحبها يريد أن يخفي الخبر عن الآخرين, ولا يريد أن يسمعه غير من يتحدث إليه.
قال تعالى: [وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ ... وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا] وقال تعالى: [وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ] فهذه الآيات تنهى عن صفات خلقية ذميمة من مثل الكذب والغش والغيبة واللمز وهي كلها متعارضة مع خلق الأمانة التي يجب التحلي بها, ومنها الأمانة المهنية.
مظاهر الأمانة المهنية عند الفقهاء:
ذكر الفقهاء كثيراً من الأحكام الفقهية ذات العلاقة بخصال الأمانة الخلقية نشير هنا إلى بعض منها:
أ-استغلال المهنة بالغلول وقبول الهدايا: والمقصود باستغلال المهنة, الانتفاع الشخصي منها بما يعد تهمة, أو مظنة تهمة.
والغلول يعني أخذ شيء من مال الغنيمة أو غيره من الأموال المشتركة قبل أن يقسم. وسمي غلولاً لأن فاعله يخفيه في متاعه خيانة. وهو ناقض للأمانة. قال تعالى: [وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ] وقال صلى الله عليه وسلم: (من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخْيطاً فما فوقه, كان غلولاً يأتي به يوم القيامة).
وقال صلى الله عليه وسلم: (هدايا العمال غلول). أي ما يقدم إلى موظفي الدولة أو من في حكمهم من الهدايا والأموال بسبب أعمالهم أو مهنهم محرمة, وخيانة للأمانة, واستغلال للمهنة أو الوظيفة في سبيل مصالحه الشخصية.
ب-الغش في المهنة بالتصرية والنجش: الغش في المهنة يعني التدليس في أدائها بما يوهم السلامة, وادعاء كثرة راغبيها لإغراء الآخرين فيها, أو رفع الأجر عليهم.
والأصل الفقهي الذي يتأسس عليه التدليس والخداع في المهنة هو التصرية.
والأصل الفقهي الذي يتأسس عليه الادعاء بكثرة الطالبين للمهنة هو النجش.
أما التصرية فهي ترك اللبن في ضرع الدابة حتى يزداد فيتوهم الراغب في الشراء أنها كثيرة اللبن, فيقدم على شرائها. ولا خلاف في تحريم هذا العمل لما فيه من الخداع والغش, والإخلال بالأمانة المهنية, وقد وردت الأحاديث في النهي عن الغش بصورة عامة, وعن التصرية بشكل خاص, فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تصروا الإبل والغنم ...). ويلحق بهذا كل عمل من شأنه خداع الآخرين, وإغرائهم بشراء السلعة مع كونها على خلاف ذلك في حقيقتها, كأن يستخدم أصباغ أو ألوان خادعة تخفي حقيقة وضع السلعة, أو نكهات تخفي حقيقة الطعم الأصلي, أو أنواع من زيوت المحركات لإخفاء وضع محرك السيارة ساعة من الزمن حتى يتم بيعها, وهكذا.
وأما النجش فهو إبداء الرغبة في شراء سلعة لإغراء غيره, وإغلاء الثمن عليه, من غير أن يكون لديه نية حقيقية في الشراء. وهو حرام أيضاً لما فيه من خداع وتغرير للآخرين, وقد وردت الأحاديث النبوية الشريفة في النهي عنه, منها قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا تناجشوا). ويلحق بذلك ما يشبهه من حيث استثارة الناس, وإغرائهم بالشراء.
ج- السفه في المهنة: ونعني به التبذير في إنفاق المال وإسرافه, وهو ضد الرشد الذي هو إصلاح المال وتنميته والمحافظة عليه. فمن صور السفه مثلاً أن يستهلك الممرض أضعاف المطلوب من الشاش والمراهم في معالجة جرح مريض مثلاً, أو يستهلك أضعاف ما يحتاج من الوقود للسيارة, أو الأسلاك لتمديدات كهربائية ونحو ذلك. وقد طالب الشرع بالحجر على السفيه, فقال تعالى: [وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا].
ولا شك أن النهي عن هذه التصرفات (الغلول والرشوة والتصرية والنجش والإسراف) من شأنها أن تؤسس لخلق الأمانة المهنية.</b></i>


</B></I>

انؤنة 2010- 12- 25 03:32 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرة الثالثة عشرة
المحبة المهنية
تعريف المحبة المهنية:
المحبة تعني الميل والود والإيثار قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ] أي؛ إن اختاروا وآثروا وقدموا الكفر على الإيمان.
وللحب أنواع متعددة منها:
حب عقيدة وإيمان, وهو حب الله ورسوله كما قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما, وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله, وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار).
حب فطرة وطبع كحب الولد والمال كما قال تعالى: [زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المَآَبِ]
حب تقدير وإعجاب كحب الصالحين وحب أهل الفضل والعلم كقوله تعالى: [وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ] وكقوله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أحَبَّ إلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وأهْلِي، وَمِنَ الماءِ البارِدِ).
حب مصلحة ومنفعة كقوله ابن مسعود رضي الله عنه: " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها" وكقول الشاعر أبي الفتح البستي في قصيدته عنوان الحِكم:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
حب شماتة, وهو حب الشر للأعداء, أو حب الرذائل, ومن ذلك ما جاء في القرآن الكريم: [إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ]
وما يتعلق ببحثنا هو النوع الرابع, أي؛ الحب المبني على المصلحة والمنفعة.
والمحبة المهنية تعني الميل تجاه المهنة لتحقيق أصول المحبة الثلاثة:

1- التوادد بالدوام ومراعاة آداب الياقة في علاقات المهنة.
2- والتراحم بالإحسان إلى زملاء المهنة والمنتفعين منها.
3- والتعاطف من خلال الإيثار لمصلحة المهنة.
وهذه الأصول الثلاثة جمعها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مَثَلُ الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
فهذه الأصل الثلاثة هي جسور المحبة التي تجعل من الجماعة كأنها شخص واحد, ومن الشخص الواحد ومهنته شيئاً واحداً.
فإذا تحقق هذا الاتحاد أمكن القول بأن خلق المهنة متحقق.
شروط المحبة المهنية:
تحقق خلق المحبة المهنية إذا توافرت الشروط التالية:
تقديم المهنة على سائر المصالح الحياتية الأخرى ولا شك أن هذا من إتقان العمل الذي يحبه الله, ومن الإخلاص له والتفاني فيه.
الانتصار للمهنة والدفاع عنها وعن العاملين معه وذلك بالمفهوم الذي نبه إليه الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا ، أَوْ مَظْلُومًا. قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَذَا نَصْرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ).
إفشاء السلام لنشر المحبة بين الناس وخصوصاً زملاء المهنة الواحدة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنون حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).
طلاقة الوجه بشكل دائم لقوله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) وقوله صلى الله عليه وسلم: (كل معروف صدقة, ومن المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق).
الاعتناء بالنظافة الشخصية, واختيار الزي المناسب لطبيعة المهنة الأمر الذي يجعله محبوباً لدى زملائه قال تعالى: [يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ].
إكرام ذوي الهيئات لقوله صلى الله عليه وسلم: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود).
إراحة العاملين في المواصلات والمواعيد والإقامة قال صلى الله عليه وسلم: إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُم).
الإحسان للآخرين بصورة دائمة لقوله تعالى: [هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ] .
الإيثار وتقديم مصالح الآخرين لقوله تعالى: [وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ]
التوجيه الفقهي لخلق المحبة المهنية:
المحبة خلق راقٍ ويمكن تلمسه في المهن الراجحة, والأصل أن الإنسان يختار من المهن ما يحبه ويركن إليه, غير أن كثيراً من الناس اليوم لم يعودوا يتجهون إلى ما يحبونه من المهن, بل إلى الأكثر دخلاً, مما أثر سلباً على خلق المحبة المهنية.
وما ذكرناه سابقاً في الطهارة المهنية وما بعدها يتكرر هنا ومن ثمَّ فلا داعي لإعادته مرة أخرى. بمعنى أن الحد الأدنى من المحبة المهنية ضرورية وقد تم التنصيص عليه من خلال القوانين والعقود, فإذاً نحن هنا سنتناول ما وراء ذلك.
كما أن المحبة المهنية تختلف من مهنة إلى أخرى, وكذلك لا شأن لنا بما وراء المهنة .
الأدلة في الحث على المحبة المهنية:
يدل لخلق المحبة المهنية آيات عديدة من كتاب الله وأحاديث نبوية كثيرة نذكر بعضها فيما يأتي:
قوله تعالى: [وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ] فقد امتدح الله الأنصار لاتصافهم بخلق المحبة والإيثار, فعلى الرغم من أن الله قدم ذكر المهاجرين على ذكرهم, وأعطاهم من الفضل والشرف أكثر مما أعطى الأنصار, فإنهم لم يتأثروا بذلك, ولم تستطع دوافع الغيرة والأنانية التأثير على نفوسهم الطيبة الزكية, فسجل الله لهم تلك الصفة الخلقية الراقية.
قوله تعالى: [إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ] فالآية تثني على المحسنين, والإحسان من خلق المحبة المهنية.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا يوما جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: (يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة). قال: فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من ماء وضوئه قد علق نعليه في يده بشماله فسلم فلما كان من الغد قال النبي صلى الله عليه و سلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى فلما كان اليوم الثالث قال صلى الله عليه و سلم مثل مقالته فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى فلما قام النبي صلى الله عليه و سلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني إليك ثلاثا حتى تمضي الثلاثة الأيام فعلت قال نعم قال أنس فكان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار أو قال انقلب على فراشه ذكر الله عز و جل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبد الله بن عمرو غيره أني لم أسمعه إلا خيرا فلما مضت الثلاث الليالي كدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجر ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لك ثلاث مرات يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرات فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما هو إلا ما رأيت فلما وليت دعاني فقال ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي على مسلم غشا ولا أحسد على خير أعطاه الله عز و جل إياه قال عبد الله قلت هي التي بلغت بك وهي التي لا نطيق). فهذا الرجل لم يقد مزيداً من العبادات بمعناها الخاص من مثل الصلاة والصيام ونحوها, بل سلامة الصدر من الغش والحسد ونحوه, وهذه من أخلاق المحبة المهنية.
مظاهر المحبة المهنية:
ذكر الفقهاء كثيراً من الأحكام الفقهية ذات العلاقة بخصال المحبة الخلقية نشير هنا إلى بعض منها:
استئذان المرؤوس من الرئيس في المهنة:
اتفق الفقهاء على أن الاستئذان من الرئيس في المهنة مطلوب, ولا شك أن ذلك من خلق اللياقة المهنية, ومن شأنه أن يحقق وينمي المحبة بين الرئيس ومرؤوسيه, وأن عدم الاستئذان وتجاهل المسؤول نوع من الكبر, ويؤدي إلى التنافر والتباغض, ومن فقد وجدنا الإسلام يعلم المسلمين هذا الخلق الرفيع في أكثر من موضع, من ذلك قول الله تعالى في الحث على الاستئذان بصفة عامة: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ], وفي الحث على الاستئذان من الرئيس خاصة يقول الله تعالى: [إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ, إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ, فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] ودلالة الآية على أدب الاستئذان واضحة جلية, لا نظنها تحتاج توضيحاً أكثر أو تعليقاً.
إفشاء السلام ورده:
أجمع الفقهاء على أن إلقاء السلام مندوب إليه شرعاً, وأما رده فواجب, لعموم قول الله سبحانه: [وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا] فقد طالبت الآية بالرد وجوباً, وعلقت ذلك على حال إلقاء السلام, ولم توجب الإلقاء, كما أن الأحاديث الشريفة دلت على سنية إلقاء السلام, من مثل قوله عليه الصلاة والسلام: (أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم). ولا شك أن إفشاء السلام عموماً من عوامل زرع المحبة بين الناس, فكان مطلوباً شرعاً.
الإحسان إلى زميل المهنة:
والإحسان يتحقق من خلال خلق الإيثار والرحمة, والأصل في ذلك قول الله تبارك وتعالى: [وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا] , والجار ذي القربى من كان بينه وبينك قرابة نسبية, وقيل زوجية. والجار الجنب هو الذي لا تربطهما ببعضهما صلة قرابة, وقيل: الرفيق في السفر, أو الجار الكافر. وزميل المهنة لا يقل منزلة عن الجار الجنب بحال من الأحوال. يقول الغزالي رحمه الله: "جملة حق الجار أن يبدأه بالسلام, ولا يطيل معه الكلام, ولا يكثر عن حاله السؤال, ويعوده في المرض, ويعزيه في المصيبة, ويقوم معه في العزاء, ويهنئه في الفرح, ويظهر الشركة في السرور معه, ويصفح عن زلاته, ولا يتطلع من السطح إلى عوراته, ولا يضايقه في وضع الجذع على جداره, ولا في مصب الماء في ميزابه, ولا في مطرح التراب في فنائه, ولا يضيق طرقه إلى الدار, ولا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره, ويستر ما ينكشف له من عوراته, وينعشه من صرعته إذا نابته نائبة, ولا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته, ولا يسمع عليه كلاما, ويغض بصره عن حرمته, ولا يديم النظر إلى خادمته, ويتلطف بولده في كلمته, ويرشده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه, هذا إلى جملة الحقوق التي ذكرناها لعامة المسلمين".
وقد وردت نصوص كثيرة من الشرع في بيان حق الجار نكتف بذكر بعض يسير منها:
قوله صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) وقوله صلى الله عليه وسلم: والله لا يؤمن , والله لا يؤمن, والله لا يؤمن. قالوا من يا رسول الله؟ قال: (من لا يؤمن جاره بوائقه).
وبهذا يتضح لنا بشكل جلي حق الجوار في الإسلام, ويلحق به زميل المهنة كما أسلفنا, فيعامل بمقتضى خلق الإيثار الذي هو من خصال المحبة المهنية.</b></i>



</B></I>

انؤنة 2010- 12- 25 03:33 AM

رد: مادة الأخلاق الأسلامية وأداب المهنة
 
المحاضرة الرابعة عشرة

نماذج من مواثيق الشرف (أو المهنة)



ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم:
مقدمة
المادة الأولى : يقصد بالمصطلحات الآتية المعاني الموضحة قرين كل منها .
المادة الثانية : أهداف الميثاق .
المادة الثالثة : رسالة التعليم .
المادة الرابعة : المعلم وأداؤه المهني .
المادة الخامسة : المعلم وطلابه .
المادة السادسة : المعلم والمجتمع .
المادة السابعة : المعلم والمجتمع المدرسي .
المادة الثامنة : المعلم والأسرة .


مقدمة :
تعد مهنة التعليم رسالة رفيعة الشأن عالية المنزلة تحظى باهتمام الجميع، لما لها من تأثير عظيم في حاضر الأمة ومستقبلها، ويتجلى سمو هذه المهنة ورفعتها في مضمونها الأخلاقي الذي يحدد مسارها المسلكي، ونتائجها التربوية والتعليمية، وعائدها على الفرد والمجتمع والإنسانية جمعاء. وبديهي أن تستمد الأمم والمجتمعات أخلاقيات المهنة من قيمها ومقوماتها، ونحن بفضل الله نستمد أخلاقيات هذه المهنة من عقيدتنا الإسلامية المقررة في القرآن الكريم والسنة المطهرة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا ومعلمنا في هذا الشأن {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ... }الآية. إن هذا الميثاق يتضمن ما يشعر به كل معلم أنه يتعين عليه مراعاته في أدائه لرسالته، وقيامه بعمله قبل أبنائه الطلاب وزملائه العاملين في الميدان التربوي، وقبل الوطن بوجه عام، والأمة التي ينتمي إليها بوجه أعم والإنسانية جمعاء، فالمعلم الناجح هو الذي يأسر قلوب طلابه بلطفه، وحسن خلقه، وحبه لهم، وحنوه عليهم وينال إعجابهم واحترامهم بتمكنه من مادته التي يعلمها، وببراعة إيصالها إليهم, والمعلم المحب لعمله يخلص له، ويجد المتعة فيه، وتهون عليه الصعاب والطالب يحب معلمه ويحترمه لما يجد فيه من قدوة حسنة، وعلم راسخ وحكمة ورفق، ورسولنا المعلم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).وبحب الطالب للمعلم يحب المادة ويستسهل صعبها ويتألق فيها فينظر المعلم كيف يدخل إلى قلوب أبنائه ليؤدي المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه, ومعلوم أن فاقد الشيء لا يعطيه، فالجاهل لا يستطيع أن ينفع العلم، والضعيف لا يقدر أن يعين بقوة، وأنى للمعلم أن يرقى بالمتعلم وأنّى للمربي إذا لم يكن رصيده من القوة في العلم والأمانة والخلق ما يسع المتعلمين. ومن هنا فالمعلم في المملكة العربية السعودية ينتمي إلى بلد شرفها الله بأنها منطلق رسالة الإسلام، كما شرفها بخدمة الحرمين الشريفين، لذا عليه أن يمثل المسلم الذي يعبد الله على بصيرة بعيداً عن الغلو أو التطرف أو الجفاء أو الانحلال وأن يكون لطلابه قدوة حسنة يتأسون به، مهتدياً بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الوسطية، التي دعا إليها الدين الحنيف في قول الله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً}.
المادة الأولى :
يقصد بالمصطلحات الآتية المعاني الموضحة قرين كل منها .
أخلاقيات مهنة التعليم: السجايا الحميدة والسلوكيات الفاضلة التي يتعين أن يتحلى بها العاملون في حقل التعليم العام فكراً وسلوكاً أمام الله ثم أمام ولاة الأمر وأمام أنفسهم والآخرين، وترتب عليهم واجبات أخلاقية.
المعلم:المعلم والمعلمة والقائمون والقائمات على العملية التربوية من مشرفين ومشرفات ومديرين ومديرات ومرشدين ومرشدات ونحوهم.
الطالب:الطالب والطالبة في مدارس التعليم العام وما في مستواها .
المادة الثانية : أهداف الميثاق :
يهدف الميثاق إلى تعزيز انتماء المعلم لرسالته ومهنته، والارتقاء بها والإسهام في تطوير المجتمع الذي يعيش فيه وتقدمه، وتحبيبه لطلابه وشدهم إليه، والإفادة منه وذلك من خلال الآتي:
1- توعية المعلم بأهمية المهنة ودورها في بناء مستقبل وطنه.
2- الإسهام في تعزيز مكانة المعلم العلمية والاجتماعية.
3- حفز المعلم على أن يتمثل قيم مهنته وأخلاقها سلوكاً في حياته.
المادة الثالثة : رسالة التعليم:
1. التعليم رسالة تستمد أخلاقياتها من هدي شريعتنا ومبادئ حضارتنا، وتوجب على القائمين بها أداء حق الانتماء إليها إخلاصاً في العمل، وصدقاً مع النفس والناس، وعطاءً مستمراً لنشر العلم وفضائله.
2. المعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها ويؤمن بأهميتها، ويؤدي حقها بمهنية عالية.
3. اعتزاز المعلم بمهنته وإدراكه المستمر لرسالته يدعوانه إلى الحرص على نقاء السيرة وطهارة السريرة ، حفاظاً على شرف مهنة التعليم.
المادة الرابعة : المعلم وأداؤه المهني:
1. المعلم مثال للمسلم المعتز بدينه المتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع اقواله ، وسطياً في تعاملاته وأحكامه.
2. المعلم يدرك أن النمو المهني واجب أساس، والثقافة الذاتية المستمرة منهج في حياته، يطور نفسه وينمي معارفه منتفعاً بكل جديد في مجال تخصصه، وفنون التدريس ومهاراته.
3. يدرك المعلم أن الاستقامة والصدق، والأمانة، والحلم، والحزم، والانضباط، والتسامح، وحسن المظهر، وبشاشة الوجه، سمات رئيسة في تكوين شخصيته.
4. المعلم يدرك أن الرقيب الحقيقي على سلوكه، بعد الله سبحانه وتعالى، هو ضمير يقظ وحسن ناقد، وأن الرقابة الخارجية مهما تنوعت أساليبها لا ترقى إلى الرقابة الذاتية، لذلك يسعى المعلم بكل وسيلة متاحة إلى بث هذه الروح بين طلابه ومجتمعه، ويضرب المثل والقدوة في التمسك بها.
5. يسهم المعلم في ترسيخ مفهوم المواطنة لدى الطلاب، وغرس أهمية مبدأ الاعتدال والتسامح والتعايش بعيداً عن الغلو والتطرف.

المادة الخامسة : المعلم وطلابه :
1. العلاقة بين المعلم وطلابه، والمعلمة وطالباتها لحمتها الرغبة في نفعهم، وسداها الشفقة عليهم والبر بهم، أساسها المودة الحانية، وحارسها الحزم الضروري، وهدفها تحقيق خيريّ الدنيا والآخرة للجيل المأمول للنهضة والتقدم.
2. المعلم قدوة لطلابه خاصة، وللمجتمع عامة، وهو حريص على أن يكون أثره في الناس حميداً باقياً، لذلك فهو يستمسك بالقيم الأخلاقية، والمثل العليا ويدعو إليها وينشرها بين طلابه والناس كافة، ويعمل على شيوعها واحترامها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
3. يحسن المعلم الظن بطلابه ويعلمهم أن يكونوا كذلك في حياتهم العامة والخاصة ليلتمسوا العذر لغيرهم قبل التماس الخطأ ويروا عيوب أنفسهم قبل رؤية عيوب الآخرين.
4. المعلم أحرص الناس على نفع طلابه، يبذل جهده كله في تعليمهم، وتربيتهم، وتوجيههم، يدلهم على طريق الخير ويرغبهم فيه ويبين لهم الشر ويذودهم عنه، في رعاية متكاملة لنموهم دينياً وعلمياً وخلقياً ونفسياً واجتماعياً وصحياً.
5. 5- المعلم يعدل بين طلابه في عطائه وتعامله ورقابته وتقويمه لأدائهم، ويصون كرامتهم ويعي حقوقهم، ويستثمر أوقاتهم بكل مفيد وهو بذلك لا يسمح باتخاذ دروسه ساحة لغير ما يعنى بتعليمه، في مجال تخصصه.
6. 6- المعلم أنموذج للحكمة والرفق، يمارسها ويأمر بهما، ويتجنب العنف وينهي عنه ويعوّد طلابه على التفكير السليم والحوار البناء، وحسن الاستماع إلى آراء الآخرين والتسامح مع الناس والتخلق بخلق الإسلام غي الحوار، ونشر مبدأ الشورى.
7. 7- يعي المعلم أن الطالب ينفر من المدرسة التي يستخدم فيها العقاب البدني والنفسي، لذا فإن المربي القدير يتجنبهما، وينهي عنهما.
8. 8- يسعى المعلم لإكساب الطالب المهارات العقلية والعلمية، التي تنمي لديه التفكير العلمي الناقد، وحب التعلم الذاتي المستمر وممارسته .
المادة السادسة : المعلم والمجتمع :
1. يعزز المعلم لدى الطلاب الإحساس بالانتماء لدينه ووطنه، كما ينمي لديهم أهمية التفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى، فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها.
2. المعلم أمين على كيان الوطن ووحدته وتعاون أبنائه، يعمل جاهداً لتسود المحبة المثمرة والاحترام الصادق بين الموطنين جميعاً وبينهم وبين ولي الأمر منهم، تحقيقاً لأمن الوطن واستقراره، وتمكيناً لنمائه وازدهاره، وحرصاً على سمعته ومكانته بين المجتمعات الإنسانية الراقية.
3. المعلم موضع تقدير المجتمع، واحترامه، وثقته، وهو لذلك حريص على أن يكون في مستوى هذه الثقاة، وذلك التقدير والاحترام، ويحرص على إلا يؤثر عنه إلا ما يؤكد ثقة المجتمع به واحترامه له.
4. المعلم عضو مؤثر في مجتمعه، تعلق عليه الآمال في التقدم المعرفي والارتقاء العلمي والإبداع الفكري والإسهام الحضاري ونشر هذه الشمائل الحميدة بين طلابه.
5. المعلم صورة صادقة للمثقف المنتمي إلى دينه ووطنه، الأمر الذي يلزمه توسيع نطاق ثقافته، وتنويع مصادرها، ليكون قادراً علة تكوين رأي ناضج مبني على العلم والمعرفة والخبرة الواسعة يعين به طلابه على سعة الأفق ورؤية وجهات النظر المتباينة باعتبارها مكونات ثقافية تتكامل وتتعاون في بناء الحضارة الإنسانية.
المادة السابعة : المعلم والمجتمع المدرسي :
1. الثقة المتبادلة والعمل بروح الفريق الواحد هي أساس العلاقة بين المعلم وزملائه، وبين المعلمين والإدارة التربوية.
2. يدرك المعلم أن احترام قواعد السلوك الوظيفي والالتزام بالأنظمة والتعليمات وتنفيذها والمشاركة الإيجابية في نشاطات المدرسة وفعالياتها المختلفة، أركان أساسية في تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية .
المادة الثامنة : المعلم والأسرة:
1. المعلم شريك الوالدين في التربية والتنشئة فهو حريص على توطيد أواصر الثقة بين البيت والمدرسة.
2. المعلم يعي أن التشاور مع الأسرة بشأن كل أمريهم مستقبل الطلاب أو يؤثر في مسيرتهم العلمية، وفي كل تغير يطرأ على سلوكهم، أمر بالغ النفع والأهمية.
3. يؤدي العاملون في مهنة التعليم واجباتهم كافة ويصبغون سلوكهم كله بروح المبادئ التي تضمنتها هذه الأخلاقيات ويعملون على نشرها وترسيخها وتأصيلها والالتزام بها بين زملائهم وفي المجتمع بوجه عام.
تابع كنموذج ثاني:
أخلاقيات المهنة في علم النفس / الميثاق الأخلاقي للأخصائي النفسي:
تمهيد :
لكل مهنة - من المهن الهامة فى المجتمع - أخلاقيات ومواثيق وقواعد ومبادئ تحكم قواعد العمل والسلوك فيها، وشروطه، وما ينبغى التزامه من جانب المتخصصين فيها، والممارسين لنشاطها. وهذ الميثاق الأخلاقى يعتبر دستورا تعاهديا بين المتخصصين، يلتزمون وفقا له بالسلوك الهادف إلى أداء مهنى عال، يترفع عن الأخطاء، والتجاوزات الضارة بالمهنة، أو مشتغليها، أو بالإنسان الذى تستهدفه هذه الخدمة النفسية.
ويكتسب هذا الدستور قوته واحترامه من قوة الإلتزام الأدبى والإجماع الصادق على أهمية تنظيم هذه المهنةمن جانب العاملين فيها.
ونقصد بالعاملين فى الخدمة النفسية، والذين سوف يشار إليهم فى هذا الميثاق بـ " الأخصائى النفسى " ما يلى : الحاصلون على البكالوريوس، أو الدبلوم، أو الماجستير، أو الدكتوراة فى علم النفس، ويعملون فى تخصصهم ، وعلى جميع من ينطبق عليهم هذا الإصطلاح التمسك بهذا الميثاق، وتوعية الآخرين به.
نظرا لأن عمل الأخصائى النفسى متشعب ومتنوع، فيجب أخذ ما ورد فى هذا الميثاق كوحدة متكاملة يضاف بعضها إلى بعض، كما أن تخصيص مجالات معينة فى هذا الميثاق، يعنى الإلتزام بها من جانب الأخصائى حين يمارس نشاطا، يندرج تحت هذه المجالات.
ويوصي هذا الميثاق بضرورة توعية طالب علم النفس، قبل التخرج فى الجامعة، ببنود هذا الميثاق ومبادئه.
كما نوصى أصحاب المهن والهيئات، التى تقدم خدمات معاونة للخدمة النفسية؛ كالأطباء النفسين، والاخصائيين الاجتماعيين، والمعلمين، وغيرهم، أو ممن يشاركون فى تقديم الخدمات النفسية، بإحترام مبادئ هذا الميثاق وروحه كأساس لإستمرار التعاون بينهم وبين الأخصائيين النفسييين.
مبادئ عامة:
1/1الاخصائى النفسى يكون مظهره العام معتدلا، بعيدا عن المظهرية والإبهار، محترما فى مظهره، ملتزما بحميد السلوك والآداب.
1/2 يلتزم الاخصائى النفسى بصالح العميل(1) ورفاهيته، ويتحاشى كل ما يتسبب، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فى الإضرار به.
1/3 يسعى الاخصائى النفسى إلى إفادة المجتمع، ومراعاة الصالح العام، والشرائع السماوية، والدستور، والقانون.
1/4 على الاخصائى النفسى أن يكون متحررا من كل أشكال وأنواع التعصب الدينى أو الطائفى، وأشكال التعصب الأخرى؛ سواء للجنس، أو السن، أو العرق، أو اللون.
1/5 يحترم الاخصائى النفسى فى عمله حقوق الآخرين فى اعتناق القيم والإتجاهات والآراء التى تختلف عما يعتنقه، ولايتورط فى أية تفرقة على أساسها.
1/6 يقيم الاخصائى النفسى علاقة موضوعية متوازنة مع العميل، أساسها الصدق وعدم الخداع، ولايسعى للكسب، أو الإستفادة من العميل بصورة مادية أو معنوية إلا فى حدود الأجر المتفق عليه، على أن يكون هذا الأجر معقولا ومتفقا مع القانون والأعراف السائدة، متجنبا شبهة الإستغلال أو الإبتزاز.
1/7 لايقيم الاخصائى النفسى علاقات شخصية - خاصة مع العميل - يشوبها الإستغلال الجنسى، أو المادى، أو النفعى، أو الأنانى.
1/8 على الاخصائى النفسى مصارحة العميل بحدود وإمكانيات النشاط المهنى دون مبالغة أو خداع.
1/9 لايستخدم الاخصائى النفسى أدوات فنية، أو طرقاً أو أساليب مهنية لايجيدها، أو لايطمئن إلى صلاحيتها للإستخدام.
1/10 لايستخدم الأخصائى النفسى أدوات أو أجهزة تسجيل إلا بعد استئذان العميل (2) وبموافقته.
1/11 الاخصائى النفسى مؤتمن على ما يقدم له من أسرار خاصة وبيانات شخصية، وهو مسئول عن تأمينها ضد إطلاع الغير، فيما عدا ما يقتضيه الموقف ولصالح العميل (كما هو الحال فى إرشاد الآباء، وعلاج الأطفال، ومناقشة الحالات مع الفريق الكلينيكى أو مع رؤسائه المتخصصين).
1/12 عند قيام الاخصائى النفسى بتكليف أحد مساعديه أو مرؤسيه بالتعامل مع العميل نيابة عنه، يتحمل هذا الاخصائى المسئولية كاملة عن عمل هؤلاء المساعدين.
1/13 يوثق الاخصائى النفسى عمله المهنى بأقصى قدر من الدقة، وبشكل يكفل لأى اخصائى آخر استكماله فى حالة العجز عن الإستمرار فى المهمة لأى سبب من الأسباب.
1/14 لا يجوز نشر الحالات التى يدرسها الاخصائى النفسى، أو يبحثها، أو يعالجها، أو يوجهها، مقرونة بما يمكن الآخرين من كشف أصحابها (كأسمائهم و / أو أوصافهم) منعا للتسبب فى أى حرج لهم، أو استغلال البيانات المنشورة ضدهم.
1/15 عندما يعجز العميل عن الوفاء بالتزاماته، فعلى الاخصائى النفسى اتباع الطرق الإنسانية فى المطالبة بهذه الالتزامات، وتوجيه العميل إلى جهات قد تقدم الخدمة فى الحدود التى تسمح بها ظروف العميل وإمكانياته.
1/16 يقوم الاخصائى النفسى بعمليات التقويم، أو التشخيص، أو التدخل العلاجى فى اطار العلاقة المهنية فقط، وتعتمد تقاريره على أدلة تدعم صحتها؛ كالمقاييس والمقابلات، على ألا يقدم هذه التقارير إلا للجهات المعنية بالعلاج، وعدا ذلك لابد أن يكون بأمر قضائى صريح.
1/17 يسعى الاخصائى النفسى لأن تكون تصرفاته وأقوله فى اتجاه ما يرفع من قيمة المهنةالنفسية فى نظر الاخرين، ويكسبها احترام المجتمع وتقديره، وينأى بها عن الابتذال والتجريح.


[نبه الدكتور في بداية المحاضرة الرابعة عشر الا ان هذه المحاضرة ليست داخلة في الاختبار وانما هي معينة فقط (للقراءة )
واللي حاب يتاكد يسمع كلام الدكتور في المحاضرة]


:33_asmilies-com::33_asmilies-com:

دعوتك


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 09:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام

Adsense Management by Losha

المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه